المرأة العراقية بعامة والأيزيدية بخاصة في ظل سلطة إسلاموية ظلامية، اضطهاد بلا حدود وبلا أفق معالجة وإنهاء!؟

هذه معالجة مبدئية وتصريح باسم المرصد السومري في ضوء تكرر رصد جرائم الاتجار بالبشر بخاصة هنا الاتجار الجنسي بالمرأة العراقية وتحديدا الأيزدية التي تعاني ضغوطا مركبة.. وهذا الاتجار لا يأتي بسوق نخاسة جناح من يسمونه التكفيري ولكنه يجري في ظل سلطة جناح طائفي آخر يطبل ليل نهار لقدسية سلطته ومرجعياتها الدينية.. فهلا تنادينا لإنهاء الجريمة أم ستمر الجريمة والمجرمون بلا حساب وعقاب!؟

المرأة العراقية بعامة والأيزيدية بخاصة، في ظل انفلات الأوضاع؛ اضطهاد بلا حدود وبلا أفق معالجة وإنهاء!؟

أوردت الأنباء مؤخرا قصصا مضافة جديدة لجرائم اضطهاد جنسي تحديداً طاولت أيزيدية أخرى عدا عن مئات ما زلن خلف أسوار سوق النخاسة الذي ظهر بسلطة إرهابية،  يرعاها جناح طائفي وكان برَّر لوجوده جناح طائفي آخر يتحكم بمنظومة العيش في المنطقة.

إنّ الاتجار بالبشر في الوضع العراقي المنفلت من عقاله يتم برعاية جميع الأطراف الطائفية وبلطجة ميليشياتها المصطرعة؛ وهي العصابات المسلحة التي تقوم بجناحيها بتكفير الآخر وبادعاء التمثيل الحصري للإله في استعبادها البشر والاتجار به على وفق أهواء مرضية تبثها أوبئة سادت البلاد وأذلَّت العباد..

وكالعادة، تقول التحقيقات أنَّ فتاة أيزيدية مثلما قضايا أخرى بلا حصر! تمّ استدراجها إلى بغداد ليتم ارتكاب الجريمة بحقها استرقاقا واستعباداً، واتجاراً جنسيا لعدد من رجال (اشتروها) مقابل مبلغ مالي بعينه.. والأنكى أن المجرمين تم إطلاق سراحهم بعد أن جاء تدخل بعض أناس ليدلوا على مكان الجريمة ووقف معاناة تلك الفتاة المبتلاة!!

إنّ المرصد السومري إذ يتابع عن كثب تلك الوقائع المنفلتة من كل قانون وسلطة إنسانية، يرى أنها قضايا باتت تنتشر بصورة مرعبة! وأنها تجري في السر والعلن وبصيغ يجري تكييف الأوضاع لتمريرها؛ إذ لا يمكن للنساء العراقيات، تحديداً منهن المرأة من أتباع الديانات غير المسلمة، لا يمكن لهن درء ما يقع من جرائم سواء بمصايد وفخاخ تنصب لهن أو بإكراههن أو اية وسائل باتت تتفشى بظلال المجتمع الذكوري القائم على العنف والبلطجة وانهيار سلطة القانون ومؤسساته لصالح سلطة الميليشيات وعصابات البلطجة التي تُسقِط على نفسها القدسية الدينية وتتستر بمرجعيات لها دورها في ظل منطق الخرافة من جهة وخضوع ممثلي مؤسسات الدولة للعبة دور ما يسمونه مرجعيات…

إننا هنا نتوجه بالنداء إلى المرأة العراقية ومنظماتها المستقلة الحرة لا تلك التابعة لهذا التاجر أو ذاك كيما توحد حراكها في برامج عمل ممنهجة قوية الاستراتيجية والأداء وأن تنزل بجموعها الغفيرة الكلية الشاملة في الحركة الاحتجاجية ضد نظام الطائفية الإسلاموي بقصد الدفع بمنهج علماني ديموقراطي، تنويري الجوهر والمنحى يعيد للدولة وجودها وأدائها السليم ويحمي كينونتها ويحررها: (من عبث العابثين من تجار الدين وغير الدين ممن يتاجر بإنسانيتها ويمتهنها ويصادر كرامتها)، ليتم وقف تلك الماساة..

غير أننا نتوقف عند الحالات المسجلة والمكتشفة تحت ضغط عناصر الخير في مجتمعنا كيما  لا يتم التساهل وغض الطرف عن المجرمين ويطلق سراحهم بالرشى أو بغيرها من علاقات مع كبار زعامات المافيا والميليشيات ومن يتحكم بالسلطة..

مطالبين هنا بموقف عالي الصوت واضح الأداء من جانب الحركة الحقوقية العراقية بكل منظماتها

من جانب الحركة النسوية العراقية بكل منظماتها وتجمعاتها وتوجهاتها الفكرية والسياسية التنويرية

ومن جانب المدافعين عن حقوق الأطياف القومية والدينية حيث أتباع المذاهب والديانات بظلال اأسوأ أوضاعها اليوم

من جانب كل عنصر ما زال يتطلع لتنزيه مؤسسات القانون وسلطته ويعمل اليوم في الدولة المنخورة المصادرة بمنظومة وجودها

من جانب قوى العدل والمساواة والحرية والدفاع عن حقوق الإنسان في الحركة الإنسانية المعاصرة ومنظمات الأمم المتحدة

إلى نساء العراق، وجودكنّ في حركة الشعب بقوة جماهيرية شاملة بات ضرورة وحتمية لا مناص منها للانعتاق من الأوبئة والجرائم المرتكبة بحقكنّ.. لا حرية ولا أمن وكرامة في مجتمع ذكوري مريض يحكمه رجال العنف والاتجار بالبشر وبيع الضمير؛ وأنتن اليوم بعصر المساواة والكرامة وبزمن لا يقبل الذل الذي يوقعونه عليكنّ أراذل المجتمع وسوقته..

لا قدسية إلا لإنسانيتكنّ ولا صوت يعلو على كرامتكن وحريتكن فأنتن لستن السبايا وليست أيّاً منكن أمة أو جارية أو شيئا للبيع والشراء بل بشر حر سواء ينشد الإنصاف واصوات الانعتاق وانتفاضة المرأة العراقية ستكون هي حراب الحرية ودمقرطة الحياة واستعادة الكرامة والسير بطريق السلام والأمن والأمان وإنهاء أشكال استرقاق النساء…

المرصد السومري لحقوق الإنسان  

أحد آخر الأخبار

توثيق عملية “بيع واغتصاب” شابة ايزيدية في بغداد بعد استدراجها من كردستان

بغداد/ الغد برس

أعلن المرصد العراقي لضحايا الاتجار بالبشر، اليوم الأربعاء، توثيق عملية “بيع واغتصاب” شابة ايزيدية في بغداد بعد استدراجها من كردستان.

وقال المرصد في بيان تلقت “الغد برس” نسخة منه، إنه “في وقت ما تزال 1427 امرأة ايزيدية مفقودة منذ اجتياح تنظيم داعش لمناطق الايزيديين في قضاء سنجار الواقع في غرب محافظة نينوى عام 2014، تعرضت نساء أخريات إلى جرائم ممنهجة من قبل عصابات تمتهن الاتجار بالبشر، وتعد قصة (ف.ا.ق) مكملة لسلسلة الانتهاكات البشعة التي ارتكبت بحق النساء الايزيديات اللواتي عوملن كـ”رقيق أبيض” من قبل التنظيم الإرهابي”.

وروت (ف.ا.ق) ذات الـ32 عاماً وهي تصف مأساة حقيقية تعرضت لها لمدة سبعة أشهر في منطقة البتاوين وسط العاصمة العراقية بغداد، “حين استيقظت وجدت نفسي عارية وبجانبي قناني مشروبات كحولية، لقد اغتصبني أربعة أشخاص”.

واضافت خلال اللقاء الذي أجراه معها المرصد العراقي لضحايا الاتجار بالبشر، أن “قصتها بدأت بعدما نزحت إلى محافظة دهوك في إقليم كردستان بعدما سقط قضاء سنجار بيد تنظيم “داعش” وعملت حال وصولها لدى إحدى المنظمات الإغاثية لمساعدة النساء الايزيديات في الجبل”.

واكدت أنها “شاركت في عام 2015 بإحدى التظاهرات التي نظمت في محافظة أربيل للمطالبة بالعمل على إطلاق سراح الايزيديات المختطفات لدى داعش، إلا أن السلطات الأمنية في الإقليم عمدت إلى اعتقال المشاركين في التظاهرة والتي كانت (ف.ا.ق) واحدة منهم، مبينة أنه “بعد فترة وجيزة من الاعتقال والتعذيب، تم إطلاق سراحنا”.

وتابعت “بعد الافراج عني، لجأت إلى منظمة إنسانية تعمل في أربيل وتمتلك فرعاً في بغداد تدعى (….)”، لافتة إلى أن “المنظمة قامت بإرسالها إلى العاصمة في مطلع عام 2017 برفقة سائق ايزيدي “ص.ح.س” من أجل إجراء مقابلة مع سفارة أجنبية للحصول على لجوء لإحدى الدول، “لكنني شعرت أثناء الرحلة أن السائق يمتلك نوايا مريبة تجاهي”.

واشارت إلى أنه “بعد وصولي إلى بغداد, قام السائق بمرافقتي إلى شقة سكنية داخل عمارة وسط العاصمة، ادعى أنها فرع المنظمة المذكورة، لكنني فوجئت بوجود شخص ايزيدي آخر داخل المبنى يدعى (ح.ب.ك)، قام بتسليم السائق (ص.ح.س) مبلغا ماليا كبيرا”.

واستطردت “عمو.. شنسوي هنا .. وشنو هاي الفلوس”، هكذا نادت الايزيدية (ف.ا.ق) السائق الذي أوصلها لبغداد، لكنه اكتفى بـ”ابتسامة خبيثة” ومغادرة المكان ليتركني بيد (ح.ب.ك) الذي أدركت فيما بعد انه اشتراني مقابل الأموال التي منحها للسائق.

واضافت “بعد خروج السائق، خاطبني المشتري قائلا: (هسة صرتي مالتي)، إن هذه العبارة أصابتني بذعر شديد ولم أستطع تمالك نفسي من شدة الخوف”.

ولم تكن بيد (ف.ا.ق) في حينها أية حيلة سوى الإضراب عن الطعام، لإجبار من وصفته بـ”المجرم” على إطلاق سراحها والعودة إلى أسرتها التي كانت بانتظارها، “إلا أنه ضربني على رأسي وأماكن متفرقة من جسدي ضربا مبرحا، وقام بتقييد يدي وقدمي”.

واستطردت “في اليوم الثالث، أجبرت على تناول الطعام كوني كنت مرهقة جدا من شدة الجوع، وقد قدم (ح.ب.ك) لي وجبة من الطعام، لم أعلم حينها أنها تحتوي على مادة مخدرة أفقدتني الوعي”، مستدركة بالقول “حين استيقظت وجدت نفسي عارية وبجانبي قناني مشروبات كحولية، لأدرك لاحقا أنني تعرضت للاغتصاب بطريقة منظمة من قبل أربعة أشخاص كان (ح.ب.ك) من بينهم، واستمر الحال على ما هو عليه لمدة ثلاثة أشهر”.

وتابعت أن “الاغتصاب والضرب المبرح الذي تعرضت لهما، جعلاني أعاني من إصابات داخلية خطيرة، أجبرت (ح.ب.ك) على نقلي إلى مدينة الطب، بعد ادعائه بأنه والدي نظرا لفارق العمر بيننا”، منوهة إلى أنها حاولت إقناع الأطباء والمرضى الذين كانوا متواجدين في الردهة بأنها ضحية اتجار بالبشر، لكن لم يصدقها أحد، بعدما أخبرهم “المجرم الذي اشتراني” بأنها مختلة عقلياً.

وفي شهر تشرين الثاني 2017، قدمت قوة أمنية إلى المبنى بناء على اتصال من أحد السكان، بعدما سمع “صراخي الشديد وطلبي النجدة”، والتي بدورها قامت بتحريري واخذ افادتي واعتقال الجناة الذين عملوا على تزوير عقد ادعوا من خلاله أن الضحية متزوجة من (ح.ب.ك).

وتابعت قائلة “بعد مضي أشهر على اعتقال المجرمين، تم إطلاق سراحهم مقابل مبالغ مالية كبيرة، ليفروا بعد ذلك إلى جهة مجهولة مما جعل القضية معلقة حتى الآن”.

 

************************

Sumerian Observatory for Human Rights

المرصد السومري لحقوق الإنسان 

Stichting Sumerische Observatorium voor Mensenrechten In Nederland

*********

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته وبيانات المرصد السومري

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *