أطفال العراق وقودا لمحرقة الفاشست الجدد!!!

بالأمس كان الطاغية الشره لمشاهد العنف والدم يمتص حياة العراقي يوما فآخر ودمه قطرة فأخرى.. ولم يستثنِ من أفعاله الهمجية الدراكولية أحدا فطاول بأعماله النساء بنات وأمهات واتجه بدمويته وتصفياته إلى الأطفال. واليوم يعاود المشهد الدموي الحياة اليومية للعراقي مرة أخرى…

 ولنبدأ بالمشهد من صورة الطفل الذي تقتله الوحوش الكاسرة التي نراها بشكل آدمي وبجوهر وحوش الغاب وأفعالها! ففي قبو سجن من العراق \ السجن تضغط مخالب وحش على رقبة طفل بعمر الأشهر الثلاثة ليضرب رأس الطفل بالحائط الكونكريتي للزنزانة حتى ينفلق الرأس وينفلق قلب الأم التي ترى بأم عينيها ولدها يُقتل بكل تلك الوحشية غابرة الزمن ولكنها تطل على عصرنا عبر بقايا سلالة الجريمة المتمثلين في أزلام دراكولا عصرنا!!

ومشهد صبية يُخطفون من أحضان أمهاتهم ليؤخـَذوا إلى مقاصل سيوف جلاد العصر فتـُقطـَع رؤوسهم أمام الأنظار لأنَّهم أبناء معارضين أو متهمين بتوزيع منشور أو بانتماء إلى حزب معارض! وتستمر المأساة في أخذ هؤلاء إلى حيث إنشاء انتحاريي صدام فهم قرابين الموت لحماية حياة الطاغية والويل لأيّ خطأ مهما صغـُر لأنَّ العقوبة ليست أقل من إعدام!

والمشاهد الفضيحة ليست حالات فردية بل سياسة ثابتة حيث شعار خذوهم صغارا يتحول إلى نقيضه.. فالأصل فيه تربية النشء على الخير والمحبة والسلام فيما هنا يستكمولونه ليكون خذوهم منذ نعومة أظفارهم ليكونوا الوقود الأسهل لمحرقة القتل والذبح على الطرق الحلال والحرام لا فرق المهم ممارسة عمليات الذبح والموت!!!

اليوم تلعب ميليشيات الموت الدموية مهمات تنوب عن ميليشيات الطاغية المهزوم, فهي تأخذ الأطفال جيشا لها عفوا وقودا لمحرقتها, وهنا لا يأخذونهم لاستغلال في سوق العمل وانهاك أبدان الصغار والاتجار بهم وبهنّ بل يأخذونهم إلى ميادين الموت والحروب السوداء ورايتها السود التي تجلل الحياة الإنسانية بسواد الفضيحة وسواد العار وسواد المشهد الآدمي..

إنَّهم يأخذون الأطفال يغررون بهم ويعشمونهم بجنان الخلد لأنَّهم يعيشون نهاية الزمان ومرحلة ظهور صاحب الزمان وجيشه ولا سؤال من هؤلاء المساكين عن أيّ  من شروط توكيد تلك الحيلة التي طالما اُستـُخدِمت في مراحل مختلفة من حياة البشرية وفي أماكن مختلفة فهنا سيظهر السيد المسيح وهناك سيظهر المهدي المنتظر (عليهما السلام) ومَن يزعم هذا وذاك ليس سوى أدعياء ليس لهم علاقة بدين ولا اعتقاد ولا أخلاق ولا قيم إنسانية ولا يرتقون إلى مستوى تلاميذ أوفياء لمقاعد التلمذة, فهم متفرغون لألعاب الحرب الدموية!

ليس من شأننا في هذا المقام مَن هم ومَن يخدمون؟؟ وليس من شأننا ما تربيتهم؟ وما يبتغون؟ ولكن من شأننا انقاذ مئات وآلاف أطفالنا الذين يُساقون إلى مجاهل الموت الأسود بحجج وذرائع أقل ما يُقال عنها إنَّها من السخف ومعاداة قيم الدين السمحاء التي تتظلل متخفية وراءها وانتهاك قيم المذهب الشيعي الذي يرفع رايات الانتصاف للمظلومين واستهانة بكل قيم الإنسانية وهي تعمل على حفظ حقوق البشر وبالذات منهم الأطفال!!

فيا ويل أمة تسمح لزعرانها  ولمجرمي الشوارع وسوَقـَة ميادين العبث بالحياة الآدمية بأنْ يسرقوا أبناءها ويضعونهم في مهالك دروب الخراب والدمار! ولا حجة ولا ذريعة بجهل أو تخلف أو بعدم معرفة أو باستغلال مشاعر طائفة وطقوسها لأنَّ الحقيقة ساطعة كالشمس فلا دين ولا عدل ولا قيمة إنسانية ولا حق في حروب ميادين القتل واحتفالات الموت الأسود!!!

فلا ترسل عائلة طفلا إلى محرقة الموت إلا وكانت ترسله إلى جحيم يومه وجحيم غده في عالمه الآخر لأنَّه يدخل عالمـَيـْه في دنيته وآخرته من بوابة الاعتداء على قيم الدين السمحاء العادلة المنزهة وعلى قيم حقوق الإنسان دينا ودنيا.. فهل من صواب في إرسال ابن إلى ذياك العالم البائس من الكفر والجحود بكل قيم الأرض والسماء؟!!!

إنَّ الحقيقة الناصعة هي أنَّ قادة الشوارع الخلفية, قادة الجريمة والاعتداء على مصالح الناس وحقوقهم, قادة مصادرة حياة أطفالنا وجعلهم قنابل متحركة مفخخة يفجرونها عن بعد بمعرفة المساكين وبعدم معرفتهم, قادة العصابات التي تأخذ أطفالنا رهينة ووضعهم وقودا لحروبهم وجرائمهم .. إنَّ قادة كهؤلاء هم ليسوا أكثر من مجرمين مارقين على الأديان ومذاهبها كافة وعلى الشرائع السماوية والبشرية وعلى كل عدل وإنصاف فهل من عاقل يتبع مثل هؤلاء؟

هل من عاقل ناقش مَن يكون هؤلاء؟ ومن أين أتوا؟ وماذا يقصدون؟ وماذا يستهدفون؟ وما آليات عملهم: وإذا كانت آليات أنشطتهم الإجرامية مفضوحة كما يرى العامي والشامي .. فأعمالهم جرائم ولا غير ومنها بالتحديد تلك التي يكون أطفالنا محرقتها.. فعجبا أنْ يقتنع عاقل بأنَّ تلك الجرائم هي طريق تحقيق مقاصد الشرائع السماوية والبشرية!! وعجبا أنْ تكون تلك المقاتل الدموية بكل بشاعاتها التي ما ظل أمامها حرمة لشريعة ولا شعيرة, طريقا لحل مشكلاتنا والعودة بحقوقنا!! وعجبا من أنْ تظل تلك الهمجية الدموية طريقنا إلى السلام والتآخي والعدالة!!!

وهنا لا أعود للتذكير بشريعة سماء ولا بقانون أرض بل أذكر بطبيعة البشر بخاصة لدى الأم ثكلى بابنها, أمن الحق ما يمكن أنْ تسكت عليه أم وابنها يكون وقودا لمحرقة السوقة والجهلة والأوباش وزعماء العصابات ومخترقي القانون؟ أمن العدل أن تسمح أم لأي كان بأخذ ابنها منها لمقصلة الدم والموت؟ أمن الإنصاف أن ترسل أم ابنها إلى حيث الضلال والخراب والموت الأوسد لابنها يقتل بجسده المتفجر عائلة جيرانها أمّا وأبا وأبناء؟ أهذا هدف إنساني أن يكون القتل سياسة حياتنا؟

أجعل أبنائنا وقودا للجريمة سياسة حكمة أو عدل أو سلام أو محبة؟ أإرسال أبنائنا يمثل انتقام أمّ أو أهل لأجل أشياء وهمية.. أترسل أم ولدها إلى الموت الأسود امتهانا للحياة واعتداء على ما حرَّمت الشرائع السماوية وأعراف البشرية فعله؟ لا يمكن أنْ ترسل أم ابنها إلى حيث يُخدَش فكيف يجري اليوم أنَّ بعضهنّ يرسلنهم لمقاتلهم في ميادين المجرمين والسوَقـَة؟!!!

لا عجب في ذلك فليس الجهل وحده هو ما يدفع إليه. وليس التضليل وحده هو الدافع. ولا وجود لروح الانتقام في قلب أم أو أب ولكنه الإكراه والإجبار وأخذ الأطفال الأبناء فلذات الأكباد رهائن من كل عائلة في مخادعة لا تمرق إلا بالقسر ومنع المناقشة والجدل مع القريب والغريب.. فقادة الجريمة من زعران العصابات المافيوية لم يعد أمامهم في الظرف القائم, ظرف الانفلات الأمني واختلاط الحابل بالنابل, ظرف الظلام وسطوة القوة وشيطنة شياطين الجريمة, لم يعد ما يمنعهم من سرقة حياة أطفالنا زهور حياتنا ووضعهم وقودا لمحارق جرائمهم جرائم الكفر بكل دين وبكل شعيرة وطقس وبكل عرف وقانون وبكل خلق وسلوك…

أما نحن وأمهات أطفال العراق فليس لنا اليوم من حجة للتساهل في أمر حيوات أطفالنا بعد أنْ هُزِم الطاغية الذي طوَّح برقاب مئات الآلاف من أبنائنا ولم نستسلم بالأمس ولكنَّنا ينبغي اليوم ألا تهدنا متاعب أو أوصاب لأنَّ الأمر يتعلق بحيوات الأبناء ودمائهم وليس بطرطوشة ماء وعلينا أنْ نقف وقفة حزم وحسم من أجل وقف الجريمة ومنع هلاك الأبناء وابعادهم عن محارق الفاشست الجدد الذين يرفعون الرايات السود خداعا وتضليلا وأي مخادعة وأي تضليل يجعل قلوب الأمهات تقبل بإرسال الأبناء إلى حيث الموت الأسود..

خاص بالكاتب العراقي    www.iraqiwriter.com

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *