جامعة ابن رشد في هولندا: انطلاقة أكاديمية رصينة واعدة

جامعة ابن رشد في هولندا: انطلاقة أكاديمية واعدة تتأسس بجهود العلماء والأساتذة من العراق ومن بلدان الشرق الأوسط والمهجرين الأوروبي والأمريكي. وهي تعوّل في جهدها الرئيس على رأس المال البشري أي على قيمة العقل العلمي ومكانته في التعاطي مع المتغيرات العاصفة في أنظمة العمل ومنها في مجال أنظمة التعليم الحديث…

إنَّ سيطرة التكنولوجيا وتحديدا دور الإنترنت على مسار إنجاز المهام والوظائف البشرية يدوعنا لمطاردة مثل هذا الدور وتوظيفه جديا وبطريقة ترتقي للتطورات الجذرية في الاستخدامات البشرية.. حتى صرنا نسمع بالحكومات الألكترونية وبالتسويق والتبادل السلعي وعقد المؤتمرات والأنشطة الرسمية الكبرى؛ جميعا عبر الإنترنت وشبكته المعقدة…

وفي إطار التعليم صارت الجامعات الرصينة المهمة عالميا تقيس مستوياتها وترتيب مكانتها بمقدار توظيف هذه التكنولوجيا الجديدة في أدائها.. وانتقلت دول ومؤسسات عالمية لاستخدام نظام التعليم الألكتروني لأسباب موضوعية مهمة… منها اختصار الكلفة أمام توسع الحجم السكاني العالمي وتزايد أعداد الطلبة، وأمام رغبات ملايين منهم في متابعة تعليمهم من دون ترك أعمالهم ووظائهم، وأمام مطلب توفير كلفة التنقل من بلد لآخر وبين المدن بما يفيد في توفير الوقت والجهد والطاقة لصالح أداء مهام أخرى تنصب في مختلف شؤون الحياة وتفاصيلها…

وقد دخل التعليم الألكتروني بلدان الشرق الأوسط جميعا وإن تخلفت بعضها عن مسألة الاعتراف به أو معادلة شهاداته أو إدخاله في قائمة أولوياتها في التعاطي مع استراتيجيات تحديث التعليم العالي في هذه البلدان… وعدم وجود استراتيجيات جدية تتناول الموضوع من جوانبه المختلفة والبقاء بعيدا عن المساهمة على أقل تقدير في دعم التجاريب الوليدة وتوظيفها ومفاعلتها بالأنظمة التعليمية الموجودة سيكون له نتائج كارثية على المديين المنظور والبعيد… وسيدخلنا في أمية لا نستطيع النهوض منها بسهولة فالأمر مثل المرض تتعقد أمور معالجته عندما تتأخر تلك المعالجة وقد يفوت وقت المعالجة عندما نصحو متأخرين…

ولابد لنا هنا بعيدا عن التقصير الذي نرصده [عند البعض] من تثمين أدوار رائعة مشرقة لجهود عدد من الحكومات الخليجية بهذا الخصوص ودعمها الواضح الملموس للتعليم الألكتروني، وبالتأكيد لدور اتحاد الجامعات العربية في تبني استراتيجية فاعلة بالخصوص مع قبول عضوية الجامعات التي تعمل بنظام التعليم الألكتروني والتوصية بمعادلة شهاداتها عربيا…

وعلى الصعيد المغاربي والمصري والسوري ودول شرق أوسطية هناك تجاريب مهمة في التعليم الألكتروني وإنشاء ما يُتداول تسميته التعليم الافتراضي.. ويقابله عراقيا حيوية (الأكاديميين المعنيين) بالتعاطي مع انطلاقة التعليم الألكتروني لكن في الغالب بعيدا عن الإطار الرسمي الحكومي وفي مقرات مهجرية..

والمهم هنا أن ننبه على أهمية وجود سلطة وزارة التعليم العالي واتحاد الجامعات وطنيا سواء في العراق أم في كل بلد عربي وشرق أوسطي.. لأن ذلك سيتابع مسائل التقييس ومعيارية الجودة والالتزام باللوائح والقوانين المرعية لمسيرة التعليم العالي الأنزه والأرقى…

إذلك أنََّّ ظواهر سلبية عديدة يمكن أن تكتنف التجربة وهي تجربة حديثة جديدة، وستتسع حال هذه الثغرات ببقاء التعليم الألكتروني بعيدا عن التسجيل الرسمي… بخاصة مسائل حاجة هذه المؤسسات للدعم المالي الذي يفسح فرصا لاستغلالها من جهات رأس المال أو التأثير عليها مثلها في هذا مثل أية مؤسسة تعليمية أو غير تعليمية أخرى مؤكدين على أنَّ أمر (الفساد) هنا لا يخص التعليم الألكتروني لوحده..

فبقاء مؤسسة (التعليم الألكتروني) محاصرة بظروفها المحدودة الضيقة بخاصة في ما يُضرب من حصار بتصريحات أسوأ من تقليدية محافظة من مسؤولين من نمط عدم الاعتراف بشهادات التعليم الألكتروني وتشويه سمعة التجاريب (كافة) بلا تمييز ولا استثناء وخلط الأوراق بين الرديء الفاسد وبين الإيجابي النقي (بالمطلق) وقطع الطريق على انتساب الطلبة لهذه الجامعات بدواعي مختلفة؛ كل هذا يدخل في إفساد طريق التعليم بعامة وإفشال العمل الحقيقي المشرّف الذي يتصدى للمسؤولية فيه خيرة أساتذة الجامعات العراقية والإقليمية والدولية…

ولكن العمل جارِ ِ بحيوية ويتقدم بخطوات حثيثة بفضل إصرار مشروعات التعليم الألكتروني  لثقة بصحة بل بصواب ودقة هذا المسار وبأن خريجي التعليم الألكتروني هم من سيملك المستقبل ويُخرِجنا من أمية في زمن لغته هي هذا العقل المركب للإنسانية في شبكة تكنولوجيا الإنترنت ومن ليس له مكان في هذا العقل ليس له وجود أو حق في حياة اليوم والغد القريب… وسيختفي منطق التشكيك والتشكك تدريجا من الميدان بعد أن تظهر للنور نتائج المشروعات الجدية الملتزمة…

من هذا المنطلق تابعنا ولادة تجاريب عديدة على مستوى يُعنى بالبلدان العربية والعراق منها تحديدا وتعمّدت تلك التجاريب بغنى قرأ الإيجابي والسلبي.. لتأتي ولادة جامعة ابن رشد في هولندا المحاولة الأنضج والأتم لتجاوز سلبيات التجاريب السابقة وتدعيم إيجابياتها بتوظيف أفضل ما وصلت إليه هذه التكنولوجيا والتعليم الألكتروني عالميا.. وطبعا بالاستناد إلى خبرات علمية لأساتذة العلوم الإنسانية العاملين فيها بجمع بين خبرات العقود الطويلة لعلمائها وحيوية شبيبة المعارف والعلوم من الباحثين الجدد الذين استقوا معارفهم في كبريات التجاريب العلمية العالمية المميزة ببحوثهم التي حازت على مكانها ومكانتها المميزة عالميا..

إنَّ من سيتحدث عن غنى هذه التجربة العلمية المميزة ومصداقيتها هو كادر التدريس والعقل العلمي ومشروعات الجامعة البحثية وبرامجها العلمية من مقررات مختارة بالمقارنة بين كل أنظمة التعليم التقليدي النظامية بطول باعها والتعليم في الجامعات المصنفة عالميا بترتيب أولويتها وطبيعة العلوم الحديثة والمكتشفات فيها.. ومن سيتحدث هو الولوج إلى خطة العمل بل إلى العمل ذاته الواثق من تأسسه على قواعد راسخة ثابتة من جهة اعتماد الخبرات المتقدمة وصبها في بوتقة جامعة ابن رشد وخصوصيتها.. شعارنا هنا هو منطق ابن رشد التنويري وعقله العلمي ووجوده جسرا بين حضارتي الشرق والغرب وجذورهما وها نحن نعول على أن نكون جسر ابن رشد الجديد بين طلاب المعراف وتطلعاتهم الكبيرة..

أما كيف؟  فسيكون بعض ذلك في الأنشطة المشتركة مع الجامعات الأوروبية وفي عقد المؤتمرات العلمية وإطلاق فرص البحث العلمي الجدي المؤسس على أحدث ما توصل إليه التعليم العالي ومراكز البحوث والدراسات.. وسيكون لنا غير بعيد مؤتمر اللغة العربية والتنمية وسيعنى بالمتغيرات العالمية التي دفعت للاهتمام باللغة العربية ورصد ظاهرة فتح الفضائيات والصحف الدولية بالعربية ومراكز البحوث العالمية والجهات الدبلوماسية والمكتبات التي ما عادت تخلو من اهتمام بالخصوص… وسيعنى بدور اللغة في التفاعل مع الآخر ونقل الخبرات وتنشيط أدوار أبناء الجاليات المهجرية في توجيه الرسائل العلمية نحو أكثر من عشرين بلدا ناطقا بالعربية وعشرات مناطق الهجرة التي تضم ملايين الناطقين بالعربية المتطلعين لينهلوا العلوم  الأحدث.. والجامعة بالمناسبة لن تغفل إشكالية اللغات القومية الأخرى في المنطقة بخاصة منها الكوردية والأمازيغية والسريانية وغيرها مما يتاح دعمها وتفعيل أدوارها المعرفية ومحو الأمية العلمية هنا في زمن أغفل هذه المجموعات المهمة وحقوقها في التعليم العالي…

ومؤتمرات مهمة أخرى مثل مؤتمر التعليم الألكتروني ومستقبله في العراق والشرق الأوسط ومن ضمنه مسائل الحكومات الألكترونية وأفضليات التطبيقات المخصوصة وآليات الوصول إليها وتحصيلها..

هل هذا كل شيء؟ طبعا ليس كل ما في جعبة جامعة ابن رشد للتعليم الألكتروني فهي تسعى لاستكمال وجودها على الأرض في محافظات عراقية عديدة وفي بلدان عربية ومراكز وفروع فيها.. كما أنها تعمل على تقديم جهدها في معاضدة فلسفة البناء والتحديث في البلدان العربية وإقامة المشروعات المؤملة بالاستناد إلى علائق مع كبريات الجهات المؤسسية المختصة أوروبيا..

وملتقانا في ميدان العمل فاليوم يتوالى انتساب العلماء والأساتذة بجهدهم الأساس ويتطلع طلبة العلم لإيجاد مقعد لهم فيها ويتقدمون أفواجا ريادية لها أفضليات وأولويات كونها الافتتاح لمشروع الحداثة ونحن ننطلق نوعيا في اللحظة التي أعلناها ولكن معا وسويا مع كل جهد مخلص في هذا الميدان وإن وضعنا لأنفسنا ثوابت السبق والريادة في شؤون عديدة…

مباركة الأيادي البيضاء لكادر جامعة ابن رشد في هولندا والمعهد الأوروبي العالي لدراسات العربية فيها فهو الكادر العلمي الأحرص على مبادئ التحديث والرصانة وإزاحة ظلام التخريف والمتاجرة في كل أنظمة التعليم وليس في التعليم الألكتروني حسب.. ومن يلتقي هذه المجموعة المشرقة بنور تجاريبها سيتعرف إلى مصداقية الفعل؛  و الكلمة عندنا هي الأخرى فعل وعمل مباشر…

مباركة أجيال طلبة جامعة ابن رشد في هولندا وهم يسجلون لأنفسهم ريادة الدرس المعرفي الرصين وتحصيل العلوم بأحدث ما فيها وروعة المبادرة ببحوث جديدة حديثة بإشراف أعلام التخصصات المتنوعة…

وهذه دعوتنا مفتوحة لتلجوا مؤسسة تريد أن تتميز بكم أساتذة وطلبة وكوادر علمية وبحثية وإدارية وبلوائح تلتزم تطلعاتكم ومصالحكم وتتقدم بتغير الظرف العلمي عالميا… إننا نرصد بكم وبأدواتنا أحدث المتغيرات لنبقي على الريادة والتقدم بين ايديكم في لحظته المناسبة الأولى…

ها نحن نحتفي بمن معنا ونرحب بمن يلتحق بين الأوائل مميزا وبمن سيأتينا بعد مراجعة وتيقن من أن هدفه سيكون معنا أقرب وأنجع… نحن شرعنا بالعمل ولن نتخلى عنكم في أية لحظة قررتم الالتحاق بنا ونترك لكم أيدينا مفتوحة متطلعين لأن نضع ما نملك من خبرات وأدوات بين أيديكم  جميعا…

ولقراءة موجزة في تجربة جامعة ابن رشد نشير هنا بإيجاز إلى أقسام الجامعة العاملة:

  1. مركز البحوث والدراسات الذي يعنى برعاية الباحثين والدارسين لمختلف المشروعات التي تتخذ من مبادرة معالجة مشكلات بلدان الشرق الأوسط معالجة علمية مناسبة..
  2. الأقسام العلمية في الكليات الاختصاص من قانون ووعلوم سياسية وإدارة أعمال واقتصاد وعلوم المحاسبة والمالية والبنوك (في زمن تعصف يثوابته الأزمات وتنتظر المعالجات الأحدث في مجالها) وآداب (من مثل علوم النفس والتربية واللغات والفلسفة وغيرها حيث الحاجة لإعادة إعمار الذات) وعلوم اللغة العربية والإعلام والفنون (في زمن بحاجة لاستنهاض التفكير العقلي ومنطقه التنويري الصحي الصحيح)…
  3. معهد دراسات العربية المتخصص وسيعنى أيضا بتعزيز تعليم العربية وسيتم توسيعه لدراسة اللغات المحلية في بلدان الشرق الأوسط..
  4. إدارة المؤتمرات العلمية..
  5. دورية البحث العلمي المحكـَّمة…
  6. دار الطباعة والنشر…
  7. مركز التعليم المستمر والدورات العلمية في مجالات إعداد الكوادر التخصصية بالتحديد لدعم المؤسسات الصحفية والإعلامية والفضائيات وفي مجالات الإدارة والقانون…
  8. نستعد لمعرض دولي للكتاب العربي في أوروبا…
  9. مركز مختص بمتابعة ترتيب الجامعات في بلدان الشرق الأوسط على وفق أحدث المعايير العالمية.. لتعزيز تفعيل التقدم وإدخال جامعات المنطقة في سلّم الترتيب العالمي…
  10. مركز الدعم والمساعدة للتصحيح والتقويم للبحوث والمشروعات والكتب والمؤلفات في التخصصات الموجودة في الجامعة…
  11. مركز مساعدة الباحثين وتوجيههم وتدريبهم على أداء أعمالهم البحثية بطريقة ناضجة متطورة.. وستيع تنفيذ مشروع الجوائز التقديرية للعلوم والآداب….

   لمتابعة أنشطة جامعة ابن رشد في هولندا يمكن الذهاب إلى الموقع الألكتروني :

                                 http://www.averroesuniversity.org

وللاتصال بنا يمكن استخدام البريد الألكتروني:

info@averroesuniversity.org

مرحبا بكم ونأمل أن تكون هذه اللمحة هي مصافحتنا الأولى وعهدنا الثابت معكم…

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *