مزاج التحدي والعمل الثقافي المثابر

كلمة العدد  السابع ألواح بابلية

         بُعَيْدَ مؤتمر القرارات الصعبة, مؤتمر وضع الستراتيج الجديد لعملنا الثقافي في المهجر, حيث نستقر مكاناَ َ بعيداََ عن فضاءات ثقافتنا داخل بلادنا نجد أنفسنا ملزمين  بتحدي الذات التي كثرما خضعت لتشنجات الغربة وأمراضها وسلبياتها؛ تحدي الذات في اغترابها وحتى انفصامها أحياناَ َعن التفاعل والاندماج مع طبيعة واقعنا الثقافي العراقي الجديد.

          ومنطلق هذا التحدي يكمن في ما يُطرَح علينا من أسئلة الواقع الجديد والدور المُناط بالمثقف العراقي وهو يعيش في بلاد المنفى الملكوت! ويكمن فيما يلزمُنا من عمل مثابر ينتظرنا فيه كثرة كاثرة من أبناء شعبنا في الداخل وهم يعلّقون أمل دعمنا لإعادة إصلاح المخرَّب وبناء ما دمّرته عقود الظلام والتجهيل ومعاداة نور الثقافة وطمس معالم الحضارة ..

           وهكذا فنحن بمجابهة عمل تواصلي دائب على إعمار ذواتنا وإعادة الحيوية إليها عبر ذاكرةِ ِ ترتبط بغير انفصام مع رحم الحياة المشدود إلى بغداد الحكمة وبصرة العلوم ونينوى الفن وكوفة الفقه وكلّ مدننا وشواهدها من منارات الحياة المتحضرة.

             وتأسيسا على ذلك نجدها فرصة مؤاتية لدعوة زملائنا من المثقفين والمبدعين كافة لتجاوز ما مضى وولَّى إلى غير عودة والانخراط في ميدان العمل والابداع ونحن على غاية من التأكُّد من أنَّ جذوة العطاء عند أبناء الرافدين لم ولن تنطفئ على الرغم من كلِّ العواصف الهوجاء المحيطة. إنَّها دعوة للتقدم بمشاريع البناء مشاريع الإعمار والتعاون مع زملائنا وشعبنا .. فاللحظة التاريخية اليوم لا تسمح لنا بالتقاعس أو التلكؤ وواجب المثقف يتقدَّم على واجبات كثيرين غيره لما يُفترَض فيه من توضيح طريق قد يلتبس على بعضهم وليس غير المثقف المتنور مَنْ يرسم معالم المستقبل القريب والبعيد. وليس غير مبدعنا مَنْ يبدع الجمال وجنان الحياة…

             نحن في رابطة الكتّاب والصحفيين والفنانين الديموقراطيين العراقيين نثق بأنكم ستتقدمون للعمل المبدع المثابر ولتحدي الذات وتجاوز الواقع المريض وخلق الحيوي الجديد.. وهذا الموقع بين أيديكم ومجلة ألواح بابلية معاصرة رهن ما تبدعون ونشرة الرابطة وهي أوليات صغيرة الشأن إذا ما تحدثنا عن واجب الوقوف بقوة بمجابهة إدانة جرائم دفن الأبداع كما حصل بالأمس مع مدرسة الموسيقا والباليه العراقية ببغداد..

             وإنَّا لسويّاَ َ في ميدان العمل والإبداع وليس ميدان الانتظار فما عاد وقت للانتظار والضياع..

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *