اقتصاد ريعي تبتزه دولتا جوار وتنتهكه بنيويا باستغلال مخرجاته

فلنعلن حملة وطنية من أجل اقتصادنا الإنتاجي لا الاستهلاكي الريعي ومن أجل إطلاق عجلة الاقتصاد ومفردات محاوره تسد أي ثغرة بنيوية ونتجاوز الخلل الهيكلي ونستعيد للعملة الوطنية مكانها ومكانتها كما الحقيقة ونمنع بيع العراقي وبيته العراق في اسواق نخاسي العصر.. لنكن معا وسويا في حركة اقتصاد وطني حر يحمي المنجز الإنتاجي في كل قطاعاته ويوقف الهدر والاستنزاف والسرقة

اقتصاد ريعي تبتزه دولتا جوار وتنتهكه بنيويا باستغلال مخرجاته

شهرياً تخرج علينا التقارير الاقتصادية سواء التي تصدر في طهران أم في أنقرة، لتؤكد أنّ العراق هو أكبر مستورد من إيران ومثلها تركيا. وفي تقريرها الأخير أعلنت تركيا، اليوم الخامس من أبريل نيسان، أن العراق قد تصدَّرَ قائمة دول الجوار الأكثر استيراداً منها في الربع الأول من هذا العام 2021.

إذ وصل حجم الصادرات إلى العراق إلى مليار و875 مليونا و111 ألف دولار، من  أصل 4 مليارات و327 مليونا و858 ألف دولار مع دول الجوار في المدة بين كانون الثاني وآذار 2021 بما يساوي حوالي44% من مجمل التجارة مع ست دول تجاور تركيا!

فيما لم تشكل مجمل خمس دول مجاورة لتركيا أكثر من 56% فقط لا غير من تلك الصادرات… وبيّنت التجارة التركية، أنّ المواد والمنتجات الكيميائية جاءت بالمرتبة الأولى بواقع 743 مليونا و889 ألف دولار، تلتها مواد قطاع الحبوب والبقول والبذور الزيتية ومشتقاتها بـ 552 مليونا و789 ألف دولار، ثم المفروشات والورق ومنتجات الغابات بـ 537 مليونا و610 آلاف دولار.

إنَّ الإبقاء على الطابع الريعي للاقتصاد يسهّل أفعال اللصوصية والسرقة ويعجل جرائم النهب والاستنزاف ويسمح بشرعنته وتوفير الغطاء له.. دع عنك أن نظام الاقتصاد الريعي يعني التمترس خلف الميزانية بقسمها التشغيلي لا الاستثماري مع انعدام لمنطق الخدمة في ظروف آمنة للمافيات !! فهل بعد ذلك من موقف منتظر غير إنهاء طابع موازنة مختلة بكونها ضد المحاور الاستثمارية المنتجة.. فهل سنتخذ القرار الرسمي والشعبي!؟

ومع إيران كانت التقارير تتحدث عن ديون بالعملة الصعبة على العراق مقابل الغاز الإيراني والمشتقات البترولية بوقت يتم حرق الغاز العراقي ونسبة غير قليلة من المواد المستوردة تقع في خانة ما تتلفه أذرع الجارة الوادعة من منتجات زراعية عراقية أو ما تمنع من إنتاجه بتعطيل جهات الإنتاج ووسائله وبفرض التصحر وتبوير الأرض بقطع الأمواه وغير ذلك! حيث تجاوزت الديون بهذه الميادين الاستهلاكية ال_3 مليار دولار!!

إنّ أي مبلغ زهيد لتوفير فرص استثماره ببناء الركائز الأساس لإعادة تدوير المنتجات النفطية وإنتاج الغاز محليا تفي وتكفي وطنيا ولا حاجة لتحميل تلك الديون على اقتصاد منهك مستنزف دع عنك أن إنتاج الفلاح العراقي مازال يتعرض للاستهداف بصورة ممنهجة لتخريبه وتعطيله بمختلف الطرق..

هناك قطع للحصة المائية من تركيا ولحوالي 44 نهيراً وجدولا مائيا من إيران مع تخريب أي وجود للغابات والأحزمة الخضراء حتى باتت الأرض مجدبة متصحرة وانتفت المزارع ولبساتين والخضرة التي كان العراقي يُسمى لكثافتها أرض السواد فلنتنبه على خطورة دفع السلطات الرسمية لاتخاذ موقف حازم من قضية المياه واستزراع الأرض  قبل فوات الأوان وتعقيد آثار الخراب والاندثار بإعادة هوية البلاد التي صدرت الحبوب الاستراتيجية وكانت الدولة الأولى بنخيلها عدداً وأنواعاً وبغاباتها وبساتينها .. فلنقل كلمتنا تجاه من استهدف ذلك

وإذا كنا نتفهم ونتجاوز فكرة الاستيراد العاجل مقابل مشهد الخراب وتعطل الدورة الاقتصادية فإننا نتساءل عن السر الذي يقف دون توجه الحكومة نحو استراتيجية تحرير الاقتصاد العراقي وتدوير عجلته بالتوجه للاقتصاد الاستثماري المنتج لا الريعي المستهلك الذي يأكل نفسه ويُراكِم الديون..

إن الاستمرار بالمنطق الريعي حصراً لا يعني سوى مزيد تمرير للسرقات المافيوية المحلية والدولية وتجريد البلاد أولا بأول من إمكانات البناء والتقدم دع عنكم موضوع التنمية! والأمر سيظل بوابة استنزاف تضعنا بمنطق التهلكة وبيع الإنسان بعد نهب الثروات وبيع الوطن..

ولابد من القول هنا إن حصر الاستيراد بلقمة الخبز وبالبضاعة التي يمكن إنتاجها محليا ومن هاتين الدولتين إنما يؤكد نهج نهب الثروة الوطنية والامتناع عن أي عمل استثماري إنتاجي يمكننا من مواجهة التحديات كما أنه يربطنا بديون تجعلنا أبعد من التبعية خاضعين لسطوة وبلطجة لا اقتصادية حسب بل وسياسية واجتماعية تُدار فيها كل شؤون المواطن ضد إرادته وحقوقه وحرياته..

فلنتنبه على المجريات وما يحيط بنا ولنقف بوجه اشكال الاستيراد للمواد الكمالية ولتلك الممكنة الإنتاج محليا وطنيا ولنبدأ رحلة بناء وإعادة إعمار ما خربته حروب فرضوها على شعبنا بمختلف أشكال الدجل وخطاباته وتبريراته…

لنتبنى مشروعات اقتصاد وطني لا نريد في فعالياته بكل تفاصيلها ومحاور إنجازها أي وجود خارجي بخاصة ذاك الذي يبتزنا و يستنزفنا ويعطل حراكنا لنمنع ربطنا بشروط الصناديق الدولية والإقليمية ولنتصدى للتخريب من فورنا..

سؤال مقالنا:لماذا يتم حصر اقتصادنا بهوية ريعية؟ولماذا نسمح باستهداف المنتوج الوطني؟ولماذا تُحمى جرائم النهب وحصرا لدولتي إيران وتركيا!؟ألا نقف موقفاً مخصوصا لمعالجة هذه البوابة الثغرة البنيوية!!؟؟

لنعلن استراتيجية اقتصاد شعب منتج لا مستهلك ولا يفتح بوابات الاتجار بمصيره مع التسليم لأشكال النهب والسرقة المافيوية الأخطر عالميا…

اِدلِ بصوتك ولنكن معاً وسوياً لإنهاء الكارثة التي تكاد تحيق بالشعب والوطن
الاقتصاد الريعي لا يمكنه يوماً أن يمنحنا أجر جهودنا البسيطة فما بالك بمنح الوجود الإنساني الوطني حقه!؟ فلنتجه إلى اقتصاد يحمينا وكرامتنا ويلبي حقوقنا وحرياتنا عبر سيادتين داخلية وخارجية واستقلال ناجز.. فلنكن بمستوى الضمير دفاعا عن وجودنا وننتج ثرواتنا التي نستحق امتلاكها لا تضييعها على مذبح دول تريد ابتزاز وجودنا والقضاء علينا وتحويلنا لشراذم عبيد لخدمة السياد!!! سنبقى أحرار ما بنينا اقتصادنا

 

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714600

مقال اقتصاد ريعي تبتزه دولتا جوار وتنتهكه بنيويا باستغلال مخرجاته في الحوار المتمدن

*****************************************************************************

لمتابعة أنشطة المرصد السومري لحقوق الإنسان في مواقع التواصل الاجتماعي يرجى زيارة الصفحة الرسمية بالضغط هنا

*****************************************************************************

اضغط على الصورة للانتقال إلى الموقع ومعالجاته

********************يمكنكم التسجيل للحصول على ما يُنشر أولا بأول***********************

تيسير عبدالجبار الآلوسي
https://www.facebook.com/alalousiarchive/

سجِّل صداقتك ومتابعتك الصفحة توكيداً لموقف نبيل في تبني أنسنة وجودنا وإعلاء صوت حركة النوير والتغيير

للوصول إلى كتابات تيسير الآلوسي في مواقع التواصل الاجتماعي

...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *