الناس أنفسهم هم من يعيد للتهنئة بالعام الهجري وجوده واستحقاقه وليس الاكتفاء بتمنيه فقط

في مطلع كل عام هجري جديد يتبادل قادة الإسلام السياسي الطائفيين المفسدين التهاني وهم بأفراح في استمرار استغلالهم ونجاحهم في مواصلة مخادعة جمهور ووضعه في أتون حروبهم وما يخدم مفاسدهم ورغائبهم وقشمرياتهم.. الناس باتت لا تجد في التهاني ما يلتمع بعين طفل جائع أو مبتلى بمرض أو مجند في ميليشيا لحروب المجرمين.. اليوم في مطلع العام الهجري ليكون عاما للمسرة لا سنة للشدة لابد من انتفاضة كفى تبعية وانخداعا بجلابيب التقية ومرجعيات التدين الكاذب المزعوم.. دين الناس بينها وبين ربها وهم ليسوا بحاجة لطقسيات مصطنعة تديم أحزانهم وخدمة تشدد المتطرفين المغالين بالدين.. فهلا تبادلنا التهاني والتمني بتحويل الأمل إلى عمل؟ هل غادرنا السلبية وكنا إيجابيين برفض المخادعة والتضليل؟ يوم نجيب بلى، سنستحق الفرح والمسرة ونصنعه بأنفسنا لوجودنا ولأبنائنا وبناتنا لا نبيعهم ببخس الأثمان لمرجعيات الوهم والتخلف والدجل والظلاميات.. قولوها كفى عالية الصوت والفعل لتتحرروا وتكسبوا حيواتكم

كل احتفاليات البشرية تغتني بطقوس الفرح والمسرَّة وتبادل التهاني والتمنيات، كونها مناسباتٍ تنتمي لمعاني تلخّص مسيرة من يحتفل على مدى عام من العمل والكدّ والاجتهاد، ومن الإنجاز والإبداع لخيرات وجوده وخطى تقدمه.. والمجتمعات  والدول إنَّما تبحث عما يتوِّج تلكم الجهود بما يكرّمُها  ويحتفي بها إيجاباً وتفتحاً يُعلي من هوية القيم السامية النبيلة، تلك التي تؤكد العيش المستقر الآمن بطمأنينة وسلام بيئة وحيدة لخطى البناء والتقدم…

وإذ يبقى الأمل وجوداً يحيا في الأنفس، وإذ تبقى الأمنيات قوة مؤثرة تدعونا للتفكر والتدبر بما يحيي ما قد يكون خبا في ظروف معقدة بحياة مجموعة بشرية أو مجتمع أو دولة أو منطقة؛ فإنّه لمن الواجب هنا أن نستثمر المناسبات كي نقرأ في تجاريب سنة انقضت بكل ما احتوته من تعقيدات وعام نفتتحه من وجودنا بكل ما يحيط بنا…

وفي عالم المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة، نشطت في السنوات المنصرمة قوى التشدد والتطرف، ووجدت قوى ظلامية وأضاليلها مرتعاً وسط ما ساد من إشاعة لقيم التخلف والتجهيل واصطناع طقسيات ما أنزل الله بها من سلطان وبات قطاعٌ ليس صغيراً من تلك المجتمعات يرى فيها (ديناً) و (قيماً) صارت هي آليات عيشه، التي تسيّره في ضوئها..

وامتلأت السنوات الفارطة، بطقسيات تملأ حيوات الناس أحزاناً وبكائياتٍ ونواحاً يجتر مصائب قرون من التاريخ وآلامه ومواجعه وفواجعه ليجعلونها السلوى الوحيدة للبسطاء..!!! وكأنّ هذه الأجيال وُلِدت لا لتحيا وتعيش زمانها وتبني وجودها وأفراحها بل وعلى وفق ما يبتغيه قادة الطائفية السياسية ومفسديهم، لتجتر الناس أتراح الأزمنة الغابرة بطريقة تميت فيها كلَّ شيء حي وتتحنط (الناس) لأحزان وبأحزان تلك القرون ومئات سنين خلت وانطوت…

فيما لم تكن الشعوب جميعها يوماً تحيا بماضيها.. والأنكى أن يدعو امرئ، مثلما يفعل الطائفيون المفسدون، لتحيا تلك الشعوب بزاوية سوداوية من ذاك الماضي وبطريقة سلبية متخلفة… ولكن الشعوب المتحضرة عاشت (فقط) يوم اهتمت بتعزيز الطمأنينة النفسية وعدم تعنيف الأنفس وتمزيقها ومنع إعدام وجودها وحاضرها لمصلحة الماضي الميت ولمآرب الطائفيين المفسدين بقدسية مزيفة يسقطونها على ذاك الماضي وزاوية محددة منه هي الزاوية المرضية فقط لاغير..

وبدل أن تستفيد الناس من التجاريب وتتجنب الوقوع بأحابيل ما وقع في الماضي بسبب خطأ أو خطيئة؛ يفرضون الاجترار السلبي لوقائع الماضي والعيش فيه بلا إرادة ولا فعل لتغييره… إن الظلاميين يريدون للناس، لا الاكتفاء بالعيش السلبي بالماضي بل يريدون لهم أيضا ألا يفكروا وألا يدبروا حيواتهم بمقاصد تتجسد في استغلالهم واستعبادهم وإذلالهم بذرائع القدسية المصطنعة والطقوس المنسوبة للدين…

ها هي الشعوب تفخر بأبطالها وتحتفل فرحاً بمنجزهم وتدرس تجاريبهم لتستفيد منها في مسيرة البناء والتقدم،  وليس بين الشعوب من يبكي الشهداء ليل نهار وعلى مدار السنة ويعيش في استسلام لحزنٍ وألم لا يقبله شهيد ولا يقرُّه اعتقاد ودين.. فلا غلو في الدين سواء بمبدأ أم طقس أو أية إشارة…

الناس تبدأ عامها وتواريخها بالفرح والأمنيات والآمال حيث تحوّلُ الأملَ إلى عمل بعد أن تحتفل بمطلع العام وامالح من احتفالياتها المعنويات والطاقة وحيث الفرح دوما عامل قوة والحزن السلبي عامل انكسار…

معروف أنّ أصحاب التقويم الهجري احتفلوا به مسرةً يوما ما وأدام بعضهم هذا الاحتفال ومعروف أنهم احتفلوا بيوم موسى وخروجه من التوهان.. وكثيرة هي احتفالات الناس إذا ما أردنا البحث فيها وتبنيها طاقة وقوة وحيوية.. لكن بعضاً من الظلاميين (الطائفيين) بات يستغل كل واقعة لإقامة عزاء أبدي دائم مستمر يحاولون به التكتم على مظالم الناس وعلى استغلالهم وعلى بؤسهم وليبعدوا جانبا من الشكاوى عن كواهلهم وهم من يجرم بحق الناس ويستغلهم ليل نهار…

وفي ظل هذه المشاهد الطقسية الكئيبة ينبري طرف طائفي آخر ليحمل سيف التشدد وإرهاب الناس بتطرفه وما يرتكبه من جرائم بشعة.. وهكذا تخدم أجنحة الطائفية بعضها بعضا وتستمر دائرة استعباد الناس مقفلة عليهم..

أيها الناس أنتم معنيون ببناء بيوتكم أوطانكم جنانا وبساتين خير لكم وأطفالكم.. وأنتم من يصنع الفرح وأعياده ومناسبات الاحتفال بمسرات للأجيال الجديدة بدل بيعهم بلا مقابل لأتون الأحزان ومحارق السوداوية وكآبة المشاهد المقامة لكم وعليكم بحجج وذرائع لا علاقة لها باعتقاد تعتقدونه…

أيها الناس إن الدين والاعتقاد حرية لكم وليس قيودا تضعكم تحت نيرها.. والدين وصايا وسلوك ومعاملة تبنون به لا تهدمون وتحيون لا تقتلون وتتكاثروا لا تتقاتلوا بعضكم يفني بعضا!!!

أيها الناس سنة هجرية أخرى مضت ومن يؤمن بها وبالدين الذي جاء بظلالها يعاني من صراعات ليس له فيها لا ناقة ولا جمل… سنة هجرية أخرى يجيشونكم في ميليشيات الاقتتال بحجج وتسميات لا تنتمي للدين الذين به تعتقدون… وكل قشمريات ((جهاد)) بأي مسمى يضعكم وقودا لنيران حروب الطائفية هو كفر بدينكم مثلما هو كفر بوجودكم وإنسانيتكم وبقيم ينبغي أن تحفظ حيواتكم وسلامتكم وتدر لكم خيرات عملكم!!!

لا تكونوا وقود حروب الطائفية بأي جناح كانت.. لا تكونوا أعضاء ميليشيات لا تكتفي بقتلكم بل بإذلال أهاليكم واغتصابهم واغتصاب حقوقكم وحقوقهم!

لتكن السنة الهجرية عاما للعمل، للتنمية، لزراعة ما تحصدونه سلاماً واستقراراً وأمانا وطمأنينة بدل الحروب اليت يجرونكم إليها والأحزان التي تقتل فيكم الفرح والمسرة وطاقات البناء وحيوية الأداء…

لتكن السنة الهجرية بدل الشدة والألم والمواجع وفواجع، عام هدوء ورخاء وراحة بال وسلامة وصحة وأفراحا

طبعا نحن، معاً وسوياً،  ونتبادل التهاني، ولكن ليس بالتمني نحيا أو نكسب الحياة ملكا لنا ونحن من يصنعها ويصنع الخيرات فيها؛ ولكننا سنحيا أحرارا مطمئنين سالمين مستمتعين بما ننتج من خيرات، بإحالة الأمل إلى عمل وليس بتهان للحيظات تمر سريعا وسرعان ما نعود لقيود من يستذلنا ويستعبدنا بعزاءاته الأبدية وأحزانه الدائمة والأعوام هي حيواتنا المنهوبة إن استسلمنا لما يريدون لنا وما يصنعون لنا من كاذب الدين وأوهامه وهي حيواتنا الحرة إن رفضنا الانصياع لتضليل ومخادعة وزيف ما يقدمون من قشمريات..

أيها الناس عامكم الهجري عام فرح لتحرركم من الخزعبلات والكذب والدجل الذي جاء به الإسلام السياسي بطائفيته وبأجنحة مفسديه وبلطجيتهم بتشكيلات ميليشياوية مسلحة ومافيوية من سماسرة البيع والشراء فينا… إنهم يرون فيكم رؤوس أنعام ووقودا لمحارقهم..

في مطلع العام الهجري الجديد أنتم من يقرر، أيكون عاما بمعنى السير في دروب التحرر وصنع الخيرات وبناء طريق السلام والتقدم والعدالة والتنمية أم يكون سنة للشدائد يديرها كما سابقاتها عناصر التطرف والتشدد من مختلف الأجنحة الطائفية..

لا تكونوا ممن أكلتهم طيبتهم حد السذاجة ولا ممن استسلم لقدر فلقد اثبتت التجاريب أنه إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر…

وتبادلوا التهاني بالقول والفعل وهنا الفعل بتحويل الأمل إلى عمل بالانسحاب من أحزاب الطائفية أنتم لستم قطعان لأوباش الفساد وإن ارتدوا جلابيب الدجل وأعمة التخفي..

يكفي ما شاهدتم وعشتم من أهوال لتعرفوا من هو عدوكم

كل عام وانتم الأكثر وعيا وإدراكا وثقة بأنفسكم وبحقكم في حياة حرة آمنة مطمئنة تحيون في السلام من أجل زمن اعمل والفرح والاحتفال بما تنجزون لا البكاء على ما يسرق منكم حتى حيواتكم مملوكة للفاسدين ومالكي اسواق النخاسة..

كل عام وانتم الأمل والعمل كل عام وانتم الانتصار على كل تفاصيل ومحاور الخطاب الإسلاموي المزيف .. كل عام وأنتم الانتصار لكرامتكم وشرفكم وحريتكم…

كل عام ومعاني الهجرة ليست في البكائيات والسلبية بل في الأفراح والمسرات والإيجابية

أرجو أن تكون تهنئتي فرحا بكسب أنفسنا واستعادتها من خضوعها وخنوعها.. أرجو أن تكون تهنئتي فرحا بنبذ التطرف والتشدد واتباع دعوات الاحتراب والاقتتال.. أرجو أن تكون تهنئتي نداء إلى كل مسلمة ومسلم كي يستيقظ من تخدير التضليل ودجل المضللين وأن يستعيد تشغيل العقل علميا لا بطقوس الخرافة التي غلفوها بالقدسية المزيفة.. أرجو أن تكون تهنئتي مكتوبة بوعيكم وبحذقكم وبروعة العقل العلمي عندكم مكتوبة بإدراككم وبضمائركم وليس بقشمريات دجالي العصر ممن ارتدى الجلابيب من عصر مضى وانقضى ليتستر بها وهو الذي بات عاريا أمام بصائركم..

قولوا في دواخلكم كفى انصياعا لمن قادكم لحتوفكم وحتوف الأبناء وكشف أستار البنات لأولئك المفسدين الأوباش..

التطرف والتشدد والإرهاب واصطناع أسباب الاقتتال ليس عند جناح دون آخر فانتبهوا أيها السادة.. إنهم يشرعنون لوجودهم ويخدمون بعضهم بعضا.. ونهاية الأمر وحسمه ليس إلا يوم تقولون كفى انصياعا للجريمة والمجرم.. كفى انضماما لأحزاب الطائفية وميليشياتها..

وكل عام وانتم بخير وسلام أنتم تضنعون الخير وأنتم تبنون السلام وتتقدمون بمسيرة التنمية والعدل الاجتماعي.. وإلا فإنّ المشهد ليس غير ما ترون، وهو يتم بمساعدة من استسلام بعضنا وانسياقهم وراء الدجل والتضليل فهلا انتفضتم في دواخلكم وانتصرتم لصحيح العيش وكريمه ومتحرره!؟؟؟

 

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *