تساؤلات في اليوم العال‍مي للاتصالات وم‍جتمع ال‍معلومات

في دول العالم كافة هناك تحول جوهري تفرضه المتغيرات العلمية التكنولوجية المتسارعة بطريقة مهولة الاندفاع… فيما ينشغل المجتمع الإنساني بأغلبه في قضايا ومشكلات باتجاه آخر، هو اتجاه وحشي همجي حيث يبتلع الفقر والجهل والمرض والصراعات الدموية الإنسان وقيم الأنسنة لتسود قيم غابوية عجيبة غريبة.. كم هو إحساس المنشغل بلقمة مسمومة بآخر منجزات العلوم؟ ولكن بشكل أقل قسوة لننظر في مجتمعاتنا بفئاتها أنصاف المتعلمة.. ولنقرأ المشهد على حقيقته؛ ماذا سنرى ؟ وما تساؤلاتنا التي نطرحها؟

يوجد اليوم في عالمنا المعاصر ما يعادل حوالي 3.77 مليار [غقرأ من فضلك حوالي أربعة مليار أؤكد مليار أي أربعة آلاف المليون] مستخدم عالمي للإنترنت على وفق إحصاءات عام 2017، أي ما يعادل نصف سكان العالم.

كم منهم في بلدان الشرق الأوسط؟ وما نسبتهم لعدد سكان أبناء المنطقة؟ وفي ظروف وجود ما يقارب ثلث السكان الشرق أوسطيين يقبعون تحت الأمية الأبجدية، كم من الأميين يستخدمون النت؟ وكيف يستخدمونه؟ وما مضامين استخداماتهم؟ ومثلهم من أنصاف المتعلمين أي ممن يفك الخط فقط؟

ولتعميق التساؤلات التي نريد من وراء طرحها إيجاد إجابة تقرأ المشهد: كم من المشتركين لديهم مساهمات ذات مضامين جدية؟ وكم من هذه الأخيرة تمتلك مساهمات إيجابية؟ مقابل كم من المساهمات هي مجرد دردشة فارغة ومضيعة للوقت!!؟

كم من المشتركين وهو يتنقل بين صفحات النت يتوقف عند الموضوعات والمعالجات الجادة؟ و كم منهم من يهرب من كل بوستر ومصطلح وعبارة جدية؟ كم من الموجودين على النت يقضي جلّ وقته في البحث عن تسلية (فارغة)؟ أو إنشاء علاقات سطحية عابرة؟ وكم خلف تلك النوافذ المتخفية خلف ستائر يوقع في الابتزاز ويخلق مشكلات مضاعفة ويطيح بأناس  باتجاهات قيمية مرضية؟؟؟

يقال: إنَّ حوالي 97% من المساهمة (العربية) في النت هي مجرد دردشة فارغة!!! ولا يبقى إلا 3% من المساهمات فقط لا غير لما يمكن أن يدخل في الموضوعات والمضامين الجدية! ولكن، كم من تلك الـ3% الجدية هي في معالجاتها وتوجهاتها الفكرية المجتمعية ذات قيم إيجابية تنويرية؟؟؟ طبعاً غذا ما تذكرنا أن ممن يعالج الموضوعات الجدية توجهات متناقضة مختلفة منها ما هو ظلامي مرضي! وكم هم أولئك الظلاميون وما يتفشى من  أوهامهم ودجلهم وسط الناس بمسمى بحوث وهي ليست سوى ترهات تضليلية تستغل الدجل على أسرى التخلف والجهل!!!؟

لكن على الضفة الأخرى لإنتاج التكنولوجيا والمعلومة والدراسة البحثية العلمية: كيف نجابه محاولات الارتقاء وتجاريب بديلة للحل على الرغم من تواضعها؟ القضية تكمن في قصور النظر تجاه تلك التجاريب؟ القضية تكمن في المصالح قصيرة البصر والبصيرة!؟ فهل تمعنا في كيفية تفاعلنا مع محاولات جنينية ولكنها ذات أهمية ومكان ومكانة؟ ألا ينبغي توجيه الرعاية كي نرتقي بقدراتنا المعرفية العلمية وتعاملنا مع التكنولوجيا؟ أشير على سبيل المثال لا الحصر مع تجاريب التعليم الألكتروني وتحديث نظم التعليم؟؟؟ وأشير إلى الحكومات الألكترونية وكيف نستثمر آلياتها في تحديث مسيرتنا؟؟؟

هكذا أضع اسئلتي تلك؛ بقصد أن نقرأ أوضاعنا من نافذة تكنولوجية صرنا نستهلكها بغرائبيات بلا حدود! وأن نقرأ من ثمَّ أسباب ما يشيع ويتفشى بيننا، إلى درجة الأمية والجهل بكل تفاصيل ما نستخدمه أو نستهلكه في ظلال تفشي أمراض التخلف ؛ فبين منطق الخرافة وآليات خطاب أسطوري بياني وبين تكنولوجيا تتطلب منطق العقل العلمي التنويري لا يوجد إلا من يتحكم ومن يتحكمون به استغلالياً: فهل سنقبل باستغلال همجي يبتعلنا بهذه الطريقة التي ستنتهي بنا إلى مدافن همجية لا وصف لها سوى أهوال غد مجهول!؟

 فإذا أجبنا ولو عن بعض أسئلة مما تجابهنا اليوم، فإنّما ينبغي أن نقول كلمة بل صرخة ثائرة يجسدها مصطلح: ((كفى)) كفى ثائرة تستطيع إحداث التغيير من دواخلنا وفيها… وإلا فلات ساعة مندم!؟

ينبغي ألا نتخيل وهماً بأن الفنون والآداب والتعبيرات الجمالية هي خارج الإيجابي ولكن كيف نمكّن تلك المنجزات من أن تكون فاعلة إيجابية ذلكم هو الأمر وتلك هي القضية أقصد من اختيار الآداب والفنون التصريح وليس الاكتفاء بالتلميح إلى أولئك الذين يبحثون عن اللهو وعن إضاعة وقت فيما يسمونه تسلية وهي ليست بفنون ولا آداب ولكنها ألاعيب تضليل ومثلما دجل منطق الخرافة الذي يُسقِط القدسية الدينية على خطابه يكون دجل  التسلية الفارغة وما فيها من مقدسات لا يريد المنغمس فيها أن يجادل خارجه لأنه مولع في استسلامه وفي غرقه وسطها فكأنما يريد الانتحار وقتل الإنسان فيه وسطها

لنتفكر جيداً، عما وصلت إليه التكنولوجيا.. ولنقرأ بعض قيمنا وسلوكياتنا وما أدمنَّا عليه وغرقنا فيه قبل: لات ساعة مندم!؟ نداء لقراءة الأمور بدل تلك الجعجعات التي تنشغل بما تظنه وهماً دفاع عن سلامة مسار وهو ليس سوى خدمة لإغراق مراكب الإنسانية في وجع السلبية وآلامها وجراحاتها وإهاناتها

والباقي لكم  في قراءة المشهد والإجابة عن أسئلته أشملكم ولا أخص أحدا الشبيبة وكيف تملأ وقت فراغها بعد مطحنة الاستغلال في العمل وفي البطالة.. الأجيال الأخرى النساء والرجال بلا استثناءات إلا أصحاب الفعل والمنجز العقلي العلمي التنويري.. وما بعد وما قبل تغنى فنان الشعب : رجعوا التلامذة ياعم حمزة وأنا هنا أرانا جميعا تلامذة وسنرجع ونكون أهل تحدٍ واختيار شجاع لما نريد أن نكونه لا ما يريدون تدجيننا عليه من قات أو ترياق أو أي مخدر آخر
***

الإحصاء منه ما يعود لموقع بصيرة المصري

الأسئلة أو التساؤلات البديلة أنتظرها هي الأخرى منكم بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات؟؟؟؟؟؟؟؟

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *