تساؤلاتٌ بوجهِ بعضٍ من مثيري الاحتقانات والتوترات والاحتراب وممارسات الهمجية والسادية

هذه تساؤلات أضعها بعد أن لاحظتُ أن بعض الموجودين في صفحاتي في مواقع التواصل الاجتماعي يمارسون نفث سموم خطاب الطائفية ودفعه نحوممارسة بل ارتكاب أكثر الجرائم وحشية وهمجية تلك التي لا تكتفي بدفعهم للقتل بل إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية قبل القتل من تحقير وإذلال وتعذيب وانتهاك واغتصاب  ثم بعد القتل من تمثيل بالجثث .. المشكلة ليست في شخص جاهل أو مضلَّل بل في بعض أنفار ممن يُحسب على الفن والثقافة وهو يولغ في هذا الخطاب الأسوأ من مرضي.. عسى هذه التساؤلات تفيد في التنبيه وفي التصدي لتفشي أمراض التناحر وإثارة الاحتقانات والتوترات وتفجراتها

وقبيل أن أضع تساؤلاتي أؤكد أن إنهاء الإرهاب وجرائمه لن يأتي بدحره من طرف ميليشيا طائفية ومن وراءها من قوى إقليمية أو محلية بل يأتي بأن يكون بديلنا ممثلا بمنطق العقل وقيم المساواة والدولة المدنية  الضامنة للعدالة الاجتماعية ومنع التمييز واي شكل للاستغلال ولمنطق الاحتراب والاستعداء ومسميات الثأر والانتقام وتحظر كل ماهو خارج على القانون وبنى الدولة ومؤسساتها وقيم الأنسنة.. هذه هي القضية وهذا هو البديل والأمور لا تؤخذ باندفاعات راديكالية ولا تورجية ولا قشمريات مرضية تنافض طرفاً ميليشياويا ضد طرف ميليشياوي آخر فكل الميليشيات تشكيلات خارجة على منطق الدولة المدنية وتخدم الاستغلال والاستعباد والإذلال..

تفضلوا أصدقائي بقراءة التساؤلات

هذه مجرد تساؤلات لا مقصد منها سوى التنبيه فإن اصابت فخير وإن أخطأت التشخيص وإصابة الهدف فلكل منكم حق تصويب الاتجاه بما نصل عبره إلى السلم الأهلي وتأمين حقوق الناس وعيشهم الحر الكريم.. وذلكم أقصى غاية التساؤل

أتساءل كيف يمكن لفنان يُفترض أن يكون مرهف الحس وصانع جماليات وخطاب ثقافي يُفترض هو الآخر أن يكون إنسانياً، كيف يمكن له أن يكون طائفياً ينثر خطابا متخلفاً ينتمي لمنطق الخرافة في ظلاميته وإلى إرهاب الناس واستهدافهم بمقتل في وحشيته وهمجية ما يقدم من خطاب؟؟؟

كيف يمكن لفنان يغني أو يعزف الموسيقا و\أو يؤلفها أو ينحت الأشكال و\أو يبدع اللوحات، كيف يمكنه أن يكون وحش غاب يدعو للثأر والانتقام والتقاتل على خلفية تبرير جرائم لها أول وليس لها آخر في انفلاتها من كل منطق إلا منطق الفاشية ووحوش الغاب في جرائمهما؟

كيف يمكن لإنسان أن يبرر قتل إنسان أعزل من السلاح؟ وكيف له أن يمثّل بجثة وما معنى أن يمثّل بجثة بعد أن يكون صفى من يفترضه عدواً؟ أية وحشية مرضية في نفسه!؟ كيف يمكن أن يقتل مستجيراً من وحش كان يستعبده وألقى بنفسه نحوه لينقذه فيجده ينتظره بحراب الغدر والانتقام!!؟

كيف يمكن لامرئ أن يبرر اغتصاب إنسان آخر: رجلاً، امرأةً أو صبية أو صبيا أو حتى طفلا لايفقه في الجنس والاغتصاب وجرمه ولا طبعا في السادية و\أو المازوخية وما بلائمهما وأمراضهما النفسية والفكرية السياسية أو المجتمعية؟؟؟

أي نوع من الحقد قد تحول إلى كل تلك الأمراض التي تنأى وحوش الغاب بنفسها عنها؛ ولكن بعض بني [آدم] يرتكبونها بدم بارد والكارثة الأنكى أنهم يجدون من يصفق ويهلل لهم ويحث على مزيد من الجريمة لإبادة جماعة بشرية عن بكرة أبيها، وطبعا ينظّر مبرِّراً للجريمة وهو مرتاح البال والضمير ويحيا بلا من يحاسبه ولا حتى يعاتبه!!!؟

في عالمنا الافتراضي، في الفيس بوك والتويتر وغيرهما يواصل بعض أصحاب الانتماء للجنسية الأوروبية مساهمتهم المترعة بدماء العراقيين بحجة أنهم يدعون لقتل مجرم وهم ينصبون أنفسهم قصاة ويجرِّمون مجموعات بشرية بأكملها، ثم بلا تردد يطالبون بتنفيذ حكم الموت ولكن قبله بممارسة ما لذ وطاب من جرائم السادية من الاغتصاب واشكال التعذيب أو إلى أن يصلوا القتل فينتقلوا للتمثيل بالجثث!!!؟

الكارثة أن بعض هؤلاء فنانو جماليات غناسيقية و\أو تشكيلية أو غير ذلك من خطابات الثقافة!!! وهم يحيون وسط مجتمع أوروبي يزور خفلاتهم الغناسيقية ويشركهم في أنشطة الفنون والجماليات أو يزور معارضهم ويقتني منها.. لكن أية ازدواجية بين أن تكون مبدع جمال وبين أن تكون في الوقت ذاته داعية حرب أو مثير احتقانات متسببا في ارتكاب الجرائم التي لا يقرها لك دين ولا قانون!!!؟

هل يدري أولئك أنهم في الحقيقة يمكن أن يُساءلوا قانونا في دعواتهم لجرائم تحت مسمى أو ذريعة جرائم الثأر والانتقام؟

هل يدري أولئك أن عبثهم وانفلات خطابهم من حكم القانون والقيم السلوكية هو أداة الظلاميين في جرائمهم الأبشع؟

طيب أليسوا هم ذاتهم الوحوش التي يدّعون البحث عن القصاص منها؟ ما فرقهم عن وحشية الإرهابي المجرم القاتل السادي وهم يقومون بذات ما يقوم به؟

إنهم لا يكتفون بالدعوة لمقاتلة المجرم بل النكاية والهمجية تكمن في أنهم يدعون لإبادة (كلٍّ) أخضعه المجرم لسطوته وادعى أنه يمثله..!!!

على هذا وعلى وفق منطقهم، كان على العالم أن يبيد الألمان لأن الفاشيين النازيين يدعون تمثيل الألمان وأن الألمان كانوا تحت حكمهم وسلطتهم؟ أو أن العالم ينبغي أن يبيد الإيطاليين لأنهم كانوا بحكم الفاشية!!؟ ما هذه الجهالة والمرض الفكري البليد!؟ أليس ذلكم هو الوحشية الهمجية بعينها في كل المقاييس!؟

أيها السادة، تنبهوا على ما فيكم من مرض قبل أن تودي خطاباتكم إلى مزيد تعقيدات وجرائم يندى لها جبين البشرية..

أيها السادة لتصحُ الضمائر والعقول وتتنبه على أن مثل هذا الخطاب ليس سوى وباء من نكافح وجوده وسطنا جميعا.. إن جهودنا الإنسانية تكمن في البحث عن إزاحة فكر الإرهاب الدموي التصفوي وأن نأتي ببديل هو فكر التعايش والتآخي والتسامح والعيش بأمن وأمان وبسلام..

أيها السادة قد لا أمحُ اسماً من قائمة علاقاتي وما ينشر في صفحاتي التي يشاهدها الآلاف وربما أكثر بالتداول، فينفث سمومه وأوبئة أخطر من جراثيم الطاعون؛ لكنني في الوقت ذاته لا أقبل لنفسي أن أمرر هذا الخطاب الهمجي الظلامي المجتر من مجاهل كهوف الماضي المتوحشة ولكنها الأفضل من خطاب هذا السادي الأرعن الذي يحمل سكين الهمجية الأعمى على كل ما يراه (آخر) يفترضه عدواً! ولا تكفيه سكين الغل والغدر بل يواصل الطعن في جسد ميت بلا معنى سوى مرضه الوبائي الأقذر في وسط وجودنا!

إلى كل من يمر في صفحاتي، مسؤوليتي تجاه ما يظهر عليها من أوبئة فكرية تكمن في رفضي لهذا الأداء الإجرامي وإدانتي له  وفي محاولتي إنهاء مسببات الاحتقان والتوتر والجريمة ولكن بقاء أحد تلك المثيرات المرضية بصفحاتي سببه أما لأنني لم أطلع على تلك الآلاف كافة بالتفصيل أو لأن فيه ما يمكن أن يتغير عبر إدامة الصلات به ووضعه في ميادين الحوار وعساه يقرأ لآلاف محبي قيم الإخاء والتسامح وأنسنة وجودنا وإشاعة الأمن والأمان المادي والروحي المعنوي..

وإلا فإن هتلر كان رساماً ولكن البشرية لفظته وفكره وأمراضه الوبائية وحاكمته ككل الطغاة المجرمين الساديين…

مرحبا بكل محبي الخير، محبي الاستقرار، محبي الإخاء، محبي التعايش والألفة، مرحى بكل محبي التسامح فلسفة تدرك أن من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر، ولهذا لابد من البحث عن آليات لتطمين حقوق الجميع وعيش الجميع ونشر مبدأ المساواة في إطار الحقوق والحريات وبناء الأوطان باحترام الآخر وقدسية التنوع وتعددية وجودنا البشري الإنساني..

ألا فلنرعوِ ونتفكر ونتدبر وليس لي على المخطئ سوى نداء الضمير وإدامة الحوار الموضوعي العقلاني البناء ثم في آخر المطاف إن لم ينفع معه الحوار، نتجه نحو تفعيل القانون وله طبعاً من يفعِّله ويقوم بواجبه، أما كاتب هذه الأسطر فليس له سوى مثابرة واستمرار في حمل رسالة التسامح وتمكين السلم الأهلي بالحوار وحده ولا غير.. ولدي الثقة يوما بانتصار خطاب الأنسنة على خطاب التوحش والهمجية..

اسمحوا لي بوضع هذه الغرسة: إنه من قشمريات الزمن أن ينتمي فنان (مثقف) إلى بلد أوروبي ويمارس إبداع (الجمال) فيما خطابه الأكثر همجية وسادية في دعواته المباشرة والمبطنة للقتل والتنكيل والاضطهاد وإيقاع الضيم والظلم بالأبرياء لمجرد أنه يصنفهم بخانة طائفية معادية! إنها أسوأ من قشمريات العراقيين البريئة تجاه هذا الصنف من الخطاب

دمتم جميعا وبالتوفيق للعودة إلى خطاب العقل ومنطقه وحكمته وسداده. وسيرحل من يرهب الناس وستنجلي الوحشية السادية ومعاركها عن ربيع يعيد للجميع خضرة قلوبهم وبهاء وجودهم

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *