الأحزاب الطائفية بين خدعة تأسيس الجديد وتمترسهم خلف تحالفاتهم التقليدية والموقف من اللعبة

تتشظى أحزاب الطائفية سواء تحت تأثير صراعاتها لتحديد موقفها من ضغوط الحركة الشعبية ومستوى وعيه بالبديل أم من جهة تنفيذ خطى جديدة في ضوء لعبة التقية والتضليل والمخادعة بوصف ذلك منهج الطائفيين الرئيس.. وبجميع الأحوال ، يبقى التساؤل ما الموقف من اللعبة وكيف يرد العلمانيون وقوى الديموقراطية؟ هذه معالجة اولية في ضوء بعض المجريات لتأسيس رؤية تسرّع من ولادة البديل الوطني العلماني الديموقراطي قبل سطوةٍ أخرى للطائفيين ولردح آخر من الاستغلال الفج وإجرامه بحق الشعب.. شكرا للتفاعلات والأسئلة فبهما سنتابع تنضيج المعالجة

الأحزاب الطائفية بين خدعة تأسيس الجديد وتمترسهم خلف تحالفاتهم التقليدية والموقف من اللعبة

 تورد  الأخبار من خلف جدران مقرات الحركات والأحزاب الطائفية أنّ قادة   المجلس الأعلى المتبقين من الحرس القديم ربما ينضمون لائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي في إطار حراك يُظهر كونه يتصدى لضرب تيار الحكمة الوليد برئاسة عمار الحكيم.
ويُلاحظ هنا، انقسام الأحزاب الطائفية (التي تدعي شيعيتها) واشتغالها بين تيارين: أحدهما مع مرجعية علي السيستاني في النجف، والآخر مع مرجعية المرشد الإيراني علي خامنئي.
كما تشير تلك الأخبار لتوقعات بأن يُعلن حيدر العبادي تكتلاً انتخابياً (يتمظهر بالوسطية)، بمقابل أخبار تتحدث عن احتمال تأييد مقتدى الصدر قائمة (مدنية) والتخلي عن كتلته الأحرار التي هدد أعضاءها بالطرد إن لم يعلنوا التوبة والعودة لخيمة آل الصدر وقيمهم.

إن المجريات تشي بحقيقة ما يجري كونه إعادة ترتيب لأوراق تلك الأحزاب التي تحكمت بالمشهد طوال 14 سنة عجافاً.. فهي من جهة تميل انتهازياً وصولياً لتشكيلات تتبرقع بالوطنية وبناء دولة مدنية، دولة مواطنة وتستخدم تمويهات ومخادعات من قبيل اعتماد (الشباب) كما في تبريرات خروج عمار من المجلس ولكنهم لا ينظرون إلى تطلعات الشباب من رفض لمنهج الطائفية الذي التزمه (المجلس الأعلى) بل لا يلقون بالا له بإعلانهم بإصرار على أنهم يتمسكون بثوابت المجلس بقول أحد أقطابهم: ((إن الأيديولوجيا السابقة والأسلوب السابق سيستمران)) وقوله:((كنا نعمل تحت لواء المجلس وسنبقى كذلك، كما حصل مع الأخوة في منظمة بدر الذين انفصلوا عنا قبل سنوات وما تزال تربطنا بهم صلات وثيقة. إن شاء الله سنسلم المجلس كل ممتلكاته، كل ما يعود إليه شرعاً وقانوناً سيكون له))؛ فعن أي تغيير مما يتطلع إليه الشباب يتحدثون في وقت يؤكدون التمسك بأيديولوجياهم السابقة؟

والتساؤل يواصل معانيه عندما نقرأ تحالف المالكي الذي يضم قوى ميليشاوية تأتمر بالنهج الإيراني وأجندته، عبر إعلان التبعية جهاراً نهاراً، لمرجعية خامنئي لا ديناً بل سياسةً! وهؤلاء لا يخشون أمراً ولا يستحون من الإسفار عن الوقوف مع نظام إيران ضد العراق والعراقيين في أي صراع محتمل، وكثيرة تسجيلات متلفزة لقادتهم بهذا الخصوص! وطبعاً هم يلعبون على وتر الوحدة المذهبية التي لا يقيم لها نظام خامنئي أي وزن بل خبرها العراقيون الذين عاشوا في كنف إيران وكيف كان التمييز والاستغلال وحتى الإهانة والتحقير، واليوم هناك شواهد كثيرة على هذا…

 أما الترحيب بموقف عمار الحكيم وتأسيسه تيار يدعي اهتمامه بالشبيبة، فهو ترحيب يقوم على وهم وبدوره يوهم ويضلل الجمهور في حقيقة تأسيس أحزاب الطائفية لـ(تشكيلاتها المخادعة الجديدة). إن الترحيب بتيار الحكمة بخاصة من أطراف (علمانية ديموقراطية!) يساهم بتعميق المخادعة.. وهو وهم يتحدث بصوت خافت وعلى استحياء عن أمل في أن يكون التأسيس المعلن بالبيانات اللفظية المزوقة، مترافقا بتغييرات لا ببرامج شكلية بل بالأعمال! وهو الأمل و\أو التمني الذي تنفيه بيانات تأسيس تلك الأحزاب التي تتحدث عن التمسك بذات الأيديولوجيا والمنهج والثوابت مع توكيد البقاء قريبين وبتحالف لا انفكاك له سوى أنهم يشكلون واجهات لأسْر أطياف الشعب وفئاته من شبيبة ونساء ومن تكوينات جيلية وفئوية طيفية أخرى! فلماذا تظهر تحايا الترحيب البروتوكولية التي لن تقع في المحصلة إلا بمصيدة الوهم إن لم نقل المساهمة بخدمة مساعي التضليل بمثل هذه الألاعيب والتبدلات المظهرية لقوى الطائفية..

أما عن الخلافات التي تتحدث عنها تحليلات أجهزة إعلام القوى الطائفية فهي بوابة لذر الرماد في العيون من قبيل تحدثهم عن اختلاف في الرؤى والأساليب والحقيقة فإن عناصر القوى الطائفية وزعاماتها لا تختلف إلا في إطار الحصص سواء المالية أم الوجاهية وفي كيفية اقتسام الوطن والناس بوصفهما الغنيمة التي يقتسمونها بمنهجهم الرئيس الاستراتيجي الثابت، ممثلا بالمحاصصة.

أذكّر بأنّ السيد العبادي هو ذاته الذي خضع لمناورات الطائفيين الذين أبدوا تراجعاً أمام الهبة الجماهيرية ليعودوا ويلتفوا عليها ويعيدوا كل مسؤول تمّ تنحيته إلى كرسي الغنيمة والتحاصص. وحتى إن نحا في الغد القريب لتشكيل ائتلافه فلن يكون بعيداً عن خيمة حزب رفض الخروج منه وسيعمد ربما لتشكيل تحالف مع عناصر طائفية تمظهرت بالوطنية بالإشارة إلى كل من مقتدى الصدر وعمار الحكيم، وربما بتأييد مباشر او ضمني من السيستاني الذي ما ابتعد يوما عن إدارة الملف السياسي منذ زكى أحزاب الطائفية ومرورا بالإعلان عن تخليه عنهم ولعبة تاييده لهم من بوابات التفافية.

والطائفيون يستكملون اللعبة في حجز أصوات الجماهير الشعبية بمنح الصدر موضعا للظهور قريبا من المدنيين أكثر، حيث يترك الأحرار وما يحصدون لأطراف تكرر البيعة لأولئك فيما هو يتمظهر بدعم شخصيات مدنية مستقلة والجوهر باللعبة هو استخدام شخوص مدنيين ليكونوا بوابة لجذب جمهور مدني لزعماء الطائفية بتمظهرات مخادعة..

المحصلة في اللعبة الانتخابية إعادة أولئك الزعماء ليتحالفوا مجددا وهم لا يخشون إعلان ذلك منذ الآن وإن تبرقعوا ببعض التغييرات الشكلية اللفظية يساعدهم وهم بعض المدنيين في بناء تحالفات يخدعون أنفسهم بأنها ستكون لمصلحة القوى العلمانية بينما استراتيجيا وتكتيكيا لا تخدم سوى تكريس نظام الطائفية…

بئس من يتصدى للعمل السياسي فيوقع الجمهور بمطب المخادعة عبر أسلوب بناء علاقات دبلوماسية بمسميات تنسيق ميداني وتحالفات مع تشكيلات أعلنت تغيرها أو أعلنت تبنيها لبرامج المنهج المدني والدولة العلمانية زيفا مفضوحا! أيتحول الذئب إلى حمَل عندما يرتدي فروته!؟

أي سذاجة وأي طيبة ساذجة حد الرثاثة أن تتوهم تحول أحزاب وتيارات (طائفية) أيديولوجيا سياسياً لتكون علمانية ديموقراطية وهو ما لن يحدث إلا في الأوهام!؟ وكيف صارت الطبقات (بالإشارة إلى طبقة الكربتوقراط الطائفية) تتحول وتتغير!؟ لقد سمعنا عن تحول فرد من ميل إلى آخر ولكننا لم نسمع ولم نقرأ في التاريخ البشري كله عن تحول طبقة ونظام حكمها من الاستغلال ومعاداة الشعب إلى تبني قضايا الشعب وقيادة مسيرة الدفاع عنها!!!؟

لا مجال هنا سوى في موقف واحد، إنه الموقف الذي تجسد في النداء الذي انطلق باسم الشعب وقواه الوطنية العلمانية الديموقراطية والبرنامج المقترح لعقد مؤتمر يوحد تلك القوى حول شعار التغيير وبناء الدولة العلمانية الديموقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية الأمر الذي لا يتضمن وجود قوى غير القوى ذات المصلحة بتلبية إرادة الشعب أي القوى الديموقراطية بحق..

إن التلكؤ في عقد المؤتمر وفي التحضير له اليوم قبل الغد بسقف لا يتجاوز الأشهر الثلاثة الآتية سيكون مقامرة ومغامرة خطيرة ستودي بالنضالات والتضحيات الجسام التي قدمتها انتفاضات شباط 2011 وتموز2015..

فمن مع البديل ومن سيبقى يراوح بين التمني وبين التوهم؟

من يقف مع البديل عليه حسم أمره سريعا ويحمي نقاء مشروع إنقاذ الوطن والشعب وهو جدير بذلك ومن سيبقى مراوحا متلكئا سيلعنه التاريخ مع كل القوى التي ضارت الشعب وتاجرت به ومازالت تحوك الألاعيب لإدامة أسره واستغلاله..

للمعالجة حلقة جديدة في ضوء التداخلات والتفاعلات. وأؤكد أنني أحمل كل التقدير والإجلال لقوى اليسار الديموقراطي وللقوى الوطنية والليبرالية العلمانية قوى التنوير والتقدم ولا أشكك بأحد ولكنني أحتفظ بثبات بتحذيري من كل مطب ومنزلق محتمل..

فإليكم جميعا أول مبادئ انطلاق مشروع التغيير حيث العمل معا وسويا وهو مبدا تبادل الثقة، مع ثقة وطيدة بالنفس وما يطفو من بعض أخطاء تفصيلية زائل؛ فيما الثابت هو الاستراتيج المشرق في ظل شعار الانتصار للشعب والوطن: من أجل بناء دولة علمانية ديموقراطية تحقق العدالة الاجتماعية.

 برجاء مراجعة أخبار وتحليلات نشرتها وكالات الأنباء وصحف بعينها مؤخرا بشأن بعض ما ورد هنا من عبارات أطلقتها زعامات طائفية وأوردتها شواهد وطبعاً هناك شواهد كثيرة وبراهين يقينية على طابع اللعبة وتنبيهات لاختيار طريق مستقل للديموقراطين بمجابهة الطائفية

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *