نداء المنتدى العراقي بالمطالبة لحماية الصابئة المندائيين وضمان حريات ممارسة طقوسهم في البصرة

أصدر المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان بيانا تضامنيا مع الصابئة المندائية يطالب بحمايتهم وحقوقهم وحرياتهم في المعتقد وفي ممارسة طقوسهم الدينية في ضوء الانتهاكات والاعتداءات التي تم ارتكابها بحقهم في البصرة مثلما جرى ارتكابها في عدد من المحافظات الأخر بمسلسل تصفوي خطير

PDFرابط البيان بصيغة 

نداء من المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان

 بالمطالبة لحماية الصابئة المندائيين وضمان حريات ممارسة طقوسهم في البصرة

 

   منذ آلاف السنوات أقام أتباع المندائية في جنوب العراق وكانوا من الشعوب التي شادت حضارة المنطقة ، وعلى الرغم من الهجرة القسرية مازال مئات منهم يحيون في البصرة ، لكنّهم مازالوا يعانون من المضايقات والاعتداءات والانتهاكات التي وصل بعضها حد نبش قبورهم والاستيلاء على ممتلكاتهم .

   اليوم أوردت الأخبار على لسان ممثلي أتباع الديانة المندائية بمنعهم من بناء موقع لممارسة طقوس التعميد على خلفية منعهم من بناء سلالم حجرية في قطعة أرض هي ملكهم (طابو) دفعوا فيه عشرات ملايين الدنانير .

   وعلى الرغم من أنّ مطلب أتباع المندائية في البصرة لا يتعدى بناء ذلك السلم على الشاطئ ، مع سياج يحفظ خصوصية العوائل المشاركة في الطقوس ، إلا أن البلدية والسلطات المحلية منعتهم من إقامة ذلك على أرض ملك لهم .

   إننا في المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان ( تنسيقية الوطن والمهجر ) ، نطلق نداءنا هذا من أجل حماية أتباع الديانة المندائية على وفق الحقوق الدستورية وفي ضوء ما كفلته لوائح حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي ونصوصه والاتفاقات الحقوقية القاضية باحترام إقامة الطقوس وحرية المعتقد وضمان سلامة أتباع الديانات وكل حقوقهم وحرياتهم التي تتعرض لمسلسل إجرامي يبدأ بالمضايقات ولا يقف عند تخوم جرائم ضد الإنسانية ليصل إلى حدود جريمة الإبادة الجماعية .

   مطالبين هنا بعدم إهمال تلك الوقائع ومنع تكرار ظواهر التغييرات الديموغرافية ومحو الهوية للآثار الروحية والثقافية مثلما الاستيلاء على المقابر والممتلكات العائدة لأتباع الديانة المندائية .

   مؤكدين على أهمية تفعيل أدوار الحكومة المحلية في البصرة والحكومة الاتحادية لأهمية حسم القضية الاستثنائية الجارية ، ونطالب أيضاً مسؤولي السلطات العليا باتخاذ الإجراءات العاجلة الكفيلة باستعادة الحقوق وضمان عدم تكرار مثل هذه الإنتهاكات .

   إننا نتطلع إلى نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين العراقيين كافة بدل إثارة الضغائن والاحتقانات بينهم ، وأن تنطلق توكيداً لهذه السمات الوطنية العليا حملات تتبنى مهام الدفاع عن حقوق أخوة الوطن من مختلف أتباع الديانات والمذاهب بالاستناد إلى مبدأ المواطنة والمساواة وعدم التمييز على خلفية الانتماء الديني المذهبي التي يجري ارتكاب الجرائم في ظلالها ، واثقين من حملة شعبية تحقق فرص الحماية الأشمل دستورياً .

   نناشد بهذه المناسبة جميع منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني المحلية والدولية منح الاهتمام الكافي بالقضية كونها ليست قضية عابرة أو منفردة بل تقع في إطار انفلات يهدد النسيج المجتمعي العراقي الذي طالما تمسك بقيم التنوع والتعددية  ورفض قيم العنف والهمجية ومازال الشعب اليوم يكافح للتحرر من قوى الظلام والطائفية والإرهاب واستعادة السلم الأهلي ومسيرة البناء والتقدم .

   نجدد تضامننا التام مع أهلنا المندائيين العراقيين الأصائل ومع كامل حقوقهم وحرياتهم في وطنهم وفي وجودهم .

 

25 / 7 / 2017                    المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان

MUNTADAHR

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *