اليوم العالمي للسلام، أتتمسك بقيمه أم تخضع لدعوات الاقتتال؟

اليوم العالمي للسلام، أتتمسك بقيمه أم تخضع لدعوات الاقتتال؟ نداء من أجل مسيرة السلام في بلادنا يوم 21 أيلول

هذا نداء إلى كل فناة وامرأة في العراق، إلى كل شابة وشاب، إلى كل طالبة وطالب  بلى إليكنّ وإليكم جميعا في الوطن والمهجر كيما تقولوا كلمة ترسخ التمسك بالسلام وقيمه وخطاه لنستعيد فرص البناء والإعمار والتنمية والتقدم.. فأما أن نكون أولا نكون.. وذلكم ما تقررنه وتقررونه معا وسويا

ردّاً على من يقرع طبول الحرب وعنفها وفجائعها، أطلق المجتمع الإنساني يوماً يؤكد فيه تمسكه بقيم السلام ويحتفل بها عيداً يتوج أنشطة الإنسانية في طريق وقف الحروب كافة والشروع بـ(السلام) طريقاً وحيداً وخياراً مقدساً لا تقبل المساس به. ومنذ مطلع الثمانينات في القرن الماضي بات الاحتفال باليوم العالمي للسلام تقليداً ثابتاً ترسيخاً لخيار لا محيد عنه.

وفي كل عام تحتفل شعوب المعمورة باليوم الدولي للسلام في الحادي والعشرين 21 من أيلول/سبتمبر. تعزيزاً لثقافة السلم الأهلي بكل بلد ولنشر مُثُل السلام وقيمه  بين الأمم والشعوب جميعاً. وكل عام تختار المنظمة الأممية موضوعا يرتبط بالسلام جوهرياً للتركيز عليه بوصفه خطوة باتجاه تكريس قيمه وبوصف السلام سبباً في تلبية متطلبات تحقيق ذاك الموضوع. وسيكون موضوع اليوم العالمي للسلام لهذا العام 2016 مجسّداً في محور: “أهدافُ التنميةِ المستدامة: بناءُ أحجارٍ أساس من أجلِ السلام”..

إنّ أهداف التنمية المستدامة يراد لها التحقق بغاية زمنية تصلها في عام 2030.. مجسِّدة ذلك في معالجة ظواهر الفقر وأنهائه، وحماية الأرض من ظواهر الاختلال البيئي، وحسم المشكلات التي تقف دون تحقيق الرفاهيةي للبشرية. ومن الطبيعي فإن حل مشكلات الفقر والبطالة والعدالة الاجتماعية وظروف البيئة واستثمار الطبيعة بطريقة سليمة ونشر ثقافة تزيح ظواهر الكراهية والعنصرية كما تعالج الأمراض بأشكالها وتزيح الفساد بأسبابه ومظاهره، وكل ذلك إنّما يعني معالجة أسباب العنف و وقف دواعي تهديد الاستقرار ومن ثمّ يعني بشكل مباشر وغير مباشر موضوعة السلام. فالتنمية والسلام قضيتان متحدتان من حيث الجوهر والهدف..

ولتحقيق خطى المسيرة على مدى عقد ونصف العقد يلزمنا إقامة شراكات وتفاهمات واتفاقات بمستوياتها المحلية والدولية الأممية بما يحشد إمكانات تلبية تلك الخطى وتنفيذها.

فلنقرع معاً وسوياً نواقيس السلام ونعزف سمفونيته.. ولتكن المشاركة الرئيسة في هذي المسيرة هي المرأة العراقية مثلما نساء العالم هن من يقدن المسيرة الاحتفالية بيوم السلام. ولتعلو الرايات البيضاء فوق الهامات وعاليا في سماء الوطن المبتلى بالعنف. وها هو ندائي لتكون شبيبة الوطن وطلبته الشمارك الثاني في المسيرة وليكونوا ألوفاً مؤلفة قلوبهم بمسيرة السلام لهذا العام، مؤكدين وعيهم بأن طريق البناء والتنمية لا يمر إلا عبر وقف اللهاث وراء دعاة الحرب بكل التبريرات المضللة؛ وليس سوى الانسحاب من القوى الداعية للعنف مقابل العنف، كي يكون السلام مقابل العنف طريقنا لإنهاء دوامة، تتوالد بطريقة الجريمة و ردّها من جنسها فيما بديلنا الجريمة وعنفها البشع لا تنهيه إلا قيم السلم وإعادة تطبيع حيواتنا وأنسنتها وتمسكنا الثابت بالسلام.

أجدد النداء والحملة من أجل أن نتنادى اليوم قبل الغد، ونتوج دفاعنا عن السلم الأهلي باحتفالية ضد العنف وضد الحرب وضد الكراهية وضد التمييز بكل أشكاله.. وأن نكون مع السلام قلبا وقالبا قولا وممارسة وأن نكون دعاة ترسيخ المحبة والتفاهم والتآخي والتآزر والتكاتف، أن نكون شركاء لا أعداء، أن نرفض إثارة العداوات بتوكيدي تسامحنا وتحاببنا وتوادّنا..

انزلوا إلى ميادين المسيرة يوم 21 أيلول سبتمبر وقولوا إنكم شعب السلام لا الحرب وإلا فإنكم ستقادوا إلى مهالك بلا نهاية حتى تصفيتكم واستعباد من يبى ذليلا لقوى الحرب والنهب والسلب…

انزلن أيتها العراقيات بشجاعة  وبلا تردد هذا هو عيد السلام هذا هو كرنفال السلام هذا هو عهد السلام هذا هو جوهر وجودكن وكفى خنوعا وسكونا لثقافة عنفية لم تبق لكنّ سوى الألم والفجيعة…

وأيتها الشبيبة ايها الطلبة

لا تنتظروا من يمهد طريق الغد بل أنتم من تصنعونه ولا ناء ولا تنمية ولا تقدم ولا عمل ولا غنى بلا سلام فهلا كنتم في الميادين.. اصنعوا كرنفالاتكم كما كل العالم يحتفي بها

فهلا اسمعتمونا يوم 21 أيلول سمفونية السلام ينتصر للحياة الحرة الكريمة وتنمية يحيا في ظلالها العراقيون بعيدا عن مطحنة الآلة الهنمية للفقر والبطالة والتخلف وفجائعها؟ بانتظار سمفونيتكم أيتها الرائعات أيها الرائعون

عن اليوم العالمي للسلام بموقع الأمم المتحدة يرجى دخول هذا الرابط بالضغط هنا على العبارة

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *