بيان من عمق هدير الشعب وتظاهراته مطلبنا دولة مدنية وتغيير جوهري

 

في ضوء الحراك المدني الوطني العراقي وحجمه النوعي الكبير، أطلقت قيادات أحزاب سياسية من تلك التي حكمت منذ سنة 2003 حتى يومنا، أطلقت بيانات وتصريحات تحاول ركوب الموجة من جهة والادعاء أنها متمسكة بحمل هموم الناس كما انطلقت باسم رجال دين معروفين دعوات ربما بصيغ أوامر وتوصيات لرجال الحكومة أن تحارب الفاسدين! ولا ندري أين كان هؤلاء طوال المدة الماضية؟ ولماذا لم يحاربوا الفساد والفاسدين؟

فيما كل الحقائق تشير إلى أنّ نسبة الفساد وصلت إلى قمة المسؤولين وأعلاهم وجوداً في المؤسسة الحكومية حيث بات العراق من بين أعلى بلدان العالم فساداً وانتهاكاً لحقوق مواطناته ومواطنيه.. وشمل الفساد نهب الثروة الوطنية بالكامل وإفقاء الشعب ووضعه على حديد من نار الجحيم وتصفية العقل العلمي باغتيال مئات العلماء والأساتذة والإعلاميين والأطباء والمهندسين مع عمليات اغتصاب حقوق وكرامة الناس بل طاول استغلال النساء حتى من وكلاء مرجعيات لم تحرك ساكنا لمحاسبة أو تنكر  وتنصل من الجرائم التي يتنصلون منها اليوم!

لقد استبيح ملايين العراقيين حتى نزحوا وهُجِّروا من بيوتهم وباتوا في العراء.. وبات ملايين منهم بحاجة ماسة لسلة الغذاء والدواء وحُرِموا من أبسط الخدمات الأساس وكل مرة يجري كلفتة الأمور وتمييعها وتسويف نضالات الشعب بوعود وعهود لم يلتزموا بها ولا مرة واحدة.. وكل ما يجري هو تغيير وجوه ممثلي أحزاب الطائفية وهي أحزاب الفساد والمتاجرة بالدين من جناحي الادعاء بتمثيل الشيعة والسنة وهؤلاء منهم براء، إذ يعانون من كل أشكال الفواجع والمآسي والكوارث..

اليوم، خرج الشعب ليسترد صوته وليقول أنتم لا تمثلوننا ونحن نطالب بالتغيير الشامل لاستعادة كرامتنا وحقنا في الحياة الحرة. لن نقبل المناورات التي تديرونها بإجراءاتكم وخطبكم التضليلية با قوى الإسلام السياسي. أيها الطائفيون، أنتم المفسدون وأنتم من تقصدكم التظاهرات بالإدانة وهذا حكم الشعب مرجع نفسه والشعب يوم يخرج متظاهرا منتفضاً ليس بحاجة لأموامر وتوجيهات من ايّ طرف واي مرجع.. الشعب حر نفسه وحر إرادته وهو من يدير مطالبه ويفرضها ويأمر بتنفيذها وتلك حكمة ثورات الشعوب..

لابد من حساب، القضاء فيه للشعب وممثليه؛ والصوت الأعلى هو للشعب تهدر حناجره بحكمه وقضائه في التغيير بطرد كل المفسدين، وقبله وبعده إعادة مئات المليارات المنهوبة وتطبيق برامج الانتفاضة الشعبية في بناء الدولة المدنية وعلى وفق أسفف زمتية ثابتة محددة. على أن يتضمن التغيير الخلاص من سبب خراب البلاد أي حظر أحزاب الطائفية كما تنص عليه دساتير الدول المدنية الديموقراطية بوصفها أحزاب للتمييز المرضي بين المواطنين وأحزاب لاختلاق الصراعات وتمزيق النسيج المجتمعي. ويجب طبعا ضمناً أن يتم حل كل ميليشبات تلك الأحزاب وتصفية مافياتها المتغولة في بنية المؤسسة الحكومية وبنية هياكل الدولة.

لابد استجابة للانتفاضة أن تعود السلطة للشعب ولمرجعيته وحدها فقط لا غير. ولا عودة لما قبل انتفاضة تموز آب.. إنها الانتفاضة الفيصل بين زمن المتاجرة بالدبن لمصادرة الناس ونهبهم وزمن الانعتاق والتحرر وبناء الدولة المدنية. فاحذروا أيها المنتفضون ما يريدون تمريره باستخدام أوراقهم العتيقة من تصريحات وتبديل وجوه واستغلال ورقة الدين مجددا عبر استغلال آخر معاقلها التي يسقطون عليها القدسية؛ كل ذلك من أجل سرقة انتفاضتكم…

أيها المتظاهرون من أجل دولة مدنية تستجيب لتطلعاتكم، أنتم تدركون وتتمسكون بأنْ لا مرجعية إلا مرجعية الشعب ودستوره المدني.. ولابد من فصل تام ونهائي بين الدين والدولة. والقول الفصل اليوم هو لصوتكم، لصوت الشعب وإرادته ومطالبه. فلا تنخدعوا، إذ في كل مرة يخرجون عليكم بمرجعٍ ولعبةٍ تعبث بمصائركم.

هذه المرة، مطلبكم واضح.. كفى لتجاريب 13 سنة من الألم والمواجع والخراب؛ مطلبكم هو بديلكم الذي اخترتموه: دولة مدنية ومؤسسات يحكمها القانون وسلطة قضاء نزيه مستقل . وهذا المطلب هو ما سيزيل ما تسبب بنكباتكم ومن تسبب بكوارث وطنكم. إنه التغيير الجوهري والنهائي. ما عاد الترقيع الإصلاحي المزعوم الموهوم المضلل يفيد والمثل العراقي يقول الشق كبير والرقعة صغيرة!

فلا عودة لسطوة عمامة مزيفة كاذبة.. ومثلما طردتموها من ميادين التظاهر بمحافظات الجنوب الباسلة ستطردونها ومن معها من مسؤولي الفساد من ساحات كل الوطن المتظاهر. لن تتركوهم يدنسونكم من جديد في اغتصاب علني وعلى الملأ. ساحات التظاهر هي معقل النزاهة والروح الوطني للشعب ولطهر المطالب.

اصرخوا بوجوههم الكالحة المتسترة بالدين زورا وبهتانا: أين كانت مواعظ تلك العمامة المزيفة وأرواح العراقيين تزهق بلا ثمن!؟ أين كان رجال العمامة المزيفة وأحزابهم الطائفية وميليشباتها تستبيح الوطن والناس!؟؟؟ أما رجل الدين الحر ابن الوطن فسيكون بينكم يطالب بدولة مدنية تلبي حقوقكم وحرياتكم فلا تسمحوا لطرف أن ينزع مدنية مساركم

الحل بأيديكم. لا تتركوه يُفلِت منكم مثلما جرى العام 2011 بتمريره بمماطلة وتسويف وعهود كاذبة. الحل بأيديكم واحزموا أمركم. هتاف الجمعة القادمة سيكون لإسقاط المفسدين وإزالة نظام الكليبتوقراط الطائفي الذي أنشأه المفسد. بديلنا “دولة مدنية” أردناها لحفظ الكرامة ولتلبية مطالبنا وأنسنة وجودنا.

ومثلما اسقطت شعوب نظم الإسلام السياسي وأتت برجال يبنون دولتهم المدنية وباتوا يتقدمون في بناء بلدانهم العراقيون أهل الغيرة والضمير والمواقف الصعبة سيحسمونها بإرادة فولاذية..

وموعدنا الجمعة 14 آب مجددا وهذه المرة سنأتي ومعنا بيان الانتفاضة ومطالبها وخارطة طريق التغيير جوهرية شاملة يفرضها الشعب مرجعاً وسيداً على نفسه ولا سيد فوق الشعب وسيادته هي العليا… لا تسمحوا بتمييع مطالب الانتفاضة وحصرها بفتات لا يسمن ولا يغني من جوع فقير عارٍ.. يصفون بأنكم بهائم ستسكت بلقمة خبز وبتنفيذ مطلب أو آخر! ألا خسئوا بما يصفون.

ليكن الرد واضحا وجوهريا نوعياً؛ فلا تسمحوا بمساومات من أية قوى من أعداء الشعب أم من صفوفه.. كونوا كما أنتم  بالأمس في تظاهرات   الحرية والانعتاق.. عودوا ومعكم قيادة مدنية وطنية موحدة لا إسلام سياسي ولا طائفية فهما أصل الفساد والبلاء..موعدنا قريب اقرب من رموش العين يتحقق فيه فجر عراق مدني ديموقراطي جديد يحكمه الشعب وصوته وسيادته

صوت من الحراك الشعبي المدني

...

تعليق واحد على “بيان من عمق هدير الشعب وتظاهراته مطلبنا دولة مدنية وتغيير جوهري”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *