لا عودة عن التظاهر وأسياف الفساد فوق رقاب الناس تهدد بقطعها

أطلق مسؤولون كبار وقادة أحزاب تصريحات تتبنى مطالب التظاهرات وانتفاضة الشعب. واليوم أطلق السيد رئيس مجلس الوزراء قرارات بإلغاء مناصب نواب الرئيس ورئيس مجلس الوزراء كما وجّه بتقليص الحمايات وعدد من الإجراءات الأخرى. فأما تصريحات قادة الطائفية فهي مناورات تضليل مفضوحة ولا مجال لقبولها ولا لقبولهم بين تظاهرات الشعب الذي استغلوه واستعبدوه وأذلوه وساموه الكوارث والنكبات.. وأما قرارات السيد رئيس مجلس الوزراء فإنها تبقى قرارات جزئية في استجابتها لمطالب الجماهير المنتفضة، ولكننا ندعمها بشرط أن تكون جزءاً من قرار شامل يلتزم بمهمة التغيير ومراحله واسقفه الزمنية.

إنَّ أية نداءات لوقفات تأييد لتلك القرارات يجب أن تتذكر أن السيد العبادي كان حتى انطلاقة انتفاضة تموز آب المباركة جزءا من منظومة فساسد طائفي التهم كل شيء في الوطن واستبد بالناس وألغى كل وجود لمصالحهم وحاجاتهم وحقوقهم وحرياتهم.. الأمر الذي يتطلب الحذر من توازن القوى إذ ما زالت قوى الطائفية والفساسد هي من يتحكم بالسلطة.. ودعم السيد العبادي وقراراته يجب أن يبقى مشروطاً بأن يتابع تنفيذ مطالب التغيير ومكافحة الفساد بآليات تشرك ممثلي الحراك المدني فيه.

 يجب أن تكون تظاهراتنا مستمرة وأن تكون كل وقفاتنا نقدية تتابع النضال الشعبي المطلبي والسياسي ولا عودة إلى بيوتنا وأسياف الفساد والإرهاب فوق رقابنا. لا عودة عن التظاهر والانتفاضة واسياف الفساسد ما زالت مشهورة قوية تهدد المتظاهرين بالتصفية إذا ما عادوا عن تظاهراتهم بمنتصف الطريق.. لا يمكننا أن نعرض الجماهير التي انتفضت لتهديدات خطيرة من قبيل التصفية الدموية التي لن تتوانى عنها قوى الدم المتعطشة للانتقام والثأر من الشعب الثائر!

لا يجوز الاندفاع بالتهليل للخطوات الجزئية مهما كان بريقها فهي تبقى شكلية إن لم تكن جزءا من منومة حل شامل… فالشعب لم ينتفض من أجل فتات أو خطوات شكلية.. وعليه لابد من توكيد شرط الاستجابة لمطالب التغيير بالتزام تام بأسقف زمنية يتعهد من ينفذه بالالتزام ببرامج التغيير والمطالب الحقوقية والسياسية كاملة.. وإلا فإن الخطوات الجزئية قد تكون مناورة لامتصاص غضبة الشعب وثورته وتعود حليمة لعادتها القديمة!

كما أن التظاهر سيبقى على وفق إرادة الشعب وكلمته وعهده مع نفسه، قائما حتى صياغة شاملة لورقة المطالب حتى الاتفاق على أسقف التنفيذ بمشاركة ممثلي التظاهر والحراك المدني..

محظور على اي طرف شعبي أن يشترك باي خطوة يمكنها أن تقع في إطار مخادعة الشعب وتضليله بمناورة أو إجراءات جزئية.. لا تشتركوا بمخادعة عن طيب نية وحسنها كي لا تضعفوا زخم الانتفاضة.. يكفي اليوم بشأن قرارات رئاسة الوزراء، تأييد القرارات بوصفها مبادرة حسن نية باتجاه تلبية كامل المطالب لا أكثر ولا اقل. ولا يندفعنّ أحد بالتهليل بلا شروط ومحددات.

ينبغي أن نتذكر أنّ طابع الصراع هو صراع تناقضي بين الشعب وقوى الطائفية المتحكمة بسلطة اسمتها غنيمة وهي تمارس أفعالها بهذه الصيغة. إن السلطة مازالت بيد قوى كليبتوقراطية طائفية تمتلك ميليشيات الموت والخراب.. فلا تُدخِلوا الشعب في نفق المناورات غير محسوبة العواقب..

حتى مساء يوم الجمعة 14 آب أغسطس سنتابع النضالات والوقفات وكل يوم ستكون هناك فعالية بالتأكيد ستفيد في إدامة زخم الاتصال والتحشيد لمتابعة نضال القوى المدنية الوطنية.

سلمتم وعشتم للحق ولمطالب الشعب ظهيرا ونصيرا ومحامي الدفاعوالآن في زخم الانتفاضة أنتم الأقوى. الشعب دائما هو المنتصر إذا ظهر بقواه في الميادين واكد مطالبه وتمسك بحراكه وهو الضحية إذا تراجع وترك نضاله بوسط الطريق..

ملتقانا في الجمعة المليونية للحشود الشعبية تؤكد انتصارها لمطالبها مصاغة بيان واضح وبمشروع بأسقف زمنية وبمفردات شاملة للتغيير.

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *