بشائر التحرر من تضليل الطائفية السياسية المتخفية بعباءة رجل الدين المزيف

نظام الطائفية السياسية يصطنع رجال دين ليُسقط عليهم قدسية وعصمة كي يُخضع الناس لسلطانه ويمضي متخفياً ممعِناً بجرائم استعباد المواطنين الأحرار. ولكن هذا التخفي وكل أشكال التصليل التي اختلقت (الصنمية) لتصادر حقوقنا ووجودنا الإنساني الحر، لن يدوم مع يقظة الوعي وتنويره الذي يأتي من معايشة الحقائق والكشف عمن يقف وراء مصائب الأبرياء الذين صدقوا اللعبة لهنيهة من الزمن.. اليوم نشهد أولى بشائر الانعتاق والتحرر من عبثية الصنمية وقيود المرجعيات المزيفة. ووعي الناس وعودتهم إلى ضمائرهم الحرة وإلى منطق العقل العلمي وصحيح دينهم هو ما تكفل بكشفهم الحقيقة وانتفاضهم على التبعية والخنوع والاستسلام لأي كان، ومهما كانت أشكال تزييفه وادعاءاته وتضليله.

فباستثناء مراجع تجمع بين صحيح الدين ومنطق العصر ولا تقبل لأحد أن يكون عبداً تابعاً ذليلا، فإنَّ كثرة ممن وُلِدوا في مفاقس الطائفية والفساد، هم ليسوا سوى مجرمين اشبه بالفيروسات أشاعت الأوبئة والأمراض بين الناس فعطلت حرية الإرادة بعد مصادرتها وعطلت اشتغال العقل بعد إعادة حشوه بالخرافة وآليات اشتغالها. لكن حجم المآسي المرتكبة بحق الناس وتبيّنهم معالم الطريق واكتشافهم بالتجربة العملية لتفاصيل اليوم العادي لهم قد أدت إلى صحوة العقول وتشخيصها طريق الصواب، طريق الانعتاق والتحرر من التبعية والخنوع لصنمية كاذبة مصطنعة.

كما أن الضمائر الحية للناس الطيبين تنبهت وأيقظتهم لينتفضوا اليوم على كل أشكال مصادرة عقولهم وتعطيلها وعلى استلاب شخصياتهم وعلى إخضاع إراداتهم.. فبات الناس قاب قوسين أو أدنى من تحررهم النهائي من عبثية الزعامات التي أسقطت على نفسها العصمة والقدسية وجعلت من وجودها مراجع صنمية متوهمة بوساطة التضليل والتخفي بعمامة و\أو عباءة رجل الدين المزعوم القدسية وما هو إلا ذاك الذئب المجرم بفروة الحَمَل البريء من دماء الأبرياء

العراقيات والعراقيون اليوم يمتلكون رؤية أوضح وأدق وأشمل للحقيقة. وقد عركتهم الأيام ولم يعودوا يخسرون أكثر مما خسروه من وجودهم الإنساني ومن فلذات أكبادهم. وها هم يكتشفون كيف كان تعطيل العقل ومنطقه سببا في التشويش عليهم ومنعهم من إبصار الحقيقة.. بينما العقل يمثل السمة الأساس التي تميز الإنسان عن الكائنات، وها هم يستعيدون اعتماده وتشغيله والاستناد لآلياته وتنويره

العراقيات والعراقيون باتوا يرون بالمحسوس وبالعيش اليومي كيف كان رهن مصائرهم سببا في خضوعهم لوهم ما يسمى رجال دين ومراجع صنمية فرضت خضوعهم المرضي لمآرب الطائفيين المفسدين وفرضت قيم الاستعباد والإذلال لمعنى حرية الإنسان ومعنى وجوده حراً كريماً يمتلك نفسه وإرادته وشخصه لا يخضع لبشر ولا يسمح باستعباده من بشر.

العراقيات والعراقيون باتوا على يقين من أن لعبة الصنمية والمرجعية بكل اتجاهاتها وأجنحتها كانت وستبقى تدميراً همجياً لثقافة التنوير وقيم أنسنة وجودنا.. إنَّ الصنمية ومرجعياتها المختلفة ليست سوى استلاب ومصادرة للشخصية وتعطيل للعقل ودفع في طريق الضلال والتخلف والخنوع وامتهان كرامة الإنسان..

اليوم بدأت بشائر التحرر والانتفاض على الصنمية وعلى المرجعيات المزيفة المصطنعة واستعادة الكرامة واعتماد العقل ومنطقه وتبني التنوير الذي يمثل للجميع جوهر الأنسنة والتحرير

بئس الصنمية وبئس من يُسقِط عليها العصمة والقدسية وبئس من يحاول إخفاء حقيقتها وجوهرها وبئس من يساهم في أضاليلها ومزاعمها وادعاءاتها التي ليست سوى أضغاث أوهام وكما يصفها العراقيون بوعيهم ونباهتهم مجرد قشمريات ولَّت ولابد من كنسها نهائيا من فضاء وجودهم الذي تلوث طويلا وحان زمن تكسير القيود وفك الأسر والانعتاق والتحرر منها ومن خرافاتها وأوهامها التي ما أنزل الله بها من سلطان وإن هي إلا لعبة لم تخدم سوى جرائم الطائفية والفساد يوم أرهبت الأنفس والأرواح وعطلت العقول وشلّتها وصادرت الناس وحرياتهم

لكن، ها هي اليوم تنتهي بتفتح العقول التي كُرِّم الإنسان بها .. وها هي تنتهي بوعي الناس وتحررهم من أسر دجلها ومراوغات خرافاتها..

العراقيات والعراقيون اليوم مثلما يعرفون دينهم الصحيح المحفوظ في كينونتهم ومثلما يعرفون صحيح مرجعياتهم يعرفون جيداً تلك الأغلبية من المرجعيات المصطنعة المزيفة ناشرة الخرافة ومحاولات التجهيل وها هم ينتفضون عليها

فالناس من قبل ومن بعد، يدركون معنى الدين ومرجعياته تكريما لهم لا إذلالا لوجودهم وتحريرا لا استعبادا وتشغيلا لعقولهم لا تعطيلا.. ولهذا فهم ينتفضون اليوم، بلى ينتفضون ناثرين بشائر انتفاضتهم، لينعتقوا ويتحرروا جميعاً وكافةً، مرةً وإلى الأبد

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *