استقلالية الخطاب الثقافي والموقف المسؤول

كلمة الثقافة في جريدة البيت العراقي عدد 24بهولندا:

 تتلاحق الأنباء وتتصاعد وتائر أزمة هي في الأصل مستعصية نالت نصيبها من التعقيد وطفح فيها الكيل حتى عيل صبر الصابرين! ومع ذلك فإن هواة الجدل البيزنطي ما زالوا يعزفون على أوتار استقلالية الخطاب الثقافي وأن لا صوت يعلو عليه ولايسبقه وليذهب الساسة إلى ميادينهم بعيدا عن المثقفين!

إنهم ليسوا سوى أوباش وليس المتسلط الدموي وحده الدكتاتور المعادي لاستقلالية الخطاب الثقافي بل قادة الأحزاب السياسية المعارضة وأعضاؤها وحتى مناصريها هم أعداء الثقافة والمثقفين .. وصار اختلاط الحابل بالنابل وسوء هضم الأمور بل سوء معرفة المصطلح الصحيح ولسنا بصدد الدقة والدقيق , صار كل ذلك في خبر (كان) مثقفي النزعة الاستقلالية ولاعجب؟ ولكن بالعودة إلى أغلبية صادقة من جيل صناعة الثقافة العراقية الأصيلة .. ثقافة التنوير والتقدم والبناء والحضارة الإنسانية نجد التحاما مسؤولا بقضايا شعبنا والوطن المبتلى الصابر وهؤلاء لم يقدموا شروط الخطاب السياسي على خطاب القافة ولكنهم عرفوا أيّ مسلك ينبغي لهذا الخطاب أن يسير فيه في ظروف لا يتهدد المثقف العراقي وحده بل الشخصية العراقية كاملة يتهددها خطر الدمار ووقف الحياة ومن ضمن ذلك إبداع الكلمة المشرقة المشرّفة ولهذا صارت مسؤوليتنا نحن المثقفين أن نعلي شأن خطابنا بالتحام واع لا تختلط فيه الأوراق ولا يلغى فيه خصوصية خطاب من الخطابات ومنها الخطاب الثقافي وملامحه وشخصه وعلاماته ومن ثم دوره الخاص في إعادة مسار الإبداع والتمدن والتحضر وربيع إنتاج الجمال والفن والأدب وكل ما يحيا به الإنسان حياته إنسانا لا آلة صماء لسياسة أو كائن أعجم تدور عليه الرحى ليل نهار !! وليس آخرا القول عن عزلة الثقافي عن السياسي اليوم هو مسخ لمهمته الإبداعية الإنسانية في جوهرها وغاياتها ولابد من لقاء يدرك فيه كل طرف آليات اشتغاله في ميدانه إنسانيا. ولابد بعد ذلك من موقف مسؤول للمثقف العراقي الآن في لحظة يتطلع فيها العقل العراقي إلى فعل كل فئة من فئات مجتمعنا من أجل تجاوز أزمة اللحظة ولحظة الأزمة والخروج من عنق زجاجتها إلى فسيح غد السلام والحرية غد الإبداع بلا قيود تكبله…

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *