بين التمييع وتضييع منجز الثورة والموقف المنيع لقواها؟

ونحن ننتقد ونفضح العدو السياسي فإننا لا نبحث عن انتقام وإنما عن إعادة الانسجام وإطلاق مشروعات البناء والتنمية كما أننا لا نعول على الآخر متي يستجيب لمطالبنا بل نضغط بفعلنا لا رد فعلنا من أجل تلبية ما ينبغي تبنيه وإطلاقه في فضاء الحرية والتقدم والسلام بخلافه نكون مجرد كتّاب بيانات ندبجها استعراضيا فنخدم قوى التخريب ومآربهم كما نؤكد فرقتنا وتمزقنا وامتناعنا عن الأداء الجمعي المفترض فيها فلنتنبه على تلك الحقيقة ونواصل الفعل بمزيد اشتغال وإصرار وبروح ينجز ويتقدم بلا سلبية أو اتكالية

بضع أسطر من تداعيات تقرأ في مواقف وتصريحات وبيانات صدرت مؤخرا من أكثر من طرف

قالت قوى (مدنية): إن الحكومة تكرر نهج سابقاتها بالتعامل الوحشي مع التظاهر السلمي، في تعليقها على اغتيال متظاهر سلمي.  وما تنتظره حركة الاحتجاج ليس أنْ تصف له (قوى مدنية أو غيرها) ما يحدث له وهو الشاهد على قرابينه يدفعها أضحية للجلاد!  لكن حركة الاحتجاج الشعبية تطرح تساؤلا استنكارياً: أينكم؟ وما مواقفكم تجاه مسلسل الجريمة؟ وكيف السبيل للرد ومعالجة ما يعترض الفقراء من مشكلات؟؟؟

ما إجراءاتكم يا قوى تبدأ بتسمية نفسها بالمدنية وهي تسمية تقع بين قوتين: علمانية تتردد من تسمية نفسها بالمصطلح الصحيح الدقيق خشية وخوفا وقلقا أو ربما عند بعضها لعدم ثقة بالنفس علما أن جمهور الفقراء أزاح غشاوة فهم اختيار قيادته وفكره ودان التمظهرات والادعاءات في التدين والتمذهب ويريد بديلا ((علمانياً)) يتسم بالصدقية والنزاهة كما أوصلته التجربة إلى تلك القناعة..

أما القوى الأخرى التي تسمي نفسها المدنية فهي من بقايا ذئاب مرحلة الطائفية وتتوهم أنها بارتداء ثوب الحَمَل أي بتسمية نفسها مدنية يمكنها أن تضلل الجمهور وتخدعه لتبقى متسيدة..

أيها السادة،

جمهور الفقراء ليس معنيا بمن يصف له أوضاعه واستغلاله وما جرى ويجري له فقد عاش تلك اللحظات وأدركها بفواجعه وآلامه ومعاناته؛ لكن هذا الجمهور يبحث عن قيادة تكون هيأة أركان حربه ضد عصابات مافيوية ميليشاوية مسلحة بالعنف الدموي. وما يستمر في أداء السلطة اليوم، هو صراع بين ما فرضته ثورة أكتوبر 2019 من تغيير، ربما شكلي حتى الآن، وبين قوى الكربتوقراط الفاشية التي تحمل رسالتها اليوم (الدولة العميقة).

الشعب وثورته يطالبان بقيادة للفعل الضاغط باتجاه التغيير وتمكين قواه من الوصول لإدارة دفة مهامه التي تؤسس لحركة البناء والتنمية ومن لا يملك جرأة وشجاعة الموقف، فإنَّ الشعب ليس بحاجة له ولا لمناوراته التي يعتمدها بخطاباته.. ووجوده قيمة سلبية من فيض الهفوات والنكسات..

فلنثقف أيها السادة بالعمل وبخطى التغيير القائمة على:

  1. إعلان الحقائق كما هي بمسمياتها سواء بتشخيص الواقع أم بعناوين وأسماء قوى التنوير والتغيير ومجمل مساراتها وخياراتها وبدائلها..
  2. إعلان قيادة وطنية شعبية (موحدة) علمانية التفكير ديموقراطية المنهج واعتماد وجود رجال الدولة من العقول العلمية والخبرات الوطنية النزيهة.
  3. التثقيف ببرنامج العمل باتجاه منطقة انتخابات بين ممثلي الشعب لا بينهم وبين قوى المافيا ولا حتى بقبول مشاركة الأخيرة لأنها ليست سوى التعبير عن منحها فرص اختراق جديد آخر لصالح إدامة المجرمين يتسلطون على رقاب الشعب فالثورة جاءت للتغيير لا للترقيع..
  4. أما مرحلتنا القائمة فتكمن في مزيد انتشار ميداني جماهيري لمجابهة أولا: تكرار مفوضية مضللة كالتي عينوها بينما يريد الشعب مفوضية نزيهة بوجود دولي داعم ومؤهل لضبط تلك المصداقية والنزاهة . وثانياً: رفض قانون الانتخابات المجحف بتلاعبه بمخرجاته وفرض بديل الشعب القائم على الدائرة الوطنية الموحدة التي لا تسمح بالتلاعب.
  5. وينبغي لنا أيضا بهذا المسار توكيد الجوانب المطلبية المعنية بحاجات الحياة سواء بمجابهة الجائحة أم بمجابهة مشكلات عضال للنظام الطائفي وطغيان قواه وعدم تأجيل ذلك..
  6. ونحن بحاجة لاتصال القيادة الشعبية الموحدة بالمجتمعين الدولي والإقليمي وجذب مزيد ضغط أممي تضامني رسمي وشعبي لصالح ثورة التغيير..

كل ما عدا ذلك ترهات تضيّع دماء الثوار الذين استشهدوا وتكرّس التفاف قوى النظام على تلك الثورة وما حققته من مكاسب حتى الآن

تذكروا أننا أما ننتصر أو ننتصر…. ولا مجال للهزيمة؛ حتى لو استدعى الأمر أن تولد من رحم الثورة بدائل الشعب الشجاعة على إعلان القيادة الوطنية البديلة وتعزيز التفاف الشعب حولها وترك بقايا الرخاوة والتمييع إن اختارت اية قوة هذا السلوك

كفى سلبية وترهلا وأفعالا سبهللة..

ولنمضِ نحو الفعل الحازم والحاسم، فقوى النظام مازالت هي المتحكمة وهي من يدير الفعل ميدانيا ولنتحول من رد الفعل السلبي الذي دام 17 سنة عجافا من الجهل والتخلف ومنطق الخرافة ولنواصل ما حققته الثورة من تغيير في العامل الذاتي حيث أدرك الحراك هدفه وخطاه التي اتخذها هي أسرع مما فعلته قوى الخشية والتردد وأنصاف الحلول الدبلوماسية مع أعداء لا يرحمون

إن الرد الوحيد القادر على التأثير هو حجم الحركة الشعبية واستثمارها المنجز لا تضييعه بتمييعه

احزموا مواقفكم واختياراتكم والعبرة ليس في صرخات نحن مع الشعب بل في هتافات مبنية على الفعل المبرمج

أفلا تكون الرسالة وصلت؟ أم سنبقى نراوح ونجامل على حساب وجودنا وعلى حساب الشعب!!!؟

 

 

*****************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *