ماذا تعني مخيمات الانتظار؟؟؟

بعد أنْ يقدم المرء طلب اللجوء للسلطات وتعترف بطلبه .. يصبح من واجباتها توفير الحماية المؤقتة لحين البتّ بطلبه ذاك بالصورة النهائية. وعلى الرغم من أية ملاحظة تخص السبب الذي يقف وراء (تكرار) البحث في الملفات المقبولة (والتريث طويل الأمد) فإنه ليس من شأن ّ هذا المقال إلا التركيز على واحدة من مشكلات ما بعد الاعتراف الأوّلي بالطلب , ألا وهي مشكلة الآماد الطويلة التي تنقضي على الإسكان القسري في مخيمات الانتظار التي تسمى هنا الـ (AZC) وهي تختلف من حيث الأحجام الاستيعابية أو طبيعة البناء فبعضها يتشكل من خيمة كبيرة واحدة تُقسَّم على غرف وحجرات مختلفة السعات وأخرى تتكون من بناء عمودي أو قد تكون من (كرفانات) تحتوي على ما يُسمى غرف هي أقسام صغيرة الحجم لا تتجاوز مساحتها (2.5X1.5متر) أو حتى أصغر من ذلك

https://www.somerian-slates.com/mss_old/h10.htm

“ De Irakese vluchteling”  En het langdurig leven in de kampen

وينبغي على شخصين أنْ يناما في غرفة من هذا الحجم على سريرين بشكل عمودي.. ويشتمل الـ CARAVAN  وترجمته (المتنقل على عجلات) على ما يمثّل صالة معيشة بضمنها المطبخ ودواليب المواد المنزلية … ولكن على أية حال لا تتوقف هذه المسألة عند طبيعة السكَن المنفرد ؛ ولكن تمتد إلى مسائل الجمع القسري لعدد يصل إلى معدل الـ (500) فرد وأكثر في موضع يُفترض بكل المقاييس ألا تزيد فيه مدة الانتظار على شهور معدودة (حسب بعض الاتفاقيات) لما يترتب عليه من مشكلات نفسية تخص مشكلة الانتظار واجتماعية  تنبني على جملة تعقيدات ناجمة عن مثل هذا الوضع… وفي الحقيقة ليس هناك من جهة مسؤولة يمكن للموضوعين في تلك المعسكرات أنْ يروا فيها عامل الحسم لإنهاء فعل الزمن الممتد ضياعا من حياتهم المجمّدة عن أي نشاط إنساني يلائم مؤهلاتهم وتكوينهم أو يعدّهم من جديد للاندماج في عالم قد يصدر قرار بضمهم إليه (وإنْ جاء متأخرا‍‍ لبضع سنوات فقط!! وعلى سبيل المثال لا الحصر إذا حسبنا معدل عمر العراقي وهو على وفق آخر الإحصاءات لا يزيد على 35 سنة وحسبنا مدة انتظار خمس سنوات فإنَّ ذلك يعني وقف حياة الفرد مدة تشكل نسبة حوالي 15% من جملة عمره وهي ليست بنظر مَنْ يضعهم تحت هذه الحالة نسبة مهمة أو خطيرة كما أنها ليست نسبة تدفع للتفكير بالنتائج الإنسانية الكارثية لمثل تلك المعاملة!! وأفضل ما لدى مَنْ بيده سلطة القرار هو تلك المعالجة الانتخابية التي يحيل بها موقفه السلبي الخطير إلى مواقف الناخب وكأن هذا التعامل اللاإنساني يعود لقرار شعبي وليس إلى قرار يخالف المعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان!!)..

ولتوضيحات عملية مباشرة آثرنا متابعة الحالة على أرض الواقع وليس عبر معالجة قد يُزعم أنها موقف نظري يعود لرؤية صاحبه لا إلى واقع الحال.. التقينا في أحد المخيمات بعدد ممن يسكنون فيه وبعامة كانت الإجابات مقرنة بتجنّب تشخيص أية جهة حكومية أو إدارية وتحميلها سبب ما هم به من مصاعب ومشكلات وقد يعود بعض هذا إلى تخوّف من أنْ يؤثر ذلك على نتائجهم التي مازالوا ينتظرونها (بأمل) منذ سنوات. تقول امرأة في منتصف العقد السابع من عمرها أنا في هولندا منذ أغسطس 2000 بقيت في الـ OC  حوالي ثلاثة أشهر وها أناذا منذ ذلك الحين هنا في هذا الـ AZC الذي اختير لي بعد أنْ كنت طلبت آخر في أمسفورت لأكون قريبة من ابنتي عساها تستطيع مساعدتي ولكنني الآن لا أستطيع الذهاب إليها بسبب من كون المكان يتطلب مني أنْ أمشي مسافة نصف ساعة حتى أصل لموقف الحافلة التي تقلني طوال حوالي الساعة قبل أن أمشي مرة أخرى لأصل ابنتي التي تنشغل في عملها وأبنائها وبيتها الصغير الذي لا يكاد يتسع لعائلتها.. لقد عانيت من مشاعر الألم والضجر عند وصولي للمعسكر وبقيت طوال الأيام الثلاثة الأولى أعاني وفوجئت بوجود أطفال مع العائلة التي أسكنوني معها فضلا عن زوج الفتاة التي تسكن معي وهو أمر تعارض تماما مع تصوراتي الحياتية وأثّر هذا كثيرا عليَّ مثلما أزعجني دائما تناول بعضهم الكحول والتدخين المستمر وزيارات الـ (بوي فريند) حيث يسخرون من موقفي من كل تلك الأشياء التي لا أستطيع معايشتها أو النظر إليها.. وذكرت غير هذا مشكلات الاستخدام المشترك للحمام والمطبخ وبعض الأمور الأخرى مثل التلفزيون بل كل شئ هنا غير ممكن في هذه المساحة الصغيرة المغلقة كصندوق علينا.. وتقول: إنني أتألم لحظة بلحظة وفي نفسي حرقة كبيرة وليس من أحد يفهمني بعمري هذا هنا وكثيرا ما كانت اللغة معرقلا عن فهم الآخرين لما أريد وقد حاولت دائما أن أتعلمها لتخفيف ما يجابهني .. وعن السوق والتسوّق تقول أنها لا تستطيع قطع المسافة بلا صعوبات ومشاكل وحمل أغراضها عبر طريق الغابة الذي يجب أن تقطعه قبل أن تصل أقرب سوق خاصة في ظروفها الصحية غير المرتاحة إذ تشعر بالمرض منذ وصولها وبالآلام في كل بدنها .. تقول إنني لا أنام وعلى الرغم من حسن تعامل المسؤولين عن الصحة فأنا أتألم وأبكي طوال ليلي.. أنا منعزلة أشعر أني وحدي وغريبة حتى بين المعارف الذين يتكلمون لغتي وليس بإمكاني الذهاب لابنتي لا ماديا ولا صحيا فأنا أشعر بالدوار حال ركوبي الحافلة ومهما تكلمت فأنا متعذبة ومع هذا أحرص على دراسة اللغة وإن كانت لا تحلّ مشاكلي .. كان أفضل لو أنهم قدروا وضعي فلو كنت قريبة من ابنتي لساعدتني في حياة صارت جحيما ؛ لم يعد لي نفس في الأكل أنا متعبة ليلي أسهره  أرقا وقلقا وبصري ضعف هنا فقط عندما جئت إلى هنا صار بصري هكذا وبدأت أشعر برجفة في أناملي وأطرافي ماعاد لي قدرة على الاحتمال..

فإذا تركنا هذه السيدة واستمعنا لصوت جيل شاب ممثلا في إ. ش تقول عندما جئت إلى هنا اعتقدت أنَّ بقائي سيكون كؤقتا بعدها سأنطلق في عالم المدينة والحضارة وأنشطتها المتفتحة لكن مع مرور الوقت وشيئا فشيئا بدأ الملل يدب في كياني وصار الضجر عنوانا لوجودي هنا وبعد أن كنت أتوق إلى ممارسة أنشطة متنوعة ما صار عندي اليوم أكثر من محاولات للمحافظة على ما عندي من معلومات ومعارف اكتسبتها  في جامعتي العراقية ومجتمعي.. فإذا قات لنفسي أن لقائي بجنسيات مختلفة أتعرف من خلالها إلى طبائع وخصائص عدة فإن حقيقة الاتصال بالمجتمع الهولندي وإمكان الاندماج معه تظل حالة بعيدة بسبب مما تولّد في ضوء العزلة والانفصال خلف أسوار الكامب التي تبقى شاخصة داخل نفوس الناس حتى وإنْ قيل لهم ومن يمنع لقاءكم بالمجتمع؟ فذلك تساؤل يعدّه قاطنو الكامب سخرية ظالمة فنحن في الحقيقة نعيش على هامش الحياة أو خارجها وكثير من المساهمات التي يقوم بها موظفو المساعدة لا تجدي بل ما عاد كثير منا يذهب إليها لقناعة في الروح داخل النفس بعدم جدواها ومثال استماع الباحثة الاجتماعية التي ما أن ننتهي من الكلام معها حتى تعلق “ها هل فرغت الهموم ؟” وعند هذا الحد ينتهي الدور أو المهمة ولا شئ يمكن لهؤلاء أن يقدمونه في أية إشكالية نتطرق إليها سوى أننا نستدعي ما يثير المواجع… وقد اختُزِل دور الـ VVN بمجرد الاتصال الهاتفي بالمحامي لا أكثر‍… وليس لشخص سوى التوجس والعزلة خوفا من هكذا تجمع طارئ وظروفه المعقدة بخلاف ما كنّا عليه أيام المدرسة والجامعة في اختيار الصداقة والانفتاح الاجتماعي الواسع  .. ثم إن هذا السكن يظل غير مريح وسببا في كثير من المشكلات بكل المقاييس ولكن ما العمل أمام الاضطرار.. وإجابة عن سؤال كم من الوقت يمكن أن تخصصه للعمل الفكري أو القراءة ؟ كانت الإشارة إلى أن ضغوط الواقع لم تترك الوضع النفسي الملائم لذلك ولهذا ففي وقت كانت إ. ش تقرأ كتبا كثيرة في العام الأول لوصولها لم تعد تستطيع إكمال كتاب اليوم في شهور وما عاد في المتناول الصحف اليومية ولكن ما بقي هو التطلّع نحو الجرائد والدوريات الصادرة في المنفى عساها تنقل بعض أحبار الداخل وهو أول ما يشدنا وأكثر مما تشدنا لقراءتها أخبار الخارج وفذلكات حواراتها وعوالم الصراعات غير المجدية فيها.. مَنْ يعيد لنا أيامنا وعمرنا الذي ما عدنا نملك منه سوى التحكم بأنفاسنا المتبقية وضربات القلب الخافقة بين الأضلع لو كان بإمكان الظروف القاسية أنْ تنالها لنالت منها‍ وقد يحصل مَنْ يدري؟!! وإذا كانت الفتاة تحكي همّ النشاط وافتقاده ومشكلات تمنع القراءة والاستزادة من المعارف والعمل على وفق التخصص وحديث السيدة الكبيرة عن مشكلات الرعاية المتناسبة مع عمرها الذي تحتاج فيه لخصوصية في أجواء عيشها اليومي ومتعلقات قدرتها على الوصول إلى حاجاتها ضمن ظروفها الخاصة فإننا سنجد مَنْ يطرح موضوعات أخرى ومشكلات جديدة في أجواء الكامب تلك المتعلقة بالسيدات اللواتي ينظرن إلى أبنائهن وهم يخطون طريق حياتهم في ظلال ما يكتشفون من حقائق تخلق لهم كرها للمجتمع الذي يعاملهم بعنصرية أو تمييز يستلبهم أبسط حقوقهم في التعليم والصحة .. تقول سيدة هنا (إ. هـ) : ها أنا ذا بعد هذه السنوات لا أعرف ما أقوله لأولادي أو ما أبرر فيه ما يجابهونه في انتظار نتيجة لا يعرفون لماذا تحتاج كل هذا الوقت ومعهم الحق فيما يقولون لأنّهم ينظرون حولهم بخاصة في المدارس التي التحقوا بها بعد جهود فوق طبيعية فلا يستبعدون من قواميسهم مفردة التمييز! وهم لا يعرفون لماذا ينبغي عليهم أن يمتحنوا الصف الواحد أو المستوى الواحد عدة مرات قبل أن يستطيعوا الانتقال إلى المسستوى التالي مثلما لا يعرفون لماذا يجري إعادتهم إلى مستويات دراسية أدنى من مستوياتهم حتى بعد أن يثبتوا عبر عدة امتحانات حقيقة مستوياتهم وقد حصل مع أولادي ذلك وأسمع كثير غيري يعاني من المشكلة ذاتها والإجابة دائما تبريرية تتعامل مع الأبناء باستلاب لحقوقهم ومع الآباء بسخرية من عقولهم وإنْ كانوا من الأكاديميين أو حتى الأساتذة وأكثر من ذلك يتحدث البعض (من التدريسيين والموظفين) إلى الأبناء بصورة مباشرة على أن آباءهم لا يعرفون من المجتمع الجديد شيئا وهم إذ يحتجّون فإنما ينحصر ذلك في أمور شعورية لا تنفع في مستقبلهم والمفيد هو ما يرتئيه المتحدثون إليهم ؟! وهناك اختراقات أبعد من سلوكية أو قانونية تدخل في صميم حقوق الإنسان ولكن في جميع الأحوال لا نملك إجابة في ظروف عيش اضطرارية ها هو ابني الصغير المتميز في دراسته تتراجع أوضاعه السلوكية فينقلب مزاجه نحو الحزن والاكتئاب وذاك الكبير يعزل نفسه من دون الحديث أو التعليق فهو يشعر أن لا حول لنا في الوضع القائم ولا قوة .. جميع أبنائي انصرفوا إلى درسهم يحاولون معاكسة الزمن الذي يضغط عليهم فهم في ضجر دائم أليس ذلك من حقهم؟ في زمن يعودون من مدارسهم حوالي الخامسة بعد رحلة صباحية تبدأ قبل السابعة وتنقل بين الحافلات لثلاث ساعات ذهابا وإيابا هذا غير مخاطر الطريق الذي يقطعونه على دراجاتهم في الظلام وتحت المطر وبمعاكسة مع الثلج والرياح الغاضبة وغير ذلك كثير! لقد أصبحنا هنا كثيري الاستثارة والنرفزة أو العصبية والمزاج الحاد بخاصة أننا حبيسي الـ caravan الصغير طوال يومنا بلا أي نشاط اجتماعي ولا علاقات من تلك التي كنا نحياها ولا بديل لها لاتربويا ولا اجتماعيا.. ما العمل في ضوء ما يجري ..عندما يُسجن أب أو أم لا تكون العائلة معه هنا العائلة كلها سجينة, هذه هي حقيقة الوضع وجوهره وعلينا تحمّل النتائج المأساوية الخطيرة تحت سياط  قرارات لا تنظر إلينا إلا من خلال أوراق يكفينا منها أنها لا تقدِّم ولكن مالا يمكن تحمله أنها تؤخر وتدمر فينا إنسانيتنا : إذ كيف يمكن التفكير في مجتمع يحاربك في وجودك الإنساني  في ظل ما يدعى تطبيق القوانين المرعية وهي في الحقيقة أي القوانين حتى هذه لا تُطبَّق بما تكفله المواثيق والأعراف الدولية .. ألا يقولون : إن اتفاقية ضد التعذيب تكفل سرعة البتّ بقضايا طلبات اللجوء أم أن السرعة تظل نسبية حتى تشكل كل هذه السنوات  حالة طبيعية في انتظار الإجابة السلبية التي تأتي بعد ثلاث أو خمس سنوات من التعايش مع ظروف لا إنسانية لا تستطيع العوائل بعد كل هذه السنوات لا العودة بأبنائها إلى مجتمع انقطعوا عنه ولم يروه في عمرهم الجديد ولا البقاء في ظل مطاردة سيف انتظار قاسِِ أو إجابة سلبية تضعهم تحت طائلة المتابعة القانونية .. إنها كلها سيوف مسلطة على مشاعر الآباء والأبناء الذين كبروا مع هذه المشكلات ومخاطرها التي تتهدد مستقبلهم بعد أن أتت على مستقبل آبائهم وحاضرهم في إبعادهم عن العمل ومن ثمَّ عن الحياة الإنسانية وجوهرها.. هل من نهاية لمثل هذه المأساة؟ لا أعرف إجابة في ظل العتمة التي تحيطني وهي عتمة مقصودة في التعامل معنا ولا تكفل حالة الاتصال بالمحامي أية وسائل لحل موضوعي ملائم لأنه لا يملك على حد علمي وتجربتي أية سلطة حتى للدفاع  الحقيقي عن معطيات قوانين حقوق الإنسان هذا إذا كانت هذه القوانين لا توافق على ما يجري في مخيمات الانتظار طوال سنوات ممتدة من أعمار هذا الجمع الكبير من الناس …

وفي اتفاق كثير من الآراء قيل إن من يقع عليهم عبء هذه المعاناة هم أصحاب الحق من طالبي اللجوء الذين يلتزمون بالقوانين وتوجه حياتهم ضوابط وأعراف إنسانية إيجابية وليس أولئك الذين جاؤوا وفي جعبتهم وسائل التحايل على القوانين وتنفيذ مآربهم الشخصية الضيقة … إن المعاناة ممتدة امتداد حقبة الانتظار ونقول هنا حقبة إمعانا في توضيح ثقل أجواء معسكرات الانتظار والزمن الذي يُحتجَز فيه المرء .. ومع ذلك في الطرف الآخر هناك حيث الإدارة التي تعمل جاهدة على محاولة تجاوز الأوضاع القاسية وفريق العمل الاجتماعي التطوعي يعمل في ظروف قاسية غير طبيعية ويواجه مهمات إنسانية كبيرة لا يمكن أن يحمله أحد مسؤولية المشكلات التي استمعنا إليها لأنهم يمكن أن يؤدوا مهماتهم بنجاح تام إذا ما كانت إقامة طالبي اللجوء قصيرة أو مؤقتة ومحدودة لكن أحدا كائنا من يكون لا يمكن أن يقف بوجه الزمن وفعله .. فما يتم إهداره هنا في مخيمات الانتظار هو عمر الإنسان وليس حاجة عرضية من أملاكه .. وليس من أحد بمستطيع أن يعوض أحد عن عمره .. ولهذا آثرنا التوقف في هذا الاستقراء عند عرض بعض الأصوات وهمومها عسى أن تلقى صدى لدى القوى التي تزعم دفاعها عن حقوق الإنسان من منظمات وجمعيات وتنهض بواجبها في التدخل والضغط بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وعسى أن يُخلَق رأي عام يستطيع الدفاع عن وجوده الإنساني ويبعد عن نفسه همجية التعامل مع هذه المجموعة البشرية.. أما المسؤولين عن تطبيق القوانين من إدارة حكومية فإن عليهم تذكّر هذه الصورة وهم ينفذونها لكي لا تستمر هذه الظاهرة وأن يتواصلوا مع مؤسسات المجتمع التي تعنى بالقضية بما يكفل وضع حد أخير للمعاناة التي نثق بعدم وجود قصد سلبي مبيّت في استمرارها ومن ثمَّ نثق بإمكان تجاوزها في ظل تفاعل جميع الأطراف إيجابيا في ظلال فسحة واسعة لحقوق الإنسان وعدالة القضاء في مجتمع ناضل طويلا قبل أن يتحصّل على ما هو عليه اليوم من نظام  ليبرالي تفرض مؤسساته المدنية سلطاتها الديموقراطية الكبيرة…

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *