اليوم العالمي للكتاب أهداف إنسانية معرفية نبيلة وتطلعات للتنمية والتطوير

منذ العام 1995 اعتمدت اليونسكو يوما دولياً للكتاب ولحقوق الملكية الفكرية. وقد تم اختيار يوم 23 نيسان أبريل ليكون يوماً احتفالياً، يدعم مهامنا في الدفاع عن حقوق الملكية الفكرية من جهة مثلما ينشّط ظاهرة القراءة وفعلها الحيوي الذي يتيح تعزيز انتماء الإنسان لعصر المعلومة ومنطق العقل العلمي. وإذا كان هذا اليوم يذكّر بكبار الكتاب مثل شكسبير وسرفانتس لمصادفة يوم رحيلهم بهذا التاريخ فإنّه في الحقيقة وبجوهر مهمته يركز على دعم نشر الكتاب وتفعيل مهمة تأليفه وحمايتها فضلا عن تعزيز صلاته بالمتلقي قارئأً يمتاح مما بين دفتي كل كتاب من منجز العقل الإنساني وما توصل إليه.

ومن بين أبرز ما جرى تبنيه في هذا اليوم هو تنقل احتفالية الكتاب بين بلدان العالم باختيار (عاصمة للكتاب) يجري سنوياً. وكان من بين العاوصم العربية (بيروت) التي احتضنت الاحتفالية عاصمة للكتاب في العام 2009. فكما هو المثل المعروف :”القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ” نلتقط منها دور بيروت في حركة طباعة الكتاب منذ ولادة المطبعة الحجرية ووصولا إلى يومنا حيث الحريات وقيم التسامح ورعاية مميزة لحرية التعبير.

سؤالنا عن الكتاب والعراق والعراقيين: أين بغداد اليوم؟ أين شارع الثقافة \ شارع المتنبي؟ ما دوره بل ما دور أبرز مكتبات العراق منذ مكانزي التي تنزوي مهملة بنايتها المهجورة حتى حرائق المكتبة الوطنية في العام 2003 التي أهدرت ثروة وطنية عظمى من الوثائق بين منهوب تمّت الطمطمة عليه بتلك الحرائق وبين متلوف نتيجة كارثتها!!؟ أين مكتباتنا في كل محلَّة وضاحية بغدادية بصراوية موصلية وفي كل مؤسسة إنتاجية ودراسية؟ أين مكتباتنا الشخصية بخاصة تلك التي تحيلنا إلى مكتبات أعلامنا البارزين الراحلين والأحياء؟

لعل الإجابة بزاوية منها وبأحد محاورها، غير المباشرة تكمن في حملات: (أنا عراقي، أنا أقرأ) تلك التي تكافح من أجل استعادة مكان الكتاب ومكانته في أنفس الجيل الجديد الذي يشكل غالبية أبناء البلاد. وطبعا في تشجيع اتجاه قراءة الكتاب التنويري لا تلك التي تصادف دعماً متغوِّلاً من قوى التخلف من نمط كتب الدجل والدجالين ونشر ظلاميات عهود منقرضة.. وسسنترك في هذا اليوم الاحتفالي المرور التفصيلي على ما يُختلق من أزمات وأشكال حصارات وحروب ضد الكتاب..

والكتاب من بعد هذا ومن قبل، بحاجة لاحتضان عراقي عبر الإقبال عليه سواء كان مطبوعاً ورقياً أم ألكترونياً وإيجاد التأسيس الرسمي الآتي يوم يتحرر العراق من سطوة المضللين الظلاميين ويعود لأهله بهياً بمنطق العلمي وبحرية التعبير وبفضح الدجل وفلسفة الطائفية وأمراضها المسربة سموماً في غذاء الروح، الكتاب العراقي الجديد.

الكتاب بحاجة لاحتفالية وطنية بهية يكون فيها الوجود الشعبي الجماهيري الأوسع والأشمل من أية حفلات مصَّنعة مصطنعة يقتلون فيها العقل ويعمون فيها البصر والبصائر ويمنعون عن الناس المحتجزين خلف عتمة بل ظلمة دجلهم الكتاب! بلى الكتاب بحاجة لاحتفالية تنويرية تليق به كما كان شامخاً في العصر السومري والبابلي والآشوري والميدي ومثلما ايام بغداد دار الحكمة يوم كان أجر مبدع الكتاب يماثل وزنه ذهباً، لا كما اليوم يقارع المؤلّف من أجل طباعة كتابه!!

في اليوم العالمي للكتاب نحيي كل من خطَّ قلمه كتابا تنويريا ونؤازره في حملة وطنية كبرى نقول فيها: “نعم، للكتاب” بوصفه مصدر التنوير وكنس ظلاميات زمن الطائفية وأمراضها وكوارثها..

فهلا وضعتم لمساتكم هنا تعليقا وتداخلا وتفاعلا بأية صيغة ترونها دعما لحملة استعادة الكتاب مكانه ومكانته في وطن تراث الإنسانية ومهد حضارتها؟

كل عام وأنتم بخير وحيوية قراءة وإلى لقاء في احتفالية تكون فيها بغداد عاصمة الكتاب ومثلها البصرة وأربيل والموصل والأنبار والنجف وتسطع من جديد شموس اهتمام العراق والعراقيين بالكتاب

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *