المرصد السومري يطالب الجهات المسؤولة بموقف معلن وحاسم تجاه التهديدات الموجهة ضد النخبة الثقافية والإبداعية في البلاد

على خلفية أنباء التهديدات بالتصفية لرئيس اتحاد الشعراء الشعبيين في بابل السيد صلاح السلطاني أصدر المرصد السومري بيانه الثاني محملا المسؤولية للجهات الحكومية الاتحادية والمحلية مطالبا بدور حازم وحاسم للادعاء العام والسلطات القضائية في كشف من يقف وراء تلك التهديدات واتخاذ الإجراءات القانونية القضائية بحقه ومن يقف وراءه.. وهنا بيان المرصد آملين مزيد التضامن من قوى الثقافة والحركة الحقوقية العراقية فالقضية تتجاوز التهديد للمواطن الفرد باتجاه تهديد نخبة الثقافة ومزيد من تفشي سطوة البلطجة والانفلات الأمني ما يتطلب حسما مبكرا بعد أن تلكأت الأمور وتهدورت بشكل استثنائي.

في نهاية الشهر المنصرم حزيران يونيو أصدر مرصدنا بياناً دان فيه اقتحام مجموعة مسلحة مقر اتحاد الشعراء الشعبيين في بابل؛ وربط بين ذاك الاعتداء ومجمل الاعتداءات التي تعرضت لها مقرات اتحادات وروابط منتجي الثقافة ومبدعي الآداب والفنون وضدهم شخصياً، إلى درجة ارتكاب جرائم تصفوية بشعة..

اليوم مرة أخرى وعلى خلفية الخلاف الذي نشب بين الاتحاد وإحدى المجموعات المسلحة التي حاولت السيطرة على مقر الاتحاد باقتحامه بالقوة، وبعد النتائج التي نجمت عن رفض الشعراء الشعبيين وتظاهرتهم الاحتجاجية أمام مبنى ديوان محافظة بابل وتدخلات عديدة؛ تعاود الأمور بتداعيات ومستجدات خطيرة؛ إذ كشف رئيس اتحاد الشعراء الشعبيين في محافظة بابل السيد صلاح السلطاني، اليوم الجمعة، عن تعرضه للتهديد بالتصفية، قائلاً إنَّ: “جهة مجهولة هددته باتصال هاتفي بالقتل والتصفية الجسدية”.

ومع تدخل جهات أمنية لحسم الموضوع، تحول الصراع بين الجهة (المتنفذة وذراعها المسلح) والاتحاد من ميداني يخص مقر الاتحاد إلى (افتراضي) في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام. ولكن المشكلة هنا تكمن في (خطورة التهديدات) بالتصفية الجسدية وضرورة أخذها على محمل الجد؛ فللتو تمّ إهمال التهديدات لفنان شاب وراح غيلة مقتولا بعد تعذيبه والتمثيل بجثته! فهل سنترك تلك المجموعات تواصل ارتكاب الجرائم بحق مبدعينا ونخبة الثقافة والعقل العلمي العراقي!؟

إننا ندين استمرار وجود تشكيلات مسلحة خارجة على القانون، وندين التلكؤ الفاضح في معالجة الخروق والانتهاكات للقانون وتكرار ارتكاب جرائم التصفية الأبشع بخاصة تجاه نخبة الثقافة والعقل العلمي والإعلاميين في العراق!

نطالب الحكومات الاتحادية والمحلية بسرعة معالجة ظاهرة وجود تلك التشكيلات العنفية المسلحة وانتشار السلاح بأيدي عناصر منفلتة وظاهرو البلطجة التي تتحكم بالمشهد بسلطة فوق سلطة القانون..

كما نطالب بحماية فعالة للعناصر المهددة فعليا ومتابعة الأمر بجدية والتوصل إلى كل الخيوط التي تفضح المجرم ومن يقف وراءه لإيقاع اشد العقوبات بحقهم..

إن قضية اتحاد شعراء بابل ورئيسه فيها رؤوس خيوط تكشف الجريمة ومسارها ومن المفترض التعامل الفوري وحسمها قبل مزيد جرائم ضد الإنسانية تقع بحق أبناء شعبنا من دون رادع قانوني واجب مؤمل…

نطالب ألا يجري حل الأمور بطريقة التمييع والترضيات وتبويس اللحى، لأن ذلك من أخطر ما مرَّر ويمرر الجرائم ويديمها.. وبديلا من ذلك نتطلع إلى ممارسة السلطات القضائية بشخص الادعاء العام الدور الحازم والحاسم إلى جانب كل المعنيين..

كما نتطلع لحركة شعبية شاملة لوقف ما ارتُكب ويُرتكب من جرائم دموية همجية بشعة.. ونحن هنا نثق بحراك حقوقي وإنساني قانوني ينهض بدوره المؤثر في المشهد الجاري.

المرصد السومري لحقوق الإنسان

لاهاي هولندا

7 تموز يوليو 2017

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *