فزعة أم وساطة أم تفاعل للدعم والمؤازرة؟

معالجة في الثقافة الديموقراطية ومحاولة لتطبيق مثال قد تصح وتصيب وقد تخطئ ولكنها بالحالتين تتطلع لمن ينضّجها باتجاه الأكثر سلامة وصوابا وصحة.. وحتما وقطعا ونهائيا لا تتعرض المعالجة لأي شخصية أو جهة أو منظمة بقدر ما تمر بمثال ربما يصح وربما يخطئ ولكن الأساس  لمن يريد المحاورة والتعليق هو المعالجة وفكرتها ورؤيتها موضوعيا وبلا شخصنة.. فهل من رؤية حوارية؟ مرحبا وأهلا وسهلا.

فزعة أم وساطة أم تفاعل للدعم والمؤازرة؟

صديقاتي، أصدقائي: خالص الود والتحية

توضيحي للمهمة التي تقدمت بها بصيغة مبادرة: أنَّ تلك المبادرة لم تكن بصيغة (الفزعة) العشائرية ولا يمكن أن تقبل هذا النهج الماضوي المقيت الذي يتأسس على نصرة (الأخ) مصيبا أم مخطئاً!! وعليه فالفزعة لها فضاؤها البعيد عن الحراك الديموقراطي التنويري وتشكيلاته؛ لأنها من بقايا الماضي الذي يجري محاولة نفح روح فيه ولن يحيا حقا وفعلا بعد أن انتهى زمن تشكيلات ما قبل الدولة الحديثة. وإنْ بدا له حراك شكلي وتمظهرات، سواء عند من يتبناه أم عند بعض ممن ينزلق إليه من دون إدراك  و\أو انتباه أو في ظروف لا تبرير لها ولكنها ظروف متشنجة مولِّدة للضغط الذي يخلق عتمة على الرؤية فيولد التشوش وربما الوقوع بأباطيل أو أضاليل ولو مؤقتا أو بشروط  يظن أنه يحصن تنويريته وديموقراطيته إذا ما انساق في ضوئها للموقف المشوش بمنطق الفزعة…

هذا بشان ظاهرة الفزعة؛ لكن أيضاً في موضع آخر، سنجد تشخيصاً آخر غير الفزعة لمعنى مبادرة الجمع بين طرفين. فـ عندما تكون مبادرة مطروحة بين طرفين متباعدين مختلفين في الاتجاه، يتعايشان بمجتمعنا الحديث المعاصر وتشكيلاته، فلربما تكون المبادرة (وساطة) بينهما لجرهما إلى منطقة المشتركات الممكنة مزيلة فتيل إشعال التوترات، وهناك سنجد أوجه إيجاب لتلك (الوساطة).

إنما في موضع ثالث تظهر اشتغالات محددة باشتراطات أخرى إذ عندما تنصب المبادرة على قوى اتجاه فكري سياسي واحد وأعمق من ذلك، على سبيل المثال: عندما تكون في تنسيقية عمل تدير تيار ديموقراطي المنحى والمنهج، فإنّها ليست (وساطة) بين مختلفين أو نقيضين أو مصطرعين، ولكنها مبادرة لاقتراح رؤية تجمع طرفين في ضوء دفعهما ((للحوار)) المباشر؛ كونه [أي الحوار] الممر الوحيد لوجود الطرفين في تيار واحد، حيث أنهما كلاهما من ذات المنهج وإن امتلكا رؤيتين لمعالجة الخطى.. وأي شكل يطفو أو يُمارَس للتسقيط وتبادل الاتهام أو الانزلاق إليهما ولمنطقة التوتر وتفجرات الاحتقان تحت الضغط النفسي وغير النفسي لا يمكن إقراره لأنه يجسد ممارسة مستهجنة مستغربة لمن يرتكبها وخروج على لوائح العمل العرفية والمكتوبة وتنكُّر للمنهج الديموقراطي نفسه ويقتضي إنجاح مبادرة الحوار تنحية ما طفا من انجرار بلحظات الاحتقان والغضب إليه من سقطات لفظية لا تعبر عن جوهر الطرفين!!

عليه هناك منطقة أخرى مرفوضة بتوهماتها هي تلك التي تنظر إلى المبادر للحل وتتوهم لهنيهة وكأنه مع طرف ضد آخر وهذا المنطق مرفوض لأنه يصوّر أو يتوهم أن أعضاء تنسيقية أو تيار هما وجودان أو أكثر يتخندقان ضد بعضهما فضلا عن إشاعة خطاب التشكك وانعدام الثقة بين أطراف وجود ديموقراطي تنويري بعينه…. كما أن ذاك الوهم يقود أبعد غلى سقطة أخرى غير سقطة اتلاف وجود الثقة وتتبع لها هي دخول مرحلة أكثر تعقيدا عندما ترى أنه ينبغي أن يكون أحد طرفي الحوار منتصرا والأخر خاسرا.. ووجه من هذا الوهم سببه شخصنة الحوار واختلاق التخندق القائم على وهم اتهام الآخر وتأويل خطابه بل تأويل وجوده في ضوء التوجس والتشكك بخلاف  الحقيقة.. وكل ذلك يشكل ممارسة سلوكية قيمية بالمعنى الجمعي لمفردة سلوك، مما لا ينتمي للعمق الديموقراطي عندما نوقع (جمهورا) بعينه من الأتباع بهذا الفخ!

بديلنا أن نؤكد أن كل الأعضاء في تيار ديموقراطي وأعمق وأكثر وضوحا في تناول مثال محدد نقول: إنَّ كل أعضاء تنسيقية تيار ديموقراطي هم خندق واحد يشتغلون معا وسويا وتعدد الرؤى وتنوعها قطعا لا يمكن أن يكون تناقضا وتضادا وخلافا تناحريا اتلافيا كما يوهم بعضنا به ربما عن غير قصد!!!

إن سليم القرارات عند الاختلاف في الرؤى، يكمن في تعزيز الحوار وتفعيل مستويات العمل من جهة ممارسة كل عضو لمسؤولياته يعني ألا يقاطع عضو الاجتماعات والحوارات وتنسيق البرامج وأن تنعقد اجتماعات مكتب العمل ثم التنسيقية ثم الاستشارية ثم الموسَّع كآخر مناطق الحوار التي تضع صيغا للعمل لحين انعقاد المؤتمر العادي..

أما الإصرار على الاتجاه نحو القفز إلى ما يُسمى (المؤتمر الاستثنائي) فهو خروج فج على اللوائح وعلى منهج العمل كليا وأي ادعاء بكونه بديل للحسم هو تشويه وتشويش لأسس عمل التيار بمعناه الذي يؤكد أن التيار وجود مجتمعي وليس تنظيما حزبيا ولا جبهة أحزاب وعليه فللتيار وسائل عمل وآليات محكومة بالقواعد القانونية وبالمواد التي تتضمنها لوائحه العرفية والمكتوبة...

أيتها الصديقات الفاضلات، أيها الأصدقاء الأفاضل

إن التمعن والتدبر في الأوضاع القائمة يكشف أن مجريات الأمور بخصوص موقف أو وضع التيار الديموقراطي في هولندا مثالا وتحديدا،  تُدار بصيغ الفرض القسري وخلافا للوائح ولعل تصفيق بعضنا لانعقاد مؤتمر استثنائي، ضاربا [عن غير قصد] عرض الحائط اللوائح هو تشويه فج لعملنا وفزعة مع طرف بأسس غير موضوعية..

وصحيح القرار يكمن في استكمال الحوار المفتوح بتساوي الطرفين وبإلغاء قراراتهما المتقابلة التي ظهرت تحت الضغط الذي جابهوه وإنهاء حالات الانفراد بالقرار؛ والعودة إلى العمل المعتاد لحين انعقاد المؤتمر الذي سيدرس التجربة وما جابهها وكيف أمكن مجابهتها…

إن توضيحي من جهة واقتراحي رؤية للمعالجة ليس منتهى الأحوال ويمكن بالحوار الذي تدعو إليه مبادرتي أن يؤكد التمسك بالمنهج والآليات والابتعاد عن لغة تبادل الاتهامات فنحن زملاء حركة ديموقراطية ورفاق طريق التنوير والأنسنة الأمر الذي يجب تذكره دائما

وحتما وبالتأكيد لا يعني توكيدي أن فكرة المؤتمر الاستثنائي لا تخضع للوائح وللمنهج والفكر الديموقراطي انحيازا ولكنها تعبير عن الحقيقة المكنونة في اللوائح لا أكثر ولا أقل إنه مجرد قراءة لقرار وليس تقاطعا مع طرف وأنت حين تنصح برؤية أو تقترح رؤية مقابل أخرى فإنك تريد مصلحة من تتحاور معه لأنه منك وفيك وأن يشعر هو بغير ذلك فإنه مجرد وهم من مخلفات التشوش الفكري.. ندرك نحن معا أن مجمل ذلك، إنما يعود إلى حقيقة أن الديموقراطية تظل منهجا لا يتحقق من دون نضج في الوعي وانتباه على الآليات والممارسة وصيغ الأداء بحذر يعزز احترام الآخر والتفاعل معه إيجابا

وشخصيا كنتُ وأبقى بجميع الأحوال على مسافة واحدة تجاه طرفي الحوار الجاري في مثالنا الراهن والطرفان رحبا بمبادرتي بوعي وأريحية أجِلّهما.  وأُقدر للطرفين وجودهما في تيار الديموقراطيين وأثق بـِ نيّاتِهما الصادقة.. ولكن مصادفة أن نرى وجود طرف مع فكرة خاطئة، [إنما بالتأكيد ومبدئيا وبثبات]، نؤكد أنَّ ذلك لا يجعله مستهدفا من جهة ولا يخرجه من موقعه الطبيعي في العمل وإدارة الحوار فيه.. ولا ينبغي له أن يشعر بخسارة أو إساءة أو انحياز ضده بل ينبغي أن يفخر بسعة الصدر في التفاعل موضوعيا وليس بشخصنة الحوار، تلك الشخصنة التي لا تستقيم ((وهْماً)) إلا بانتصار طرف وخسارة أو اندحار آخر؛ الأمر الذي لا يقره منهج الديموقراطيين كما يعرف ذلك الجميع ومنهم من قد يكون انزلق بعيدا نحو التوهمات غير السوية….

أتمنى إدراك تلك الحقيقة مبكراً، بوعي ديموقراطي، قبل فوات الأوان وقبل تمكين الخطأ من طرف سيكون بالمحصلة صادما ويُبعد عناصر إيجابية عن الفعل والحراك!! في وقت نحتاج كلَّ طاقة مهما كانت وبأي حجم، للتعبير عن سلامة حركة التنوير من أجل إحداث التغيير والوصول إلى الديموقراطية التي لا تأتي إلا بوجود الوعي والارتقاء به.. إنني أدرك وأمرر من ينشغل بوهم اتهامي بالانحياز أو انحياز مبادرتي بدل تفاعله مع مفردات المبادرة نفسها ومناقشة أفكارها، أؤكد، مناقشةً موضوعيةً لا شخصنة فيها بما ينضِّج البديل المشترك بين الجميع.

أيها الأحبة

لا تُدخلوا جمهور التيار بنفق مظلم، وهم الذين يبقون اليوم بحاجة لتنوير وشحذ همم ومنع إيقاعهم بمزيد إحباط بل كونوا مع العمل على تعزيز وعيهم بقيم الديموقراطية ممارسةً لا تنظيراً ولا ادعاءات شكلية مفرغة بخلفية الفزعة الشللية الضيقة النظيرة للفزعة العشائرية وإن بدا وجود عناصر تنوير فيها وهم كذلك وإن أخطأ أحدهم لظرف بعينه!

إنكم أبهى وأكثر وعيا من دخول ذاك النفق، فتنبهوا أيها السادة….

تحياتي لجميع أحبتي واحترامي وتقديري وثقتي تتجدد وتستمر

وسننجح في المنتهى وندخل جميعا في اجتماع الحوار ومتابعة المسار لمناقشة حقيقية لنقاط الخلاف إن وُجِدت فعلا ومنع تضخيمها على أنها قضايا وكأنها بين خندقي الخير والشر أو بينهما ما بين السماء والأرض! الحقيقة أنّ الأمور مشخصنة إذ الفكرة ذاتها إن أطلقها فلان أسقط عليها الشرعية وإن جاءت من زميله (الآخر) أطلق عليها بطلان الشرعية وناقضها ونقضها! فأي منتهى ذاك الذي يتبدى وكيف لــ واعٍ أنْ يقف مع طرف أو آخر بدل أن يقف مع الرؤى التي تلبي اللوائح وتلتزم النهج الديموقراطي وتعزز تنوير جمهور التيار مدافعة عنه وعن مصالحه بحق وعمليا فعليا لا شكليا لفظيا

أصدقائي ركزوا على القضية التي نجابهها معا

ما هي نقاط الخلاف باعتقاد كل طرف؟

ما رؤيته لمعالجة كل نقطة؟

أين منطقة التعارض بين الحلين و\أو المعالجتين؟

ما الأسلم برؤية الخبراء عندما يستعصي الاتفاق بين الطرفين؟

كيف ننضج البديل بما يلتقي عليه الطرفان؟

أين موضع الانتهاء وسقفه وقرار إطلاق الحراك وعدم التوقف عند أي تمترس مهما كان طابعه ومن يقف وراءه؟

تلك هي الأمور بجوهرها وحقيقتها وأملي وثقتي،  وأبقى أجدد توكيد هذا: أن الجمهور الديموقراطي لن يصفق بلا وعي لكل طرح ولكل دعوة ونداء بل سيؤيد بوعي مبادرات البدائل الصادقة الملتزمة بلوائح متعارف عليها ومصاغة عرفيا او كتابيا

وجميعها محددات توجه الديموقراطي بصورة إبداعية لا مصادرة فيها أُذكِّر هنا بأن بعضنا يحذف ويقصي ويصادر ما لا يتفق بدل مناقشته لتفعيل الأفضل!!!

ويا لألمي يا أحبتي ويا لفجيعتي إن تدهورنا من قمة جبل كالذي نحن فيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بقي ان أؤكد أنّ من يريد مناقشة الرؤى فأهلا وسهلا ومن يريد ان يأول النص بما يستجيب للشخصنة وتعرضت لفلان وناصرت علان فيبق بخندقه متمترسا في شرنقة القال والقيل المشخصن متمنين له حياة طيبة وخيارات لا يتعثر فيها بألم بل متامنين النجاح وتقطيع خيوط الشرنقة والتحرر والانطلاق في فضاء الديموقراطية بحق الرحب ويومها مرة أخرى أهلا وسهلا

 

*****************************************************

العار ليس أن يخبرني امرئ أن فكرتي خطأ بل العار أن أشعر ذلك الإخبار منقصة شخصية فأندفع برد يجعلني أتمترس خلف خطأ ارتكبته في المرة الأولى عن غير قصد ليصير تخندقي فيه عن قصد وسبق إصرار… فلنتحاور ولننفتح على الآخر ولنكن بأوسع رحابة صدر في التعامل مع الأخطاء والهفوات ولنشكر من ينبهنا بدل معاداته وتسقيطه والتمترس العبثي بما يشبه استعادة سلوكيات من أزمنة غابرة… تلك هي بعض دروس دمقرطة وجودنا وأنسنته وحداثته

*

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *