أن نكون أبناء يومنا نستفيد من تجاريبنا لا نكرر اجترار أخطائنا فنبقى خارج زمننا مستسلمين للهزيمة

لا تستسهل ارتكاب الأخطاء وتتعمدها فتلك خطيئة مركبة ولكن لا تخشَ الوقوع في الخطأ فتلك حالة ليست معقدة التجاوز

فامضِ في طريقك بلا تردد ولا حرج بل بشجاعة المؤمن بأنه لا يتعمد خطأً ولكنه يعمل ويواصل المحاولة وتلكم هي الحياة بصوابها مهما كانت العثرات والأغلاط

اخلعوا ثياب الندم وتخلصوا من أسلوب جلد الذات وانطلقوا لتعيشوا يومكم وتستعدوا لغدكم وتنفيذ أحلامكم. لن تكونوا يوما معصومين من الخطأ فلا تخشوه

لا تخشوا عثرات الحياة مهما أثخنتكم الظروف من جراحات.. إذ الحياة مستمرة شئنا أم أبينا.. ولا بديل عن مواصلتها بالطريقة التي نعتقد أنها أقل إيلاما وأكثر سلامة. وهذا لن يأتي إلا عبر طي صفحات ماضي الخطايا التي أحاطت بذاك الماضي وتفاصيل كواليس مسيرته.
إننا نحيا بوصفنا بشرا.. ولا كمال في حيواتنا و وجودنا الإنساني فيها. ولا مفر من عثرات وأخطاء تصم بعض زوايا مسيرتنا بالأخطاء ولربما بعضها بالمعايب
نحن لن نغير من هذه الحقيقة شيئا.. لقد صارت لصق ماضي مسيرة مشيناها وكل منا كان تقديره لما وقع فيه محكوما بظروف باتت هي الأخرى من سجلات الماضي. فلماذا نخجل و\أو نستحي أو نستسلم لأمر هو ابن زمنه ولحظته وظروفه!؟
الإنسان منا يمتلك خيارين:
أن يجعل من ركام ومن أطلال تلك التفاصيل من العثرات والأغلاط وحتى الأخطاء الكبيرة سدا لوقف مسيرته ليراوح مكررا الأخطاء والممارسات ذاتها فتتحول الخطايا به إلى (وحل) من الانكسار والاحباط والهزيمة.

لكننا نمتلك خيارا آخر بدل الاستسلام للاحباط و الانكسار والعيش في ضوء ما صادفنا في حيواتنا من عثرات وهفوات وخطايا ومعايب. إذ يمكننا أن نستفيد منها بأن نحولها إلى دروس ناجعة لنحيا أيامنا لا مواضينا. ولنحيا وجودنا وزمننا لا خارجه
الإنسان السعيد هو ذاك الذي يحيا زمنه يومه وليس من يحيا خارج يومه كذاك الذي يعيش بماضيه منكسرا محبطا متأثرا به خاضعا لآثاره وأطلاله الخربة ولا من يحيا أوهام خيال لأمور لن تأتي لأنها أحلام يقظة وهمية
السعيد من لا يقبل لخراب الماضي ذاك ولا لوهم المنتظر الذي لن يأتي لكونه وهما .. منلا يقبل لهذا أن يتحكم به ويجعله بخسر مزيدا من مسيرة حياته
السعيد من يدرك أن خسارة يوم أو سنة أو عقود من حياته لا تعني أن يواصل الرضوخ لذات أسباب خسارته فهو يملك فرص العيش في يومه لا في خارجه
فليختر كل منا أن يعيش يومه بإرادته وبما يؤمن أنه الأكثر انسجاما مع إنسانيته وسلامتها واتفافها مع طبيعة وجوده البشري إنسانا يستحق السعادة والخير والنجاح والاستقرار
لا تقنطوا يوما ولا تيأسوا ولا تحبطكم كل المآسي والكوارث والنوائب ولا تستسلموا لأوصاب ومتاعب وعثرات مهما علا ركام خرابها
فالفعل هو أن تطوي ما مضى لأنه مضى وانتهى وليس صحيحا منحه حياة أخرى في يومنا وهو ابن أمسنا الذي انتهى. وليعش كل من يريد الخسران والانتحار فيه أي بذاك الماضي… أما أنت أيها الإنسان يا من اخترت إنسانيتك وسلامتها فعش حياتك كما أنت بوجودك إنسانا تعلم الدرس واستفاد منه وذاكم هو الإنسان الصحيح

لابد من تغيير ما بدواخلنا وما نعتقد ونؤمن به لنحيا ببساطة وسلامة وأمان وذلكم ليس أسهل منه …
الكارثة أن يختار أحدنا الطريق الأصعب والأعقد والأكثر إيلاما وإمراضا فيكرر الظن بأن الاستمرار مع ممارسات الأمس هو خياره الوحيد
الفشل هو الاستسلام لتكرار الخطأ والخطيئة

والنجاح
هو اختيار التحدي بأن أعيش حياتي إنسانا لا تطمس إنسانيتي وطابع وجودي كل ضغوط الماضي الذي لا يمثلني بل بات اليوم آخرا أستفيد من دروسه

فلا يجعلن أحدنا من نفسه التي هي ابنة يومه شيئا آخر خارج هذا الوجود وليبقى ابنا ليومه خيارا ناجعا لسعادته

لا تعش حزينا على أطلال أخطاء باتت خارجك
لا تعش محبطا من تحربة انتهت
بل عش وجودك في يومك بخيارك أن تكون أنت
هنا تمتلك السعادة الاستقرار وخيار أن تكون ابن زمنك لحظتك يومك لا ابن زمن مضى ولا وهم أحلام يقظة مريضة
تلك همستي للذات الجمعي لوجودنا لعلها تتحول في كل منا إلى همسة للذات الفردي لأي منا كي تصير وسيلة لنمارس حياتنا بحيوية وبما يمضي بنا إلى حيث النجاح
ولننظر إلى نماذج تفتح الآمال فينا لا تحبطها

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *