تفاعلات مع قراءات أقلام حرة للانتفاضة العراقية من زوايا ومحاور مختلفة

هذه بعض تفاعلاتي مع معالجات محللين آخرين لقضايا متنوعة والقاسم المشترك أوضاع الشعب العراقي وانتفاضتهوكيف نقرأها ومن كيف نحدد الموقف من وقائعها؟ تتفق في الموقف الأخلاقي القيمي بالمعنى الأعم للمصطلح ولكنها تختلف في منظورها الاستراتيجي عندما تقع بعضها في غقرار إبقاء النظام مع بضع ترقيعات وتغفل أو تهمل أو يغيب عنها الموقف الاستراتيجي الذي ينص على ضرورة بناء دولة علمانية ديموقراطية بديلا عن الدولة الطائفية الكليبتوقراطية.. فهلا تنبهنا للموقف؟؟؟

 

هل الانتفاضة مجرد مطلبيات محدودة أم عمق استراتيجي مطلبه تغيير النظام؟

مع تحايا لمباشرة النظر في الحدث الآني (الانتفاضة العراقية) وعدم إهمال وجوده كما يفعل بعضهم.. أقول إن ما يهمني هنا هو التوكيد على أن أية إطلالة على التظاهر تتطلب اعترافا بالحجم النوعي الجديد في كون التظاهر لم ((يقف عند مطلبيات مادية محدودة)) بل اتسعت التظاهرات لتشمل المطالبة بتلبية ما يُفترض بأي نظام أن يفعله بوساطة حكومته وهكذا أشار المحتجون السلميون إلى ((خلل هيكلي بنيوي)) يقتضي الانتقال بالوضع بعده إلى ((تطهير العملية السياسية)) من ذاك الخلل البنيوي الهيكلي؛ ما لا يمكن إصلاحه ترقيعيا كما يقع بعض المحللين في تقديمه وفي الاكتفاء بنداءات للترقيع يوجهونها إلى حكومة هي السبب بالانهيار الكلي، بينما الحقيقة تؤكد أن تلك الحكومة هي أحد مفردات الخلل البنيوي حيث (نهج الطائفية وفسادها الكلي). أما بشأن تفاصيل ما يسمونه (شغب) التظاهرات فإن الحراك السلمي غير مسؤول عنه وليست مهمة الحراك وانتفاضته أن تضبط الميادين من الاختراق لأن ذلك مهمة الحكومة نفسها بل لأن ذلك (الشغب) واقعيا هو ما يرتكبه مأجوري أحزاب تلك الحكومة والسلطة برمتها.. ومن بعد بشأن الدعاء بحفظ البلد، فإنّ الله لا يغير ولا يحفظ بدعوات حتى يغير الإنسان ما به.. وهذا ما فعله الشعب الذي يجدد الانتفاض اليوم..  ربما لم يستطع الشعب لظروف تكتيكية آلية أن يعبر عن الهدف الاستراتيجي الذي يتلخص بشعار ((الشعب يريد تغيير النظام)) إلا أن ذلك ليس ذنبه وذنب انتفاضته، لكنه أمر يعتمد على ضرورة وجود (قيادة) تجسدها الأحزاب والتيارات الوطنية الديموقراطية لكن كثير من تلك القوى ترددت في أداء مهامها حتى يومنا فضلا عن التباس كثير من تحليلات العقل الجمعي التنويري  ووقوفه عند التكتيكي! وربما عاد هذا الأمر أو الموقف لغياب الاستراتيجي سواء بمن يحمله ويتبناه أو بما يعبر عنه برامجيا.. لكن الشعوب وهنا تحديدا الشعب العراقي ها نحن نراه قد تقدم بعزيمة عالية دائبة وهي مستمرة حتى استعادة سلطةٍ حرفوها عن اتجاهها لخدمة مافيات وزعماء الطائفية وظلامياتها ومنطق خرافاتها واضاليلها واباطيلها… شكرا لما تفضلت به من تسجيل مشرق سلط الضوء على الحركة الاحتجاجية ما سيتقدم إلى المتغير النوعي المؤمل.. دمت رائعا

في الفن ودوره المضموني ودلالات البنى فيه

احترامي لهذا الاشتغال الموسوعي وللرؤية التي استند إليها حيث الفن مثلما الأدب أحد ركني الأعمال الجمالية وفلسفتها التي تجسد منجز الإنسان الرديف لوجوده (القصير) في منظور بعينه بمعنى خلود الإنسان بخلود العمل الفني في مسار قراءة بعينها.. وضرورة الفن لا تنحصر بمحدودية الفائدة العابرة ولكنها تذكرة للإنسان الفرد بوجوده الجمعي لتناقل ما يؤنسنه بين الأجيال تجاريب عيش وتفاصيل وجود… دمت رائعا وبالتوفيق وثقتي أن مثل هذي القراءات تظل ضرورة لتمضي بنا إلى حيث صحيح القراءة في فلسفة الفن والأدب ومجمل الأعمال الجمالية منجزا عقليا مثلما تمظهرها منجزا وجدانيا انفعاليا بمعنى العاطفة والذائقة وتحايثهما الذي يجمع الجمالي بالموضوعي .. شخصيا أؤكد دوما على أن قراءة الفن بصواب وسلامة تقتضي تسليط الضوء حتى معاني الشكل الإبداعي فنيا أدبيا (جماليا) فكما تدرك وتعرف أن الشكل الدرامي المسرحي عبر عن مجتمع المدينة وكل جنس فيه عبر وسيعبر عن هوية المتغير الحضاري وهو ما أسعدني أن أقرأه في معالجتك الغنية الثرة بما ورد فيها.. دمت رائعا وتحايا متجددة عسى ينتبه مبدعونا إلى تسطير انتفاضة الشعب اليوم وجودا ومآثر بطولية كي لا نبدأ كل مرة من الصفر وكي يدرك الشعب وهو ينظر إلى حراكه بعيون مبدعيه ومنتجي ثقافته من نخبة العقل العلمي التنويري ..

حول الشغب والعنف الذي اخترق المظاهرات وطابع التظاهر وهدفه

تحايا أجددها لك أيها العزيز ولقلمك الرائع وبودي أن نؤكد في اشتغالاتنا جميعا، عند تعلق الأمر بالمقارنة بين تظاهرات بدول راسخة في الديموقراطية والعراق الراسخ في منظومة قيمية كرست (نظام الطائفية المافيوي الكليبتوقراطي) أن نتذكر أن حق التظاهر في العراق يتضمن صوت الشعب الذي يمثل ((السمو الدستوري)) الذي يحق له أن يطهِّر عمليته السياسية من المحتوى المرضي الذي عمّ فيها حتى نخرها كليا جوهريا، ما يعني ضرورة النهوض بمهمة تغيير اتجاهها أو تغيير النظام ببديل يستجيب للشعب… وهنا الموقف سيكون بمطالبة العالم دعم حركة (التغيير) ضد عنف السلطة بكل أشكاله، سواء منه إرهاب الدولة الذي يستخدم سلاح الدولة ضد التظاهر قمعيا من خراطيم المياه الساخنة في الحر القائض والهراوات والعصي المكهربة حتى الرصاص الحي وعنف التخريب الموجود بسلاح الميليشيات ومأجوريهم من البلطجية ومنظومة الاختطاف والتعذيب والسجون السرية والحرمان من حماية القانون (العرفي الأخلاقي واللوائح القانونية الضابطة).

إن ما يجري في العراق ليس ضبط السلطة لتخريب وشغب يتعلق بالقانون ومنطقه؛ والاتهامات الموجهة إلى التظاهرات وعناصر مشاركة فيها هي لعبة قذرة من سلطة لم يعد ممكنا تمرير القبول بوجودها بتشويه التظاهرات بمعنى أننا لا ينبغي أن نقع  بورطة مطالبة التظاهرات بأن تكون شرطي على نفسها وتمنع من يخرق القانون ويمارس الشغب وألا نقع بمطالبتها أن تكون محكومة بخطوط حمر وصفر فتمتنع عن التحرش بالسلطة وتصمت عن تغييرها!!!

فمن حق التظاهرات أن تفرض إرادة الشعب في وقت معروف في القوانين الدولية أنّ صوت الشعب هو صاحب السمو الدستوري.. ألم نلاحظ الأمر في تغيير عديد من النظم عالميا؛ إذ لم يتحدث العالم ولا العقلاء ضد حركات الشعوب التي غيرت نظمها بدول أوروبا الشرقية (وغيرها) بل دعموه لكن يوم نحا منحى استراتيجيا لم يقف عند شغب السلطة ومافياتها..

لتسمُ الأقلام التنويرية وتتفعَّل ولتكن صوتا واحدا مع حق التظاهر من أجل (تطهير العملية السياسية وتغيير النظام)… أما بشأن ظاهرة الشغب الموجود فهو مسؤولية السلطة التي تمارسه بنفسها مباشرة أو عبر مأجوريها ويجب على تلك السلطة أن تنهي فورا عبثها وعنفها وتسلم لإرادة الشعب التي ستبني نظاما يحترمه ويمثله ويحميه لتنطلق مسيرة البناء عنده ويتم إنهاء كل أشكال العنف المرضية التي كما تؤكد التحليلات المستنيرة أنها اشكال عنف تنتمي إلى نظام معاد للشعب وهي وليدة ذاك النظام المطلوب للشعب ولقضائه مع تحياتي المتجددة لك ولأقلام التنوير

بشأن سطوة السياسي على الثقافي لبورفيسور الشميري وتحليلاته البهية

تأتي يا صديقي البهي سطوة السياسة على الثقافة انطلاقا من هوية السياسة التي تسطو ويعلو صوتها بخوائه وبهدفه القائم على استغلال جريمتي التجهيل والتخريب القيمي خدمة لمىرب استغلالية مفضوحة.. أما في منطقة الثقافة وإنتاجها فإنها عندما ظاهرة التجهيل وملء الميدان بمنطق الخرافة تسطو على خطاب الثقافة المعرفي وتقمع أية اشتغالات له عبر ما تفضلت به منافذ حيث اغتيال العقل العلمي الموسوعي بمهمته التنويرية القائمة على ثقافة معرفية بتشعبات وجود ميادين التخصص ومعانيها البنائية والأبشع عندما تصل الأمور لمرحلة التخريب القيمي السلوكي بهذه المنطقة لا تنتج الشعوب ما معروف عنها من ثقافة تؤنسن وجودها فتنطلق حالات قبول إذلال السياسي وسطوته واللهاث خلف أوامره ونواهيه والسياسي هنا قد يرتدي جلباب الكهنوت الديني السياسي بقدسيته المزيفة وقد يرتدي برنيطة الجلال الشكلي للمسؤول ومهابة ما يرتديه.. أتفق معك تماما فيما ذهبت غليه ونحن بحاجة لوسائل وصول إلى الشعب كي يلتفت بوضوح لما يجري وكي نحصنه وندافع عن العقل العلمي دمت مشرقا صديقي العالم البهي بروفيسور الشميري

بشأن وقف تصدير النفط عبر باب المندب ووقوف إيران وراء الاعتداء على ناقتي نفط

تحية لك صديقي على ومضاتك التحليلية المهمة؛ بوقت تدين شعوب المنطقة كل التخرصات التي تستهدف الاستقرار الهش بل الغائب في المنطقة فإنها تعمِّد ذلك بإدانة جريمة استهداف الناقلتين سواء بوساطة وكلاء أم بشكل مباشر… ودعني أقول هنا: إن نظام إيران يدرك استحالة الانتشار لقواته في دول المنطقة ولهذا ولأسباب أخرى فقد بنى استراتيجيته على هز الاستقرار والتخريب في هذي الدول عبر منظومة ميليشيات (عقائدية الادعاء) تنبني، باستغلال التجهيل من جهة وزرع منطق الخرافة مكان الدين، لتدفع بمئات ألوف إلى ممارسة حربها ضد الدولة الوطنية حيث تمزيق مجتمعات دول المنطقة بأسس طائفية وتمترسات وخنادق حرب.. والكارثة الأبعد والأكثر شمولا نلخصها بالهدف المرضي من ذاك البذخ على تلك الميليشيات حتى أن ما يصرف ويوفر من تدريبات وأسلحة في ميليشياتها بالعراق هو اكبر مما يقدم للجيش الوطني.. فالهدف الأبعد (الاستراتيجي) هو تحويل تلك الميليشيات في المدى البعيد إلى الذراع الضاربة لولاية السفيه كي يحارب بها مباشرة وليس بالوكالة إذ تأتمر بأوامره المباشرة؛ مثلما حصل في الاعتداء على الناقلتين ومثلما التهديد بضرب بلدان الخليج العربي وتجارة النفط الشريان الأبرز للصين واليابان  والهند ومن ثم لأمريكا وأوروبا .. عليه فــ ما يجري في باب المندب إن لم يُقرأ دوليا بتلك المخاطر فسيمنح ذلك وقتا أكثر لنظام إيران ومزيد استعداد يحقق بناءهم الذراع العسكري لإرهاب شعوب المنطقة وتمزيقها، كي يسهل حكمها بمنظومة زعماء الحرب الطائفية في كانتونات مافيوية الوجود، وبهذا تمارس ابتزاز العالم وليس المنطقة وحدها..

إن بديل شعوب المنطقة هو مزيد وعي للوطني بمقابل الطائفي ومزيد سحب الأبناء من سطوة الدجل والخرافة الذي يوقعهم أسرى التجنيد والحرب بالوكالة، هنا القصد الحرب بأبناء هذي الشعوب ضد المصالح الوطنية العليا وضد الأمن الإقليمي ما يعني أخطر من تهديد السلم والأمن الدوليين، تحقيق طعنه بمقتل عبر بوابة شرق أوسط مدمر ماسور .. إنني مع سياسة تنسيق إقليمي بمقتضى مصالح دول المنطقة وأمنها وتفاعلها إيجابا مع منطق السلام والأمن الدوليين.. ولعل ذلك أمر ينبغي أن نتجاوز فيه منطق الاختلافات السياسية غير الجوهرية كما الاختلاف مع من يعمل على شرذمة أوضاعنا وتمزيقها وإضعاف بنى دولنا بالإشارة لنظام إيران… دمت رائعا صديقي بهيا وتحياتي

احتمال الوقوع بوهم موقفٍ ينص على أن النظام خط أحمر وتكفي مجموعة إصلاحات محدودة

عزيزي السيد محمد الساعدي إن عدّ النظام الحالي وعمليته السياسية ثابتا مطلقا وإسقاط القدسية عليه لا يعني سوى إحباط أي محاولة للشعب كي (يطهر العملية السياسية من منظومة الفساد ونفاياتها التي سجلها العالم على أنها طوال الـ15 سنة عجافا الأعلى فشلا ما يعرض الدولة للانهيار…  عليه فما تمت تسميته انتخابات هي ليست سوى بيعة تعني حصرا إعادة إنتاج الطائفية ىفسادها نظاما وليس من المنطقي المعقول أن نرتب إلزامات واشتراطات على الشعب بمخرجاتها المفصلة على وفق أهواء أحزاب النظام وسلطته.. والحديث عن سلامة تلك الا نتخابات هي قشمريات أطلقوها دجلا؛ فيما الشعب صوَّت بنسبة تجاوزت الـ80% بمقاطعتها رفعا للشرعية عن نظام الطائفية الفاسد الذي لن يتغير إلا بإرادة الشعب نفسه.. وهو أمر قانوني دستوري لأن السمو الدستوري على وفق القانون الدولي، يزكي انتفاضة الشعب للتغيير والمقصد الدستوري لا يزكي دجل إكراه الشعب على التصويت أو اعتماد جزء صغير منه جرى تضليله للمشاركة ومن ثم الوقوع بورطة تقديم صوته كي تقتسمها البيعة بين زعماء الطائفية.. شكرا للصوت العراقي الذي وعى الحقيقة، وأمل وطيد بوقوف ثابت مع أهلنا ومطالبهم الجوهرية الأبعد والأشمل استراتيجيا وليس تكتيكيا حيث التكتيكي يتوقف عند الشرعنة للترقيعات التي ما أنتجت صلاحا ولا إصلاحا حتى بمستوى الترقيع والشعب استراتيجيا يئن كما يرى الجميع وكما يقتضي النداء تغيير أوضاعه بموقف استراتيجي ينهي تلك المصيبة الكأداء مرةً وإلى الأبد.. لك التحية صادقة

بشأن استيلاد نظام الفشل

تلكم هي الأصوات التنويرية تخوض غمار معركة تنوير العقول وفضح الجريمة جوهريا فما في العراق اليوم وما تكرَّس هو نظام الطائفية الكليبتوقراطي ما يتطلب تطهير مجمل العملية السياسية من النفايات التي تتحكم بالوضع برمته وهذا لا يعني سوى تغيير النظام.. كما يعني بعمق مجتمعي الانتباه على أنه لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم والمقصد تغيير ما استقر في الأنفس من أوهام ومنطق خرافة اخترق حتى بعض تنويريينا عندما يطالبون الانتفاضة بالتوقف عند خط أحمر هو النظام وعمليته السياسية تهويلا لبعبع أما الدكتاتورية واما ديموقراطية اللطم ولكن الشعب أوعى من إغفال أن الوضع القائم ما عادت تنفع معه ترقيعات الوعود الزائفة وأوهامها التي تذرها بعيون العطاشى الظمأى.. ولهذا صح الموقف بأن التغيير وليس سواه هو مهمة الانتفاضة وهو واجب قوى التنوير وما عداه ليس سوى مخادعة تجدد تكريس سلطة الظلاميين وكل جرائمهم وبشاعاتها.. دمت رائعا

 

 

يرجى التفضل بمتابعة المقالات المنشورة في الصدى نت في يومي السيت والأحد 27 و28 أغسطس ىب لمزيد الاتساع في التعرف إلى منطقة الحوار وتفاصيل أصولها بأقلام كتّابنا الأفاضل

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *