المرصد السومري: حيوات العراقيين تحت رحمة النظرات السلبية والاخفاقات في حمايتها

أصدر المرصد السومري لحقوق الإنسان بيانا دفع فيه بتساؤلات تتطلب الإجابة الرسمية من الجهات الحكومية المعنية أم من منظمات حقوقية ونسوية بالخصوص.. وإذ نتطلع إلى فرض إرادة المجتمع إيجابا بعيدا عن النظرات السلبية المرضية وعن المواقف المسبقة فإننا ندين أشكال التصريحات والمواقف التي تتضمن تشويها أو تبريرا للوقائع بخاصة منها هنا تلك التي جرت في دار الرعاية بالأعظمية حيث راحت ضحية ما جرى أرواح ست فتيات هدراً، مطالبين هنا بالتنبيه على مجمل ما يقع للنسوة خلف جدران رسمية مختلفة المهام سواء منها: سجون أم دور رعاية أو تأهيل.. وهنا نص البيان

حيوات العراقيين تحت رحمة النظرات السلبية والاخفاقات في حمايتها

عندما تقسو الظروف ويضاعف الأمر (أحيانا) بعض المواقف الرسمية

حادثة من بين عشرات أخرى تجري بشكل متكرر في عراق اليوم.. مقتل ست فتيات حرقاً في دار تأهيل ورعاية رسمي، فضلا عن الإصابات في أخريات والقضية لا تعدو عن ضجة ترافقها بضع تصريحات والتسمية (فتيات متمردات) يُفتح تحقيق يُخشى أن يكون كغيره مما تمّ حفظه والطمطمة على ما كان ينبغي كشفه لمعالجته. بينما أصوات تتحدث عن (حال انتحار جماعي) احتجاجا على رفض الاستجابة لمطالب بعينها…

ولكن، في مأوى حكومي وبوجود حرس يُفترض أنه مدرب تدريبا مخصوصا كيف يمكن أن تنتهي حال حريق بتفحم ست فتيات!؟ قبل وصول أي إسعاف وإنقاذ إليهنّ! وكيف يمكن أن تكون الأمور بهذا التضارب حتى في تصريحات المعنيين بين ما يصف الأمر بشجار بين الفتيات وبين احتجاج على عدم تلبية مطالبهن وبين تفاصيل توصيفات أخرى؟؟

وإذا كانت بعض الفتيات قد انتهت محكوميتهنّ قضائيا رسمياً، فما المقصود من الأمر القضائي التالي للاستجابة لخروجهن!؟ وإذا كنّ يخرجن لعمل أو آخر من دون ذاك القرار المشار إليه فكيف كان يتم ذلك وبرعاية من ولماذا جرى ما جرى؟

وبصرف النظر عن مجمل الجانب الجنائي ومضمون التحقيقات خطوة فأخرى؛ كيف يصح إطلاق التصرييحات من قبيل توجيه تهم كأنها تبرر احتراق ست فتيات من قبيل توصيف تلك الفتيات بالتمرد وبتهمة التخطيط لإحداث الحريق والهروب من دار المفروض أنها مجرد للاستضافة وإعادة التأهيل؟

إن استباق التحقيقات بمثل تلك التصريحات الرسمية أمر ملفت وهو يتكرر مع كثير من الوقائع بهذا المستوى الثقيل الذي يخص حيوات  عراقيات وعراقيين .. ولعل الوضع المأزوم وتشوهات الخروق في بنى المؤسسات وطابع ما يجري خلف جدرانها يتطلب تحديثا يُلزم جهات التحقيق بأن يتم إبلاغ المنظمات الحقوقية والروابط النسوية المعتمدة للحضور الرسمي و\أو متابعة سير التحقيقات، وكشف الحقائق بصورة لا تسمح بأية فرصة لتمرير ما قد يكون جريمة أو خللا في أي موضع كان..

لقد جابهت مثل تلك الدور كثيرا من الأقاويل والاتهامات من قبيل الاتجار والاستغلال من أطراف أو عناصر ذات سلطة أو تأثير ولم نسمع عن حكم قضائي تجاه ما خص الأطفال ورعايتهم وتأهيلهم أو عن الفتيات القاصرات وما يسمونهن المشردات، ممن فقدن المعيل واضطرت بعضهن ظروف النزوح والتهجير وبلطجة عصابات وميليشيات أن يلجان لتلك البيوت أو إلى دور رسمية أخرى..

إننا نتساءل هنا عن كثير من الملابسات وأشكال التفاعل غير المفسرة موضوعيا ما يتطلب موقفا حازما حاسما وواضحاً مع مثل هذه الحالات وآخرها موضوع ما أسمتهن التصريحات الأخيرة: (مشردات  دار الأعظمية) ومصرع عدد منهن. مطالبين رابطة المرأة والمنتديات الحقوقية والنسوية منها بالحضور الرسمي بممثلاتهن لمتابعة الحقائق متابعة ميدانية مباشرة تكشف ما جرى أو ربما ما اُرتُكب بليلة ظلماء بحق تلك الفتيات..

ومن جهة التصريحات المشار إليها فإننا نقول: إن احتمال اتسام بعضهن بالتمرد أو حتى بإثارة ما أسمته بعض تصريحات بأعمال الشغب لا يبيح وصول الأمر حد مصرع الفتيات بلا حماية أو تدخل يتناسب وإمكان إنقاذ ما يمكن إنقاذه..

إن أرواح العراقيات والعراقيين تظل الحق الأول في فروض الحماية والرعاية والتأمين الواجب الذي يتضاعف ويتخذ وضوحه عندما يكون المرء بين يدي السلطات الرسمية بكل أشكالها.. وإلا فإن تكرر تلك المقاتل قد يطمطم على جرائم أكبر وأشنع؛ إذ أن البديهة تؤكد أنه كلما شعر مجرمون باحتمال أن تفضحهم من يسمونها متمردة أو مشردة، يُنهون مرحلة انتهاكها والاتجار بها بتصفيتها.. وهو احتمال قائم مع بعض الحالات، لأن الجريمة الموصوفة وإن بحالات أخرى؛ موجودة بإقرار رسمي! فهل حصل شيء من هذا بحالة دار الأعظمية؟ نتطلع لتدخل حقوقي ميداني مباشر للمساعدة على الوصول للحقيقة..

وبدورنا ندين أي تهاون أو مراوغة أو التعامل مع حيوات أية عراقية أو عراقي بطريقة قد تستهين بحق الحياة المثبت بكل الشرائع والقوانين ولوائح حقوق الإنسان. ونطالب الجهات الحقوقية الأممية للتدخل في هذا الخصوص بعد أن تكررت حالات التعتيم والطمطمة بتسميات تحمل الفجاجة والظلم وانتهاك إنسانية الإنسان وأول الأمر في حق الحياة..

ولتعلو صرخة المجتمع ضد الانتهاكات عالية ونذكر بالخصوص بالسجينات والمعتقلات في سجون رسمية معروفة وأخرى سرية تابعة لقوى ميليشياوية وثالثة يسمونها دور رعاية وتأهيل ولكن جدرانها باتت أسوارا عالية لا يدري المرء ما يجري خلفها..!

 

المرصد السومري لحقوق الإنسان

عضو المندى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان

لاهاي هولندا

06 يناير كانون الثاني 2019

**************************

Sumerian Observatory for Human Rights

المرصد السومري لحقوق الإنسان 

Stichting Sumerische Observatorium voor Mensenrechten In Nederland

*********

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته وبيانات المرصد السومري

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/

...

3 تعليقات على “المرصد السومري: حيوات العراقيين تحت رحمة النظرات السلبية والاخفاقات في حمايتها”

  1. الى الأخوة الأعزاء في المرصد السومري
    دامت متابعاتكم ونشاطاتكم لحقوق الأنسان في العراق ، اِنَّ مرصدَكم دائماً يقف على حقيقة ما يجري من خروقات بحق المواطن العراقي خاصة تلك التي تعاني من شظف الحياة وقساوة العيش مما يلجأوا الى البحث عن وسيلة لسد هذا الرمق الجائع الذي دعاه للعمل كـ ” متسول أو استغلالهم / استغلالهن باعمال لا تتفق وإنسانية وكرامة الانسان العراقي وما جريمة ” الانتحار الجماعي ” لفتيات احرقن انفسهنَّ والى الان لم نعرف الأسباب الحقيقية وراء هذه الجريمة وجميعها تصب في التأويلات ورجماً بالغيب لأن المسؤولين احاطوا مركز التأهيل بالسرية والكتمان كي لا تفضح روائح جرائمهم واعتداءاتهم اللاأخلاقية البعيدة كل البعد عن الوازع الإنساني ولم يتفق ولائحة حقوق الانسان الأممية ولا مع الدستور العراقي .
    اننا ندين كل اعتداء واهمال لهذه الشرائح التي دعتها الحاجة الى وضعهن في مراكز التأهيل ، فالبيئة العراقية للأسف طاردة للثقافة والحضارة وهي ارض خصبة للفساد والتسيب والتسبب لكثير من الأذى للإنسان البسيط الذي لا يملك من امره شيئاً .. جميع ما يحدث على مر الأيام هو دليل انفراط العقد بين المواطن والحكومة بسبب المحاصصة والأحزاب السياسية التي بيدها زمام دولة وشعب وهي منظومة سياسية نفعية لا يهمها ما يريده الانسان وما يحتاجه لذلك كل شيء يمشي نحو الخراب ، فلا يمكننا ان نعتمد على طبقة سياسية فاسدة ، همهما اشباع غرائزها بشهية حيوانية مفترسة .

    على العموم ان ما حدث في مركز التأهيل بالاعظمية من جريمة الحرق او الانتحار هو انعكاس لواقع مأساوي مرير . اصبح المواطن العراقي معتاداً على الفوضى في الحياة اليومية والانسان هو من يسيّرُ اموره بنفسه فلا يشعر ان في العراق قانون ينظم حياته .. لكم خالص الود والنجاح

    1. مرحى صديقنا وزميلنا في حركة الدفاع عن حقوق العراقيات والعراقيين، ذلكم هو المنشود في قراءة واقعنا وما آل إليه وما يتطلب منا من مواقف بقصد استعادة الحقوق والحريات تامة كاملة بعد مصادرتها واستلابها وتشويه طابع وجودنا ما يتطلب منا أنسنة وجود تشوَّه كثيرا.. دمت مشرقا وممتنون لمرورك البهي وتحليلك الصائب الدقيق..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *