صحفيون خلف غياهب السجون والاختطاف! فمن ينقذهم!؟

في ضوء محاكمات تتأسس على تلفيق التهم للإمعان في الأحكام المشددة الثقيلة على صحفيين عملا مع وسائل إعلام عراقية وكوردية وتابعا محاولات رصد ظاهرة نزوح وتهجير وطلب لجوء لكنهما تعرضا للاعتقال التعسفي وأبعد من ذلك تلفيق التهم على الرغم من التضامن الأممي! ماذا توحي به تلك المحاكمة التي ستجري اليوم والغد؟ وما الموقف المؤمل؟؟

صحفيون خلف غياهب السجون والاختطاف! فمن ينقذهم!؟

لجان دولية تقف بقوة وثبات وراء مهام الدفاع عن حرية الصحافة والصحفيين، وعن حرية وصول المعلومة وسياسة الشفافية.. وفي المستويات الوطنية مازالت كثير من الحالات الحقوقية تقف على بوابة مطلب العفو وإطلاق السراح تاركة (الموقف) الاستراتيجي الجوهري بعيداً عن ثقافة العمل المتخصص.. إنّ النموذج العراقي يحمل تضخماً غير قليل من حالات الاختطاف والتغييب القسري بلا مجيب! كما تستمر لعبة التكتم وحجب المعلومة بوصفها نهجاً عاماً سائداً في اشتغالات حكومات ما بعد 2003 حتى يومنا!!؟

ولعل الموقف شرق أوسطياً وإقليمياً مازال يطاول الصحافة والصحفيين بصورة فجة قاهرة، إذ شهدنا نموذجاً تركياً من اعتقال صحفيين كورديين يعملان لصالح إعلام كوردي هما الصحفي راوين سترك مراسل قناة روداو الكوردية العراقية  وأيضا المصور سلمان كيليش الذي عمل لصالح قناة دجلة العراقية أيضاً… لا يكفي ما يطال الصحفيين في العراق ليطالهم وهم يعملون في ميادين حركات المزوح وطلب اللجوء كما حدث تجاه الصحفيين اللذين تم تلفيق تهمة (الإرهاب) لهما لتحميلهما عقوبة تصل العشر سنوات!

وسيمثل الصحفي سترك اليوم الأربعاء أمام محاكم تركية والسيد كيليش يوم الخميس، ما يتطلب إعلاء الصوت للتراجع عن التلفيقات المزيفة المبيتة ومضاعفة الجهد الأممي ليس بحدود مطالب مقصورة عند دفاع عن حال فردية بل للمطالبة بالشفافية وحرية وصول المعلومة وحماية العمل الصحفي بدل مطاردته القهرية وتلفيق التهم لمزيد ضغط وتشويش على الحقيقة!

إننا لا نقف عند حدود عندما يتعلق الأمر بالحقوق والحريات وعندما يمس الأمر أبناء شعوب وقوميات يقع الحيف عليهم لمجرد انتمائهم فذلكم سيبيح نشر التمييز والشوفينية ومواصلة جرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة وغيرها مما يُرتكب ومحاكمة هذين الصحفيين ليست سوى علامة من علامات الحقيقة المأساوية..

فلنعِ أدوارنا ومهامنا الحقوقية ولنعِ مواقفنا المؤملة ونشدد على التزامات الجهات الرسمية في ضبط الأوضاع من جهة وغعادة الحقوق وتطبيق القوانين ولوائح حقوق الإنسان المضمنة في الاتفاقات الأممية الدولية..

وعالي التقدير لتفاعلاتكم الموضوعية وتضامنكم بأوسع ما يعبر عنه الموقف الإنساني الحقوقي ومقتضياته وطنيا وبامتداداته عندما يتعلق الأمر بانتهاكات وخروق وصلت كما نراها بانتهاك السيادة بعمليات عسكرية بشعة أوقعت مئات آلاف الضحايا وأفرغت مئات القرى من أهلها لتحل قوات محتلة عند تخوم السيادة وليس من رد! دع عنكم قضايا الاعتقال الكيفية وتلفيق ما يشاءون لتمرير ألاعيب مركبة ليست ذات طابع محلي محدود كما يصورونها..

إننا نبحث عن مهمة رفع الأبصار عاليا لترى بصورة أشمل وأعمق وتنصر الحقوق بصيغة رسمتها اللوائح والقوانين والعهود الدولية المعروفة..

 

******************************************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *