من أجل تفعيل فكرة تأسيس مجالس الجاليات العراقية بالتزام قيم التنوير والتمدن والانفتاح

هذه المعالجة الموجزة تمثل أحد نداءاتي إلى أحبتي أهلي من بنات الجاليات العراقية وأبنائها في المهجر، وقد بدأت بتحية متجددة لمجلس الجالية العراقية في فرنسا بوصفه نواة، بأمل أن ينفتح على الجالية ويتأسس المجلس باشتراطات تنتمي لهوية مدنية متفتحة متنورة تؤكد معاني الهوية الإنسانية وحضاريتها.. وترفض قيم التخلف والظلاميات التي  تحاول ابتزاز الجاليات وحجرها ببوتقة غيتوات تأسرها بعيدا وبانفصال عن مجتمعات الضيافة.. لننفتح على مجتمعاتنا ونكون جزءا فاعلا بهوية إنسانية سامية بقيمها وبتنويرها

تحية مخصوصة لفكرة تأسيس مجلس الجالية العراقية في فرنسا
 
التحية تتجدد لكل من يتابع المهمة بإرادة مشروطة بالاستناد إلى هوية وطنية، إنسانية العمق والمرجعية، ديموقراطية الحطاب، تنويرية المنهج.
إنها رؤية مؤسسية تقوم على تمثيل الجالية ((مستقلة)) عن المرجعيات (الخاصة) حزبية أو رسمية حكومية.. وبهذا تمد إشعاعاتها إلى حيث الجالية بوجودها (المهجري) مستقل الهوية. بما يقوم على احتضان التعددية والتنوع للمجتمع العراقي من جهة وعلى تلاقح الثقافات مع الحاضن المضيِّف مهجريا.. وبما يولد ثقافة تنويرية لوجود إنساني يندمج إيجابيا ويمد تأثيراته الإيجابية إلى جذوره…
إن الانفتاح على وجود الجالية وجمعها وتمثيل مصالحها لا يمكنه الاستمرار ما لم يكن بتلكم المحددات التي وضعتها الشعوب والأمم بمسيرة التمدن والتفاعل بين مجتمعاتها وتجاريبها الإنسانية الثرة…
كبير التقدير لكم ولجهودٍ آمل أن تتكلل بنجاح يستند إلى التحول من المبادرة إلى الوجود الأعمق والأشمل والأوسع حيث وجود الجالية بكل تياراتها وفضاءات الانتماءات الإنسانية بمختلف الاتجاهات…
تمنيات أن تستطيع الجاليات العراقية التخلص من أزمنة العمل الهوياتي الممزق بين إدارات حزبية تتحدث عن البحث عن أبناء الجاليات ومحاولات الوصول إليهم وتحجب تلك المحاولات ظروف كثيرة.. فلننتقل إلى تفعيل فكرة مجالس الجاليات المفتوحة على الجميع بإرادة مستقلة وباشتراطات أنسنة تلك المؤسسة وتنويريتها ورفض كل الخطابات الظلامية المتخلفة التي ترتدي لبوس الادعاءات باسم قدسية زائفة أو باسم مرجعيات تقسيمية تثير الاضطراب وتربط الناس بقيود يلزم الانعتاق منها في مجتمع المهجر المتمدن
لنكن مؤسسة لمكافحة أمراض طردت مجتمعات الجالية من أوطانها الأم لتلاحقهم عبر نوافذ مرضية وأذرع (حزبوية) ضيقة الأفق ومهام مجلس الجالية تكمن في أداء الشؤون المستجيبة لمطالب الجاليات وحاجاتها وما تفرضه قوانين الدول التي تنتمي إليها كل جالية باستقلالية تامة عن مرجعيات الأحزاب وتحديدا تلك التي تقوم على عزل الجيل الجديد وفصمه عن تنوير المجتمع ومسيرته المتمدنة طبعا بعيدا عن المشاغلات المباشرة مع أي طرف حزبوي أيا كان..
ندائي إليكم كي تكسروا قيود الغيتوات وتنفتحوا على مجتمعاتكم بقيم إنسانية متفتحة متنورة و إلى ملتقى يعلو بكم وبفاعلية اشتغالاتكم بخاصة في الانعتاق من غيتوات أسر وجودكم بمنعزلات طائفية وحزبوية أغلبها اليوم تستند إلى المال السياسي الفاسد وإلى اصابع وأذرع قذرة تطاردكم بألاعيب مرضية مما اقتلعكم بالأمس القريب من أوطانكم وبيوتكم
كفى تعلقا بأحزاب وجمعيات لا تمثل إلا معازل خنق العقل ومنطقه العلمي لمصلحة أو مأرب من مآرب عناصر المرض التي تريد التمترس في وجودكم حتى على مبعدة آلاف الأميال من بيوتكم! لإفلا تتحررون منها؟
شكّلوا مجالسكم المدتمدنة باشتراطاتها الحرة قبل أن تضيعوا أكثر فأكثر بين قوى استبدادية ظلامية مرضية أو أخرى استغلالية لمجتمعات التنافس فيها لا يرحم
دافعوا عن إنسانيتكم وتفتحكم وتنوِّركم
 
د. تيسير عبدالجبار الآلوسي – هولندا

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *