إدانة سياسة قمع الحريات المدنية وتجريم حالات الاعتداء على حقوق المواطنين

مارست بعض عناصر الشرطة العراقية اعتداءات على المنتديات الاجتماعية باتت اليوم برنامج عمل ثابت ومنهجا في ممارساتها اليومية. وبين الفينة والأخرى تستطيع كاميرات المواطن المغلوب على أمره رصد جملة من الانتهاكات غير المبررة بكل المعايير. وقد تعاورت قوى ميليشياوية وأخرى رسمية تابعة لوزارة الداخلية على مطاردة كل أشكال الاحتفال التي تمثل طقوسا مجتمعية معتادة في مجتمعنا ليس في القرن الأخير بل منذ وُجِد المجتمع المدني في التاريخ العراقي القديم زمن سومر الحضارة والتمدن.

إنّ تلك مشاهد تلك الممارسات من انتهاكات واعتداءات هي جرائم وحشية تسجل أول علامات الفاشية بردائها الديني المزيف.. أي فاشية الطائفية السياسية برداء الإسلام السياسي الذي يتحدثون عن اعتداله! فعن أي اعتدال يمكن الحديث وسط ما يُرتكَب من جرائم مهينة لكرامة المواطن وإنسانيته..

إنّ التجاريب التاريخية البعيدة والقريبة تؤكد أنّ أول معالم فاشيةِ نظام الكليبتوقراطية الطائفي هو ما تجسده مثل هذه المشاهد التي تكررت في الأسابيع الأخيرة بكثافة كبيرة.. فحوصرت واُقتُحِمت منتديات اجتماعية عديدة، تحت تبريرات أوسخ من وجوههم الكالحة الصارخة بأصوات الشر والجريمة ولم يسلم من تلك الانتهاكات حتى قلعة الثقافة التنويرية، اتحاد الأدباء والكتّاب..

إنَّ قوى شعبنا الحية إذ يدين ذاك النهج الغابوي الإجرامي القمعي، يرفض استمرار سياساتكم وبرامجكم المعادية للحريات المدنية وللحقوق التي ندرك أنها لن تكون مكفولة في ظلال سيوف إرهابكم الميليشياوي.

والشعب ينذركم بأنّ يومكم قريب وستنتصر إرادة الشعب وتزيل كل قاذوراتكم وتفضح تستركم بادعاءات التديّن للتغطية على هذه الأفعال الإجرامية..

يا أبناء شعبنا جميعاً تذكروا أن القضية الرئيسة والجوهرية ليست حصرا بقضية مداهمةٍ لصالةٍ كان يحتفل بها جمهرة من عوائل عراقية كريمة بل هي علامة خطيرة تجسد مُنتهى نُذُر الحرب على الحريات والحقوق حيث الخطوات الأخيرة التي كانت بدأت بالحملة الإيمانية المزعومة الموروثة عن حملة سابقة قادها الطاغية.. فلا تنسوا أنّ الجريمة تتراكم بحق أبنائكم وبناتكم وغدا سيكون جميع العراقيين، نساء ورجالا، عبيد هذه الميليشيات الوباء…

وما علينا اليوم إلا إعلاء صوت النضال المطلبي إلى جانب النضال السياسي والحقوقي وتعزيز حركة التنوير الفكري الفلسفي الذي يتصدى للتخلف وسوداويته ويكافح الجريمة والمجرمين ويعيد الحقوق إلى نصابها وأهلها ويدفع عن العراقيين وباء الطائفية السياسية وأمراضها وقاذوراتها…

المرصد السومري لحقوق الإنسان

لاهاي هولندا 20 تموز يوليو 2015

https://www.facebook.com/100009197282002/videos/1466931430290086/?hc_location=ufi

تحية إلى كل تفاعلاتكم الكريمة سواء مع حالات المداهمة الفاشية رفضا واستنكارا وإدانة أم مع بيان المرصد السومري.. ضعوا كلماتكم في نظام التعليق أسفل المادة

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *