التخريب في الثقافة العامة وقيم التنوير! تحطيم تمثال مبدع نصب الحرية، الفنان العالمي جواد سليم نموذجاً!؟

من دفاتر يوميات بغداد الجريحة؛ المبتلاة بوباء عناصر التخلف الظلامية وجهلها ومن تلك اليوميات، نستذكر يوم صحت بغداد على اعتداءات آثمة على علامات التنوير فيها، ممثلة بالمنجز الجمالي الفني لمبدعاتها ومبدعيها؛ ذياك المنجز الذي سجل تاريخها وثقافة الشعب التنويرية المنتمية لحضارته العريقة.. لكننا بتاريخ 29  آب أغسطس كان مثال إرهاب استهدف الثقافة ومنجز الفن بتحطيم تمثال مهم وسط بغداد هو تمثال مبدع نصب الحرية، الفنان العالمي النحات جواد سليم

التخريب في الثقافة العامة وقيم التنوير!!!
شهدت بغداد طوال سنوات حكم الإسلام السياسي اعتداءات صارخة ظلامية المنحى لقمع ثقافة التنوير وتحطيم علاماتها وشواهدها وكانت حصة الأسد من نصيب التماثيل التي كرّم الشعب بها مبدعاته ومبدعيه وكان تمثال الفنان العالمي جواد سليم أحد علامات الهمجية وإرهابها الفكري الذي طاول تخريب الجمال!!! هذه الصورة ستظل تحفر في الذاكرة فتذكروها وقولوا الكلمة الفعل مثلما تجاه كل تماثيل التنوير رموزا باقية ومثلما منجز الحضارة ولا فرق هنا بين المواعش والدواعش فالصورة التي ترونها هنا وفي متحف الموصل واحدة أليس من وقفة منتظرة في الضمائر الحية والعقول المستنيرة؟؟؟؟
في تاريخ (سابق) ارتكب بعض رعاع هجمات على النُّصُب والتماثيل التي زينت ساحات بغداد وشوارعها تكريما وتخليدا للقامات والمعاني الرمزية التي حملتها رسائل الفن التي جسدت التجربة الإنسانية للشعب ولمسيرة التنوير فيه…
جواد سليم النحات العراقي الذي حظي بسمعة عالمية وتكريم بجوائز الفن وهو صاحب رمز بغداد والبلاد وتاريخها ممثلا بنصب الحرية وسط بغداد، يهاجمونه ويمارسون همجية ظلامية واضحة بقطع رأس التمثال وإعمال أشكال تخريب فيه!!!
إن فلسفة المواعش هي ذاتها فلسفة الدواعش إنهما شقا الإسلام السياسي الأخونجي الدعوجي وفروعهما المتشظية في الميليشيات والجماعات التي تستبيح تفاصيل اليوم العادي.. إنها مجموعات تخريب لكل قيمة جمالية أو ثيمة تنويرية!
الدولة بلا أداة ضبط ولا سلطة أمام سطوة الميليشيات وبلطجتها وإرهابها الدموي يطال محورا أخطر هو الإرهاب الفكري حيث إفشاء الخرافة ومنطقها الظلامي الماضوي الأخطر وباءً…
هنا لابد من وقفة جدية مسؤولة من الناس من جمهور الشعب مالك الحق في يالحياة الحرة الكريمة كي يسحب الأبناء من تلك الجماعات ويلتحق بمحو الأمية ليوقف جريمة التجهيل والتخريب الشامل ومنه التخريب الثقافي! كما ينبغي تفعيل المواقف والأنشطة الثقافية التنويرية لأنها فعل كفاحي نضالي هو الذي يحقق سلامة المشهد وتطهير الوطن والناس من فيروسات الخرافة والجهل والتخلف وقيم الظلام والظلاميين
فلنعد لمشروعنا الثقافي هيبته قبل أن تصل التداعيات منطقة لا عودة عنها إلا بمزيد مزيف أخطر مما يجري من طوفانه الكارثي..
قولوا كلماتكم الفعل ولا تصمتوا لأن التالي أنتم ورؤوسكم
 
تيسير عبدالجبار الآلوسي
ماذا لو صحوتكم في أحد ليالي بغداد على قرعات تكسير الأبواب ووجدتم من يقتحم عليكم بيوتكم (الآمنة) لتطيح برؤوس من بينكم؛ بعد أن انتهى الهمج السوقة وبلطجية بغداد من تكسير رؤوس التماثيل وتقطيعها!؟ 
إنها جريمة مترابطة الأسباب والأفعال حيث ظلاميات التخلف وفروضه الإرهابية لاستعباد الناس وإدامة الجريمة…؟ فماذا لو أدى الصمت على همجية ما يُرتكب إلى ما نحذّر منه وننبه عليه!؟قولوا الكلمة الفعل… واستيقظوا من غفوة التخدير الطائفية!! فأنتم أكثر وعياً و نباهة، تختزنون خبرات وعلوما وتجاريب بلا منتهى! فانهضوا قبل فوات الأوان.. إنها ليست رؤوس تماثيل ورؤوس منجزات الفن بل رؤوس ثقافة التنوير ومن ثم هي رأس العيش الحر الكريم ينهزم تحت العقب الحديدية المنغمسة بدمائكم!!!

********************************************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *