إسقاط أوهامنا على فهم الآخر بين اصطناع السلبي والبحث عن حل بديل

كثرما أجابه حالات  يتخذ فيها بعضهم مواقفه في ضوء ظرفه وما يتعرض له من ضغوط ومن ثمّ ما يتشكل فيه ظرفه النفسي من اكتئاب أو طقس انزعاج وسلبية.. وطبعا هنا يجري إسقاط ما فيه الفرد على الآخر ليحكم عليه سلبيا بدلا من تفهم مراده وإدراكه إيجابا لاتخاذ موقف يصنع الألفة والتلاحم والإخاء بدل الاحتدام والاحتقان والخلافات… قررت أن أكتب إيماضة عساها تكون تأسيسا ودافعا للآخرين كي يغنوها ويفعِّلوها تعبيرا نظريا وعمليا

أنْ تلعب بالماء، حيث يرش الواحد الآخر به ويبلله تماماً لا يمثل ذلك إزعاجاً ويكون الماء أليفاً والبلل مقبولاً إن لم يكن ممتعاً.. بينما ذات الشخصين يبديان الانزعاج من البلل بقطرات مطر أو حتى من رذاذ ضباب ويصفان الطقس بكلمات سلبية ولا يريان في ذلك غرابة؛ فكلاهما يؤيد الآخر فيما يسقطه على الماء والبلل مرةً يصفانه بالممتع وأخرى بالمزعج..

ومثل هذا ينطبق على فكرة أننا ننظر إلى الأشياء والأحداث والآخرين بأعين ذواتنا ونُسْقِط عليها ما فينا من أوضاع مرحة أو كئيبة فنصفها إيجاباً عندما نكون مرتاحين سعداء وبالسلب عندما نكون مكتئبين حزانى.. وأبعد من ذلك عندما يكون إسقاطنا الذاتي يدفعنا لأن نسمح لأنفسنا بتكوين مواقف ربما تصل العدائية وما يبرر تجاوزاتنا على الآخر أو على أقل تقدير ما يمنحنا تبريراً لقرار رفضه وإقصائه ووصفه سلبياً…

كيف يمكننا تجنب مثل هذا الإسقاط الذاتي؟

ربما إذا حاولنا تفهم الآخر ودواعيه وأسبابه التي جعلته ربما يكون مضطراً لاتخاذ موقف أو قرار لا نرضاه في لحظة أو ظرف بعينه.. هذا التفهّم واستيعاب الآخر مطلوب دائماً عبر القراءة ((الموضوعية)) لا ((الذاتية)) المحكومة بانكسارات نفسية واحباطات وطقوس اكتئاب تسيطر على تفاصيل تفاعلاتنا…

وكلما ابتعدنا عن فرض نظرة محكومة بالظرف المكتئب السلبي الذي يسكننا، أوجدنا فرصاً أكثر اتساعاً وانفتاحا لقرارات التسامح والتصافي والعفو والصفح ومن ثم تعزيز علائق إنسانية أكثر إيجابية وإشراقاً وتفتحاً..

فلْنراجع أنفسنا دوما قبل أن نقرأ الآخر عبر منظار يكلكل على عدساته ضباب كثيف من أحوال شخصية ذاتية؛ مهما كانت الضغوط التي نتعرض لها أو الأوضاع التي نمر بها.. فإذا سمحنا لأنفسنا بمثل هذه الإسقاطات فلماذا نعاتب الآخر وهو يمارس ذات الأمر معنا؟

لنحاسب أنفسنا في إسقاطاتها قبل أن نفرض توهماتنا على الآخرين وعلى فهمهم بطريقة مغلوطة أو على تفسير الأحداث بصورة خاطئة بالمرة… لنضبط تفاعلاتنا  ونقرر كما لو أننا بأفضل أحوالنا النفسية وأقواها قيماً ذاتية وأكثرها إشراقاً ومسرة…

يومها لن تكون إسقاطاتنا سلبية أو حتى حيادية بل سنجد أنفسنا نفسح مجالا لهضم أو استيعاب ما يحصل تجاهنا من أخطاء ونكون أكثر تسامحاً وأوسع صدراً وأرحب نفساً وأطيبها.. يومها نكسب حولنا أناساً ومحبة ونبعد عنا أخطاء قد تحدث تجاهنا..

هل جاءت رسالتي واضحة بموجز القول فيها؟ شكرا جزيلا لكل من ستأتي إضافته لتتقدم خطى أخرى بخطابات المحبة والتآخي والتسامح وفي الامتناع عن إسقاطات التوهم بخاصة هنا الكئيبة المرضية..

عساها كلمات فعل لصنع الابتسامات في فضاء وجودنا

وثقتي وطيدة بروعة التفاعلات ونتائجها وما تحصد من خطى الإيجاب وبناء العلاقات الشخصية والعامة في حيواتنا المضغوطة ولكنها القادرة على تحدي الضغوط والمشكلات والعقبات وولوج عالم المسرة وصنع السعادة والفرح.. دمتم جميعا وكافة بفرح ومسرة وسعادة.

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *