نهج تكريم العقل بين نقيضين أحدهما يمتلئ علماً وقيماً وآخر جعجعة بلا طحن!؟

نسعد ونطرب وننتشي بتكريم يأتي من منظمة مجتمع مدني من خارج مجتمعاتنا، وربما ينظر بعضهم إلى التكريم المتأتي من منظمات مجتمع مدني ببلاده بلا قيمة ويتعالى عليها أو يستصغرها ويرفضها بينما سليم التمسك بنهج التكريم إيجاباً يحتفي بكل تقويم من بسطاء الناس ومن نخبهم فذلكم يعمّد الجوهر المقصود من التكريم إنسانيا بصورته العامة والخاصة هذه كلمة في التكريم من زاوية أخرى تخص المكرَّم بين الحقيقة والادعاء ومعنى التناقض بين تكريم العالم والمتعالم بكل ميادين الإنجاز المعرفي بعلومه التطبيقية الرياضية  والجمالي الأدبي الفني

رؤية (1)
لقد كرّمت حركة المجتمع المدني السليمة العلم والعلماء ولطالما كان ذلك سببا دافعاً لمزيد منجز وتقييما إيجابيا لمن ضحى وأعطى وأنجز وتحفيزاً للآخرين في ذات السبيل البنائي التنموي للعقل العلمي وأنواره.. ومع ظهور حالات هنا أو هناك من الادعاءات وأشكال التزلف والزيف وربما اتساعها ببعض حالات ومجتمعات (التخلف) ثار احباط وانكسار وخلل ينبغي التنبّه عليه وعلى نتائجه مثلما يتطلب حسما وتمسكا بنهج التكريم سبيلا من سبل التحفيز والاعتداد لتعميد المُثُل السامية .. فتحية وانحناءة تقدير لصحيح المسار ونداء للتصدي لجرثومة التمظهر وزيف الادعاء وخلط أوراق لا يصح..
كلما تمسكنا بصحيح النهج اخترنا مراجعنا علماء بناء وتقدم لا أدعياء قدسية يمررون منطق الخرافة تضليلا للضحك على الذقون..
وثقة بوعي الناس وانتصارهم للصائب في مناهج العمل والحياة وتكريم الاستحقاق مجسِّداً للعقل وقيم الأنسنة

التكريم نهج بنيوي يتعمد بالاستحقاق وينتفي ويمرض بالتزلف والزيف

 

تكريم العلم بشخص العالم مثله بالضرورة تكريم الإبداع بشخص المبدع بكل الميادين لا يدعم سمة التكبر والاستعلاء بل يدعم اهتماما ساميا بالتنوير وبتعزيز نبل المساواة الإنسانية وسلامة العلاقات لا مرضيتها

 

رؤية (2)

في منظومة إيجابية يجري تكريم العلم وقيمه السامية بتكريم العالم الحقيقي الممتلئ بمنجزه؛ بخلاف ما يجري في منظومة فاشلة من التمظهر والادعاء حيث يكون تكريم (المتعالم) فرصة لتضخم الذات وتفشي القيم المرضية.. وما يزيد الطين بلّة أن يخلط (بعضنا) الأوراق فيتعامل مع العالم الحقيقي كما مع الفارغ أو يُهمل الحق ولا يجري البحث عنه، بسبب غشاوة التضليل التي يفرضها قرع الطبول الفارغة احتفالا بالتزلف والزيف.

وفي كلتا حالتي التزويق تنتكس قيمة العلم وقيم العمل والاجتهاد إنجازاً، ويتسيّد الأمور من يوجهها لكل ما يعني الاستغلال وامتهان الكرامة وتعطيل التنمية البشرية الحقة.. والسؤال لا يوجَّه إلى (الرسمي) المتسلّط مرضياً ولكن إلى المجتمع إذا ركض وراء وجاهات المال والسلطة الفاسدة بدل إكرام من يملأ العقول علماً والأنفس قيم أنسنة واحترام الحقوق والحريات..

إنّ سمو المجتمع المدني ومنظماته يكمن في قيمه ووسائله الصادقة في إعلاء العقل العلمي ومنجزه. أفلا نتنبّه ونتمسك بنهج قيمي وآليات تنمية، لطالما ارتقت بها الإنسانية ومنظومة قيمها التنويرية؟

شكراً لكل تفاعل باختلاف التوجهات لكنها المشروطة باحترام الإنسان ومنطق العقل العلمي وقيم الأنسنة ومرحبا بالتداخلات في حملة تسمو بمنظمات مجتمعنا المدني وتؤثر باتجاه التنمية البشرية وتعميد مناهج القيم النبيلة وتكريسها بتكريمها القصد التكريم الأدبي المعنوي بعمق مردوده الاعتباري الكبير

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *