بين معالجة أوضاع الطلبة بسلامة مهنية وعلى وفق مصالحهم وبين الخضوع للتأثيرات السياسية المؤدلجة

هذه مطالعة مبدئية وكلمة حق تحاول رد الاعتبار لطلبة الموصل والمناطق التي استباحها تنظيم شراذم الإرهاب وعصاباته وعادت اليوم بفضل انتصار الجيش لتتحرر من بشاعات المجرمين السوقة,, وبين معالجة أوضاع الطلبة بسلامة مهنية وعلى وفق مصالحهم وبين الخضوع للتأثيرات السياسية المؤدلجة هناك بون متناقض من حيث التأسيس والنتيجة فمهامنا تكمن في وضع المعالجات الدقيقة التي تستجيب لطابع الظروف وأحكامها وما تتطلبه من إجراءات وقرارات… آمل هنا تعديل الوضع سريعا وعاجلا بما ينصف طلبتنا ويعيد حقوقهم تامة كاملة ويكفي ما تعرضوا له من ضغوط واحمال ليصلوا غلى ما وصلوا إليه بفضل نضالاتهم وعوائلهم في الظروف المعقدة الشاذة.

 
وتبقى قضية تطبيق الشروط المنهجية السليمة كيما يتم اعتماد مخرجات المؤسسات التعليمية قضية مبدئية لا مناص منها ولكن ذلك بوجه آخر لا يسمح بالتفاعل في ضوء الموقف السياسي المؤدلج بمعنى التضحية بجمهور من طلبتنا لمجرد أنهم كانوا يدرسون خارج سلطة الحكومة وتحت أسياف الإرهاب الأمر الذي كان [في حقيقته] عقبة مضافة عليهم وليس توجيها لهم باتجاه غير منهجي كما تفترض القرارات الأخيرة بحقهم!
لقد درسوا منهجا لم يختلف من حيث مضمونه المعرفي العلمي سوى بإضافات لمواد اضطروا لدراستها مثلما كانت تُفرض عليهم مفردة منهج الثقافة القومية يوما باتجاه تظرية الحزب الحاكم قبل عقود ومثلما يُفرض على مدارس اليوم بمختلف أجزاء العراق دراسة مناهج مضافة (مذهبية) طقسية لا علاقة لها بالعلوم والمعارف… وعليه فـلابد من تجنيب الطلبة قرارات تُفرض عليهم بسبب نهج الحكومات والقوى التي تسطو على المشهد العام..
إذا كان للوزارة من ملاحظات فعليها أولا تعويض الطلبة عن أي مفردة ربما ترى أنها كانت نفصا في المنهج؛ طبعا إن كان هذا حصل فعليا، وعليها أن تراجع المجريات كما كانت بتفاصيلها يوميا وليس وضع افتراضات ذات بعد أيديولوجي سياسي! كما عليها أن تتعامل مع الطلبة المغلوبين على أمرهم بحجم تضحياتهم ونضالاتهم لمواصلة الدراسة في الظروف الشاذة التي مروا بها طوال السنتين المنصرمتين، مثلما تتعامل مع طلبة البلاد في ظروفهم واوضاعهم العصية المعقدة…
إن إلغاء جهود سنوات ثلاث من جهود طلبة الجامعة وإلغاء نتائج طلبة المدارس والامتحانات العامة يعدّ تعسفا حقوقيا خطيراً، كما يعد ظلما وزيادة مضاعفة آلام من قاوم أوضاعه الشاذة فضلا عن كون خسارة من أعمار هذه الكوكبة من شبيبتنا وطلبتنا وخسارة أخرى نحسبها بعد الخسائر (الإنسانية) الحقوقية من الاقتصاد المحلي والوطني إلى جانب تفاصيل ومحاور أخرى  لها خطورتها أيضا…
إنني أطالب بمراجعة القرار فوراً واتخاذ قرار بديل عاجل، ينصف الطلبة ويعيد إليهم حقوقهم.. ويجب تدخل جميع الأطراف المعنية بأعلى المستويات ومنها رئاسة الحكومة، بشأن طلبتنا من أبناء المناطق المستعادة من براثن أوباش الجريمة والفوضى من الإرهابيين الدواعش وغيرهم..
بخلافه أعلن طلبي مقاضاة شخص السيد الوزير بمنصبه أمام القضاء العراقي وبممارسة الادعاء العام مهامه ومساءلته في ما اتخذه وما سيدفع باتجاه إضرار فادح بالشبيبة ومصالحها وبالوطن وأهالي المناطق التي عانت الأمرَّين من تسليم محافظتهم للدواعش ومن إرهاب الدواعش أنفسهم…
وتحية تقدير لطلبتنا فيما أنجزوه بأحلك الظروف وإصرارهم على تحصيل العلم حتى أنجزوا ما أنجزوه… ومن ثمّ مطالبتهم اليوم بـحقهم في الحصول على شهاداتهم تتويجا لجهودهم
 
د. تيسير عبدالجبار الآلوسي
Musilstudent

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *