المثقف العراقي ودوره في حسم الجدل الدستوري القائم

افتتاحية BABYLON SLATESالعدد 14

تتصاعد وتائر الجدل الجاري في بلادنا حول صياغة الدستور العراقي أو وضع عقد اجتماعي لحين إجراء الاستفتاء الدستوري الشامل. والعراقيون أكثر ثقة بأغلبية تتطلع نحو صياغة تحفظ حقوق الإنسان العراقي وتتقدم به إلى عالم جديد تتحقق فيه فرص التطور الإنساني الحرّ.

وتعترض مثل هذه المهمة (مهمة صياغة الدستور) كثير من المصاعب الجدية وهي أحيانا مصاعب طبيعية تعود لاختلاف الرؤى والتصورات التي تراها مكونات القوى السياسية والاجتماعية العراقية هي الأفضل لمستقبلنا..

وحتى نسرّع من حسم أمر صياغة الدستور والاستقرار على الصيغة المناسبة والأجدى ينبغي للمثقفين العراقيين والمتخصصين من الأكاديميين وغيرهم أنْ يدلو بدلوهم في قراءة الوضع وتوجيهه الوجهة الإيجابية الملائمة.. إنَّ دخول المثقف العراقي إلى جانب الساسة جد حيوي في منع التشويش في الصياغة ومنع إدخال فقرات لا تلائم مسارات التطور اللاحق لشعبنا وبلادنا..

علما أنَّ قوى عديدة تعمل على وضع العراقيل الخطيرة ومحاولة تمرير الصياغات التي لا تخدم لا حاضر ولا مستثبل بلادنا .. وقد تقف خلف بعض هذه القوى جهات أجنبية لها مصلحة في احتدام الصراعات بين القوى الوطنية العراقية سواء بشأن أمور جوهرية أم بشأن أمور تفصيلية.

كما إنَّ تدخل المثقف المتخصص في الصياغة يؤدي إلى منح قوى التنوير والتقدم ممثلة المصالح الحقيقية لشعبنا أفضلية في التأثير لصالح الصياغة الإيجابية الصحيحة والصحية لدستورنا الدائم.. كما أنَّ مثل هذا الدور يعزز من التوجه العلماني الذي يحافظ على التوازنات بين مكونات شعبنا ويحافظ على حضارية مسارنا التاريخي المعاصر ويعيدنا إلى مدنية شادها أسلافنا من السومريين والآشوريين ومن كلّ قوى شعبنا الحية عبر تاريخه الوضّاء..

لذا كان على مثقفينا ألا يتقاعسوا اليوم عن الدخول للادلاء برؤاهم المناسبة في كتابة الدستور العراقي الجديد.. وفي وضع موازين القوى التي تحفظ لكلِّ العراقيين وشرائحهم كافة من دون استثناء حقوقهم التي تُكفَل دستوريا ومن ثمَّ في واقع الحياة وليس لغير المثقف العراقي المتنور أنْ يقوم بهذا الدور الجدي المناسب.. وعلى مثقفنا ألا يتردد في العمل الآن وليس غدا..

وليتأكّد المثقف بأنَّه إنْ لم يقم بدوره الملائم اليوم فلن يستطيع في الغد القريب التعبير عن تصوراته في ظل احتمال المصادرة والاستلاب على حسب صياغة دستورية تصادر حرية التعبير تحت ضغط قوى ظلامية تفرض رؤاها في ظل اختفاء دور التنوير الثقافي المناسب..

رئيس التحرير  

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *