حوار أجرته صحيفة كوردستاني نوي مع الدكتور تيسير الآلوسي قبيل الانتخابات الأخيرة

لقاء صحفي \ كوردستان أجراه الصحفي السيد أريان محمد للنشر بجريدة كوردستاني  نوي قبيل الانتخابات وأعيد النشر فقط من باب التوثيق

حملات انتخاب مجلس النواب سوف تبدأ خلال الايام القادمة، ومن ناحية اخرى الشارع الكوردي حتى الان في حالة من الصدمة، بسبب الاستفتاء الذي جرى في شهر سبتمبر الماضي، هل تعتقد ان الاكراد بعد الانتخابات القادمة خارج إدارة الحكم في العراق، أو سيتكرر الزمن الذهبي السابق في عهد المرحوم (الطالباني)؟

بدءاً أحييك وصحيفة كوردستاني ي نوي الغراء على هذا اللقاء الصحفي الذي آمل له أن يجسد بخطابه فسحة أخرى لتعزيز استقرار الوضع الكوردستاني بخاصة والعراقي الفديرالي بعامة… وأيا كان التنوع في الرؤى فإنه سيظل إضافة جدية لنسيج التعددية الذي عُرِف به العراق الحديث بمختلف مراحله وإن جارَ على تلك التعددية عدد من النظم المركزية البائسة بسياساتها الشوفينية الاستعلائية…

وبقدر تعلق الأمر بتوقعات ما بعد الانتخابات فإن حال التفكك في الجبهة الكوردستانية سيُضعف من نتائجها وحجمها وإذا ما عدنا لتفصيل القوانين الانتخابية فإننا سنجدها مصاغة بطريقة تريد استعادة نظام المركزية مثلما شهدته الخطابات الموتورة من أطراف عروبية ببغداد هي طائفية النهج ولكنها هذه المرة متحمسة منفعلة لخطاب الاستعلاء وكسر شوكة شعب كوردستان متعكزة على ادعاء معاقبة زعيم كوردستاني بجريرة ما تسميه خطيئته والحق أن الشعب الكوردستاني بغالبيته صوت إيجابا لسؤال الاستفتاء وما كان موضوعيا أن تستغل قوى الطائفية هذا الموضوع استغلالا مرضيا كما فعلت..

ظني أن الكورد بل عموم أطياف شعب كوردستان سيجابهون عنفا وابتزازا مضاعفا بخاصة غذا ما نجحت قوى الطائفية في إعادة إنتاج سلطتها ببغداد، إنها تريد تسويق وجودها وتمرير الأزمة التي ستعقب الانتخابات بإلقاء التبعات على كاهل الكورد ومجموع المكونات التي يسمونها ظلما وجورا الأقليات…

لكن بحال استثمر الكورد اية فرصة لفوز قوى مدنية ديموقراطية وأوجدوا تحالفا مناسبا فإنهم يمكن أن يكسروا محاولات الطائفيين الذين يحاولون فرض سطوتهم  وإعلان سلطة مركزية بديلة للسلطة الاتحادية

بالمناسبة كان وجود السيد طالباني وأنا على معرفة قريبة وعن كثب على شخصه الكريم، كان قوة إيجابية لصالح كوردستان بإطار عراق فديرالي وتوافر له عبر وضع دستوري بعينه مثل تلك الفرصة.. ولا أظن بل أخشى ما أخشاه أن أي منصب جديد للكورد يمكن أن يمنحهم حقوقهم الثابتة وفرصة لعب الدور الأمثل في ظل تفاقم الصوت الشوفيني ببغداد وليس الاستفتاء سوى ذريعة وليس سببا بحقيقة الأمر…

–      من المعلوم ان رحيل المرحوم (الطالباني) شكل فجوة عميقه في العلاقات الدبلوماسية بين الكورد و العرب، هل من الممكن ان القادة السياسيين  الكورد عامةً  والاتحاد الوطني بشكل الخاص  قادرون في  ملء تلك الفجوة خلال الدورة النيابية القادمة ؟

القيادة الكوردستانية بتنوعات أطيافها تمتلك قوتها بالاستناد إلى الحقوق الثابتة المشروعة للشعب من جهة وعلى وفق القوانين الدولية وايضا على وفق ما كفله الدستور العراقي لعام 2005 فضلا عن تجاريب منحتهم الخبرات العريقة العميقة في مسيرة حركة التحرر من جهة وفي رسوخ العلاقات الأممية وما تمنحه من فسحة مناورة مع قوى التشدد والمركزية ببغداد..

أعتقد أن تعقيدات جمة ستجابههم لكن بجميع الأحوال يمتلكون فرصتهم لاستعادة جانب مهم مما كان الكورد امتلكوه في ضوء دورهم في التغيير عراقيا.. طبعا هذا إلى جانب قدراتهم الذاتية التي لا أظنهم بعيدين عن تجسيدها بوحدة موقف أمام أي مشهد ستفرزه الانتخابات المفصلة على استلاب العراقيين حقهم بتقرير مصائرهم ومنهم الكوردستانيون..

برلمانيا أعتقد أن تأخير تشريع قانون مجلس الاتحاد بوصفه النصف الأهم من الهيأة التشريعية يضعف الدور ولكن التعجيل بإلحاق مجلس الاتحاد بمجلس النواب سيؤدي لتفعيل الصوت ووضعه عاليا حيث يستحق.. بهذا ينبغي أن يكون ذلك هدفا مهما لوضع بين ايدي ممثلي الشعب.

–       لحد الان حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني قد شكل قوة محوريه مهمة بسبب العلاقات التأريخية الماضية التى رسمها المرحوم (مام جلال) مع جميع القادة السياسيين، هل تعتقد ان الاتحاد الوطني الكوردستاني يستطيع ان يقوم مرة اخرى بنفس الأدوار في احياء وتمجيد العلاقات التأريخية بين الكورد والعرب؟

الاتحاد الوطني الكوردستاني قوة مهمة وحيوية والعبرة دوما بعدد المقاعد بقدر ما يمتلك من خبرة ثرة ومن طابع هوية براميجة وصيغ اشتغال سليمة وموضوعية.. وعليه فإن حزب الاتحاد الوطني سيبقى وجوده قيمة عليا لكوردستان وللعراق وهو الحكمة التي تعدل الميزل وتجعله أفضل لجميع الأطراف على أساس الحقوق ومبدأ إنصاف الجميع بمطالبهم..

أتوقع المرحلة التالية قرارات صعبة ولكنها جدية ومثرة بطريقة ستلقى اهتمام جميع الأطراف ما سيعيد فرص العمل الأفضل عراقيا كوردستانيا..

–     ان البعض في الشارع الكوردي يشعرون بأنفصال جذري عن العراق، وان الصراعات المستمرة بين اربيل و بغداد تعطي البعض شعور من التشاؤم، هل تشعر ان الكورد واتباع (طالباني) لهم اهمية و منفعة لدى قادة العراق؟

عذرا فالسؤال فيه بعض التجني عندما يتساءل عن أهمية ومنفعة لدى قادة العراق ولكن من الأفضل القول إذا كانوا جزءا حيويا من القيادة العراقية وتلكم هي الحقيقة فلقد كان القادة الكورد سببا كبيرا بالانتصار للعراق في أكثر من قضية وموقع دوليا وإقليميا ومحليا عراقيا..

أما بشأن مشاعر جمهور أو قادة بالانتماء لقضيتهم ولهويتهم ووجودهم فهو حق ثابت وليس شعورا انفصاليا كما يحلو لبعض العروبيين الشوفينيين أن يصفوه..

إنني أعتقد أن قادة الاتحاد الوطني بخاصة هنا من حملة الشعلة التي حملها الزعيم طالباني يبقون أصحاب مكانة رفيعة في إدارة الحوار العربي الكوردي وفي التوجه به إلى موانئ الأمان والاستقرار وهو المعول عليهم بالتحالف مع قادة حركة التحرر القومي الكوردية..

ماهو الحل حتى يسمع صوتنا في بغداد؟

استغلت قوى استعلائية سلطتها ببغداد لتواصل قمع الثورة التحررية المطالبة بالحقوق والحريات وبديموقراطية لا تسهو عن عمق مبدأ الفديرالية في الحكم.. تلك القوى المركزية المتعنتة لن تتغير وتتنازل ما لم توجد وحدة عريضة لقوى التحرر الكوردستانية من جهة وتضع مشروعا ووثيقة لجسور العلاقات العربية الكوردستانية تستند إلى المواثيق الأممية الدولية وتحيل إليها في كل عبارة وخيار مثلما تتبنى المواد الدستورية التي عبرت بسلامة عن تلك العلاقات وجوهرها وتبدأ مشروع حوار تستقطب فيه أطرافا دولية شاهد إثبات على ألا يقيد مشروع الوثيقة مستقبل الأجيال التالية وحقها في اتخاذ ما تراه..

إن مثل هذا الاتجاه يحتاج دائما لصياغات قانونية قوية كي لا يتعثر بعراقيل مفتعلة من أطراف قومجية عروبية شوفينية وكي يثير بالفعل الثقة بين جميع الأطراف وطبعا بوجود مجلس الاتحاد سيمكن التصويت بقوة لصالح الحقوق من دون الوقوع بتأثيرات الحجم السكاني بين القوى العربية والكوردستانية…

اسمح لي بهذه المناسبة أن أعلن إدانتي لما اُرتُكب باسم العرب بل باسم العراقيين جميعا من جرائم إبادة وما زالت ترتكب باسمهم جرائم متصلة على خلفية ثقافة مشوهة سياسيا قيميا وأذكر هنا جريمتي حلبجة والأنفال وحلقاتهما.. وأن أؤكد أن المتنورين العرب قد نظموا منذ سنوات أنفسهم بتجمع للتضامن مع القضية الكوردية ونصرتها ونصرة شعب كوردستان هي التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية الذي أتشرف بأمانته العامة حاليا بعد صديقي وزميلي الدكتور كاظم حبيب.. ونحن في التجمع نشعر أن واجبنا يكمن في متابعة الانتصار للقضية الكوردية وإزالة التشوه والتشوش في الموقف من تلك القضية وفي محاولات الخلط المتعمد أو غير المقصود ايضا بسبب الخلل في المنظور وشخصيا إذ أعيد الترحم على الشخصية الأممية السيد طالباني أتذكر اللقاء به وموقفه المميز بالروح الوطني العراقي وبإدارة الأزمات القاسية بطريقة تسحب البساط من تحت أرجل المتشددين والحانقين وثقتي وطيدة بمن يتابع مسيرته بأنه سيكون موفقا ونحن نتضامن بقوة الآن وفي المستقبل مع كل الحقوق العادلة ونشارك في رسم الخطوط العامة للحوار ومد الجسور الثابتة بين العرب والكورد..

أجدد التحايا والتقدير لكم وصحيفتكم الغراء لهذه الأسئلة المهمة في استقراء المجريات والبحث عن بدائل لمنع اية تعقيدات قد يثيرها بعض الشوفينيين واللعنصريين..

وبالتوفيق

  • د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

أمين عام التجمع العربي لنصرة القضية الكوردية

رئيس المرصد السومري لحقوق الإنسان

وأكاديمي مهجري يرأس جامعة ابن رشد في هولندا

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *