تحديات المثقف العراقي ومهامه في الظرف العراقي الراهن

تحديات المثقف العراقي ومهامه في الظرف العراقي الراهن هو عنوان ورقتي في مؤتمر القمة الثقافي الثاني في العراق الذي ينعقد بعد سنوات قليلة من انعقاد المؤتمر الثقافي الأول في مدينة العمارة محافظة ميسان الجنوبية السومرية بجذورها.. أضع موجز الورقة هنا والمادة تؤكد التصور والتشخيص للمجريات كما تقترح مهاما وأولويات تركت للمؤتمر وتفاعلاته فرص التداول والانتهاء إلى الأنجع في رسم تلك المهام وتسلسل الأولويات

جابه المثقف العراقي عبر تاريخ البلاد الحديث كثيراً من المشكلات والعقبات. فبين القمع الحكومي السياسي وآلياته الإقصائية ومحاولات الألغاء والمصادرة ونهج تشويه الهوية والقمع والمطاردات البوليسية وبين بلطجة قوى التخلف والظلام وجرائمها القهرية وإملاءاتها القسرية، وقع المثقف ومنجزه في محرقة إرهابية على مدى العقود المتعاقبة.

ومازاد الطين بلّة وامتهن الوضع برمته ووضعه في مستنقع نفايات البشرية ومراحل اجترارها ماضويات سوداوية مرضية خطيرة، ما جرى طوال الـ13 سنة العجاف الأخيرة… ففيها سطت قوى الطائفية وظلامية نهجها متحالفة مع طبقة الكربتوقراط المفسدة الوليدة لتشكل نظاما طائفيا كليبتوقراطيا ارتكب كل الجرائم بحق الثقافة ومنطق العقل العلمي وأنواره…

إنّ هذا الخطاب السياسي المرضي وفرضه قسريا لأسبقية السياسي على الثقافي، قد أودى بآخر ما كان يمكن الاستناد إليه في منجز الثقافة. وشهدنا خراباً ممنهجاً بدءاً بمنجز الثقافة في ينابيعه الشعبية حيث الثقافة منجز شعبي بامتياز وخلاصة لقيم وسلوكيات الناس، بسبب من سيادة التجهيل وفروض قسرية للتخلف ومنهجه السوداوي المرضي وميول طقسية تفرغ العقل ومنجزه من المضامين لمآرب التسطيح والخواء المبتغى لمآرب السطو على الإنسان وإخضاعه بتدجين يلغي إنسانيته! وخرابا نخبويا بسبب غشاعة مفاهيم الاتجار بيعا وشراءً للإنسان ولكل منجزاته.. بمعنى ولوجنا مرحلة بات الفساسد فيها شاملا مناحي الحياة!

وخلا أصوات بعينها وحركة ثقافية مازالت تتمسك بقيم الأنسنة وحقوق الإنسان في حياة حرة كريمة فإن المشهد وبركته الراكدة شكَّلَ مستنقعات ضحلة آسنة لوثت حتى الهواء الذي يتنفسه الناس قسراً.

لنتذكر في هذه اللحظة مسرح بغداد العامر وأضواءَهُ فيما هو اللحظة خرابة مهجورة وليس حتى الأطلال التي يمكن الوقوف عندها لبكائها! ولنتذكر دور العرض السينمائي في بغداد ولا نقول المحافظات تلك التي كانت ملأى مزدحمة بعروضها الصباحية والمسائية حتى أن الزحام كان يشكل تظاهرات بشرية ضخمة أمام الأفلام المميزة بمضامينها، وكيف صارت اليوم خواء في خواء! وتحولت لمختلف النشطة إلا الثقافة وتنوعات منجزها!!

لنتذكر كيف هوجمت وتُهاجم مباني اتحاد الأدباء والصحافيين والفنانين وغيرهم بحجج وذرائع واهية لمآرب رخيصة وبلطجة سافرة فيما ترتكب من جرائم! وكيف جرى ويجري الاغتيال بشكل شبه يومي للتنويريين من الكتّاب، الأدباء، الشعراء، الصحفيات والصحفيين، والفنانات والفنانين وإن لم يكن بالتصفية الجسدية فبالابتزاز والإكراه على ترك إنتاج الثقافة!

أكتب هذا المدخل الذي يركز على مجريات الصراع المحيط بالخطاب الثقافي، لأشير بشكلين مباشر وغير مباشر إلى التحديات والتعقيدات الجارية في بيئة الثقافة وخطابها، وما يجابه منتجيها؛ لأنتقل سريها باتجاه جانب من مقترحات المهام المنتظرة وسلوك دروب الحلول المناسبة تاركاً لكم تدقيق التشخيص من جهة بما يعتمد الصراحة والموضوعية وعدم الخشية من مجابهة الحقائق كما هي ومن ثمّ وضع البدائل والحلول.

واسمحوا لي هنا أن أؤكد أن الثقافة التنويرية وخطابها ومنتجيها يحملون دوما وبثبات خطاب التسامح والتآخي، خطاب السلم الأهلي بوصفه الطقس الأنسب لانتعاش إنتاج الثقافة ولأننا لا نؤمن بإلغاء الآخر ولا إقصائه ولا نؤمن ولا نقرّ ما هو أسوأ ألا وهو التصفية للآخر.. اقصد حتى من وقع اسير الخطاب المرضي لقوى الطائفية والظلام..

فبديلنا باستمرار يتحدث عن قبول الآخر واستعادته لفضاء الحلم الإنساني، فضاء المحبة والتآخي والتفاعل إيجابا لبناء عالمنا الجديد.. إننا لا نستهدف محو أو إزالة الإنسان حتى لو حمل ما حمل من أوبئة وأمراض ومثالب؛ ولكننا نستهدف معالجته من تلك الأمراض ببدائل نراها الأنجع والأنضج ومعها إيمان مكين بالانفتاح والتفاعل مع الآخر لنصل معه إلى ما هو أفضل لأن حوار التنوع والاختلاف منهج للتقدم ولتصحيح الرؤى بخلاف نهج الأحادية وإلغاء التعددية، نهج إلغاء الآخر وقهره واستلابه وقمعه كما يحصل من قوى متشددة تُسقِط نهج التكفير للآخر وتقيم عليه الحد فتكون هي بمقام ممثل القدسية الإلهية على الأرض فيما كل من هم عيرها عبيد يخضعون لنهجها وعدوانيتها…!

بعامة نبقى نحن بحاجة لمزيد من مهام ترسيخ التعددية والاحتفال بتنوعنا الإنساني حيث طبيعة الإنسان تؤكد لكل منا بصمته وهويته وحقه في الحياة الحرة باستقلالية عطائه ومفاعلة ما ينجز مع منجزات الآخرين إيجاباً.

أما ما اقترحه عليكم بشأن المهام المنتظرة وجانبا من الحلول فألخصها بالآتي:

  1. بدءاً علينا، أنْ نستذكر جريمة ( المكتبات ودور التوثيق الوطنية) وأنْ يقوم مثقفونا بمخاطبة مبرمجة بـ(حملة منظمة) وذلك عبر عقد الصلات مع المكتبات العالمية المعروفة وكذلك أية مساهمة كانت بالتبرع لمكتبات العراق الأساس ومكتبات الجامعات والكليات وبالاتصال بالدوريات العلمية في الجامعات التي نحن على صلة بها لكي تنظّم دعما عينيا وماليا سنويا على أقل تقدير على مدى خطة خمسية مناسبة.. وطبعا بالخصوص كذلك، لابد من النهوض بمهمة خطيرة الشأن تتجسد في تحديث المكتبة واستعادة مكانتها وإدخال التكنولوجيا الأحدث والاتصال الأهم مع مثيلاتها عالميا… مثل مشروع ((المكتية الوطنية)) التي نريد لها أنْ تضم المعارف منذ سومر الحضارة ومروراً بدار الحكمة البغدادية وحتى آخر عمل مكتبي متخصص عالميا مما نأمل أن يتاح لنا وضعه بين أيدي جمهور المعرفة والخبرة والثقافة
  2. إعادة تنشيط وزارة الثقافة ومحتواها البرامجي وتبني (المجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب والفنون) بشكل مباشر عاجل بتفعيل اشتغالاتهما بشكل ممنهج. ويأتي هذا من استجابة واجبة لمذكرة بمطلب المجلس الوطني للثقافة تم توجيهها أكثر من مرة إلى الرئاسات والجهات التنفيذية والتشريعية المعنية.. وهي عمليا موجودة على أن توقع عليها الشخصيات والمنظمات الثقافية كما يجري التنسيق معا وسويا ببرمجة تنظيم وقفات مطلبية دورية مستمرة لحين تلبية المطلب..ولابد هنا بالخصوص، من معالجة الخروقات في تولي مسؤوليات الثقافة في مؤسسات الدولة من شخوص كثيراً ما كانوا بلا كفاءة أو بلا قناعة إيجابية بالجوهر الإنساني التنويري للثقافة أو حتى كونهم في حقيقة وجودهم دخلاء بقصد التخريب المتعمد؛ وهو ما يحيلنا أيضا إلى مسألة مكافحة تسلل الفساد إلى هذا الميدان الأهم في حياة الشعب والوطن..
  3. ثم النهوض بمهمة دعم النتاجات المسرحية والسينمائية والتشكيلية وكل الأعمال الإبداعية حسب برنامج عمل يُتفَق عليه بإطار خطة خمسية شاملة. وأنْ يتم تنفيذه بالتعاون مع المؤسسات الدولية المعنية بمثل هكذا مهمات.. على سبيل المثال أنْ تقيم بعض المؤسسات مهرجاناتها أو عروضها في بغداد ومدن العراق الأخرى وفي الإطار تقدّم الدعم الممكن لنشاط عراقي مماثل، ويمكن للجمعيات والمنتديات الثقافية العراقية في الخارج تأدية مثل هذا الدور بشكل منسق..
  4. القيام بمهرجانات الثقافة العراقية في بلدان المهجر ومدنه مع دعوة فرق أو جماعات الثقافة من الداخل لتقديم العروض أو للمشاركة في المهرجانات الدولية وذلك عبر عقد الصلات المناسبة لتنفيذ هذا النشاط، وبشكل ممنهج عني التنوع وبظاهرة الشمول للأداء العراقي بمختلف محافظاته وتنوعات هوياته الفرعية المتمسكة بقيم الوطن وهويته الحضارية المدنية..
  5. العمل الجدي المسؤول على تفعيل وجود الروابط والاتحادات الثقافية وتنسيق العلائق فيما بينها وتطهيرها من أمراض الفردنة والشللية ودعم تلك المؤسسات الجمعوية تنظيميا وماديا بما يتيح فرص الأداء الأنجع والنظر للمتاح وعدم الركون للسكون واليأس من حال المراوحة والتراجع أحيانا..
  6. إيجاد آليات تشجيعية تحفيزية في ظروف سيادة السلبية والانكفاء والاحباط، من قبيل تنظيم المسابقات والمنافسات والجوائز التشجيعية الوطنية والمحلية على مستوى الانتاج، بإطار هويات الطيف العراقي من المنتَج في لغات حية إلى جانب العربية، الكوردية والسريانية والتركمانية وغيرها ولابد اليوم لنا من جائزة وطنية بمستوى دولي ربما بمسمى جائزة سومر للآداب والفنون والثقافة…
  7. وبهذا لابد من العناية بثقافة تعددية وخطاباتها التي تعنى بالتنوع الإنساني بمختلف مستوياته، وتعزيز مساحة الدعم لمؤسسات الثقافة المحلية في المحافظات والأقاليم العراقية وكذلك تحديدا في اللغات العراقية المتعددة في إطار خصوصيات الهوية للمجموعات القومية والدينية كافة وبلا استثناءات أو تهميش أو تجيير ومتاجرة فارغة.. مع العمل على انعقاد مؤتمرات بحثية دورية بالخصوص…
  8. تحديث مؤسسات التعليم الأولي والعالي وإدخال أنماط التعليم الأحدث من مثل التعليم الألكتروني.. ومن الطبيعي الإشارة بالخصوص إلى إشكالية المناهج والخطاب التنويري فيها بما يمكننا من النهوض بمهمة إزالة تشويه خطاب التعليم ومعالجته من ظواهر الحزبنة والتسييس أو من أي تدخلات مرضية وإطلاق مجالات البحث والأنشطة الثقافية في إطارها. وطبعا هنا ينبغي لنا أن نفعِّل الأنشطة الثقافية في المدارس والمدن ومؤسساتها الموجهة للطفولة.
  9. العناية الجدية المسؤولة بمستوى نوعي جديد بالتراث وبالآثار واستحداث استراتيجيات في إطار شامل للثقافة العراقية، على أن قضية الآثار المنهوبة تبقى قضية جوهرية ويبقى أيضا أمر إحياء المواقع الأثرية منعتقا من النواهي والمحظورات الطارئة وغير الموضوعية كما هو الحال مع العوامل المتسترة بالديني زوراً وبهتاناً والمواقف المسبقة التي يراد تمريرها بوساطة ذاك الدجل.
  10. التنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية المختصة بالتربية والثقافة والآداب والفنون وتوظيفها في حملات وطنية واسعة ومهمة، ضمن الخطة الخمسية المشار إليها…
  11. مفاعلة جهدنا بالآخر عبر مهرجانات محلية ومشاركات إقليمية ودولية…
  12. العناية بثقافة عراقية (مهجرية) وبمؤسساتها مما باتت لها بناها ووجودها وشخصيتها وربطها بالمنتج المحلي الوطني وعدم التخلي عن منظمات الثقافة وجمعياتها وتجمعات الإبداع أينما كانت ومن دون مسبقات وشروط بيروقراطية أو حكومية أو أجندات حزبية أو فئوية تمثل عارضا مانعا للعناية المؤملة…
  13. تفعيل أدوار الفضائيات ووسائل الإعلام وتعزيز القدرات الانتاجية والاتجاه للتلفزة والسينما في مشروعات عملية لانتاج إبداعي ثقافي بدل التصريحات والكلام الذي لا يغني ولا يسمن….
  14. أن يجري اعتماد اليوم الوطني للثقافة العراقية وأن يكون موعدا شعبيا وحكوميا رسميا للانعقاد الجمعي لأنشطة وطنية الهوية..
  15. استمرار جهود اللقاء والتنسيق مع المحيط الأوروبي والأممي لكي نؤمِّن تضامنا مناسبا نتمكن عبره من مد يد العون لوقف حمامات الدم في بلادنا بخاصة منها تلك التي طاولت وتطاول المثقف والثقافة قبل غيرهم.. وربما تمكنا من ذلك مع مد جسور مشروعات الإبداع الأدبي الفني باتجاه بلادنا ولدينا ذخيرة نوعية كبرى يمكنها أن ترسل بموضوعات الإبداع ما يؤثر في أوضاع الداخل ثقافيا..
  16. ومجددا ودائما لابد من متابعة مهام الحصول على قرار من المنظمات الدولية المختصة ـ يوزَّع على جميع الدول الأعضاء والمؤسسات ذات العلاقة مثل المتاحف وما إليها ـ ينصّ على منع تداول الآثار العراقية بيعا وشراء وعلى الاحتفاظ بحق استعادتها على وفق القوانين الدولية المرعية في الوقت المناسب…
  17. وضمناً لابد من توجيه النداء الرسمي: إلى الدول التي لم توقع على المعاهدة الدولية لمنع الاتجّار بالآثار المسروقة، لكي توقع عليها، وهي حاليا حوالي 87 دولة (ومنها هولندا) وذلك بحملة ضغط جدية وفاعلة بهذا الشأن.. ومن ذلك تطوير حملة جمع التواقيع لهذا الغرض..
  18. تشكيل لجنة من المثقفين العراقيين الاختصاص في كلّ أنحاء العالم حيثما أمكن ذلك تكون مهمتها دعم المؤسسات العراقية المختصة داخل بلادنا بخصوص استرجاع تلك الجواهر الثمينة المسروقة من تاج الرافدين ومتابعة حملات الدفاع عن آثارنا تحديدا الحملات الدولية المعروفة.. وتلتزم تلك اللجان بالاتصال بالمؤسسات المعنية في البلد ـ من متاحف ومزادات متخصصة ـ وتتباحث معها في السبل الكفيلة بالكشف عن آثارنا المنهوبة وتوفير المعلومات الضرورية بالخصوص, مع إدخال مسألة قراءة سجلات القطع الموجودة بالفعل في عدد من المتاحف العالمية.. كما تنسّق تلك اللجان جهودها مع الخطط الموضوعة لهذا الهدف من قبل متاحفنا العراقية ومؤسسات الثقافة العراقية في الداخل والخارج..
  19. إيجاد أرضية لنشر ثقافة تنويرية بمجالات الإخاء والتآلف والتسامح وتعزيز الثقافة القانونية ومنع الانفلاتات ووسائل معالجة لغة العنف وثقافته المرضية…

إن مهامنا هذه تقبل إعادة القراءة سواء في جوهرها أم في تسلسلاتها والأولويات المنتظرة فضلا عن آليات التنفيذ وثقتي بمؤتمر للثقافة أنه الأقدر والأنجع على تحويل هذي المهام إلى نداء وبرنامج عمل لمواجهة التحديات ولإزلة العقبات ومعالجة الثغرات والمثالب والانتقال غلى دور مؤثر مجددا في مسيرة الثقافة العراقية وخطابها..

ومثلما دوما أجدد التوكيد على تجربتنا التاريخية التي تؤكد على أنه مع كل الانكسارات العسكرية العنفية التي جابتها حضارة سومر وبلادنا وادي الرافدين فإن الثقافة السومرية وتحضرها وطابعها وهويتها ((المدنية)) كانت دوما سببا الانتصار ومعاودة السير في طريقنا لاستباب الأوضاع ومسيرة السلام وإعادة الإعمار والبناء في الروح العراقي وفي الوجود البنيوي الوطني العراقي… فهلا تمسكنا بهذه العلامة الجوهرية المحورية لاستعادة دورنا ثقافيا وانتصارنا للعراقي وهويته الإنسانية بدلا من غيفال قسى على أهلنا وبات يرتكب أبشع الجرائم بحقهم ووجودهم!؟

ثقتي وطيدة فتحية لكم ونلتقي مجددا ودائما وقريبا أحتفل بوجودي وسطكم أنتم الصل وانتم الهوية والعنوان عراقيا إنسانيا ساميا شامخا كنخيلنا الباقي أبدأً مثمراً معطاءً وكشمسنا السومرية الساطعة دفءا وحياة

فإلى ذياك اللقاء أنحني لكم وتحية وانتصار للتسامح والسلام

...

تعليق واحد على “تحديات المثقف العراقي ومهامه في الظرف العراقي الراهن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *