البرلمان الثقافي العراقي في المهجر ينعى الفنان الأستاذ سامي عبدالحميد

كلمة نعي في فقيد المسرح العراقي وحركة الثقافة التنويرية الفنان الرائد الكبير الأستاذ المتمرس سامي عبدالحميد

وداعاً أيها الرائد التنويري المشرحي الكبير ستبقى بقلوب محبيك وسيبة اسمك شمسا في فضاء الثقافة في العراق وبلدان المنطقة وسط شعوبها المتطلعة للتنوير الذي افنيت العمر على منصته.. وداعا

البرلمان الثقافي العراقي في المهجر ينعى الفنان الأستاذ سامي عبدالحميد

بألم وأسى ينعى البرلمان الثقافي العراقي في المهجر لحركة الثقافة التنويرية في العراق والمنطقة قامة ريادية ونخلة عراقية باسقة برحيل الفنان الأستاذ سامي عبدالحميد. إن الفقيد الراحل هو أحد أقانيم الريادة المسرحية الذي حمل خطابا لصنع الجمال الغني الثر بمضامينه الثقافية وطابعه التنويري التقدمي.. يرحل هذا الرائد في العطاء المسرحي وفي الأداء الأكاديمي الذي كان فيه أستاذا متمرساً في غنى دروسه بالروح الإنساني وقيمه السامية قبل أن يحصر منجزه بالجمالي المسرحي البحت..

إننا اليوم نفقد عراقيا أصيلا منح بلاده جائزة تظل الأعلى في معانيها وخلاصة دلالات رموزها.. لقد كان ثقله النوعي أكبر من التقييد الذي عادة ما تفرضه سلطات نظم تعاقبت على البلاد فسطع نوره مانحاً فضاء وجوده مزيد تنوير نحن اليوم أحوج ما نكون غليه في العتمة التي اختلقها ساسة ظلاميون يناصبون التنوير وحركة الثقافة عداء فجا بأضاليل سيكون تمسكنا بمبادئ حملناها معا وهذا الريادي الباسق قامة في وطننا ومسيرة شعبه المعاصرة..

يخسر العراق اليوم مصدرا من مصادر طاقة التنوير والتحرير ولكنه بوجود تلامذة تلك الشخصية الفذة وما يحملون سيبقى فاعل الأثر خالدا في المضير الحي..

وفي لمحة تترسم صورة المبدع والإنسان سنقرأ: كون ولادة هذه القامة المسرحية الثقافية الفذة لا ننسبها لمدينة السماوة بشموخ ذاك الاسم ولكنها ولادة لعراق مفتوح على محاولات إشادة دولة حديثة معاصرة؛ كان فيه الكاتب والفنان الراحل هو: الممثل والمخرج  الدرس لتلامذة الفن وعلومه الإنسانية، وهو ذاته الذي بدأ وجوده إنساناً عام 1928 ليكون الشخصية المرحة الطيبة المتفتحة الأنيسة في بيئته. إنه تاليا كما وطنه وشعبه النامي بظروف عتية كان الأستاذ المتمرس في العلوم المسرحية بكلية الفنون الجميلة جامعة بغداد.

كان فقيد المسرح العراقي وحركة الثقافة التنويرية قد حصل على ليسانس الحقوق ودبلوم الأكاديمية الملكية لفنون الدراما لندن وماجستير العلوم المسرحية جامعة أورغون بالولايات المتحدة.

لعل من آثاره الباقية تأليفاً: فن الإلقاء، فن التمثيل، فن الإخراج. وفي الترجمة: العناصر الأساسية لإخراج المسرحية الكسندر دين، تصميم الحركة لأوكسنفورد والمكان الخالي لبروك. فضلا عن كتب عشرات البحوث المتخصصة مثل: الملامح العربية في مسرح شكسبير، السبيل لإيجاد مسرح عربي متميز، العربية الفصحى والعرض المسرحي، صدى الاتجاهات المعاصرة في المسرح العربي.

نشط فاعلاً مؤثراً في الحياة المسرحية وحركتها وكان دوره مميزاً بميادين إدارة تلك الأنشطة الكبيرة المهمة فحظي بتقدير أوصله على رئاسة اتحاد المسرحيين العرب وعضوية لجنة المسرح العراقي والمركز العراقي للمسرح كما كان نقيباً سابقاً للفنانين العراقيين…

ساهم بإشراقات مميزة وحضور في مهرجانات مسرحية عديدة: سواء كان ذلك بوصفه ممثلاً أم مخرجا أو ضيفا بهي الأثر يذكر هنا له ذياك الحضور: مهرجان قرطاج، مهرجان المسرح الأردني، مهرجان ربيع المسرح في المغرب ومهرجان كونفرسانو بإيطاليا ومهرجان جامعات الخليج العربي وأيام الشارقة المسرحية.

ولأهمية ذاك الحضور حصد كثيراً من الجوائز والأوسمة كجائزة التتويج من مهرجان قرطاج، وسام الثقافة التونسي من رئيس جمهورية تونس، جائزة الإبداع من وزارة الثقافة والإعلام العراقية، جائزة أفضل ممثل في مهرجان بغداد للمسرح العربي الأول.

من أبرز منجزاته التي مثل دروسا غنية ثرة: إخراج مسرحايت: ثورة الزنج، ملحمة كلكامش، بيت برناردا ألبا، انتيغونا، المفتاح، في انتظار غودو، عطيل في المطبخ، هاملت عربيا، الزنوج، القرد كثيف الشعر. وقمر من دم وغيرها

فيما وجدناه ممثلا مع الراحلين الكبار قاسم محمد وعوني كرومي وفاضل خليل في مسرحيات: (النخلة والجيران)، (بغداد الازل بين الجد والهزل)، (الإنسان الطيب)، (انسو هيروسترات)  فيما اشترك بأفلام سينمائية مثل: (من المسؤول؟ – 1956) و(نبوخذ نصر 1962)، (المنعطف 1975)، (الأسوار 1979) و(المسألة الكبرى (فيلم) 1982) و(الفارس والجبل 1987) و (كرنتينا)

إن هذه اللمحة التي تعتمد بعض وثائق مسجلة هنا وهناك في الشبكة العنكبوتية لا تفي الشخصية التي ظهرت على المسرح بعمر تجاوز الثمانين ولا يغطي الدور الأبرز عبر تدريسه وتحريجه مئات من طلبة التخصص ولا حجم الخطاب الثقافي التنويري الذي ساهم في تعزيز وجوده عبر جهوده الخاصة ومساهماته في فرق المسرح العراقي البرز في التأثير بجمهور من أوسع وجود فكري دافع عن الإنسان وحقوقه وحرياته…

إننا نبقى نضع لهذي القامة الشامخة والنخلة العراقية الباسقة مكانه ومكانته لتظل ثمار عطائه جنية فاعلة تغذي الأنفس المتعطشة للحياة ولأنسنة وجودنا وصنع تجاريب بهية تمنحنا الانعتاق من قيود كافح الراحل لتثبيت عنوانات البهاء بمسارها..

لفقيد مسرحنا العراقي بتنوعات تعبيره عن الطيف التعددي المتنوع وفقيد المسرح العربي الذكر الطيب وخلود الأثر التنويري الأبهى والأكثر سطوعا عبر كل ما تركه فينا فنيا ثقافيا أكاديميا..

تيسير عبدالجبار الآلوسي

عن

البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

https://www.facebook.com/groups/304516602341/

 

 

 

العزاء فيك فيك يا أبا أسيل قاسٍ وأنت خيمة ومظلة وهوية .. لكنها دورة حياة ولكنها مكللة بمنجز كالدرس تتركه في روابط بين الريادة والتحديث سيبقى النبراس وقنديل التنوير وهاجا باسمك الباقي..

 

 

*

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *