من أجل مساهمة فاعلة ومؤثرة لأبناء الجاليات في الانتخابات الهولندية والتصدي للخطاب الشعبوي ومنطق الكراهية والعنصرية

بمناسبة قرب إجراء الانتخابات الهولندية، هذه سلسلة من المعالجات أكتبها باللغة العربية بخاصة لجمهور واسع ممن لا يتابع الأخبار بالهولندية أو يتكاسل أو يصعب عليه فهم الخطاب السياسي . الأمر الذي يدعوني لتوجيه النداء إلى الجمعيات والمنظمات المعبرة عن الجاليات الناطقة بالعربية هنا أن تعزز أنشطتها لاستعراض البرامج الانتخابية ولإيصال الرسائل الصحيحة لأبناء الجاليات وتفعيل أدوارهم وسلامة خياراتهم.. هذا الاستهلال أتحدث فيه بشكل عام وسأعكف على التفصيل ببرامج الأحزاب الهولندية لإيصالها إليكم، فمرحبا بأسئلتكم وتعليقاتكم وحواراتكم تعزيزا للفائدة راجيا مساهمة الجميع في نشر كل ما يقف بوجه خطاب الكراهية ونزعه من جميع الأطراف وشكرا سلفا لكل أدواركم في نشر ما أسجله هنا باستقلالية تامة وبروح يؤكد أساسا الميل للفئات صاحبة الدخل المحدود ولأبناء الجاليات ومطالب التعايش والاندماج إيجابا

تجري الانتخابات الهولندية العامة قريباً وسط ظروف دولية تتصاعد فيها نغمات الخطاب الشعبوي ربما يكون لها صداها في التأثير على سير الانتخابات. فاليمين المتطرف يحاول استثمار ذاك الخطاب الشعبوي وما جناه من نتائج؛ مثلما لاحظنا في عقد زعماء هذا الاتجاه من مؤتمر استعراضي للتحشيد في ألمانيا مؤخرا، وكان من أبرز شخصياته السيد فيلدرز الذي يتقدم اليمين المتشدد هنا في هولندا.

لكن بالمقابل يجب التذكير باستمرار أن الانتخابات التي يمكن أن تتأثر بمثل هذه المحاولات التي تخيم عليها الخطابات الشعبوية اليمينية فإنها أيضا تستند إلى وعي من جمهور الناخبين بعامة في حاجاتهم ومطالبهم وفي البرامج التي تُعرض عليهم سواء في الأداء المباشر أم الاستراتيجي.. وسيكون تصويت الجاليات بكثافة عالية فرصة تمنح تلك الانتخابات فعل التأثير الأنجع بعاملين كمي وما ينجم عن مشاركة واسعة مطلوبة ومنتظرة، ونوعي يخص رسائل الجاليات وتصويتها تبعثها إلى المجتمع بعامة كي يُبعد حساسية النظر إلى الآخر وربما الخشية منه وتعقيدات منطق الكراهية والعنصرية، القائم على التعكز على وجود أصوات تشوه هوية الجاليات لعلو صراخها وأيضا هذا يدعونا لإعلاء اصواتنا لكبح تلك الأصوات المرضية وسط وجودنا..

إن خطاب التعايش والاندماج الإيجابي يقوم على توكيد رسائل تعالج احتمالات المواقف العنصرية ومنطق الكراهية فيها مما يثيره الشعبويون اليمينيون. وهذا يتطلب جهدا من طرف أبناء الجاليات. ولن نحظى على نتائج إيجابية ما لم يكن لدينا مساهمة جدية بأصوات شبيبتنا الواعدة وتوجهها إلى الناخب بصوت يتصدى للكراهية وتداعياتها ويؤكد سلامة  التعايش في التقدم بالمجتمع إلى مسارات بنائية مشرقة مثلما كان طوال مسيرة التفتح وقبول الآخر من الطرفين.

فلنتوجه إلى أمور إجرائية مؤثرة بمساهمة رئيسة وفاعلة من الجيل الثاني والثالث في الحراك الحزبي الانتخابي وفي رسم برامجه ونشر خطابه الإيجابي وبتصويت مؤثر من الجيل الأول لا يتردد عن حسم الاتجاه نحو البرامج الإيجابية لأحزاب اليسار والوسط تلك التي سيكون فوزها حاجزا دون صعود الخطاب اليميني المتطرف الذي يهدد وينذر ببرامج سلبية لن تخدم مسيرة التقدم الاجتماعي وطابع هويته المتفتحة المتمدنة.

في المستوى الآخر، لتكن صفحاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي طوال المدة القصيرة المتبقية أداة فاعلة في توكيد نشر المواد التي تجذب أبناء الجاليات ومحيطهم لصالح قيم التسامح والاندماج الإيجابي والتفتح واحترام الآخر بما يكفل فوز البرامج الأنجع التي تكفل سلامة المسيرة. وهذه فرصة أيضا لتعزيز وعي أبناء الجاليات بانتماء إلى قيم التمدن بدل ما يصرخ به بعض العناصر المرضية  ويثيروه من انفصام وعزلة عن بيئة مدنية سليمة…

إنّ تثبيت مواقع أحزاب اليسار والوسط بأعلى صفحاتنا، ونشر برامج الحملة الانتخابية في هولندا هي مفردة واجبة وملزمة تؤكد الدور الفاعل المنتظر.. وبخلافه لا تنتظروا من الآخر أن يتصدق عليكم بصوته، وبمنحكم برامج التفاعل بلا اندماج إيجابي يؤكد فعلكم المنتمي إلى وعي عميق لما يجري. أقصد التصدي لتنامي بل تفاقم الخطاب الشعبوي المعادي للمواطنين من اصول أجنبية وهو بهذا يعادي حتى أبناء هولندا الأصليين مثيرا التمييز بين الهولنديين على وفق اصولهم بطريقة تمييز عنصري مرضية؛ وهذا ما يهيئ لمنطق الكراهية والتشظيات العنصرية المسيئة للاستقرار والتعايش والهدوء المجتمعي فضلا عن توجه قوى اليمين وبرامجها إلى استلاب الناس حقوقهم حيث الميل للشركات وللطبقة الثرية على حساب أصحاب الدخول الواطئة وطبعا تهديد الشبيبة في فرص العمل والدراسة وغيرهما.

إن بناء المجتمع هنا يكمن في وعي معنى الديموقراطية أداة لحسم الاختيار المطلوب وإذا كان بعضهم سيتأثر بظروف المد اليميني الشعبوي فإن الرد لا يحسمه إلا وعينا ومشاركتنا جميعا بلا استثناء حتى للمريض الراقد بفراشه حيث واجبه بالتوجه إلى التصويت لخيارنا وبرامج القوى الإيجابية.

إنني أُطلِق ندائي إلى كل بنات جالياتنا المقيمة وأبناء تلك الجاليات كافة، ليكنّ ويكونوا قدوة فاعلة مميزة؛ وألا يترددوا في تفعيل أدوارهم أو يكبح فرص تفاعلهم أي سبب أو عامل. فأما نساهم بأصواتنا أو نتلقى خسائر بلا طائل والقضية ليست قضية جنسية وجواز سفر نقيم بها ببلد بل قضية خيار عيش اخترناه وينبغي أن يكون عيش يندمج بهذا المجتمع الذي قررنا أن نحيا وسطه وهو ما يفرض واجبات المساهمة الإيجابية في اختيار أفضل البرامج لسلامة العيش والاستقرار المجتمعي ومنع صعود شروخ الكراهية والعنصرية..

فإلى بنات وأبناء الجاليات تأكدوا من حملة واجبة مطلوبة منكم .. فـ تساهموا بنشر برامج الحزب الذي ستختارونه وتريدون المجتمع مشاركتكم في اختياره وأرسلوا برسائل التسامح والتعايش عبر هذا النشر وإلا فإن انحراف التصويت نحو اليمين سيضخ أمرا يهدد المجتمع وأولهم ذوي الأصول الأجنبية على خلفية عنصرية فجة.. فأكّدوا وحدة المجتمع وسلامة المساواة والتعايش يسن المواطنين ورفض الكراهية والعنصرية..

لنؤكد معا وسويا قيم التسامح والتعايش والاندماج بما يكفل معالجة أية ظاهرة من ظواهر العنصرية والكراهية تلك التي يُنذر بها صعود اليمين المتشدد، ولكي نمنع تفشي تلك الظواهر السلبية والمعادية لوجودنا الإنساني المتفتح.

مهمتنا جميعا وواجباتنا تتجسد في أن نساهم ببناء المجتمع بأسسه التي عُرِف بها منذ وطأت أقدامنا هذه الأرض الطيبة التي نحيا عليها، حيث أفضل قيم التعايش والبناء والتقدم واحترام الآخر وما اتسم به هذا المجتمع في استقباله لنا ومن ثم ما ينتظر من مقابلة منا كي نؤكد تبادل تفاعل إيجابي بيننا..

لا تتركوا الساحة لليمين الشعبوي المتطرف ولا لاحتمال صعود نجم الكراهية بل كونوا أكثر فاعلية ومشاركة جدية حاسمة لصالح مجتمع التمدن والاستقرار والسلام ومسيرة التقدم.

انزعوا فتيل تعكز الشعبويين على الظنون والتشويهات وعلى ما يولد الكراهية وأكِّدوا اندماجكم وسلامة الخيار وسلامة التعايش إيجابا.. وعندكم من أجل توكيد مواقفكم البناءة خيارات عديدة ممثلة بأحزاب:

(الخضرGROENLINKS، الاشتراكيSP العملPvdA، ديموقراطية66D)…

وأي حزب يقدم برامجه ضد الكراهية والعنصرية ومع الفئات المجتمعية العريضة ومطالبها وحقوقها…

 كونوا مع الخيار الذي يؤكد برامج العقلانية وإنصاف الآخر واحترامه ومبادلته التعايش ورفض الكراهية..

فمن دون مساهمة جدية فاعلة منكم سنجابه نتائج شعبوية مشحونة بالكراهية والحقد والعنصرية: فلا تترددوا في المساهمة الجدية بجميع أصواتكم بلا استثناء لتتوجهوا جميعاً وكافة إلى صناديق الاقتراع وإلى الحشود الانتخابية لهذه القوى إعلانا لرفض مفاهيم السلبية والقعود والتكاسل عن أداء الواجب المناط بنا…

المعالجات التالية

دور الجمعيات والمنظمات العربية والمواقع والصحف الألكترونية في نشر ثقافة التسامح والتصويت لبرامج إيجابية تفيد أغلبية الناخبين

التعريف ببرامج أحزاب اليسار والوسط وما تتضمنه من خطى وأهداف تخدم قيم أنسنة وجود والتسامح والاندماج والمساواة واحترام الآخر فضلا عن تلبية مطالب الناس في فرص العمل والرعاية الصحية والتأمين والدراسة

توجيه الأنظار لعناصر التركيز في الاختيار على ما يؤكد التعايش والاندماج الإيجابي وأدوار النساء، الشبيبة، والجيل الأول والأجيال التي نمت هنا وقراءة التجاريب الانتخابية السابقة ونتائجها

التوكيد باستمرار على أن مكافحة العنصرية والكراهية تنطلق من الذات ومن تخليص خطابنا من الذرائع التي يمنحها للعنصري في الصعود بمعنى مكافحة المواقف السلبية المسبقة بخاصة عند القوى المتشددة ليس في طرف واحد بل في طرفي المعادلة

النداء لتحقيق

لقاءات يجري التحضير لها سواء عبر النت أو وسط الجمعيات ومقراتها لدرء خطاب الكراهية والعنصرية والتمييز باشكاله والتعريف بالبرامج الأكثر اتفاقا وخيارات الناخب على اساس الفهم العقلاني الموضوعي

أتطلع إلى كل جالياتنا بمختلف الأحجام فيها، المغربية، العراقية، المصرية، التونسية، الفلسطينية، اليمنية، الليبية، وكل ناطق بالعربية ولهجاتها وإلى الناطقين باللغات الكوردية والأمازيغية كي يكونوا فاعلين بالتحريك الإيجابي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *