أسئلة إلى كل شابة وشاب في العراق

في اللحظة التي تتحرك شبيبتنا المدنية الواعية والتنقل بين البيوت والساحات تدعو الشعب للتوجه إلى ساحة التحرير، يستقبلها آلاف مؤلفة من رجال الوطن بالترحاب فيما تدعو الأمهات لهم بالتوفيق والنصر في مهمة التطهير والتغيير.. لكنّ تلك الشبيبة تتطلع للمشاركة الفعلية من زميلاتهم وزملائهم ممن يقعد معتكفاً في بيته أو في شوارع الضاحية أو الحي يتسكعون بلا هدف أو غاية…

ألم تحن اللحظة ليسأل كل شاب نفسه: أليس متظاهرو ساحة التحرير يخرجون منذ شهرين لأجل الإصلاح والتغيير؟ أليس الإصلاح والتغيير هو ما سيصنع لنا عالمنا الجديد الذي نريد؟

لماذا نقعد نتحسر على أصدقائنا الذين فقدناهم إلى الأبد لأنّ بحار الجريمة التهمتهم بلا رحمة!؟ لماذا نقعد ونحن ندري أنّ قعودنا سيؤدي بنا لمزيد متاعب ومساوئ وهموم بل حتى الذهاب غيلة بأسلحة التناحر الطائفي؟؟

أليس الأجدى بنا، أن نصنع بيتنا بايدينا؟ أن نختار حياة حرة كريمة؟ ألا نستحق الحياة الإنسانية البهية مثلما كل شعوب العالم؟

إذن، لماذا نستسهل اللهاث وراء شخوص ندري أنهم يقودونا إلى حروب عبثية للتناحر بينهم وهم يقتسموننا وما نملك، غنيمة لهم ولخاصتهم! من اين جاءتهم مليارات الدولارات واليوروات والدنانير وقد كانوا حفاة قبل 2003 ليصبروا مليارديرات اليوم!؟ أليس ذلك من نهب ثرواتنا وسرقة وجودنا!؟

ألا نتفكر ونتدبر وندرك أن من يتحكم برقابنا ويسوقنا إلى معارك الموت، هم ينفذون بجلودهم مستمتعين بمشاهد دمائنا متفاخرين بها وقد صارت أنهارا وسيولا مهيبة!!؟

ألا يهمنا ما يدور حولنا في مدننا وقرانا من خراب ودمار وسوء في كل معالم وجودنا؛ فلا شوارع ولا بيوت ولا ماء صالح للشرب ولا صرف صحي ولا هواء نقي حيث التلوث وصل مراحل تجاوزت منطقة الخطر وبتنا نحيا في بلاد ستصيبنا وعدد من الأجيال التالية بالسرطانات!؟

لا صناعة ولا زراعة والبطالة الحقيقية والمقنعة تضرب أطنابها فتعطل طاقات البناء فينا! والفقر يمتد أفقيا ليصيب ملايين جديدة وعموديا ليزداد الفرق بين من هم في خط الفقر ومن يصيبهم الفقر المدقع وبينهما وبين من يغتني من نهب ثروات البلاد والعباد!

الفساد يضرب فينا جميعا ويسوقنا كرها إلى سوقه الأقذر في تاريخ الإنسان وفي تاريخنا نحن العراقيين الذين ساهمنا في التأسيس للتمدن والتحضر ولأخلاقهما وقيمهما السامية النبيلة النبيلة.. والفساد بات وباءً يتفشى بيننا وهو لا يستحي من بيعنا في سوق نخاسته علنا جهارا نهارا وبأشكال مبرقعة بالزيف والدجل والتضليل متسترا بالدين والمذهب وقشمريات فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان!!!

لا تخجلي ايتها الشابة ولا تخجل أيها الشاب ولاتجبنا ولا تترددا أو تتراجعا عن فضح ما جرى ويجري لكما من ابتزاز واستغلال وتشويه حيواتكما إذ كل تلك المآسي من نفر من المفدسين المرتدين عباءات التستر وهم سبب البلاء والوباء…والعيب وما يخجل المرء منه ليس فيكما بل في المفسدين

اخرجوا لتنسم هواء نظيف لا تجدونه إلا في ساحة التحرير

اخرجوا لتهدروا ضد الظلم والضيم .. ضد نهبكم وسرقتكم وابتزازكم وسوقكم إلى ميليشيات الاقتتال بينكم وهو اقتتال مفتعل مصطنع بينكم ولن يؤدي إلا إلى مصالح ومآرب وغايات دنيئة للمفسدين لا غير…

إن وجود كل شابة وشاب في ساحة التحرير سيكون أول القرار بتحقيق التغيير الذي تصنعونه بسواعدكم السمر وبإراداتكم القوية وبعزائمكم المتينة وبقراركم في الانتفاض من أجل إصلاح الحال من راس هرم دولتكم حتى كل مفاصلها التي اصابها الخراب.. ضعوا طاقاتكم الكبيرة لا في مصيعة وبلطجة تخدم السيد الفاسد ولكن ضعوها في أعمال البناء وإشادة جنائن عيشكم الأبهى والأسعد والأجمل..

آمنوا بما شئتم ومارسوا الطقوس التي تريدون لكن تذكروا أن من يريد بيته جميلا من يريد المواصلات والاتصالات والشوارع والساحات والعمارات والحدائق والبساتين والخضرة والنماء من يريد جمال بيئته ونظافة محبطه عليه أن يبنيها ويهتم بها بنفسه عليه أن يعمل ويبني لا أن يكون قاعدا ولكي يعود عليه ثمار عمله ويجني ما يجتهد من أجله عليه أن يأتمن حكومة نزيهة تعيد ثرواته ليستثمرها في مشروعات الحياة وتوفر الأمن والأمان وتمنع قوى التخريب من تدمير ما يبنيه وأن توجد تلك الحكومة أسس العمل

لكن

قعودكم يعني مزيد نكبات ومزيد ويلات ستطالكم واحدا واحدا

قعودكم لا يعني إفلاتكم من نير اسواق النخاسة يفعل بكم المفسدون ما تفرضه مآربهم الدنيئة

قعودكم لا يعني سوى خنوعكم لأوامر فلان وعلان من المفسدين

قعودكم يعني النحاقكم بقطيع أحد المفسدين الذي يسميه حزبا أو ميليشيا وهما ليسا سوى أداة لسوقكم لحربه الدموية ونوازعه الشريرة

ألا ترون ما حل ويحل بالعراق وأنتم الأوعى والأكثر حيوية في التفكير وفي التوصل لصحيح القرار

كيف تتركون الأمور سبهللة تفتك بكم يوميا بالمتفجرات والاغتيالات والاختطافات والاغتصابات وكل أشكال الابتزاز والجريمة!؟

لا تترددوا عن حسم أمركم ايتها الشابات ايها الشباب

لا يتلفوا عقولكم بسخيف القول ولا بمدبجه مما يزوقونه بالآيات والأحاديث المقدسة أو بإسناده للأئمة فذلك ليس سوى عباءة التخفي والتضليل

إذ السؤال الحقيقي الأكثر صوابا هو: من ينهب المليارات أهو أنتِ أم أنتَ.. وأنتما العاطلان عن العمل قسرا وكرها وأنتما البسيطان الفقيران المستلبان كل حقوقكما!!!؟

 تفكرا وتدبرا وتأكدا أن القرار اليوم بين ايديكما ليتحقق الانتصار وليجري تلبية مطالبكما.. إذ لن يأتي التحرر والانعتاق من جنود تاتينا من القمر

الشعب العراقي أنتِ وأنتَ فإن لم تؤكدا أنكما متساويان في الدفاع عن وجودكما ومصالحكما وإن لم تخرجا معا وسويا وإن ضاق التفكير عندكما أو عند أحدكما وانحصر في مفاهيم وقيم وسلوكيات وتصرفات أفشاها بينكم ذاك المتخلف الفاسق الفاجر الذي يحكم باسم الدين ويسرقكما بالتسويق لوجوده بعباءة يرتديها وباسم عائلة ينتسب لها .. إذا حصرتما الأمور بذاك التفكير وقعدتما، كل يقول لماذا أنا؛    فسيأتي الدور عليكما كليكما لتذبحا في قطيع الضحايا اليومي.. لا تتصورا خلاف ذلك!

كونا الشابة والشاب الأوعى اللذين يصنعان الحياة

شعاركما

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر

أنتما من يحول وجودكما إلى وجود واحد اسمه الشعب

وأنتما من يقرر ألا تبقيا أفرادا في قطيع المفدسين ينتظرون تقديمهم قرابين للمجرمين الفاسدين

كلكم يعرف كيف يعيش العالم بسلام ورفاه ومسيرة حياة حرة كريمة

فلماذا يقبل أحدكم الخنوع لما يجري في البلاد!!!؟

القرار قراركم في أن تبقوا أعضاء في أحزاب وميليشيات التدمير والتخريب

أو

تنعتقوا وتكسروا قيود الضلال وتُنهوا خدمة عناصر الفساد وتنزلوا إلى شوارع الحرية وساحاتها

القرار بأيديكم

ونثق بنزولكم إلى ساحة التحرير

إلى ميادين الحرية

لتنسم أنفاس النزاهة والطهر والتخلص من أدران الفساد وكنسها في الخطوة اللاحقة

إذا بدأتِ أنتِ وإذا بدأتَ أنتَ

ولم يقل أحدكما لماذا أنا أبدأ فسنكون بجموعٍ بالملايين متحررين من خزعبلات المفسدين ونتحرر من تضليلهم ونستعيد الكرامة والحرية ومسيرة السلام والتقدم

هذه الرسالة تريد كل شابة وشاب أن يتحدث مباشرة مع نفسه مع محيطه معي ومع من تختاره للتحدث عن البديل عن القرار الذي تريد اتخاذه باستقلالية وحرية وليس بتبعية لآخر.. هنا بهذه الرسالة التي تنتظر حوارا جديا مسؤولا نتطلع إلى توزيع ونشر وإيصال لها إلى أبعد وجود لنا… فهلا ساهمنا بمهمة التحرير والتغيير .. تحرير أنفسنا وتغييرها كي نغير عالمنا ونبني بيتنا.. ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..

لا يضللونكم ولا يخدعونكم بالتعكز على الأئمة وطقوس يصطنعونها لمشاغلتكم .. الأئمة خرجوا إلى ميادين صنع الحرية بأنفسهم ودافعوا عن القيم السامية ورفضوا الخنوع للفساد ولم ينشغلوا ببكائيات على دين أو مذهب بل قالوا العمل ثم العمل والتضحية من أجل التغيير.. الأئمة لا يريدون منا بكاء بل يريدون منا متابعة رسالة للتغيير ودحر الفساد واستتباب وجودنا الإنساني

أنتِ حرة وأنتَ حرٌ  فلماذا تمدا أيديكما لقيود الفاسدين

أنتما طاقات بلا حدود

طاقات إبداع

طاقات بناء

طاقات حماية السلام

طاقات صنع التقدم

لستما أقل من شبيبة بلدان العالم

بلادنا جنة يحلم بها ويزيارتها وزيارة كنوزها ملايين من عالم اليوم

فلنعيد بناء جنائننا

كفى اقتتالا.. كفى انقساما

كفى استسلاما

لنكن الأحرار الذين يفعلون ويبنون ويتقدمون

أأحسن أن تتقاتل مع أخيك أم تتقاسما مهام البناء وصنع عالمكما الجديد؟؟؟؟؟؟

أأحسن أن تخدم المفسدين وتتمسك بزعامات صنّعوها لاستغلالك بل لاغتيالك واغتيال روحك أم تخدم نفسك وعائلتك وشعبك؟؟؟

أسئلة أنتما تستطيعان الإجابة عنها.. أنتما فقط باستقلالية وحرية لا بتبعية لتقولات سقط المتاع الذين أفسدوا في العراق حتى بات خرابة لا تطاق

أنتما الحرية وأنتما التغيير وأنتما الخير والسلام والتسامح والإخاء .. أنتما العراق ايتها الشابة ، ايها الشاب يا كرام العراق والعالم

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *