نداء من أجل حماية حيوات أبناء الجانب الأيمن من الموصل وبنى المدينة وركائزها ومحتويات البيوت والمؤسسات

ألواح سومرية معاصرة تنشر نداء المرصد السومري لحقوق الإنسان من أجل حماية حيوات أبناء الجانب الأيمن من الموصل وبنى المدينة وركائزها ومحتويات البيوت والمؤسسات.. وفي ضوء المعلومات التي باتت تتوالى من داخل الأحياء المستعادة السلطة عليها تلك التي تم طرد الإرهابيين الدواعش منها وهي معلومات تشير إلى ارتكاب ما يرقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ما يتطلب وقوفا تحقيقيا مباشراً من الجهات المسؤولة اتحاديا محليا وتلك الممثلة للتحالف الدولي كي نجنب المدنيين العُزَّل أي احتمال لما تورده الأنباء الكارثية الجارية..

تتصاعد حدة المعارك في أحياء الموصل القديمة مع تقدم خطى طرد الإرهابيين الدواعش من الجانب الأيمن من المدينة. وفي إطار تحرير بعض الأحياء رصد الناشطون المدنيون والجقوقيون ظاهرة من ارتكاب بعض العناصر المشاركة أعمال إكراه لسكنة تلك الأحياء على مغادرة بيوتهم قسراً؛ وتوضّح المتابعات والرصود الحقوقية أعمال سرقة ونهب بعد إخراج العوائل ودفعها إلى دروب النزوح ومخيماته..

إنّ استمرار المعارك التي حولت أحياء المدينة وشوارعها إلى ساحة حرب حقيقية هو بحد ذاته يمثل خطراً كبيراً على حيوات ما يقرب من مليون من سكنة المدينة.. وفضلا عن المجاعة وانعدام فرص الوصول لتقديم الخدمات الصحية الطبية هناك مطحنة همجية للأسلحة التي تضرب ولا تميز بين مواطن أعزل وإرهابي يتستر ويتمترس خلف الدروع البشرية..

ويجميع الأحوال ننبه على الآتي من المخاطر التي يجب توفير الحيطة والحذر الشديدين كي ننقذ من يمكن إنقاذهم ونجنبهم ويلات المعركة الدائرة بين همجية الإرهابيين والقوات التي ينبغي أن تحرص على حيوات الناس وهي تتقدم لاستعادة فرض النظام وسلطة الدولة بعد طرد شراذم المجرمين الظلاميين وإرهابهم الهمجي…

إن الموصل وأهلها اليوم ينادون المجتمعين المحلي والدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة بما يأتي:

  1. ضمان أفضل المتاح في ظروف المعركة لتجنيب المدنيين العزّل من الوقوع تحت تأثير الضربات العسكرية بخاصة في نوع الأسلحة المستخدمة وطابع الأعتدة وصيغ الاشتباك مع المجرمين..
  2. أخذ الحيطة والحذر تجاه حالات الاختباء من طرف الإرهابيين ووضعهم المدنيين أسرى ودروع بشرية ما يقتضي أشد انتباه على تلك الحالات.
  3. في وقت ندرك الأوضاع الميدانية وما تشهده من حدة انفعال وتوترات شديدة يلزم الاحتياط في التعامل مع المدنيين وفي توجيههم إلى الاتجاهات التي توفر لهم الأمن والأمان..
  4. فرض أعلى الضوابط الأمنية على عناصر الجيش والشرطة ومنع دخول أعضاء الميليشيات قطعاً ونهائيا ورصد المجريات بخاصة تجاه ما يقول عنه الأهالي أعمال نهب ومرور سيارات تحمّل الأثاث وغيره إلى جهات مجهولة!
  5. توفير ميداني للخدمات الطبية الطارئة ولأنواع من الأغذية والماء بخاصة في ظروف العزلة والحصار وتقطّع السبل بالمدنيين وعدم تمكنهم من الحصول عليها في ظروف معارك الشوارع وفي الأحياء والبيوت..
  6. ضمان الممرات الآمنة والحماية المناسبة لعمليات الإخلاء الضرورية التي تفرضها الظروف الميدانية الآنية المباشرة.
  7. تهيئة أماكن الاستقبال الواقعة بمنطقة التماس وتمرير نقل المدنيين وكذلك مخيمات الاستقبال والحماية الأبعد وما تتطلبه من لوازم للظرف المعني وملاحظة أن النزوح هناك بات تحت مطرقة وسندان طرفي المعركة..

إننا نتوجه إلى كل المنظمات الحقوقية والمدنية في داخل الوطن وفي دول العالم بخاصة هنا المنظمات الأممية المتخصصة والدولية المعنية كي ترسل المساعدات العاجلة ومعها طواقم العمل المدربة في ظرف لم تعد هناك كفاية ميدانية لمعالجة المجريات.. كما نؤكد على جملة الانتهاكات وجرائم الحرب الجارية من الدواعش الإرهابيين وما يرتكبونه من وحشية أو من بعض عناصر غير منضبطة بخاصة المعبأة طائفياً أو المفسدة واستغلالها الظرف الحربي، ما يتطلب رصدا حقوقيا لمناطق الميدان بتعقيدات ظروفها.

وبدورنا نحمّل القيادة الحكومية والعسكرية الاتحادية والمحلية كامل المسؤولية عما جرى ويجري ميدانياً ونطالبهم بمزيد الجهد لتوفير أفضل المتاح بمثل هذه الظروف الاستثنائية… وفي ضوء المعلومات التي توافرت بين ايدينا والتي باتت تتوالى من داخل الأحياء التي تمّ استعادة السلطة عليها تلك التي تم طرد الإرهابيين الدواعش منها وهي معلومات تشير إلى ارتكاب ما يمكن أن يدخل في مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وأعمال انتقام وثأر ما يتطلب وقوفا تحقيقيا مباشراً من الجهات المسؤولة اتحاديا محليا وتلك الممثلة للتحالف الدولي كي نجنب المدنيين العُزَّل أي احتمال لما تورده الأنباء الكارثية الجارية..

أنقذوا أهالي الموصل من كارثة باتت قاب قوسين أو أدنى من شمول عشرات آلاف منهم بها إن لم تكن من أقسى النوازل التي حلت في تاريخ حروب المدن والشوارع

المرصد السومري لحقوق الإنسان

لاهاي هولندا 8 آذار مارس 2017

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *