نداء بشأن الأوضاع الحقوقية والإنسانية في كوردستان العراق

هذا تصريح حقوقي يشد على ايادي جميع الكوردستانيين في تصديهم لقوى الإرهاب وقوى الظلام ومآربهما في تمزيق كوردستان، لذلك يمثل نقد ما يُرتكب من جرائم ومن محاولات تشويه وتضليل جزءا بنيويا لمصلحة شعب كوردستان وقياداته التحررية.. نثق بأن تشخيص الجريمة وإدانتها من جميع الأطراف الحرة الحية في كوردستان سيكون أول الطريق للقضاء عليها ومن يقف وراءها وإلى حل المشكلات المستعصية وإنهاء اية ظاهرة سلبية..

في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة برمتها وما يجري من تداعيات و\أو تفاعلات ونتائج في كوردستان، لاحظت المراصد الحقوقية تدهوراً في الظرف المعيشي بخاصة بشأن مجريات رواتب الموظفين والعاملين،  تلك القضية التي يجب إدانة ما يجري في كنفها والتي ينبغي إخراجها من حال التسييس والتبرير أو الربط بخلافات الرؤى بين بغداد وأربيل وطابع القرارات الاقتصادية والمالية المتزامنة مع انحدار أسعار النفط ووارداته..

من جهة أخرى لاحظت المراصد الحقوقية وقوع جملة من الأحداث المدانة من قبيل هدم بعض الدور في قرى كركوك مما كنّا أشرنا إليه بتصريح سابق كذلك التضييق على حرية التعبير سواء بشأن حق التظاهر السلمي أم بشأن اشتغال بعض الفضائيات والصحف والعاملين فيها مثلما حصل من مصادرة مرفوضة لأدوات التصوير و\أو حتى ممارسة العنف وتكسيرها والاحتجاز المؤقت أو الاعتقال على خلفية تلك التظاهرات في السليمانية مثالا من بين الأمثلة.. والأخطر بين تلك الوقائع، جرائم نستنكرها أشد استنكار هي جرائم قتل صحفيين كان آخرها تلك التي جرت بعد اختطاف المصور الصحفي شكري زين الدين الذي اُرْتُكِب في قضاء العمادية قبل أيام فيما عثر على جثته وعليها آثار إطلاق نار بوقت لاحق.

وفي وقت نشارك شعب كوردستان وحكومته الانشغال المركزي بمكافحة الإرهاب وتهديده ونحيي هنا جميع القوات المشاركة في معارك التصدي للإرهابيين لطردهم وإنهاء وجودهم وتهديداته، وفي وقت نحيي الجهد المضني في حماية الأمن العام وسلامة المواطنات والمواطنين، بكل ما يكتنفه من تعقيدات وعقبات؛ فإننا في الوقت ذاته، نجدد إدانة ما اُرْتُكِب ويُرتكب من جرائم مستنكرة ونرى بشأنها، أنه يبقى ضرورياً وحتمياً التنبيه على الآتي:

  1. حل مشكلات الرواتب والمستحقات المالية لجميع العاملين بالاستجابة لمطالب الجمعيات والنقابات الممثلة للعاملين بشأن قرار الادخار الإجباري وإجراء الترتيبات العاجلة مع بغداد لإنهاء القضية جوهرياً ونهائياً.
  2. تعزيز التنسيق مع الجهات العراقية والأممية الدولية بشأن ظروف النازحين وتأمين حاجاتهم من الغذاء والدواء، وشؤون السكن في ظروف تتعقد يومياً أكثر، بيئياً مع حلول الشتاء وإنسانيا مع تضخم الأعداد بظرف عدم كفاية المخيمات..
  3. ضمان عدم التمييز بأية خلفية للانتماء القومي اليديني المذهبي والفكري السياسي ومنع ارتكاب تجاوزات و\أو جرائم بحق سكان الأحياء والقرى المحررة، مثلما وقع في كركوك أو مناطق أخرى، ربما بخلفية الانتماء القومي.
  4. توكيد سياسة الحريات الإعلامية والتمسك التام بها وحماية العمل الإعلامي الصحفي بشكل شامل يتسق والمعايير الأممية.
  5. الكشف عن نتائج التحقيقات بشأن حالات التجاوز من مصادرة أو تكسير للكاميرات التي بحوزة الإعلاميين والصحفيين وإدانة ذلك وتعويضهم مع الكف عن حالات الاعتقال غير المبررة قطعاً ومحاسبة مرتكبيها..
  6. الكشف العاجل عن سير التحقيقات ونتائجها بشأن مقتل الصحفيين، وتقديم المسؤولين عن الجريمة إلى القضاء العادل… مع اتخاذ كل الاجراءات التي تحمي الضحايا وتعالج قضايا الاستحقاقات والتعويضات.
  7. توكيد إدانة نهج العنف بأشكاله ومنع أي عنصر في الإدارة الحكومية من ممارسته بالمحاسبة الأشد وكف اليد والعزل من المسؤولية واتخاذ كل الاجراءات القانونية التي تتناسب وضمان الحقوق والحريات العامة والخاصة.

إنّنا في التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية وبمؤازرة المرصد السومري لحقوق الإنسان، ندرك ما يجري من ظروف معقدة ومن حالات اللبس وكذلك محاولات القوى المعادية التصيّد في المياه العكرة والتشويش إلى درجة ارتكاب جرائم وإلصاقها عمداً بالآخر للإيقاع بين القوى الكوردستانية و\أو بما يجعل أصابع الاتهام تتوجه نحو السلطات بمختلف أرجاء كوردستان.. وهو الأمر الذي يدفعنا لتوكيد مطالبتنا بضرورة الحسم بمجابهة محاولات التشويه والتشويش من جهة وبإجراء التحقيقات الفورية مع كل واقعة أو جريمة بشكل مستقل ومباشر وكشف مسار تلك الجهود الحكومية بما يعزز أولا تلاحم الكوردستانيين جميعاً في المعركة الرئيسة الجارية ضد الإرهاب وبما يطارد الجريمة بكل أشكالها ويوفر فرص الوقاية ومنع وقوعها وارتكابها سواء بخلفية سياسية لقوى الإرهاب وخلاياه النائمة والمفعَّلة أم بأية خلفية أخرى..

إن ما نطلق نداءنا من أجله اليوم، هو خط ثابت لقوى التحرر والتقدم الكوردستانية، ونحن على يقين بأنّ كوردستان على الرغم من كل ما يجابهها اليوم، ستنتصر لمسيرة بناء الدولة المدنية ومؤسساتها ولدمقرطة الحياة فيها وتبني طريق السلم الأهلي ولوحدة مسيرة البناء والتقدم الاجتماعي؛ لتكون الإنموذج لحرية كل أجزاء كوردستان وتلبية حق تقرير المصير..

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *