حول موضوع السلبية في التفاعل مع الأنشطة العامة، بخاصة المعنية بخطى التنوير والتكافل الاجتماعي والسلام

بمناسبة حملة اليوم العراقي للسلم الأهلي

حول موضوع السلبية في التفاعل مع الأنشطة العامة، بخاصة المعنية بخطى التنوير والتكافل الاجتماعي والسلام

رسالة إلى ذواتنا لنتصالح معها ونطلق العنان لقدرات العمل والحسم والإيجاب ولا نركن إلى سلبية مقيتة

لا يجد كثرة منا جدوى من الحملات والمذكرات السلمية، وقد لا يجدوا ما يدفعهم للمشاركة فيها ويقفون مواقف سلبية منها بالامتناع عن المشاركة وهم لا يرون بمشاركتهم ما يرسم مسار الشأن العام بخلاف الحقيقة التي تؤكد أن تلك السلبية تفاقم أوضاعهم وتدفع لمزيد من التردي والانهيار.. نداء لتفعيل أدوارنا واتخاذ قرار بممارسة الجهد إيجابا

من يتفق فليمارس مهامه في مغادرة السلبية والابتعاد عن مشعلي الحرائق وليغادر وجوده في المجموعات الطائفية بكل أجنحتها لا تستثنوا جناحاً منها

 

أيتها الصديقات، أيها الأصدقاء

لقد انطلقت مرات عديدة حملات التوعية والتنوير للتصدي لقوى الظلام والتمزيق والتخندق الطائفي وتتجدد تلك الأنشطة السلمية التي تبدا من الفضاء الافتراضي الألكتروني ولكنها التي تتحول إلى قوة مميزة كبرى ميدانيا عمليا مع نجاحها في استقطاب عشرات الألوف ومئاتها بل ملايين المتبنين لها..

إلا أننا نجابه عراقيا حال من ضعف الوعي بالحملات ومعانيها وإمكانات تأثيرها وفرصها في إحداث التغيير وهناك من ينظر شزرا بلا جدوى تلك الحملات ويتمترس خلف سلبية لو أمعن جيدا في طابع تمترسه لاكتشف أن تغييرها من السهولة وأن التغيير سيصنع المعجزات بخاصة كونه المقدمة لخلق حركات مجتمعية كبرى أحدثت بحاضرنا تغييرات مجلجلة بالمنطقة ودولها وبعالمنا.. فلماذا السلبية تجاه مثل تلك الحملات؟

لست بصدد تقديم بحث معمق بالموضوع ولكنني بصدد إطلاق نداء التغيير وتوكيد جدوى تلك الأنشطة وجذب أصحاب الضمائر الحية والبصائر الثاقبة إلى الإيجابية بديلا للسلبية..

 

 

أيتها الصديقات أيها الأصدقاء

ليس فيكم من استسلم لسلبية يدرك أنها ستؤدي إلى تسليم بيته بل تسليم البلاد لمحارق الطائفيين وقواهم العنفية المسلحة؟

ليس فيكم من يستمرئ العيش بسلبية ستؤدي لمساهمة مباشرة في استعباده بل استعباد الناس وتمزيقهم على تخندقات الاحتراب القسري؟

ليس فيكم من لا يدرك أن السلبية هي من قادتنا إلى هذا الدرك وانها ستدفع إلى الأسوأ والأبشع كارثية إذا ما واصلنا سلبيتنا؟

لنتساءل: ماذا تكلفنا مساهمة إيجابية بتوقيع حملات إعادة الاتزان لمسار الحياة العامة والخاصة؟ ماذا تكلفنا هنيهة من الزمن نوقع بها حملة من حملات إنقاذ وجودنا؟

لا كلفة علينا باتخاذ موقف و\أو صرف ثوان نوقع بها حملة نؤكد بها أننا مع خيار طريق السلام فضاء للتنمية والتقدم.. ولكن القضية تكمن في: سلبية تسطو على بعضنا! والرد عليهم، يكمن في أن نحرر أحبتنا من ذاك الخنوع للسلبية…

والقضية تكمن في عدم اهتمام بالشأن العام وفي الظن بأن لا جدوى من أي جهد.. ما يفاقم الضغط علينا ويطحننا بموقفنا ذاك وبفهمنا السيء هذا ومن ثمَّ توقعنا تلك المواقف بمزيد مشكلات وأزمات وكوارث.. والرد أننا يجب أن نؤكد اهتمامنا بمحيطنا وبجدوى فعالياتنا وضرورتها وحتمية أن نساهم في رسم توجهاتنا بدل الاعتكاف والعزوف والمقاطعة.

 

والقضية قد تكمن في اختلافنا مع الحلول المقترحة التي تريد جمعنا معا وسويا لنحسم الموقف والمسار في أن بعضنا وربما كثير منا يرى الحل في مزيد حروب ومواجهات ليأتي المنقذ من خارجنا على الرغم من إدراكنا أن لا منقذ لنا إلا موقفنا الحازم الحاسم واجتماعنا معا في رسم الحل وتلبيته، أقصد الحل في خيار السلام طريقا وفضاء واجبا للبناء والتنمية والتقدم..

 

أيها الأحبة

كل منكم له اهتماماته وما يرى أنه أجدى لتركيز جهده فيه وعليه.. ولكن ذلك لن يدوم إن حصلت على فسحة له اليوم، لأن السلبية في الغد  القريب وتجنب المشاركة في الشأن العام إيجابا وتطمينا لمسار السلام ستؤدي حتما لكارثة وصول الحرائق إلينا والإضرار بنا…

 

فلنكن معا وسويا في طريق تبني مشروعات حملات التوعية والتنوير والإعلان بصوت عال عن خياراتنا ما يوفر أجواء انسحاب من تبقى مع قوى العنف والالتحاق بنا حيث ركب السلام ومسيرته..

 

أيتها الصديقات ايها الأصدقاء

كونوا إيجابيين.. لا تستسلموا للسلبية..  لا تقولا هذا لا جدوى منه وفيه.. تأكدوا أن كل خطوة واجبة ومهمة ودافعة لخطى التقدم . ومن لا يدرك كيف تتقدم الأمم والشعوب والدول لا يعرف للخير والاستقرار سبيلا…

 

متى يا أصحاب الضمائر الحية تمارسون أدواركم التي لا يمكن لأحد أن يكفكم عنها..؟ متى تتخذون القرار وتغيِّروا ما بأنفسكم كي يتغير ما أنتم به من مآسٍ وآلام؟

ماذا تنتظرون؟

 

اليوم تتخذون خطوة وغدا أخرى وبعد الغد تحصدون ثمار العمل…

 

فهيا معا وسويا لا تقل أنا أنتمي لزمرة أو فئة أو قيادة وتغلق عقلك وتمنعه من التفكير ولا تتمترس خلف رؤية تبعدك عن خيار السلام والتقدم.. وإلا فإنك ترتكب بحق نفسك وبحق الآخرين جريمة إيذاء ما فوقها جريمة وتكون كما الانتحاري بما فيه من أمراض وعقد وتلوثات.. الفرق بينكما يتلخص في بعض التوصيفات أما المحصلة فواحدة وهي تخريب ومساهمة جلية فيه

كن إيجابيا لا تدع للسلبية قيد أنملة في نفسك واتجه للفعل والعمل والتغيير

وأول الغيث قطرة، فلا تستهن بما تنهض به فأنت توقع وكل منا يوقع حملةً ومجموعنا ملايين.. لا تنتظر أن يبدأ الآخر فبهذه الطريقة لن يوقع أحد ولن يعمل أحد ولن يمارس جهدا إيجابيا أحد وكلنا سنكون سلبيين يوم ننتظر أن يتحرك الآخر بينما الآخر هو كل منا..

 

كفى سلبية لمن بات يشيعها وباء وبالا على الجميع ولننتفض مرة وإلى الأبد ونكون إيجابيين وننظر إلى جدوى كل مفردة صغيرة وكبيرة

 

هلا تنبهنا؟ هلا فعَّلْنا أنفسنا؟

إن اتساسع المشاركة الإيجابية يتؤكد حجمنا واتفاقنا مقابل حجم قوى العنف وأمراض الطائفية والفساد والإرهاب

 

هذه هي قضية الحراك المؤمل والواجب فينا وتلك هي قضية سلبية التفاعل ونظرة اللاجدوى تبريرا واتكاء في انتظار غودو المنقذ الذي لن يأتي ما لم نأت نحن…

 

وعسى تصل رسالتي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *