ومضات تنويرية بين خطاب العلمنة والتنوير وخطاب التدين السياسي الظلامي

ومضات تنويرية: بين العلماني التنويري والتدين السياسي الظلامي ينشط كثير منا في دفاع مشرق عن أتباع الديانات والمذاهب وهو في خضم محاولاته وجهوده البهية قد يستخدم بعض عبارات ماثورة سامية من مثل لو استخدم احدنا عبارة: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان.. وهو محق في اقتباسه هذا لكن الأمر قد يبتعد في استخدام عبارات دينية لا تعني بالضرورة دفاعا عن ((أتباع الديانات والمذاهب)) وحقوقهم وحرياتهم بقدر ما تعني تكريسا لخطاب ديني و\أو مذهبي محدود مما يستخدمه تيار التدين السياسي للتضليل وهذا يوقعنا بمطبات غير سليمة هنا لابد من أن ينبه بعضُنا بعضاً لتدقيق خطابنا  التنويري بهويته العلمانية الديموقراطية وتبنيه الحقوق والحريات بخطاب لا يلتقي وتيار الظلام وأحابيله ومخادعاته.. هذه ومضة مجرد ومضة تذكرة تتطلع للإغناء من الجميع 

ومضات تنويرية
بين دفاع عن حرية الاعتقاد وخضوع لخطاب التدين المزيف المضلل
 
إنَّ احترام معتنقي الدين والدفاع عن حقوقهم في الاعتقاد وحرياتهم في ممارسته ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم، لا يعني مطلقا الخنوع لساسة التدين المزيف ومقاصد خطاباتهم التضليلية، وصياغاتها المخادعة.. بكل ما تخفيه تلك الخطابات وتتستر عليه، من جرائم بلطجة وابتزاز ومن مصادرة للحريات واستعباد الناس ونهب ثرواتهم فهي تستغل آيات النصوص المقدسة بمواضع غير مواضعها وتدعي تمسكاً بها فيما تمرر بذاك الخطاب ما  تحياه الناس من كوارث هي تحديدا وحصرا من يرتكبه بحق أولئك الناس المغلوبين على أمرهم المقهورين..
العلماني يتفاعل مع جميع أتباع الديانات والمذاهب وحقوقهم في حرية الاعتقاد لهذا يستثمر لصياغة خطابه التعابير التي اعتمدتها لوائح الحقوق واتفاقاته الإنسانية وعمّدتها الدولة العلمانية الديموقراطية.. إنه احترام أصيل للمساواة وحظر التمييز
وفرق كبير بين دفاع عن أتباع الديانات والمذاهب والانجرار لخطابات التخندقات مع المجموعات الحزبية السياسية التي تستغلهم لمآرب إجرامية تصل حد ارتكاب جرائم الحرب وهي قطعاً لا توفر أية جريمة من جرائم ضد الإنسانية إلا وترتكبها بحق الناس بضمنهم أبناء المجموعات الدينية والمذهبية التي تدعي التمترس بخندقهم.. من أمثلة ذلك: جرائم اختطاف واغتصاب واتجار بالبشر وباعضائهم وبكل ما رصدته القوانين التي تمثل أداة أنسنة وجودنا بدول علمانية ديموقراطية الهوية لا زيف فيها ولا تمظهرات بمزاعم القدسية الدينية المزيفة..
عندما نحترم أتباع الديانات والمذاهب نضمن ونؤازر خيار الاعتقاد بسلامة انفتاحه على التنوع الإنساني فيما نسمح بتجيير خطاباتنا لقوى التدين السياسي المزيفة إذا ما انصبَّ خطابنا بصياغات تسمح لقوى التضليل باستغلالها وتأويلها لمآرب غير الحريات والحقوق.. وفرق بين سلامة حق الاعتقاد الذي ندافع عنه وبين  تجيير التدين لخطاب سياسي يميز بين البشر ويلغي الآخر من منطلقات صواب مطلق للتخندقات المحتربة المصطرعة! فهلا تنبهنا؟ 
فلنحذر في صياغة خطابنا ونؤكد ما يؤنسن وجودنا حقوقاً وحرياتٍ من دون مطبات المخادعة وبثقة فإن التنويريين يدركون الطريق ويخلصون له ولهذا هم يتنادون بتضافر الجهود وتعاضدها معاً وسوياً حتى يتحقق  أفضل ضمان للحقوق والحريات بلا تمييز وبلا قمع ولا مصادرة ولعل ذلك يوم يكون خطابنا الأنقى والأنجع والأكثر دقة بالاستناد إلى العقل العلمي وما يحكمه
 
تيسير الآلوسي

***

****************************************************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *