عندما تتجاوز الميليشيات الخطوط الوطنية الحمراء وتردد نشيد دولة أخرى!

ماذا تعني الخيانة العظمى إن لم تكن تلك الجرائم بانتهاك الخطوط الحمراء للوطن والناس!؟ ماذا يعني الإسفار عن الخضوع لأجندات قيادة دولة مازالت لم تُسقِط عداءها للعراق والعراقيين ولم تعقد أكثر من هدنة تمرر بها مآربها؟؟؟ كيف لساكن بيت أو  حتى لمقيم به مؤقتا أن يهتف بشعارات ضده وضد أهله!؟ كيف يتغنى وينشد أناشيد دولة أخرى على أرض وطن حر ذي سيادة؟؟؟؟ كيف يهتف لمن أدمى البصرة وأهلها وخنقها في ثرواتها الزراعية والصناعية وسمم أمواهها واستباح حدودها؟؟ كيف لمن ساهم بقمع ثورة أهلنا بالبصرة أن يستبيح السلام فيها؟؟؟

عندما تتجاوز الميليشيات الخطوط الوطنية الحمراء وتردد نشيد دولة أخرى!

 

اهتزت البصرة الفيحاء مزمجراً تاريخ تأسيسها العربي وزمن المشاهد الكارثية للحرب الإيرانية التي أودت بحيوات مئات آلاف مؤلفة من الأبناء فيما تمَّ تقطيع رؤوس ملايين نخيلها ثروة رئة أنفاسها بمحاولة لخنق الحياة فيها؛ اليوم تتابع ذيول نظام عدواني إرهابي لتُسفِر عن تبعيتها وخنوعها وتنفيذ أجندات ذاك النظام!

 فلقد أوردت الأنباء تحدٍّ جديد للحكومة العراقية وللعراقيين وأبناء البصرة المجروحة من عدوان الملالي ونظامهم، خبراً يتجاوز كل منطق للروح الوطني وللانتماء الوطني ولتدوس ميليشيات من (الحشد الشعبي) على الهوية الوطنية بترداد النشيد الوطني (الإيراني) وبلغته (الفارسية) في احتفالية استعراضية انتهكت  شوارع البصرة وفضاءها، والأنكى أن ذلك الجرم الخياني بكل المقاييس قد اُرتًكِب بحضور قيادات في الحشد الميليشياوي المنسوب زوراً وبهتانا وعدوانا لمفردة الشعبي مع وجود شخصيات سياسية عراقية معروفة..!

إنّ تكرار الاعتداءات السافرة والانتهاكات للروح الوطني وخرق خطوطه الحمراء ليس مجرد حدث عابر بل هو استهتار بكل قيم الروح العراقي ودوس على سمو السيادة الوطنية المنتهكة بإعلانات تلك الميليشيات أنها تنفذ أجندة معادية وتخضع لقيادتها ومخططاتها.. واليوم ووسط العراقيين وفي فضاء سيادتهم يجري إطلاق حناجر الخيانة ليس بأناشيد دينية مذهبية قد يُحتمل تبريرها وأخذها بمحمل أو آخر بل بالنشيد الوطني لدولة أخرى مازالت حتى يومنا لم تُلغِ عدائها للوجود الوطني العراقي وسيادته..

إنّ الموقف الشعبي والرد الوطني صريح وعالي الصوت هادر بحناجر ثورة أكتوبر العراقية التي هتفت ملايينها الشعبية إيران برة برة، بغداد تبقى حرة واليوم تؤكد البصرة تبقى حرة…

إن دماء شهداء العراق في الدفاع عن السيادة الوطنية وعن الهوية واستقلاليتها لن تذهب هدراً والشعب مازال موجوداً حياً بطاقات أبنائه ثوار أكتوبر وهم يواصلون رسم المسار للحرية والانعتاق من أوباش حكموا بإرادة الأجنبي منذ 2003 حتى جاءت ثورة أكتوبر العراقية العظمى لتهز عروشهم وتبدأ رحلة تنقية فضاء الوطن من الدخلاء ومن أدخلهم بجنح ظلام وليل دامس…

وإذا كان الشعب وأبطاله قد أنشدوا أناشيد الثورة والوطن فارتعب حكام الطائفية وظلاميات أفاعيلهم فقدموا بمناورة مفضوحة اعتذاراتهم واعترافاتهم بالجريمة فإن الشعب ماض يسستكمل إنجاز ثورته وإنهاء جرائم انتهاك الحقوق والحريات والسيادة الوطنية وسيجري إنهاء كامل الوجود الخياني الميليشياوي قريبا وبلا رجعة لها ولأغطيتها السياسية التي مازالت تناور لإعادة إنتاج نظامها الذي هزّته الثورة الوطنية..

أيتها العراقيات، أيها العراقيون

لا تمرروا هذا العبث ويجب حزم الموقف وحسمه نهائيا الآن وليس غدا.. فحق السيادة للبيت الوطن هو أول حقوق الشعوب.. فـ قدّموا مرتكبي الخيانة العظمى، للمحاكمة أمام قضاء الشعب العراقي.. وحافظوا على حرمة سيادة لا يمكن لعدوٍّ انتهاكها مهما كانت عدوانيته أو أيا كان من انتحاريي زمن الظلام وسلطة ملالي الخرافة والجهل؛ فسيادة الوطن والناس أعلى وأقوى وأبقى نقاءً وبهاءً..

وسيبقى العراق سيداً وأهله أحرار مدى الدهر..

      

  البرلمان الثقافي العراقي في المهجر

المرصد السومري لحقوق الإنسان

 

***************************************************************************************************************************************************************************************************************************************

ألواح سومرية معاصرة إذ تنشر مثل هذه الموضوعات والمعالجات وما تتناوله فإنها تتطلع لتداخلات وتفاعلات بكل اتجاهاتها من القارئات والقراء وفضل رؤاهن ورؤاهم جميعاً، كي نُعلي معاً من مكان ومكانة حملات التنوير ونشر خطاب الثقافة المتفتح بقيم التسامح والأنسنة.. ولنمنع ضخ التخلف ومنطق الخرافة في الذهنية العامة كما تحاول فعله قوى الظلام فنستعيد منطق التحضر والعقل العلمي في المنجز 

*****************************************************************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي
https://www.somerian-slates.com/2016/10/19/3752/

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *