إدانة جريمة الاعتداء الإرهابي التي اُرْتُكِبت في كوبنهاغن ونداء متجدد لتعزيز الوحدة الأممية ضد الإرهاب

مرة أخرى تتبدى مظاهر التعصب والتشدد وما تكنّه من كراهية وعدوانية، بجريمة إرهابية جديدة. فقد هوجم المبنى الذي كانت تنعقد فيه ندوة عن الفن وحرية التعبير بحضور مميز من المبدعين وجمهور الثقافة وجماليات الحياة الإنسانية ومن الوجود الرسمي والدبلوماسي الأوروبي. جرت أحداث الجريمة الجديدة في كوبنهاغن في تحدٍ سافر لقيم الاستقرار والمدنية التي تمثلها الدنمارك ومساهماتها في حفظ السلم والأمن الدوليين؛ وفي اعتداء مقصود منه إدامة تفعيل الخلايا الإرهابية النائمة في مجتمع الحضارة الإنسانية بأوروبا…

إننا إذ ندين هذه الجريمة الإرهابية، لَنَتطلع في الوقت ذاته إلى مزيد تضافر الجهود على المستوى المحلي بكل بلد أوروبي وعلى مستوى أوروبا والعالم، للعمل على إزالة كل الأسباب التي تقف وراء ظواهر الإرهاب وقيم العنف المنتمية لأمراض التشدد والتعصب والكراهية. وسيكون ذلك واضحاً بدمج الجاليات المقيمة في كنف مجتمعات التمدن وإدخالها في الأنشطة المدنية التنويرية وإيقاف تأثيرات قوى التأسلم السياسي والسلفية الخارجة عن القراءة الصحية الصحيحة للدين بما يبعد الأبناء عن الوقوع بأحابيل فلسفة الإرهابيين وقوى التشدد والعنف الدموي.

ونحن نؤكد هنا على أهمية وجود استراتيجيات جدية ناجعة تستند إلى الانفتاح بين  قوى التحرر والتقدم والتنوير وإلى تفاعلات إيجابية لتتمكن من معالجة القضية جوهريا ونهائياً وبشكل حازم وحاسم عن طريق موضوعي عقلاني يرفض استيلاد ظواهر مرضية جديدة مثلما حالات العنصرية والاستقطاب التي تدفع باتجاهات غير محمودة العواقب.

نجدد إدانة الجريمة الشنعاء ونشاطر الشعب الدنماركي الحزن على أبنائه الضحايا من حماة الأمن.. ونشدّ على أيادي حُماة الحرية وحقوق الإنسان من أجل حاضر الاستقرار والأمن والأمان وغد التقدم والتمدن والعيش في حضارة إنسانية تحترم الإنسان وحقوقه وحرياته وتنوع أطياف عيشه وكيفياتها. ولتندحر قوى الإرهاب وكل من يقف وراءها ولتنتصر إرادة السلام والحرية وقواهما وتعلو رايات التمدن والتعايش السلمي بين الشعوب وبني البشر.

رئاسة المرصد السومري لحقوق الإنسان

لاهاي هولندا 15\02\15

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *