اجترار سلبيات الماضي تعطيل للحياة وخسارة مسبقة للحاضر والمستقبل

مجدداً أضع تغريداتي الأخيرة في صيغة محاور موضوع، يتناول إشكالية بعينها، ولعله يغطي بتلك المحاور جوانب من تلك الإشكالية ويثير حواراً موضوعيا مخصوصاً. تجدون هنا ومضات وبقعة ضوء متحركة بين أكثر من محور في مجال علاقتنا بالماضي فرديا أم جمعيا، وكيف نستفيد منه دروساً وعظات بدل اجتراره وباءً يقيدنا ويستعبدنا فيطيح بنا حاضراً ومستقبلا.. تاركاً لكم فسحة حرة تماما في التداخل والتعليق واستكمال إنضاج المعالجة أو وضع الأسئلة التي ترون..

TayseerAlAlousi ‏@alsomeryalyom حسابي في التويتر والتغريدات التي تظهر لي فيه:

كنتُ كتبتُ في شأن أولئك الذين يعيشون يومهم باجترار تجاريب الماضي بوجهها السلبي، وكأنها نهاية العالم؛ فيعلنون تعطيل الحياة ووقف سيرها إلى أمام ما يجعلهم يخسرون الحاضر والمستقبل بهذا السلوك الانتحاري، وباستسلامهم لعقبة أو تسبيمهم أمرهم لآخر يكون أصابهم بمقتل بسبب خضوعهم لسلبيته وتجريحه..

وفي الشأن العام فإنّ المشهد يصير أكثر تعقيداً على القراءة والاكتشاف عندما، يضع مجتمعاً أو فئة منه موضع التعطل والاستسلام لنير قيود ماضوية الأسس والقوانين ولكنها مفعَّلة بفضل الانقياد السلبي لها بتعطيل العقل ووضعه في خانة التجميد لصالح من يتحكم بتلك الفئة أو ذاك المجتمع بحجة قدسية الماضي ووصايا لم ينزل بها المقدس من سلطان!

إن الماضي يظل حياً فينا، لكنه بوجهين، وجه سلبي نقبع في اجترار أمراضه والعيش بمستنقعها وكهوفها الحاضنة لأوبئتها ووجه نقيض يرفض إماتة الإنسان فينا ومن ثمّ يرفض تعطيل العقل ويمنحه سمات العلم وتنويره حيث بروجكترات الإضاءة التي تكشف لنا مواضع الخلل ومواضع البدائل والمعالجات للتقدم نحو بناء عالمنا سليما صحيحا صحي البيئة بما يناسب أنسنة وجودنا والاستجابة لمطالب الإنسان حقوقه وحاجاته وحرياته…

فهلَّا وجدت تلك التغريدات ومحاورها تفاعلات الإغناء والاستفادة بما يضغعا موضع التعامل بها في تفاصيل يومنا العادي وعلاقاتنا الفردية الشخصية العائلية والصداقية والمؤسسية مثلما في فهم الظواهر المجتمعية العامة وقراءة واقعنا بعين فاحصة للعقل العلمي حيث إيجابية النظر والمعالجة وتطلعها لاستشراف عالم جديد لا يقبع عند أعتاب ماض وسلبياته، بل يرتقي ليحيا الحاضر بوصفه تأسيساً لوجود إنساني سليم يستقي من الأمس دروسا ويرفض الخنوع والخضوع لقيود ماضوية الاتجاه…

إليكم تلك التغريدات مع احترامي لكل تداخل وتفاعل يرد:

  1. أيُّهما أكثر سلامةً: اجترارُ أشواكِ الماضي بإحيائها تكراراً وترداداً سلبياً أم بطيّ صفحتها وإنهاءِ وجودها من وسطنا واستنبات أزاهير حاضر لنحيا ببساتينه؟
  2. ما يحدد المخطئ معنا عدواً أم صديقا: هو اختيارنا لزاوية النظر؛ أنتعارض مع الخطأ أم مع المخطئ؟ أنعالج الفعل ونكسب الفاعل أم ننهك أنفسنا بإضافة أعداء جدد؟
  3. إنْ لم تكن أطلالُ الماضي دروساً وعبراً، متنا على أعتابها وصرنا بعضَ أحجارها الصامتة.. فإن أفدنا منها عشنا وشِدْناها صروحا شامخة تليق بنا كما سطوع تراثنا.
  4. لا يبكي الإنسان خسارته طول عمره؛ لكنه يضعها في ماضي تجاريبه، ليطوي صفحة عليها، فيحيا ما بقي من العمر مستفيدا من الدرس، سعيداً بجديد جهده وإنتاجه.
  5. إنْ لم تستفِدْ من تجاريب أمسِك، تعشْ في مستنقع تخبطاته وظلمة كهوفه. فافتح العقل لعظاته وجدّد مسارك وجهدك، عسى تصيب نجاحا يغير حياتك نحو الأفضل والأنجع..
  6. العيش على أكتاف الماضي التليد وحده لا يكفي. فاستفد من تجاريبه وابحث عن جديدعطائك ليومك؛ فبنيان الحياة لا يقف عند حد بل يرتفع بلا منتهى أو توقف…
  7. الاكتفاء بنجاح أنجزته كمّن يكتفي بالعيش على أكتاف الماضي بلا جديد عملٍ ينهض به، فيذوي وينتهي بمرور الوقت. كن متجدداً بعطائك مستمراً حيا بعملك.
  8. يتلبسُنا حقدٌ أعمى ويمرضُنا إذ نتحنَّطُ بردةِ فعلٍ تجاه خطأ ارتكبه الآخر بحقنا في ماضٍ بعيد.. وننسى أنَّنا بذلك نحن من يحيي الخطأ باجتراره وإغفال متغير الزمن.
  9. أنت تخسر حياتك عندما تأسرها بذنبِ زلةٍ مضت؛ لكنك تستعيدها يوم لا تستسلم لمستنقع الندم خجلا من خطايا الماضي. فعش ولا تقيّد يومك بأمسك إلا إيجابا.
  10. لا تحيا (رد فعل) لملامة السلبيين؛ فحتى لو لم يكن لك خطأ تلام عليه، فسيَتَسقَّطون لك ما ينسجون منه قالهم وقيلهم. كن (فعلا) لإرادتك وما ترسمُهُ إيجابا لطريقك.
  11. لا تخسر حياتك بين ندم وشعور بالذنب تجاه ماضيك و بين قعود عند أعتاب التمني لمستقبلك بل اربحها دوما باستفادة من دروس أمسك وتخطيط وفعل ليومك وغدك..
  12. طريقان لحياتنا: أنْ نستسلمَ للعيش بمستنقع الماضي حيث تأسرنا مشاعر الندم أو نمتلك إرادة التغيير مستفيدين من دروسه فننجح بامتلاك حاضرنا ومستقبلنا..
  13. ليكن ماضينا مجرد دروس تجنبنا تكرار أخطائنا وعثراتنا وتفتح أفق التفكر الأنضج بمستقبلنا وتمنع قعودنا على أعتابه نجتر مشاعر الندم فنخسر المزيد..
  14. ولا أيّ حجمٍ من الندم والشعور بالذنب يمكنه أن يغير ماضينا ولكن أبسط قدرٍ منه يمكنه أنْ يسرق منا جزءاً آخر من عمرنا في الخطأ مضيفا خسائر أخرى لنا…!

كيما أحاول الإحاطة بأكبر قدر من محاور العلاقة مع الماضي، صغتُ الفكرة مرات عدة، ولكنّ الموضوع أغنى بمحاوره سواء كانت المعالجة بما خص وجودنا الفردي الشخصي أم بما عالج شأنا عاماً وظاهرة مجتمعية.. لذا أتمنى أن أجد التفاعلات التي تغني وأعد بالتوسع في المعالجة بقدر ما يتاح من إمكانات ووقت وفي ضوء ما أرصد من علامات تتطلب المعالجة وأجد وقتاً وعلاقة مناسبة…

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *