احتفاليات صحفية منتظرة في عراق نبنيه بالسلم والديموقراطية

                                                           حشد جموع جماهير البلاد مهمة جدية مسؤولة لجميع القوى. وأول هذه القوى وأكثرها تقدما في ميدان التأثير والاتصال هي أجهزة الإعلام وعلى رأسها السلطة الرابعة أو الصحافة. ومن الطبيعي أنْ يكون لصحافتنا الحرة الجديدة آلياتها في الاتصال الجماهيري الواسع وإلا فهي لا تكتب لتبقى على أرفف الأكشاك وفي مرتجعات المطابع. ومن تلك الآليات إيجاد وسائل تعريف بالصحف ومواضع اتصال مباشر للتفكير معا “الصحيفة وجمهورها” وطبعا سيكون وجود احتفاليات سنوية أو دورية للصحافة حالة من إضفاء اللقاء الجمعي الكبير وهو لقاء احتفالي يؤكد صلة موضوعية جدية وإيجابية بين الطرفين..

                                        فإذا صير إلى إقامة احتفاليات لصحافتنا الوطنية كان ذلك تسجيل لعلاقة إيجابية وبدء لمرحلة جديدة من التعاضد تمنح الصحف جمهورها فرص المعالجة وإبداء الرأي في وقت يمنح الجمهور تأييده بل شرعنته للسلطة الرابعة كي تمارس دورها في الدفاع عن حق الجمهور في الحياة الأجمل والأفضل.. ومن المؤكد فإنَّ احتفاليات الصحافة ستكون حالة من تفعيل لا الصلات حسب بل التأثير المتبادل من أجل أفضل أداء صحفي وأرقاه ومن أجل جذب الجمهور لمؤسسات مجتمع مدني سلمي لا ضياعه في ظروف عتمة تفرضها قسرا قوى الظلام التي تحاول طمس كل شعاع من نور العمل الصحفي الجديد,ذياك العمل الحضاري الذي نفتتح صفحاته في خط مجابهة ساخن..

                                        إذ كما نرى نجد الصحفي العراقي يجابه أعمال المضايقة والعرقلة بل حتى أعمال الاغتيال والتصفية التي طاولت عددا غير قليل من صحفييناومحاولات أخرى لوقف صحفنا بتفجير أبنيتها ومطابعها ومهاجمة نقابة الصحفيين وما إلى ذلك من أعمال الإرهاب المتفشية! لكن الفرصة لتنويع وسائل فعل الصحافة العراقية كثيرة فمن الذي سيبدأ الاحتفال هل هي نقابة الصحفيين؟ هل هي وزارة الثقافة؟ هل هي أكبر الصحف توزيعا؟ هل هي صحيفة بعينها تمتاح من تقاليد صحفنا العراقية العريقة فتقدمها هدية لقارئنا العراقي المعروف بنهمه لمتابعة الحرف المطبوع؟

                                         نعم ما نتأمله في قابل أيامنا هو توافق بين مجموع صحفنا للنهوض باحتفالية كبرى تسرّ قارئنا وجمهورنا, يكون محفلا لإعلان مشترك بالتوافق بين الكاتب الصحيفة من جهة والقارئ الجمهور من جهة أخرى.. وليس لهذا أنْ يوجد بغير السلم والديموقراطية فأما الديموقراطية فمسيرتها طويلة ولكنها بدأت بحريات القلم والصحيفة وبتلك العشرات الجدية من الصحف والجرائد الوطنية وأما السلم فلا ينبغي انتظاره بالجلوس على مصاطب الترجي والتعطل انتظارا بل لابد من عمل مشترك دائب لا يقف عند جهد الحكومة ومؤسساتها المختصة بل وجب اليوم أنْ ننزل إلى ميدان الفعل ميدان نجتمع فيه جميعا في إعلان احتفالي بوجود سلطتنا وكلمتنا الحرة النبيلة الشريفة..

هنا فقط سنكون في طريق حق العدالة وتحقيقها, في طريق الفعل والتأثير, في طريق توكيد ما نمضي من أجله ألا وهو عراق السلم والديموقراطية عراق فديرالي تعددي موحد فإلى ما نريد وهو ما يريده جمهورنا ويتطلع إليه واليوم سيأتي إلى احتفالياتنا ألف وغدا سيأتي مليون.. لا نيأسنَّ من الإصرار على مطامح شعبنا وما يريد ويبتغي بل إلى فعل يبدأ وليدا صغيرا ولكنّه بالتأكيد سيكون كرنفالا شعبيا كبيرا في غد غير بعيد لو افترضنا ألا نقول قريبا. ما صيغة الاحتفالية؟ كيف تكون؟ اللحظة الراهنة أو لحظة التنفيذ هي التي تفرض الفعل النشاط ولكن لنبدأ أيها الزملاء فمهمتنا لا تكتمل بغير صنع الفرح لأهلنا بكل وسائلنا السلمية المتحضرة..

                                        ولنثق بأنّ أهلنا لن يخذلوا أنشطة تصب في جب يشربون منه. ولنثق بأننا في طريقهم طريق شعبنا ناجحون موفقون في ما نبدأه لأجلهم. ليكن احتفال الصحفيين احتفالا للديموقراطية في بلادنا وليكن احتفال الصحفيين احتفالا لانتصار السلم على العنف والاستقرار والفرح على ضجيج التفجيرات وقرقعة آليات الحرب والأحزان التي تصنعها.. لتكن الجريدة بشارة خير العراق في يومه وفي غده ولنحتفل بل ليكن عيد كل جريدة عيدا عراقيا شعبيا عاما للفرح والحياة..

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *