زاوية: نوافذ وإطلالات تنويرية \\ نافذة  02: المسرح والحياة \\ إطلالة 16: تعقيد الحديث وتركيبية اشتغال البوئيم

 المنجز المسرحي الحديث يتسم بتعقيد وتركيب بالمسار الإيجابي للوصف من جهة امتياحه من متراكم المسيرة التاريخية للمسرح بمجمل الأعمال وإضافاتها ومن طابع عصرنا ومعاني الحداثة وما توصل إليه معرفيا ثقافيا وجماليا… هل يمثل البوئيم كل هذا أم أن المسرحية الأكبر من مسرحية هو الوصف والتسلية الأنسب؟ وماذا تمثل تلك السمة التركيبية للمسرحية والتعبير عن قيم الحياة؟ محاولة أولية لمعالجة جوانب من الإشكالية

 

الباحثون عن جماليات المسرح هنا سيجدون ايضا موضع الجسر بين المسرح والحياة وقراءة في عاملي الثابت والمتغير بحيواتنا ومن يقع بين خندقيهما المصطرعين سواء باختياره المقصود المتعمد أم بغير قصد ونتيجة خطأ تقدير القرار والموقف، وسيرون كيف قدم المسرح بمنجزه الجديد كل التركيب والتعقيد بطريقة تستوعب وتحتوي الواقع وتكشف عن الخلل والزيف فيه، مثلما تكشف التجربة الجمالية عن سليم القرار الإنساني بعرض التجربة واحتكامها لجدلية حوار بين المسرح والحياة… أتراني أقصد باختياري مسرحية الدكتاتور أمرا دراميا حدث اليوم فمزق وحدة التنويريين وأبعد رفقة دروب التنوير وجمَّدهم كما تقول المسرحية؟؟؟ أرجو أن يقرأ أحبتي المسرحيون أولا بل جمهور التنوير جميعا لا ثانيا بل مع المسرحيين، معالجتي بمقترحاتها، بعين فاحصة، اثق بوجودها عندهم وبقدراتها وحواراتها وتلكم هي القضية… فــ تحية إلى جميع قارئاتي وقرائي وانحناءة تقدير وتبجيل لتمسكهم بحوار موضوعي ينير الدرب أكثر

فمرحى بكن وبكم كافة

مقتبس من المعالجة: ”إنّ طابع التعقيد في الصراع الدائر بين قوى الظلام والتنوير فرض استيلاد دراما تحطم الحدود بين الأصناف والأنواع لتولد مسرحية تغطي الحدث، كما يجري اليوم، فتنتصر لمنطق التغيير على حساب الثبات المزيف..”.

ندركُ كم هي متغيرات العصر الحديث متقدمة متطورة، تتسم نتيجة تراكم معرفي ومنجز مدني إنساني بتنوعات خطاب الثقافة الجديد؛ بكل ما يحمله من بٌعد تركيبي يتبادل التأثير في اشتغاله، حد التعقيد ولكن التعقيد هنا بالمعنى الإيجابي لا السلبي مفهوماً.. وإذا كانت الفلسفةُ، اليونانية الأصل والخطاب البياني الأسطوري سومري الولادة، قد قدما خطين من المنجز الأول معرفياً جمالياً، فإنّ عصرنا قد امتاح من كل ذلك ليقدم العرض المسرحي في ضوء متراكم العمق الزمني التاريخي متحداً بعمق الخبرات وجديد عصرنا إبداعياً…

ومنذ بدء المسرحية العصرانية جاء التركيبي فيما قدمته، مستنداً إلى فلسفة المرحلة حيث الإيمان بثبات القيم السائدة والبنى الاقتصا-اجتماعية فكانت في ذاك الإطار قيم التعبيرية والرمزية، بما عرضته من آلية تفكيك وتركيب لم تستهدف الوضعية الأساس في الدراما بل عمدت إلى عرض تأجيل حل الصراع الذي عادة هنا ما يبدأ بالكارثة وما تُنذر به من خطر.. لكن مسرحيتنا العصرانية كما أشرنا للتو تقف عند ذلك لتجعل من الكارثة بعبعا يُنذر بالانهيار بحال التقدم باتجاه التغيير وهي تستند بهذا لمبدأ الثبات ومنع التغيير؛ وما تسمح به لا يتجاوز الإصلاح فكريا فلسفيا بما يؤجل نقطة التحول والنهاية بقصدٍ فلسفيٍّ وسبقِ إصرارٍ في التبني…

وفي الدراما العصرانية نرى أنّ عناصر تكوين الحدث الدرامي تتبدى بوظائفها، بما يوحي بأنَّ الوضع الأولي قد تحطم بمجرد الإقدام على إصلاحه الجزئي المحدود؛ بمعنى  أنْ يحافظ على الثبات والاستقرار في النظام القائم. هنا نرصد أن حيوية حركة الفعل الدرامي لا تتطابق وتوجهات تنظيمه الداخلي (المستقر)، الأمر الذي يمنع تحطيم الوضعية الأساس كما تقتضي قوانين الدراما المقابلة لقوانين الحياة وانقلاباتها الدراماتيكية…

إنَّ هذا المنطق الفكري لجماليات مسرحية عصرانية، يؤشرُ عمقَ الصراع بين دولة بمنظومة الطائفية المافيوية وجمهور بفعل الغضب الثوري الساعي للانتصار لوجوده وأنسنة حياته؛ وبينهما يقف الحالمون بأوهام (إنسانية) المنحى والغاية.. ولكنهم عادة ما وقعوا ويقعون بين فكي رحى الصراع.. ودراميا يُنهي العصرانيون الأمور بحلول مثالية حالمة، تقع في الأوهام؛ فيما الحياة تستمر بمنهج العنف والطحن وعذاباته، كما يحدث في المنظومة العالمية الأكثر شمولا لآليات السوق ومنطقها ونهجها، الرأسمالية نظاماً عندما تنتهكه المافيوية ومنطق استبداد الاحتكار..

وكما الحياةُ تجترُّ وتكرِّرُ تفاصيلَ الحدث، بما يعيد إنتاج النظام ويكبح نهج التغيير، سنرصد في المسرحية مسارَ الحدثِ وكيف يتم إنهاء ذاك المسار.. إنَّ منطق الحدث المرسوم مسرحيا يقدم عرضا لحركة (موجهة) على طريقة (الغضب المسيطر عليه) الذي أطلقته مرجعية دينية مؤخراً، بما يكشف باستمرار عن الاستقرار والسكونية والتهادي تمكيناً لمبدأ الثبات في منظومة القيم المرضية المشوهة وتمكيناً للنظام الذي أوجدها، مثلما يكشف أيضا، عن سايكولوجيا انتُهِكت أو تلوثت بتلك المنظومة السلوكية.. وهي تتصارع بين الانتفاض لاستعادة إنسانيتِها وكرامتها وبين الامتناع عن التقدم بتبرير لماذا أتقدم أنا واحتمال أن يسبقني الآخر في التراجع والمناورة فأذهب أضحية وقربانا بلا ثمن…!؟

وفي مسرحية الدكتاتور يكون (ديني) سكرتير حزب ثوري أول من يتنكر لمنطق التغيير ويبيع الحزب ويطرد أقرب رفاقه فيعتقله، كما في نص المسرحية، ليمارس هو نهج الدكتاتور، بعد أن صار عضواً برلمانياً.. وتلك الشخصية وسلوكها تريد المسرحية عبر تقديمها بتلك الصورة، اتريد القول: إنها النموذج للشخصية الجمعية ومتغيراتها راهنيا بهذه المرحلة؛ والقصد توكيد ثبات الوضعية العامة؛ بتثبيت الوضعية الأساس للمسرحية، مع إبراز المتغير فقط داخليا نفسيا لا موضوعيا؛ بينما يُفترض أن يستعيد القيم ويتحرر بخلاف هذا التصوير والتجسيد المسرحي. وهذا يحيّد مجمل الشخصيات في المسرحية، مثلما يتم في الواقع تجميد أدوار أعضاء المؤسسات والأحزاب ويُلحَقون بالزعامات وبمسرحية الدكتاتور يُلحقون بشخصية ديني الذي تحول من ثوري إلى دكتاتور…

وإذا كانت الدراما العصرانية بهذا التوصيف والتشخيص ستقدم رؤية (محافظة) تتبنى ثبات الكون \ الحياة؛ بقصد توكيد استحالة إزالة النظام! فإنَّ المسرحية بعامة، ستميل للتفكيك لا الوحدة وللتمزيق والتشظية لا التكامل حيث تسود عزلة الفرد ومنعه عن التفكير بوحدته وجوداً ومصيراً مع الآخر، أي تحييد أية فرصة للعمل الجمعي الإيجابي باتجاه التغيير، وأذكّر هنا بالمسرح الطليعي وبنية مسرحيته..

غير أننا ينبغي أن نعترف بأنَّ عصرَنا قدم نموذجاً (مسرحياً أكبر من المسرحية) بعد أن مر عبر قرن من الزمن، القرن العشرين بكليته، بمسيرة تكسير الحدود الفاصلة بين الأصناف والأنواع الجمالية، المسرحية منها بقدر تعلق الأمر بمعالجتنا..

ومثلما مرّ بمواضع سابقة وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ نجد الأعمال المسرحية في عالمنا المعاصر، تقدم جديدها في (المسرحية الأكبر من مسرحية)، مثلما ظهر من قبل، صنف (البوئيم) الدرامي بكل ما كان يحمله من تنوع ومد جسور مع الأصناف الأخرى واحتواء تفاصيلها بنيوياً فيه. طبعاً، مع إبراز ذلك وتجسيده في كثافة الاشتغال من جهة وفي صيغة شعرية اللغتين المسموعة والبصرية من جهة أخرى.. ومثل هذا يجده الفاحص المدقق في الاتجاه المسرحي الرمزي، مثلا، حيث يقع هذا الاتجاه بنيوياً بنطاق (البوئيم)؛ بكل تفاصيل السمات وحركة الحدث الدرامي وطابعه وكثرة أو تشعب التفاصيل، بما يحكي عن هوية الواقع الذي يعيشه القارئ اليوم. هنا يسمح لنا التشخيص الإشارة إلى الطابع التركيبي لما وصلنا إليه بالإشارة غلى صنف البوئيم أو المسرحية الأكبر من مسرحية.

وانفتاح الصنف الدرامي بالحقيقة يمتلك بعده الإيجابي بمحاولته امتلاك قدرة تصوير الوضعية التاريخية.. وعراقيا سيكون الكاتب المسرحي باحثا فكريا فلسفيا عن اقتراح معالجات بقوانين إبداعية تتقدم خطوة وإن جاءت (مركبة).. أشير بالخصوص إلى تجاريب بمسرحنا؛ من قبيل تجاريب يوسف العاني، قاسم محمد مع التنبيه على محاولاتهما كسر السكونية من خارج الأداء المسرحي أي بالإيحاء وليس بتفاصيل البنية. فمثلا مسرحية المفتاح بنيتها دائرية مغلقة لكن مضمون رسالتها مفتوح تماما والتناقض مقصود له اسبابه.. وعوني كرومي، صلاح القصب، يوسف الصائغ، باحتوائهم آليات اشتغال في العرض، جديدة شكلا لكنها في الغالب خشيت التصريح بانفتاح خط التطور في الحياة، أقصد الانفتاح على المتغير  المحظور في عالمنا.. لكن صباح الأنباري- فاروق صبري يجتهدان (اليوم) على تقديم نموذج (المسرحية الأكبر من مسرحية) ولو بتسمية مختلفة، مثلما تختلف تسمية البوئيم.. يقدمان ذلك لا بثبات الواقع بمحصلة حركة الحدث ونتيجته أو نهايته وإنما باحتمالية واضحة للتغيير ولدحر القوة الهمجية التي تمارس وحشية التعذيب…

إن ذلك يستحق وقفات أوسع وتحليل مباشر كيما نتبين المشهد؛ بين التململ والتقيد في المنجز المسرحي الجمالي.. وطبعا هذه المراوحة لا تعود لقرار المبدع حصراً ودرجة إدراكه ووعيه وتعبيره عنهما، بقدر ما تعود ايضا إلى دائرة ربط الجمهور بالمسرح.. ومن ثم فإن القرار يرسمه فهم العناصر الثلاثة في الصراع بين جبهتي المستغِل والمستغَل وما بينهما ممن يمارس الحياد السلبي الذي يخدم ثبات الوضع لمصلحة المستغِل [بكسر الغين] أو نظام الطائفية المافيوي القائم عراقيا….

وبالعودة إلى قراءة الحدث الدرامي في مسرحية أكبر من مسرحية وهي صنف يبحث عن اسم ربما تسمية بوئيم أصغر من التعبير عنه بشكل حاسم ونهائي أو أنها ليست مناسبة على أقل تقدير عربياً؛ نشير إلى ازدواجية خطة الحدث بين الخطة الشخصية والخطة العامة إذ طالما استثمر المبدع المسرحي العراقي الربط بين الشخصي والعام وحدد كل منهما بالآخر ما ساعد على ولادة الصنف المسرحي الجديد وطابعه من جهة وما جعل هذا الصنف مرآةً لواقع تكتنفه الصراعات التي يُراد لها الاستمرار بإعادة إنتاج النظام كما جرى فعليا في السنوات العجاف الأخيرة بتشويه وعي الجمهور واغتيال انتفاضاته بلعبة التضليل التي تنعكس مسرحيا بتلك الشخصيات التي عبَّر الكاتب العراقي عنها، بتصويره خيانتها القضية وطعن أخلص الرفاق لحساب التحولات النفسية أو بصورة أدق لحساب انكسارها وهزيمتها بخلفية الوهم والحلم وأثر الأضاليل والأباطيل.. والادعاء والتبرير للانحراف، بأنها تحتاط لمجريات واقع، بالأصل، لا يقبل بالمداهنة ولا مد الجسور مع النقيض إلا عندما يكون الحاكم قد فرض لعبته قسراً ومخادعة وانتصر لتلك اللعبة \ الجريمة…

إذن، فالمسرحية العصرانية \ البوئيم أو المسرحية الأكبر من مسرحية هي صنف حاول أن يهضم آلية اشتغال كسر الحدود بين الأصناف والأنواع من جهة وتجسيد فلسفة الثقافة الغالبة المتحكمة في عالمنا بعامة وبالعراق بصورة خاصة وقد تجسد في تلك المسرحية ما يقارب مبدا المداهنة والالتفاف على مبدأ تحطيم الوضعية الأساس كما تفترضه الدراما عبر تاريخ وجودها والغاية الفكرية من ولادة جماليتها وتعبيرها..

وهكذا فعراقيا ستجد ذلك طوال مرحلة التقدم البنائي التعبيري للمسرحية في العراق بخاصة في الثلث الأخير من القرن العشرين ومطلع الألفية الراهن، ستجد هذا النموذج الذي أشرنا غليه مع محاولات لتمرير عنصر بنيوي  هو العنصر المضموني المجسد بالخطة الأيديولوجية للمسرحية بطريقة الإيحاء وحتى أحيانا بالتصريح بما يتعارض والشكل المسرحي مثلما مسرحية المفتاح ببنية دائرية مغلقة وخطة ايديولوجية متفتحة ومثلما في مسرحية الأباري – صبري ودراماهما التعاقبية في التصريح بفرص تكسير القيود الاستغلالية وتغيير العالم القبيح…

إنه الوضع التركيبي المعقد النظير لتعقيد الصراع القائم في عالمنا وألاعيبه المضللة المتخفية بما يحتاج لأعمق وعي في مجابهته وطبعا الحاجة لوعي نقدي جديد في قراءة جماليات مسرحنا وفرصه في التعبير الأنجع عن عالمنا وتعقيداته..

هل وصل هذا الإيجاز رسائله الجمالية والفكرية الفلسفية؟ متأكد من أن التفاعلات ستمنح فرصا مضافة للإجابة عما احتاج إلى مزيد ومضات وإضاءة بخاصة مع معاني التعقيد البنيوي في خطى التعبير المسرحي الجديد … فمرحبا بجميع التفاعلات

المسرحُ ليس تزجيةَ وقتٍ فارغٍ بلا معنى أو مقصد، إنه ليس استفراغ ما بمكنون منجز ذاتي منغلق على تلك الذات سواء عند كاتب أم مخرج.. كلا، إنَّهُ حركة تنوير وحوار فلسفي عميق الأثر في تجسيد الواقع واقتراح سبل تحطيم الوضعيات الأساس القديمة التي تجاوزها الزمن لتقديم البديل مع كامل التمسك بالجماليات وتمام التحدد بقوانينها الإبداعية.. من هنا أعرض بهذي المعالجة الموجزة لما وصل المسرح إليه من تقدم خطى في معالجاته الجمالية بعصرنا.. فهل سيستفيد القراء بمنطقتنا وفي العراق تحديدا من تلك الكعالجة وينتفضون لوجودهم وأنسنته مثلما كان الجيل السابق يخرج بتظاهراته ضد من حاول التحكم به وإذلاله؟ هل سينتفض التنويريون على ما قيدوا إليه من مطب كارثي؟ لنقرأ معا شاكرا كل اتجاهات التداخلات والتفاعلات بحرية تامة في قراءة المشهد. هذه المرة القضية تمسنا نحن التنويريون فهلا ولجنا ميدان القراءة!؟

 

التعليقات

Faiz Alsadoon جميل هذا المزج بين احداث السياسة ونص مسرحي او ربما سيناريو وربما مشروع رواية .. استمتعت بالنص ..
١
 
Tayseer A. Al-Alousi المنجز المسرحي الحديث يتسم بتعقيد وتركيب بالمسار الإيجابي للوصف من جهة امتياحه من متراكم المسيرة التاريخية للمسرح بمجمل الأعمال وإضافاتها ومن طابع عصرنا ومعاني الحداثة وما توصل إليه معرفيا ثقافيا وجماليا… هل يمثل البوئيم كل هذا أم أن المسرحية الأكبر من مسرحية هو الوصف والتسلية الأنسب؟ وماذا تمثل تلك السمة التركيبية للمسرحية والتعبير عن قيم الحياة؟
محاولة أولية لمعالجة جوانب من الإشكالية لن تكتمل من دون تفاعلاتكن وتفاعلتكم تسلط الضوء على القضية الأشمل النافذة المسرح والحياة وإطلالاتها هنا بين أيادي الجميع حوارا نقديا يتألق بالجميع ووجودهم ومرورهم

 

Khairia Al-Mansour الكاتب د. تيسير الآلوسي من زاويته نوافذ واطلالات تنويرية يكتب … تعقيد الحديث وتركيبية اشتغال البوئيم ..

Tayseer A. Al-Alousi AtHir HaDdad Imad Abbass Muna Shaboعبد الحفيظ محبوب Adham Ibraheem Faiz Alsadoon امجد توفيقTameem Amjad Tawfiq Aziz Alsaadi 
Faisal Jassim

٢

 

عبد الحفيظ محبوب لغة فلسفية عميقة التحليل عن اداء المسرح الكبير وتطوره خصوصا في العراق والحديث عن البنيوية المؤدلجة والمنفتحة والتلميح والتصريح لغة فلسفية عالية الأداء سلمة فكرك الإبداعي اخي الدكتور تيسير
١

 

Tayseer A. Al-Alousi كم هو رائع مرورك في إشاراته تصريحا بهيا يمنح القارئ اتجاه الاشتغال ومواضع الإفادة والاستفادة مواضع التفاعل المؤمل
دمت رائعا بإشراقاتك الزكية ومرحى صديقي بكل إيحاءاتك ممتن لمرورك
١
Adham Ibraheem واذكر بهذاالصدد ايضا المسرحية العراقية ولاية وبعير . وهنا يعتبر المسرح امتدادا طبيعيا لنمط الحياة المعاش . ويثير الوعي الجمعي نحو التغيير هذا الوعي الذي كثيرا مانحتاج اليه في واقعنا العراقي المعاش . شكرا للدكتور تيسير الذي عالج هذا الموضوع بمنظار الباحث العلمي .
١
جد مهم
حول اختياري مسرحية الدكتاتور  واستعارتها لتصوير مجريات الواقع اليوم، بتحولات مواقف قيادات، دفعت الوضع برمته لتكريس النظام وقيمه القديمة المتهالكة واجترار عفونة ظلاميات؛ ترى أن من تتحالف معهم أو توهم بأنه تحالف مع رجل دين متنور! ومع أتباع الفقراء أصحاب المصلحة ولكنها تشيح النظر عن حقيقة أن اللهاث وراء رجل الدين يكرس منظومة تضلل أولئك الفقراء! فتستجيب بتلك اللعبة لقوانين مجتمعية قديمة تجتر بها وتكرر منطق الخرافة.. وها هي ومن معها تبرر للتحالف إياه ليل نهار مع معرفة الفقراء جميعا أنها مزقت التحالف التنويري وألغت وجوده كليا! تلك الصورة التي نشهدها اليوم بكل كوارثها، كان المسرح شرقا وغربا شمالا وجنوبا قد تناولها وفشمرياتها وفضح حقيقتها فكريا بجماليات تعبيره بتجسيد الحدث الذي وقع فعليا.. فهل لهذه المسرحية المتطابقة مع ما جرى اليوم أن تعيد الكشف والتوضيح لمن انجروا إلى الكارثة؟؟؟
مسرحية الدكتاتور للكاتب ج. رومينفي قسم الدراما وهو القسم الرابع من موسوعة نظرية الأدب بقلم كورغينيات يرد إيجاز بشأن المسرحية أضع النص هنا: “”في مسرحية ج. رومين (الدنانور) يبرز كذلك التعارض بين ظاهرية الحركة، والطابع المتغير للوضعية الأساسية من ناحية وبين الجوهر الحقيقي لهذه الحركة الموجهة إلى الكشف عن طابع التكرار والثبات للحياة الاجتماعية ولسايكولوجية الإنسان من الناحية الأخرى.
إن ديني قائد أحد الأحزاب الثورية والمنتحب عضواً في البرلمان، يتغير ويصبح خائنا ودكتاتوراً ويتوج خيانته باعتقال أقرب أصدقائه الحزبيين وينكل بقسوة بالحركة الثورية. ومع ذلك فإن حدث الدراما قد بنى بصورة بحيث تبدو معها ردة ديني والتغير الذي يجري داخله مظهرا للتحول العام الذي يتكرر بدقة آلية: أن الإنسان الذي يجد نفسه في مثل الوضع الذي وجد ديني فيه، هذا الإنسان لا يستطيع تجنب الوقوع تحت تاثير القانون العام الذي لا يمكن صده: إنه يتصرف بالضبط كما تصرف أسلافه. لا يمكن أن يكون الأمس بصورة أخرى، ذلك أن من طبيعة الأشياء التكرار، وثبات الوضعية القائمة التي تقاوم ضغط أي قوى محطمة. 
ويصوغ الملك المتفلسف الذي يخول ديني صلاحيات دكتاتورية مطلقة، يصوغ هذه الفكرة الأساسية المحددة للمبدأ البنائي للحدث والخاصة بالمسرحية، بالشكل التالي:
الملك: غير أنك تعلم، أيها السيد النائب، بعدم وجود مثل ذلكالمصنع الذي يستطيع تجهيزكم بمجتمعات جاهزة. وفي اليوم التالي لقيامكم بالثورة ستجدون أنفسكم أمام مجموعة هائلة من الناس الذين أصبحوا متخلفين منذ زمن بعيد … والذين ألفوا وتعودوا على النظم القديمة والمواضعات الحياتية القديمة… سترون بأنفسكم. وستبدأ أجزاء كبيرة من النظام السابق تتجدد من تلقاء نفسها وعلى مراى منكم (ج. رومين، مجموعة الأعمال ، المجلد الثامن، ليننغراد، 1927، ص71). 
وإذا أردنا القدة، قإن حدث مسرحية (الدكتاتور) إنما يبنى بالضبط على هذا التجدد (لأجزاء) ما هو قديم في سايكولوجية الإنسان وفي مجمل عالمه الذاخلي.
ويتم التوصل إلى ذلك لا عن طريق الكشف عن الساييكولوجية، ولا عن طريق التحليل الذاتي الذي يقدم مونولوجات أو حوار البطل (ديني على العموم) ، مهما بدا هذا الأخير قليل الكلام، ولا يميل إلى التأمل أبداً.
لقد تم إظهار إعادة بعث وانتصار القديم، قبل كل شيء، بمساعدة هذا النوع من البتر الذي لا يلحظ إلى قليلا، غير أنه يجري وفق خطة منظمة، وعن طريق تنحية جميع تلك تلك الشخصيات التي أحاطت بديني في بداية المسرحية، عندما كان ينتمي إلى العالم الجديد.. بترها وتنحيتها من الحدث نفسه، فالمؤتمنون على الأسرار، والأصدقاء الحزبيون، وعلاقاتهم العائلية، والحياة العائلية لديني نفسه – كل ذلك ينسحب إلى المواقع الخلفية ويحجب من قبل علاقات من نوع جديد، وشخصيات جديدة، وضعية جديدة: ملك متنور، وملكة مرهفة الإحساس، ووزير واسع الذكاء وموظفون وضباط وغيرهم وغيرهم. وعند حل العقدة فقط يعود إلى الظهور من جديد شخص من هذا العالم الذي أصبح غير واقعي إنه الثائر فيربول. غير أنه لا يظهر من أجل الدفاع عن حق ما هو جديد، بل فقط من أجل تثبيت النصر النهائي والتام للقديم، هذا الانتصار الذي يجري داخل نفس ديني. إن إعادة بناء البطل (أو بكلمة أدق، إعادة تصحيحه) تتحقق بصورة آلية بلا أدنى تحولات سايكولوجية – إنه لم يكن عملية داخلية بقدر ما هو تغير خارجي يجري خلال لحظة خاطفة تقريبا.. ويكتفي  فقط بالحديث عن أن ديني يعاني من تحول داخلي هام. أما في الواقع فهو سلبي بصورة مطلقة. إنه مجرد أداة لتطبيق تلك القوى الخاصة بما هو عام وبالتكرار الجبري اللذين يجددان الرسوخ النسبي للوضعية القديمة.. (كورغينيان صص256-258). قسم الدراما ق4

زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية 1- 16 الروابط في أدناه

زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية \ د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

sedahnet11111111111111111111111

موقع الصدى.نت

توطئة: اخترتُ تسمية نوافذ، لأنّ كل معالجة تتجسد بموضوع بعينه يمثل (نافذة) من النوافذ ليمر إلى جمهوره عبر تلك النافذة؛ في حلقات.. وتمثل كل حلقة (إطلالة) من الإطلالات التنويرية. ومن هنا جاء اختيار اسم الزاوية كونها (نوافذ) تمر عبرها (إطلالات) تنويرية الدلالة والقصد. بمعنى أنّها تجسد محاولة لـ تلخيص التجاريب الإنسانية بجهد لمحرر الزاوية؛ متطلعاً لتفاعلات تجسد إطلالات المتلقين بتداخلات ورؤى ومعالجات مقابلة، يمكنها تنضيج المشترك بين مقترح النوافذ وإطلالاتها التنويرية وبين توصيات المتخصصين والجمهور وما يروه حاسماً في تقديم المعالجة الأنجع.

مرحبا بكنّ، مرحباً بكم في زاوية ((نوافذ وإطلالات تنويرية))، إنها محاولة لتفتيح النوافذ ومن ثمّ تفتيح البوابات وجعلها مشرعة للحوار الأنجع والأكثر تنضيجاً لمعطيات تجاريبنا الخاصة والعامة، تجاريبنا الجمعية التي نتبادل فيها الخبرات ونستقطب منها وبوساطتها المتاح من القيم السامية لمنجزنا المشترك

 

نافذة (1) بعنوان: منطق  العقل العلمي ومنهجه

نافذة (2) بعنوان: المسرح والحياة

 سلسلة إطلالات تنويرية للنافذة الثانية كل إطلالة هي حلقة من سلسلة حلقات المعالجة التي تصب بتناول  العمق الفلسفي الفكري لخطاب المسرح وعلاقته بالواقع ومنطق العقل العلمي ومنهجه:

 

زاوية: نوافذ وإطلالات تنويرية  \\  نافذة  02: المسرح والحياة    \\  إطلالة 16: تعقيد الحديث وتركيبية اشتغال البوئيم

زاوية: نوافذ وإطلالات تنويرية  \\  نافذة  02: المسرح والحياة  \\ إطلالة 15: المسرح والمعاصرة ومعاني الحداثة أسلوبا ومعالجات مضمونية

زاوية: نوافذ وإطلالات تنويرية   \\   نافذة  02: المسرح والحياة   \\   إطلالة 14:  لا معقول المسرح انعكاس مباشر لمنطق الحياة تنفلت من مسارها

نوافذ وإطلالات تنويرية \\  نافذة  02: المسرح والحياة \\ إطلالة 13:  مرايا السخرية بين الحياة والمسرح وأصداء والياتها الأحفورية

 نوافذ وإطلالات تنويرية \\ نافذة  02: المسرح والحياة\\ إطلالة 12: طابع الصالة العمراني بين طقوسها وما تفرضه دلالاتها من أساليب تعبير

نوافذ وإطلالات تنويرية\\ نافذة  02: المسرح والحياة \\ إطلالة 11:  الشخصية الآلة والآلة الشخصية في مسرح اليوم

نوافذ وإطلالات تنويرية  \\ نافذة  02: المسرح والحياة \\ إطلالة 10: ظهور المرأة شخصية وقضية في المسرح

نوافذ وإطلالات تنويرية \\ نافذة 2: المسرح والحياة \\ إطلالة 9: مسرح الطفل بين المنجز وصيغ التعبير والمعالجة الدرامية

نوافذ وإطلالات تنويرية \\  نافذة 2: المسرح والحياة \\  إطلالة 8:  رسائل المسرح ومستوى قراءتها.. ثقافة الركح وثقافة الصالة…؟

نوافذ وإطلالات تنويرية \\  نافذة 2: المسرح والحياة \\ إطلالة 7: الواقعية وهوية التوظيف في المسرح العراقي…؟

نوافذ وإطلالات تنويرية \\  نافذة 2: المسرح والحياة \\  إطلالة 6: كيف نقرأ واقعنا الإنساني بعين المسرح وشهادته…؟

نوافذ وإطلالات تنويرية \  نافذة 2: المسرح والحياة \ إطلالة 5: مدارس الدراما ومذاهب لعصر وأساليب الاشتغال الفكرية

نوافذ وإطلالات تنويرية \ نافذة 2: المسرح والحياة \ إطلالة 4: استقراء مصادر الشخصية الدرامية ودعم حركة التنوير والتغيير

نوافذ وإطلالات تنويرية \ نافذة 2: المسرح والحياة \ إطلالة 3: الحدث الدرامي مؤشَّرات ارتباطه بالحياة ودلالاتها.

زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية \\ نافذة 2: المسرح والحياة \\ إطلالة 2: انكسار مسيرة التمدن وتمظهراتها في الدراما وقوانينها

زاوية نوافذ وإطلالات تنويرية \\ نافذة 2: المسرح والحياة  \\ إطلالة 1: معاني المدنية والتنوير في ولادة المسرح

*** ***** ***

إلى إطلالات النوافذ التنويرية السابقة

*** ***** ***

إطلالات النافذة (1) وكانت بعنوان: منطق  العقل العلمي ومنهجه

نوافذ وإطلالات تنويرية منهج العقل العلمي \\ نافذة 1ج منهج العقل العلمي وقدرات الفعل  \\  إطلالة 30: منهج العقل العلمي وجوهر التجربة التاريخية لحركة التنوير

يمكنكنّ ويمكنكم الاطلاع على حلقات النافذة الأولى في نهاية رابط الحلقة الأخيرة في أعلاه

*************************************************************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

*********************************************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *