بيان رواد حركة السلام العراقية بمناسبة اليوم العراقي للسلم الأهلي 30يونيو حزيران2015

عبر تاريخه القديم والحديث عانى العراق من أشكال من جريمة فرض العنف الوحشي على شعبه سواء من قوى خارجية أم من نُظم استغلالية مستبدة وأخرى فاسدة تاجرت به وبمصيره. ولمن الشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه دائماً كان يعاود الانعتاق والتحرر بفضل تمسكه بمنطق العقل العلمي وثقافة التنوير؛ ذباك الموقف الذي انتصر لمسيرة البناء وإعادة الإعمار والتنمية والتقدم. وبالتأكيد، لم يتحقق ذلك إلا عبر تمسك الشعب العراقي بقيم السلم الأهلي وصنع فضاء التآخي بأجواء العدل والمساواة واحترام الآخر بممارسته فلسفة الديموقراطية وآلياتها وتمسكه بقيمها السامية…

اليوم، تعصف بالعراق موجة أخرى من جرائم العنف وطغيان قواه المسلحة بالوحشية والهمجية. اليوم، تعصف بالعراق موجة أخرى من جرائم العنف الدموي الأبشع بوساطة ثالوث الطائفية الفساد الإرهاب وميليشيات ذاك الثالوث الإجرامي ومافياته. ومن أجل الخلاص، ومن أجل إنقاذ العراق والعراقيين من دوامة العنف ونزيف الدم واستعادة مسيرة إعمار الروح الوطني؛ لابد من ردّ يقوم على إعلاء رايات السلم الأهلي ورفض تلك البرامج التي وضعت العراقيين خلف متاريس الاقتتال والاحتراب بأسس تقسيمية لا تعبر عن روح الإخاء بجوهره الوطني المكين..

لقد احتفى العراقيون في الثلاثين من يونيو حزيران، بمناسبة ((اليوم العراقي للسلم الأهلي)) منذ سنوات تعبيراً عن تطلعاتهم وآمالهم في صنع فضاء السلم الأهلي وإنهاء أشكال العنف المفروضة عليهم كرهاً وقسراً. واليوم يحتفون بهذا اليوم عبر آليات قد لا يكون من بينها ممارسة الطقوس الكرنفالية ميدانياً لأسباب مختلفة معروفة، إلا أنهم يحملون اليوم شارات السلم وراياته وكل ما يعبر عن حجم تمسكهم بالسلم الأهلي…

إننا رود حملة وطنية بجوهر إنساني راسخ بعنوان((اليوم العراقي للسلم الأهلي)) إذ نحتفي اليوم بهذه المناسبة نثق بمشاركة جمهور شعبنا بكل أطيافه ومكوناته، نساءً ورجالاً، شيباً وشبيبة في هذه المناسبة.

كونوا بعامنا هذا2015 حاملي رسائل السلم الأهلي وأكدوا حقيقة تطلعاتنا ورفضنا كل أشكال العنف وثقافته الهمجية، بدءاً من العنف الفردي الذي يقع بين الأفراد سواء بصيغته النفسية الأدبية المعنوية أم المادية الجسدية من قبيل العنف الأسري، وحتى ذاك العنف الوحشي الدموي المسلح الذي ترتكبه بحقنا قوى الجريمة والإرهاب وميليشياته ومرتزقتها في ميادين الاحتراب كافة..

إنّ قضية السلام عراقياً، تبقى قضيتنا التي نجدد سنوياً الاحتفاء بها توكيدا لتمسكنا بمبادئ السلام وطريقه وأفق تحقيقه..

ونحن باسم آلاف من العراقيات والعراقيين، هنا نطلق نداءنا هذا للاحتفاء باليوم العراقي للسلم الأهلي2015 وتعزيز الحوارات للتصالح مع الذات الوطني العراقي وللتآخي ولترشيخ قيم التسامح وولوج مسيرة الإعمار والبناء والتنمية البشرية والتقدم الاجتماعي..

إنّ نداءنا هذا معمّد بقدسية دماء العراقيات والعراقيين الذين ذهبوا ضحية العنف الدموي وبآمال قوية لانطلاق حركة السلام العراقية بوصفها القاسم المشترك بين الجميع في حدود وجودنا بهوية وطنية عراقية تحترم حقوق الجميع وتلبيها وتحفظها وتحمي حيوات الناس وحرياتهم وتجسد مطالبهم.

اليوم لم نستطع من إقامة كرنفال كل عام لليوم العراقي للسلم الأهلي.. لكننا نؤكد العزم بكل ما نمتلك من أدوات ومنافذ مشروعة لمواصلة العمل وبذل الجهد لصنع كرنفالنا السنوي وسط انتصار إرادة الشعب في تحقيق السلام قريبا وعاجلا على أسس تُنهي العنف وتحسم الأمر مع مثيري أشكاله ممن يرتكب الجرائم تلو الآخرى بحق بنات الوطن وأبنائه..

قولوا كفى للعنف وقيمه وآلياته وأدواته.. وأعلنوا إرادتكم وتطلعاتكم في التمسك بالسلام.. ولنحتفي معاً وسوياً باليوم العراقي للسلم الأهلي.. وكل عام وأنتم بخير وحيوية وانتصار للسلام.. دمتم قوى الخير والسلام.. دمتم تنتصرون لضمائركم الحية الوطنية السامية..

وليكن اليوم العراقي للسلم الأهلي النواة والبذرة لتكون كل أيامكم أمنا وأماناً وسلاماً

ونلتقيكم بفضاء اليوم العراقي للسلم الأهلي تساهم به صفحاتكم وأدواتكم بكل تفاصيلها من فضائيات وإذاعات وصحف ومواقع ألكترونية وملتقيات وتنظيمات

https://www.facebook.com/events/702406796530484/

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *