تصريح صحفي لـ (روز اليوسف) أدلى به الدكتور تيسير الآلوسي بشأن التظاهرات في العراق

في إطار المشاركة الوطنية بتضامن حقوقي يرقى للانتفاضة الشعبية في العراق كان هناك جملة من التغطيات الإعلامية والصحفية هنا بعض ما أدليتُ به من تصريحات نشرته صحف عربية مع تصريحات لشخصيات وطنية وأكاديمية وحقوقية عراقية.. كما نجد هنا التوجه النوعي لبعض الشعارات التي تم طرحها على الحراك تتويجا للتضحيات الجسام وتحولا بها إلى حيث الهدف المنشود وطنيا إنسانيا

الشعب يريد تغيير النظام

حان زمن الانعتاق والتحرر وكنس كل المفاسد والجرائم

الحل بإنهاء نظام الطائفية الكليبتوقراطي

أزف موعد ثورة الشعب وبات لزاماً مشاركة الجميع

فإلى ميادين الحرية في بغداد وكل أرض العراق

تفاقم جرائم قمع الثورة العراقية إلى درجة نوعية ترقى لجرائم ضد الإنسانية وإرهاب الدولة

 

نصوص تصريحات بشأن الحركة الاحتجاجية السلمية وأهدافها النبيلة ووسائلها الثورية لاستعادة سلطة الشعب ووقف الأضاليل واشكال الابتزاز والاستغلال

التصريح الأول

التظاهرات الشعبية العارمة في العراق دلالة ساطعة على طابع النظام الذي انشغل بتكريس هويته الطائفية والإيغال في مفاسدة مصطنعاً طبقة كربتوقراط مافيوية تحرسها أسلحة الميليشيات وسطوة أمراء الحرب على السلطة السياسية.

إن اندلاع التظاهرات الاحتجاجية مؤخراً لا يقتصر على الأمور المطلبية الآنية كما بمطلب الكهرباء التي باتت معضلة متكررة الأثر الكارثي مل صيف حيث تنقطع على بيوت الفقراء وحتى على المستشفيات والمدارس على الرغم من عشرات المليارات من الدولارات المهدورة التي نهبها المفسدون بوضح النهار، وتركوا الأزمة تستفحل سنة بعد أخرى…

إنّ التظاهرات الأخيرة لم تخشَ الرصاص الحي الذي تم توجيهه تحت أنظار السلطات المحلية والاتحادية إلى صدور المتظاهرين السلميين كما لم تخشَ تهديدات بلطجة الميليشيات والمجموعات العنفية المختلفة، لأنها لم تخرج لأمر عابر من المطالب الكمالية، بل خرجت بجملة مطالب مهمة تمسّ تفاصيل اليوم العادي للمواطن وحياته ومصير عائلته وأبنائه وهؤلاء من جموع الشبيبة خرجوا بقوة ايضا بوعي لحقيقة أن السبب في مشكلاتهم ومآسيهم يكمن في طابع النظام المشخّص بهويته (الطائفية الكليبتوقراطية) وبأسلحته المافيوية الميليشياوية وما ترتكبه ليل نهار بحق المواطنين.

وبناء على ذلك فإن الحركة الاحتجاجية رفعت شعارات لم تكتفِ بالمطلبية وإنما نادت بالتغيير بعد أن أفلست كل ادعاءات الإصلاح المزعوم لنظام نخر البلاد واستغل العباد واستبد بقمعه الحقوق والحريات.

وربما دخل على الخط في تلك التظاهرات عامل الصراعات المشتعلة بين قوى الطائفية المفسسدة بشأن (المحاصصة) وسوق النتائج الانتخابية صوب حصة كل طرف إلا أن ذاك الدخول يبقى هامشيا أمام صحة الحركة وانتمائها للشعب المظلوم المغلوب على أمره..

أما تدخل السلطات الاتحادية فإنه لا يعدو عن شكليات تحقن المسكنات الآنية العابرة لكنها التي لا تعالج قضية أو معضلة، فسرعان ما تعود الأمور لتتفجر بمجرد انتهاء رحلة الوعود المسكنة كما هو حال جلّ المسؤولين حتى أعلاهم في السلطات كافة؛ ولقد أدرك الشعب أن تلك الوعود ليست سوى ظاهرة صوتية كطبول لها جعجعة ولكنها لا تضع في سلالهم خبزاً للجياع.

إنّ تراكم تلك التظاهرات الاحتجاجية ستتحول في مدى غير بعيد بخاصة إذا ما توحدت قوى التنوير الديموقراطية واشتغلت بصورة مستقلة وعلى وفق برامج نوعية مناسبة، ستتحول إلى حركة تغيير مؤثرة وحاسمة..

لكننا في هذه اللحظات التي تدفع بها الجماهير ممن يحيا على بحيرات من الثروات لكنهم يعانون الفقر المدقع ندعو الحركة الحقوقية العراقية والعربية والعالمية للتضامن مع تلك الجماهير وتسليط الضوء على معاناتها الماساوية من خراب البنى التحتية ومن جرائم التغيير الديموغرافي والتمييز الطائفي العنصري ومن نهبهم واستغلالهم أبشع استغلال حتى وصلت نسب الفقر وفجوة الفقر والبطالة إلى أعلى مستوياتها عالمياً وأودت نسب الفساد بالعراق من دولة محورية إلى دولة من الدول الأكثر فشلا ودفعتها لحافة الانهيار..

تلك هي التداخلات بين الأوضاع المباشرة وغير المباشرة للحركة الاحتجاجية وتظاهراتها الأوضاع التي حولت التظاهرات من حقوق طبيعية للممارسة السلمية إلى اصباغها بالعنف فعصفت بالمتظاهرين واوقعت أفدح الخسائر وسطهم وبات لهيبها ينتشر بمحافظات أخرى غير البصرة انتشار النار في هشيم الصيف الحارق. وليس من حلول في الأفق المنظور بخاصة مع ضغوط غيرانية لا تنظر إلى مصالح الناس فهي تطلب اثمان الطاقة مع أنها هي الأخرى تسرق من النفط العراقي عبر الحقول المشتركة والمغتصبة وعبر وسائل أخرى تحميها لها ميليشياتها.

تلك هي أوضاع التظاهرات العراقية التي تكتوي بقمع بالعنف المفرط، لو جرى ببلد آخر لتم غسقاط الحكومة وإقالتها فضلا عن محاسبات قضائية أخرى .. لكنها في سلطة افتضح طابعها للقاصي والداني.

شكرا لتغطيتكم واستسفاركم عما يجري في العراق وحركة الشعب الاحتجاجية المطلبية والسياسية، وتمنيات لكم بالتوفيق بمثل هذا الجهد الصحفي المهم.

 

 

نص المنشور في صحيفة روز اليوسف

//www.rosaeveryday.com/news/226558/انقطاع-الكهرباء-يشعل-الاحتجاجات-فى-العراق

نص المنشور على العرب مباشر

 

التصريح الثاني

تتعاظم التظاهرات السلمية بكل شعاراتها المطلبية الخدمية والسياسية القاضية برفض تزوير إرادة الشعب في انتخابات كشفت المنظمات المحلية والأممية زيفها.. وبالمقابل تتفاقم الجرائم التي ترتكبها الميليشيات وقوى البلطجة المافيوية بعنف مفرط ومعها عناصر البلطجة الدموية في الأجهزة الأمنية من تلك التابعة لأمراء الحرب، حيث بات القتل في الشوارع بلا رادع في ظل استغلال حظر التجوال وأشكال القمع ليل نهار، بإعلان السلسطات حال التأهب القصوى دعما لسلطة الميليشيات فوق الدولة وبناها المؤسسية القانونية ملغية كل القيم الدستورية التي تعمل بها دول العالم وتلتزم بلوائحها الحقوقية…

إن حرمان الشعب من (الأنترنت) ووسائل الاتصال، دلالة على حجم الجريمة المرتكبة بآليات إرهاب دولة.. وبمراجعة القرارات اللامسؤولة نجدها تستشرس فيما ترتكب حد الهمجية والعنف وارتكاب جرائم ضد الإنسانية من اغتيالات وأعمال غيلة وقتل وتوجيه الرصاص الحي إلى كل من تشك بولائه لأوامر رؤوس المافيا وهو ما تجاوز مرحلة قمع حرية التعبير والتظاهر إلى أباطيل محرمة في القانون الإنساني الدولي والشرعة الحقوقية الأممية..

لقد اصطرت الحركة الاحتجاجية لتطوير أهدافها كُرهاً بخلفية ما تجابهه من عنت وتسلط وقمع دموي فاشي، فاتجهت إلى احتلال مقرات الواجهات السياسية للميليشيات الوقحة انذارا موجها من الشعب تجاه ما ترتكب تلك القوى..

لكن الأمور تتعقد وتسقط ضحايا بالمئات ويتم التكتم على الأخبار ومنع تغطيتها وتصفية من يصورها أو يوثقها، فيما تواصل قوى بعينها ممالأة السلطة والصمت على المجريات بخلاف صيحات الحركة الحقوقية العراقية وحركة الاحتجاجات التي باتت تبلور نفسها بقيادة تنشد أن تكون أداة التغيير وإنهاء معاناة الشعب وإعلان جمهورية عراقية ديموقراطية ودولة لا ميليشيات فيها، دولة تنتمي لاستراتيجيات شعوب المنطقة في بناء التحالفات التي تعمّد السلام وتنهي أشكال تهديد الأمن والسلم الدوليين..

ننقل هنا مناشدات أبناء المحافظات العراقية الثائرة الموجهة إلى المنظمات الحقوقية والدولية المعنية لإصدار بيان يتناسب وحجم ثورة الشعب العراقي بما يساعد على إجابة إرادة الشعب في أهدافه ببناء الديموقراطية وإعادة إعمار بلاده بلا ميليشيات وكهنوت ديني مزيف يجسد قوى المافيا والنهب وامتصاص دماء العراقيات والعراقيين بملايين النازحين والأيتام والأرامل ملايين الفقراء والعاطلين عن العمل..

يناشد الشعب المكتوي بنيران إرهاب الدولة الطائفية مجلس الأمن إلى رفض بيانات الحكومة المفروضة زورا وبهتانا على الشعب بكل من يديرها من أحزاب الدجل والتضليل ويدعو إلى مقاطعتها وحصارها ومساندة الشعب حتى تستجيب لصوت الثورة الشعبية.

فلقد انتفض الشعب وثار مرات ومرات بخاصة في 25 فبراير 2011 و31 يوليو 2015 وقُمع بقوة الرصاص والحديد والنار.. هذه المرة نحمل المجتمع الدولي نتائج القمع الجاري بخاصة أن هذه الثورة هي الممثل الحقيقي المباشر الذي يجسد السمو الدستوري لصوت الشعب وليس الزيف الذي فضحته كل الجهات المحلية والدولية بتمثيلية التصويت المزيف التي مازالت لعبتها تجري خطواتها حتى يومنا..

إن التظاهرات التي شملت كل محافظات البلاد ومدنها وقراها وباتت اليوم وسط ضواحي الفقر والبطالة بالعاصمة بغداد تطورت نوعيا مع مزيد ولادة التنسيقيات القيادية والتحول إلى مستويات تنظيم يتناسب وتوجيهها إلى تكتيكات تستطيع مجابهة رصاص السلطة وميليشياتها والثورة تتطلع لدعم وتضامن حقيقي من كل الشعوب مستقبلين ما ورد من بيانات التضامن من الشعوب الشقيقة والحركات العمالية والديموقراطية وإن هي إلا ثورة حتى استعادة الاستقرار والأمن والسلم الأهلي وإعادة إطلاق مشروعات الإعمار والبناء والتقدم في عراق جديد هو عراق الديموقراطية والسلام ذلكم ما يتواصل وروده بصعوبة من داخل البلاد المعتم عليها بقطع وسائل الاتصال والتشويش على الثائرين.

 

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *