تحية لنضالات المرأة العراقية من أجل التحرر والعدالة والمساواة

تحية لنضالات المرأة العراقية من أجل التحرر والعدالة والمساواة وهي تحية تحمل هموم نصف المجتمع العراقي بل هموم المجتمع الواقعة عليها بكل تفاصيل العذابات وأشكال الاستغلال.. إنها لحظة مهمة لقول كلمة الحق في يوم يؤكد استمرار إيقاع عنف أمراض المجتمع الإنساني على كاهل نصغه المستضعف المهمش المصادر والمستلب.. فلنوقف فذلكات التهاني بعيد غير موجود بل بيوم ينبغي أن استذكاراً للجرائم الواقعة يوميا وبشكل مفضوح.. لنقل كلمة الحق ونغير ما بأنفسنا من ثقافة ماضوية ظلامية مريضة بكل مخاطرها علينا جميعا.. 

نقرأ اليوم كثيراً من التهاني من أقطاب مزيفة عديدة منها الحركات الإسلاموية الطائفية، تحايا وتهانٍ يوجهونها للمرأة أو يضعون صياغات ومعالجات يصورون فيها المرأة العراقية وكأنها بأفضل أحوالها وفي مزايدة صارخة يزعمون أنها الأفضل ظروفاً بين نسوة العالم!

ونحن هنا بهذه المناسبة، نشارك المرأة العراقية استهجانها واستنكارها لتلك الادعاءات وخطابات التضليل وجرائم التجهيل الرديفة لأشكال الاستعباد والإذلال والتهميش والإقصاء التي تمارس عليها منذ 2003 مذكرين هنا بمحاولات إلغاء قانون الأحوال الشخصية أو فرض تعديلات لا تليق بمقام العراقية ومنجزها…

إن المرأة العراقية مثلما المجتمع العراقي برمته، ليس بحال سيءٍ حسب بل هي في أسوأ حالٍ، مرَّ بها في تاريخها الحديث والقديم.. إذ يخيم اليوم تسلط قوى ميليشياوية وأحزاب ظلامية بفكرها المتحجر المتعفن؛ فلقد تمّ في ظللال سلطتهم، افتتاح سوقِ نخاسةٍ وبيعٍ وشراءٍ للنسوة العراقيات كما في نموذج المرأة الأيزيدية والقضية ليست قاصرة على الإرهابيين الدواعش بل هي ممتدة في ظلال الانفلات الأمني حيث جرائم الاختطاف والاغتصاب والابتزاز والاتجار الجنسي يزيد من اتساع رقعة الاستغلال والقهر والإذلال ومع كثير من التعقيدات الراهنة..

فاتساع ظاهرة الفقر وتعمقها أفقياً عمودياً وتفاقم البطالة وأزمات السكن وتدني الأجور وتدهور القدرة الشرائية ومشكلات عدم صرف الرواتب مترافقة مع ملايين المهجَّرين قسرياً وملايين النازحين، حيث أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال، إنما تشكل تلك الظواهر أرضية خطيرة لاستفحال جرائم البلطجة التي تمارس، كما يقول العراقيون: عيني عينك، وبوضح النهار وفي آناء الليالي من طرف الميليشيات والعصابات المنظمة فضلا عن عوامل أخرى مساعدة كانحلال القيم واتساع حجم حثالة المجتمع، في أجواء الاحباط واليأس والقنوط…

إنّ تشغيل المرأة في المدينة والريف مازال يخضع لسياسة قاسية لا تكتفي بإثارة معاناة مريرة لها بل تضعها بزاية مصادرة واستلاب هي الأشد اليوم حيث قيم التخلف والجهل المرضية تتحكم حتى في صياغة بعض مفردات اللوائح والقوانين من جهة ويخضع أيضا لتحكم الخطاب العشائري الذي يجتر من الماضي أسوأ قيمه!

وهكذا فالمرأة تتعرض اليوم في البيت للعنف الأسري وفي الشارع والمعمل والمؤسسة والحقل إلى عنف مجتمعي بسلبية التعامل وبتلك النظرة الذكورية الدونية السائدة..

إننا في الحركة الحقوقية والتنويرية نساند نضالات المرأة العراقية ونرى فيه عنصراً رئيسا مكونا للنضال الوطني الديموقراطي التحرري للانعتاق من سلطة الطائفية الكليبتوقراطية ومن سطوة البلطجة الإرهابية لكل الميليشيات بمختلف أجنحتها وادعاءات الانتماء التي تعلنها…

ونحن نساند رابطة المرأة العراقية والمنظمات والجمعيات النسوية في جهودهن لجمع الحركة النسوية في بوتقة ديموقراطية قادرة على توحيد الجهود من أجل التحرر والانعتاق النهائي وتحقيق مجتمع العدالة والكفاية والمساواة…

 وفي اليوم العالمي للمرأة نرى أن الجهد الرئيس يتجدد اليوم بتركيزه على تحرر المرأة من عبوديةٍ هي الأشد وطأة عليها بكل تفاصيل المعاناة اليومية.. ولا نرى في رجلٍ حرٍ ما لم يقف مع أخته ورفيقة دربه فعليا من أجل الارتقاء بوعيها والتقدم معها يدا بيد نحو التحرر من سوداوية وظلامٍ بات يخيم على المجتمع..

إننا نرى في تحرر المرأة انعتاقا للمجتمع من أمراضه وسياقات تخلفه وانعتاقا من انشداده لقيود العبودية التي تفرضها فلسفة الإسلام السياسي وطائفيته وفساده وبالتأكيد قبل هذا وبعده تحرراً من إرهابه الفكري والعنفي المسلح..

إنَّ واقع المرأة العراقية يجابه اليوم كثيرا من المخاطر والتحديات ومنها:

  1. حالة تعطيل القوانين الدستورية بشأن حقوق المرأة…
  2. تفعيل قوانين الأعراف تحت مظلة السلطة الدينية المزيفة…
  3. تفعيل قوانين العيب والعار في المستويين الاجتماعي والسياسي…
  4. فرض أنماط من اللبس غير العراقي بادعاءات تضليلية ..
  5. أمام الأزمة المستشرية  للبطالة الواسعة فإنَّ أول من تطاله البطالة هي المرأة…
  6. ممارسة أشكال الظلم عليها بوقت هي المعيل لعشرات ألوف الأسر بوجود أكثر من مليوني أرملة ومليون مطلقة…
  7. انعدام الرعاية الصحية الخاصة بالمرأة كرعاية الحوامل والولادات وظاهرة حالات التشوهات وأمراض التأثر بالإشعاعات والكيمياوي وغيره…
  8. ولا يشمل التعليم البنات أو أنهنَّ أول من يجب حرمانه من ذلك الحق داخل العائلة العراقية المأزومة…
  9. ولا فرصة جدية حقيقية أمام المرأة لتنظيم نفسها في جمعيات ومنظمات إلا بشرط الخضوع والتبعية لسطوة جهة من جهات الإسلام السياسي…
  10. المنظمات الحقيقية تجابه عقبات وتجاوزات واعتداءات صريحة خطيرة باستمرار…
  11. تعاني المرأة العراقية اليوم من المشكلات الاجتماعية الخطيرة عبر استرقاقها وبيعها أو المتاجرة بها في سوق النخاسة والجنس سواء كان ذلك داخل العراق أم خارجه..
  12. وفوق هذا وذاك تجد المرأة العراقية نفسها اليوم أمام مشكلات عائلية مريرة حيث لا تستطيع أن تلعب دورها إيجابيا بمصادرة حقوقها في التعبير وفي إدارة حياة أبنائها وعائلتها وتختل أجواء التوازن والعلاقات داخل العائلة بسبب من التشوهات الخطيرة في التركيبة وبالتدخلات القهرية من خارج العائلة ومن داخلها… ونشير هنا إلى مشكلات العنوسة وتوسع حالات الطلاق مقابل تراجع حالات الزواج ومشكلات الفصل الديني والطائفي و الفقر والحاجة وما ينجم عن كل ذلك…

فـ معا وسويا من أجل حقوق العراقية وعودتها إلى مكانها ومكانتها محليا في المجتمع العراقي وإقليميا وأممياً في المجتمعات الدولية.. وذلك سيكون ممكنا بفضل وحدة الجهد المجتمعي للتخلص من الفلسفة الذكورية ومن سياسات التخلف الرذيلة ومن سطوة الاستغلال وآلياته…

و لنسعَ من أجل الأهداف الأممية والوطنية لتحرر المرأة مثل:

  1. القضاء على أشكال التمييز ضد النساء سواء في الوسط الأسري أم المجتمعي أم مجتمع العمل والتعلم.
  2. القضاء على أشكال العنف ضد المرأة في الإطار العام والخاص.
  3. إنهاء الاتجار بالنساء والأطفال ومنه الاستغلال الجنسي وغيره من أنواع الاستغلال.
  4. إنهاء كل الممارسات السلبية الضارة، كتزويج القاصرات والزواج القسري.. وجرائم تشويه الأعضاء التناسلية(ختان الإناث).
  5. ضمان تمتّع البنات بمستويات تنمية ورعاية ما قبل التعليم الابتدائي وبتعليم أساس (ابتدائي وثانوي) مجاني ويستند لمنطق التنوير والتحرر من منطق الخرافة وآليات الخطاب البياني.
  6. تحقيق فرص عمل مناسبة ومتساوية وتوفير الشروط الملائمة لها بالخصوص.
  7. في ظروف الانفلات الأمني، ضرورة إصدار قوانين مشددة ضد الجرائم التي تطالهن من اختطاف واغتصاب وابتزاز.

ومن أجل تحقيق ذلك، لابد هنا من حملة جدية تضع خطة لعقد المرأة العراقية تندرج فيه خطوات فعلية لمناصرتها عبر عدد من محاور العمل من قبيل:

  1. توسيع دور تنظيمات المرأة العراقية وتوحيد المنظمات المتنورة وجهودها بطريقة فاعلة مؤثرة.
  2. عقد الصلات الوافية مع المنظمات الدولية  وتنسيق الفعاليات بالخصوص بما يستقطب أشكال الدعم المادي الملموس والفاعل..
  3. عقد التحالفات والأنشطة على المستوى الوطني بعيدا عن سلطة القوى التي تمثل غطاء في برامجها لاستباحة النسوة العراقيات.. ونخص هنا بالذكر عناصر الإسلام السياسي وتشكيلاته أو مدّعي العصمة والقدسية وتمثيل الله على الأرض!!!
  4. إطلاق حملة توعوية شاملة بكل وسائل الإعلام والاتصال وبكل المستويات المنتظرة منها وبخطط موضوعية مدروسة..
  5. العمل على فرض تعديلات قانونية يمكنها أن تتيح حماية المرأة وحركتها  وتحظر أشكال الجرائم المرتكبة بحقها من قبيل استمرار جريمة يسمونها ظاهرة الختان. الأمر الذي يتطلب مضاعفة العقوبات التي تمس التعرض للمرأة وانتهاك حقوقها كما يجري في الاتجار بها واستعبادها واختطافها أو تصفيتها وعدِّ كل تلك الجرائم جرائم كبرى تمس مصير البلاد والمجتمع…
  • بعض مفردات المعالجة تستند لمعالجات سابقة للكاتب 
  • هذه المعالجة تُكتب باسم المرصد السومري لحقوق الإنسان بوصفها بيانه في اليوم العالمي للمرأة ضد الجرائم المرتكبة بحقها

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *