نداء للبدء باعتصام مفتوح مستمر تضامنا مع ضحايا الشعب العراقي

في ضوء ما يجري من وقفات في ساحة التحرير ببغداد وساحات الحرية بمختلف محافظات العراق هناك من لا يكتفي بالسلبية وعدم المشاركة والقعود على أرصفة الفرجة، بل هناك من يمارس أشكال التثبيط وإثارة الاحباط والعراقيل بوجه الحركة الاحتجاجية.. مطلوب اليوم البحث في أشكال التضامن وتفعيل الرسائل المستمرة التي تستنهض الهمم وتتحول بالحركة الاحتجاجية السلمية إلى حركة جماهيرية قادرة على تحقيق الانتصار وحسم المعركة مع مثلث (طائفية، فساد، إرهاب) ومن ثم الشروع ببناء البلاد وإطلاق مسيرة التقدم والتنمية.. فهلا تقدمنا نحو واجباتنا بالفعل والعمل؟ وأبقينا على رابط العلاقة الفاعلة المؤثرة مع الوطن وحراك الشعب السلمي؟؟

بشكل شبه يومي هناك جرائم تفجير وخروقات أمنية خطيرة لقوى الهمجية المتوحشة حيث القتل المجاني يومياً يوقع مزيداً من القرابين الضحايا من بسطاء العراقيين المدنيين العزَّل.. لا الحكومة حلت الأزمة ولا استقالت ولا أفسحت مجالاً لحل كي يوضع ويحسم الموقف.. الكارثة أن أعلى المسؤولين لا يتحمل المسؤولية بقدر ما يُصدر بيانات التنديد اللفظية المكرورة؛ فماذا تركوا للمنظمات الحقوقية المدنية!؟

إنَّ المطلوب اليوم من الحركة المدنية  أنْ تتحول بالحركة الاحتجاجية السلمية إلى حركة جماهيرية واسعة شاملة، بوصفها الأداة الأنجع في مسيرة الانعتاق من الاستغلال والبشاعة واستمرار الجريمة.. وها أنا ذا مرة أخرى؛ أجدد النداء من أجل (اعتصام مستمر مفتوح) أمام السفارات العراقية دعماً للمنكوبين المكتوين بنيران الإرهاب في داخل الوطن..

وأجدد النداء من أجل أن تكون الاعتصامات والاحتجاجات في ساحة التحرير بمشاركة أبناء الشعب جميعاً وكافة.. فتحول الحركة الاحتجاجية إلى حركة جماهيرية هو من سيحسم المعركة سواء مع الإرهاب وقواه الهمجية أم مع الفساد وقواه القذرة ..

فلا تتركوا أهلنا المفجوعين بأبنائهم لوحدهم.. إنَّ الشهداء هم أبناؤنا أيضا؛ وإن فات التسلسل اليوم ابناً، فلن يدخر الإرهابيون المتوحشون غدا أحداً!!! لتتسعْ حركة الاحتجاج وليعلُ الصوت في سماء الوطن والمهاجر حتى نكنس قوى الظلام الطائفية وتمترساتها وخنادقها بجناحيها ممثلَيْن بـ: مليشيات الإرهاب ومافيات الفساد..

يا أهلي، كلنا مستهدَفون؛ فلنكن كلنا معا وسويا، بهوية واحدة وخندق واحد ضد الجريمة ومن يقف وراءها من مثلث: (طائفية، فساد وإرهاب) حتى نحقق السلامَ، أمناً وأماناً واستقراراً ونقتص لضحايانا..

يا أهلنا في الوطن والمهجر، الحركة الاحتجاجية ليست بضع أنفار يغلي في عروقهم دم الثورة والانتفاض ولكنّ هؤلاء من هذي الكوكبة الثائرة إنما يمثلون الموقف الأكثر سلامة وصحة في التقدم بحركة الاحتجاج السلمي لكي تقف بوجه العنف المنفلت من عقاله، العنف الذي تحول إلى جرائم تصفوية كارثية بلا حدود!

الحركة الاحتجاجية ستنتصر فقط عندما نكون معا وسويا فيها.. لا تصمتوا على ضيم وظلم.. إذا كان المجرمون اغتالوا غالياً أو غالين فهذا لا يعني أنهم شبعوا من مسلسل الجريمة والاغتيال والتقتيل ولا يعني أننا سننجو من أن نكون التالين في مسلسلهم الذي لا خاتمة ولا نهاية له إلا إذا قضوا علينا أو تخلصنا منهم  بهبة سلمية شعبية تنتصر لإرادة الانعتاق والتحرر وإحلال السلام ومسيرة البناء والتقدم والتنمية بدل مسيرة العنف والهدم والتدمير والتخريب…

ندائي أتوجه به إلى التنسيقيات المدنية بكل منظماتها كي تدرس خطط التنفيذ والتلبية و ((ترتّب وتنظم الاعتصام وشعاراته)).. ولنكن حركة توحيد للطاقات التضامنية مع أهلنا. كي نجذب قدرات مضافة للتغيير تكنس ما تم تكريسه من نظام هو الأبشع في كوارثه التي حلت بأهلنا وبيتنا…

لا تكتفوا بتكرار سلبي (لفظي) في إدانة جرائم باتت لا تتكرر حسب بل تؤلف مسلسلا مستمرا في جريمة تصفوية بشعة، لا تكتفوا برد الفعل بل تحولوا إلى الفعل القوي الواعي لشروط تأثيره وإمكانات إحداثه التغيير المنشود..

انصروا المكلومين بأبنائهم فهم أبناؤكم أيضا وإن لم يصل التسلسل اليوم ففي الغد إذا صمتا وجلسنا على أرصفة الفرجة.. كونوا الفعل في التصدي للجريمة المتفشية وإلا فلات ساعة مندم!

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *