التغيير لا يأتي بالنوايا الحسنة ولا تتحقق خطى طريقه بالأمنيات الطيبة

في ضوء بعض أصوات تظهر هنا وهناك وتكتب عن كونها تلقى تأييداً (واسعاً) نترك الإجابة عن التأييد الواسع من الضيق المحدود لأنه يظل بحاجة لإحصاءات غير متوافرة.. وندخل في حوار متصل مستمر يؤكد ثقة بنوايا حسنة طيبة لهؤلاء التنويريين بوقت يجب عن اسئلة الواقع ويرد على محاولات بعضهم توريط الناس في فخاخ تحالفات لا تستقيم بين علماني طيب حسن النية وبين طائفي متخفي بتقية لا تستر عورات خطابه وجوهره المعادي لتطلعات الشعب.. فهل سننجح بتنقية المسيرة وخطاها أم وقعنا بفخاخ الطائفية بقرار شق التحالف الأنقى وولج تحالفا ليس سوى الفخ الأخطر!؟ هذا نداء عساه يجد صداه الإيجابي بعيدا عن تمترس المجاملات على حساب التحليل الجدلي الأنجع ولا نقول المبدئي الذي

 

 

نداء متجدد لأحبتي التنويريين بثقة تامة بنواياهم

 التغيير لا يأتي بالنوايا الحسنة ولا تتحقق خطى طريقه بالأمنيات الطيبة

أصدقائي ممن يحمل حلم الناس والوطن، تحايا تتجدد إليكم حيثما تمسكتم بهذا الحلم لتحيلوه إلى واقع بفضل تمسك بشعار الحراك: “التغيير من أجل بناء الدولة العلمانية الديموقراطية التي تحقق العدالة الاجتماعية”.

إن التغيير هو ما توصل إليه شرفاء الوطن وأصحاب الخبرة والفطنة بعد أن بات الإصلاح مصطلحا لا يعني سوى الترقيع في وقت كما يقول أهلونا: “الرقعة زغيرة والشق جبير” وما عاد ينفع الترقيع… فلا عودة لمصطلح الإصلاح ولا تقهقر إلى وراء.. الناس تتقدم إلى أمام وتتمسك بقراراتها والتغيير في بلادنا هو الأمر المنشود.. الأمر الذي لا يعني سوى تغيير من نظام الطائفية الكليبتوقراطي إلى نظام العلمانية الديموقراطية…

إنّ ((كل)) من يؤمن ببناء دولة دينية (ثيوقراطية) من طراز خلافة أو ولاية فقيه لا يمكنه بل يتعارض وجوده مع مسيرة بناء الدولة … ولا لقاء بين ثيوقراطي وعلماني إلا في وهمٍ وخطأ فادح أو في تضليل ومخادعة!

كما أن كل من يمارس سلطة هيراركية بطرياركية من المعممين هو تأسيس للاستبداد؛ إنه الاستبداد بعينه بخلاف أو بتقاطع وتناقض تام مع الديموقراطي ونهجه..

التحالفات التي يلزم تبنيها اليوم في عراق التغيير والحركة الشعبية الاحتجاجية المعارضة؛ لا تتضمن قطعا الجمع بين إسلاموي استبدادي وعلماني ديموقراطي.. وكل تصنيفات: معتدل، موضوعي، هادئ وإسقاط توصيفات تلميعية مماثلة للمتأسلمين، غالبا ما تصدر عن الآخر (غير الإسلاموي) المتوهم المنخدع أو ربما حتى المخادع!    

والمتأسلم لا يهمه المظهر قطعاً؛ فلطالما كانت وسائل المتأسلمين تضليلية تستغل (التقية) والتخفي والتستر للمخادعة والمرور بسبيل تكريس سطوتهم. فنجدهم أي المتأسلمين في أغلب تسمياتهم يحملون أسماء المدنية بل العلمانية وادعاء نهج الديموقراطية ولكن بجميع الأحوال ليس ذلك سوى فروة الحمَل يرتديها الذئب ليصل مآربه وغاياته…

أفلا نتعظ؟

أفلا يكفي ما يعانيه الشعب من تجهيل ومن تفشي منطق الخرافة ليساهم بعض حسني النية في تسويق قوى طائفية لا مقابل لتسويقهم هذا سوى بيع المبادئ أو الإطاحة الفعليية بها، بذريعة القواسم المشتركة!؟

أفلا ندرك معنى أن نسمي قطاعا من الجمهور باسم قيادة استغلالية طائفية كربتوقراطية (مفسدة) كأن نقول عن الفقراء المستغَلين المصادَرين المظلومين جمهور تيار فلان أو علان؟

إن الشعب ومكوناته الطبقية ليس تابعا ملكا صرفاً لهذا أو ذاك، لا سياسيا ولا اجتماعيا ولا فكريا فلسفيا.. ربما يكون امرئ معتنقا لدين ومذهب يجعله يتخذ من اسمٍ مرجعا (دينيا) أقول (دينيا) حصراً؛ ولكنه يبقى حرا في كل ماعدا ذلك من تفاصيل وجوده؛ وعلى التنويريين أن يبحثوا عن وسائل وصول إلى ذاك الجمهور المأسور سياسيا يوساطة دجل الخلط بين الديني ومرجعه – كما على سبيل المثال، الصدر المتوفى – وبين السياسي مما يعبث بمنطق الخرافة ويتعارض مع العقل العلمي إلى درجة نبقى بحاجة لتوضيح الدجل حتى لبعض التنويريين ممن وقع بفخاخ مجاملة قرار بعينه، أوقع ما أوقعه عند جمهورٍ كان ينوي التصويت بفاعلية فدفعه قرار بعينه للاحباط والانكسار والانطواء حتى أن نسبة التسجيل للتصويت تراجعت بل من سجل قد لا يصوت وإذا صوَّتَ فقد لا يقف مع من عبر خطوط الفصل بين خندقي العلماني الديموقراطي والطائفي الكليبتوقراطي المفسد بأية ذريعة…

مع ثقتي الوطيدة بحسن نيات من وقع بقرار جر العلماني لتحالف مع الإسلاموي وهو بجوهره يعني إلحاق الأول بالثاني وإخضاعه لتجيير سلبي خطير! أقول لأصحاب النيات الطيبة: ليس بالكلمات التي ترسم تزويقا للظلامي الطائفي ممن يرتدي فروة الحَمَل، يتغير ذاك الآخر ولكن بمزيد تمسك التنويريين بمبادئهم وبخطط التنوير وخطاها القوية الحازمة الساطعة، بهذا فقط يمكن تحقيق التغيير لا عبثية لعبة الترقيع الإصلاحية وما يتخفى وراء ادعاءات التمدين الكاذب المزعوم.

أيها السادة شعارنا للتغيير الذي التفت حوله الجماهير يتطلب:

  1. وحدة قوانا.
  2. استقلالية بنية تحالفها ومكوناته .
  3. وسلامة برامجه ووضوح خطابه.
  4. وبالتأكيد يتطلب، ابتعاداً عن خلط الأوراق الأمر الذي يوقع في فخاخ الأدعياء ممن لن يتحول أحدهم: من ذئب إلى حَمَل لمجرد ارتداء فروة الأخير..

والحكيم يدرك الجواهر ولن تغشه المظاهر ومخادعة الادعاءات فلطالما علمتنا التجاريب التي نعيشها معنى التقلبات عند أحد زعران السياسة ممن بات عند بعضهم قائداً أو مفكراً أو تنويرياً من أركان بناء الوطنية والديموقراطية! بلا داعي لوضع التعجب إلا لمن أحسن النية… فقشمريات نهج التقية والتخفي والتستر لا تخفى حتى على حسن النية فكيف به يمرر ما يمرر ولماذا يجامل على حساب المبادئ وعلى حساب سياسة نقية يلتف حولها الفقراء كافة بلا تقسيمات وتوزيع حصص تأسر كل جماعة عند سياسي دعي من الطائفيين…!؟؟؟

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *